المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [صوتية مفرغة] [فإن هذه الثلاث عنوان السعادة] لفضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري آل طامي [حفظه الله]


أبوشعبة محمد المغربي
03-11-2012, 03:16 PM
بسم الله الرحمان الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




وبعد فهذه كلمه قصيرة ألقاها


فضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري



-حفظه الله-


في جامع التقوى بمنطقة جازان



-حرسها الله-


بعنوان :


(فإنَّ هذِه الثَّلاث عنوانُ السَّعادة)



۞۞۞



رابط التحميل [من هنا (http://www.4shared.com/mp3/WDTYpw7s/_____.html?)]



۞۞۞




التَّفريغ :


إنَّ الحمدَ للهِ نَحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنَا وسيِّئاتِ أعمَالنَا من يهدي الله فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أمَّا بعد : فأسأل الله - تبارك وتعالى - أن يجعلني وإيَّاكم ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر ، فإن هذه الثَّلاث عُنوان السَّعادة ولعلَّ حديثي يكونُ حول هذه الثَّلاث :*إذا أعطي شكر : فيستمرُّ العطاء إذا إزداد العبد لله شكراً ، فإنَّ النِّعمة إذا شُكرت زادت وقرَّت ، وإذا جُحدت زالت وفرَّت ، ودوام النِّعم بدوام شُكر الله تبارك تعالى ، وهذه النعم لا عدَّ لها ولاحصر لها ..سواءٌ ما منَّ الله به - تبارك وتعالى - علينَا في أنفسنَا ، أو فِي ما وهبَنا الله - تبارك وتعالى -:﴿وَإِنْ تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾[إبراهيم: 34]. فلو تأمَّلت يا عبدَ الله في نفسك أنت من نعم ظاهرة ، فأنت تبصر وغيرك أعمَى . أنت تمشي وغيرك مشلول ، أنت في عافية وغيرك ملَّ وهو في فراش ؛ أنت ذا سمعٍ وعقلٍ وغيرك فاقدٌ لذلك ...فمن الذي أعطاك ؟إن الَّذي أعطاك هذه النِّعمة ابتلاك بها لتشكر ، بماذا يكون الشكر أن لا تُصرف هذه النعمة في سخط الله وغضبه . بمعنى : وهبت الإبصار فإياك والنظر إلى ما يُغضب الله ، فالنَّفس ميالة للنظر إلى الحرام ، وسماع الحرام ويستعذب اللِّسان الغيبة والنَّميمة وأحياناً الوقوع في بعض فحش الألفاظ .اعلم - يا عبد الله - أنَّك محاسب على هذه النعمة ؛ وأنَّك ستجازى عليها ، فإن خيراً كان لك ذلك .. وإن كان غير ذلك فليس لك إلا ذلك فتب إلى الله وكن شاكراً لله - عز وجل - .بماذا يكون شكر النِّعمة ؟ لمن وهب المال ؟ أن يكون في المصارف التي ترضي الله بما أحلَّ الله وأباح وإياك والحرام .. في النَّفقة والصدقة وأولاها النَّفس والأهل والذُّريَّة ... والأقربون أولى بالمعروف .
من الذي جعلك غنيّاً وغيرك فقير ؟ من جعلك تملك داراً وغيرك في إيجار ؟ من جعل عندك مركبة وغيرك يركب سيَّارات الأجرة ؟ من الَّذي وهبك هذا الخير ؟ هو الله .
فهذه نعمة فإن شكرت زادت ، بل إنَّ العبد لا يشعر بالنِّعمة إلا حينما تأتي بوادر فقد هذه النِّعمة .فإذا ضعف البصر تذكرنا نعمة النَّظر ، وإذا عجز عن الكلام تذكَّر نعمة الكلام ، وكذا إذا فقد حركة تمنَّى لو أنه صرف حركاته وسكناته في مراضي الله ، وهكذا هذه النعم .
المسألة الأخرى ؛ وأن يجعلك ممن إذا ابتلي صبر :
هذه الحياة إبتلاء ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ۞ هُوَ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمُ أَيُّكُمُ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾[الملك:1ـ2] .



وأحسنُه : أي أصوبه ومقتفياً فيه للنَّبي صلى الله عليه وسلم .
خالصاً : من حيث القصد في الفعل ، وموافقاً للمُصطفى من حيثُ الأداءِ .

هذا هو الواجب على الإنسان . هذه الحياة (إبتلاء) ، وكم من أناس ابتلوا في أنفسهم ؟ وفي أزواجهم ؟ وفي أموالهم ؟ وفي كثير من الأشياء فكيف إذا ابتلاك الله في جسدك نعمة فقدتها ، نعمة حصل لها ما حصل ؛ ذاك إبتلاء من الله .

فالإبتلاء يأتي في النَّفس ويأتي في الذرية ويأتي في الضُّروب الحياتيَّة ، فكم من تاجرٍ خسر ؟ وكم من معافاً مرض ؟ وكم من سليم أصابه السَّقم ؟ وكم ... ؟ وكم .. نِعَم .
فهذه النعمة المسلُوبة هي إبتلاءٌ ، أتصبر؟ أم تجزع ؟!! وتقنط ؟!! وتضجَّر وتقول لماذا أنا حصل لي كذا ؟!وفلان لم يحصل له كذا ؟!!! . فلماذا أنا ؟ ويتشكَّى على من ؟؟؟ يتشكَّى على القضاء والقدر فالله هو الذي جعل له ذلك . فلماذا يا عبد الله أنت كذلك ؟ لماذا تجزع من حوادث اللَّيالي ؟ ألا تعلم أن الله - تبارك وتعالى - إذا أحبَّ عبداً إبتلاه ؟ ألا تعلم أن أشدَّ النَّاس إبتلاءً الأنبياء ثمَّ الأمثل فالأمثل ؟ لا نُحب الإبتلاء ولكن إذا ابتُلينا فنَصبر ؛ ولذلك يقول النَّبي صلَّى الله عليه وسلم :(( لاَتُحِبُّواْ لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَإِذَا لَقِيتُمُوهُ فَاثْبُتُواْ ))(1) ، لا يسأل الإنسان الله أن يبتليه ليمتحن نفسه ، لا ! . سل الله العفو والعافية ؛
لأنَّه إذا عفَى وعوفيت فأنتَ مَلِك ، فهذه مطالبُ الملوك .
سل الله أن تكون كذلك ومعافى ؛ فكيف إذا كنت كذلك ؟ وقد أزال الله عنك همَّ المُلك .
إذا فهي نعمة ، إذا يا عبد الله الإبتلاء لابد له من صبر والنِّعمة لابدَّ لها من شكر .
ولو تأملنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لوجدنا ذلك لايكون إلاَّ في المؤمن ، (( عَجَباً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ وَأَمْرُهُ كُلُّهُ خَيْرٌ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنْ ))(2) .
بل قيل أيها أرقى وأعلى مرتبة المنَعَّم الشَّاكر أو المُبتلَى الصَّابر ؟ قيل أيُّها أشدُّ المبتلى الصّابر أوالمنعم الشَّاكر؟ قيل إنَّ المنعم الشاكر أفضل حالا من المبتلى الصابر لماذا ؟لأن الصَّابر في بلواه ليس له إلا الصَّبر ، ولكن المنعَّم قد تلهيه النعم عن الشُّكر ( فكونه منعم شاكر ) دلَّ على أنَّ مرتبتهُ أعلى ، وكذلك المبتلى مبتلى ( لِيَبْلُوَكُمُ أَيُّكُمُ أَحْسَنُ عَمَلاً ) فلا تزدد بذلك ضجراً.
ولا تكن للنِّعمة بَطراً .. إنما كن شاكرا لأنعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ فالذي أعطاك سيحاسبك ، ﴿ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونْ﴾[الملك:1ـ2].
والشُّكر غالباً إذا أتى يُراد به التَّوحيد ، وضدُّ ذلك هو الشِّرك فالمفهوم منه هنا كما ذكر ذلك جمع من علماء التَّفسير أنه التَّوحيد وضده الشِّرك .
أمر آخر في هذه النِّعم إن صرفتها في سخط الله ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٍ ﴾[المجادلة:18].
فانتبه أن يكون شاهدٌ عليك مِنك ، جارحةٌ من جوارحكَ كمَا قال تَعالَى : ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتَكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونْ ﴾ [النور:36ـ37].
فانتبه لكسبِك خيراً أو شرّاً ، فالخير أحبه وأتبعه بالإخلاص والمتابعة وغير ذلك أتبعه بالتوبة والإستغفار وهو المَسألةُ الثَّالثة :( وأن يجعلك ممَّن إذا أذنبَ استغفر ) : كلُّنا ذا خطأ ؛ منْ منَّا لَاَ يُذنِب ؟
(( لَوْ أَنَّكُمْ لاَ تُذْنِبُونَ وَتَسْتَغْفِرُونَ لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ ، وَلأَتَى بِأَقْوَامٍ يُذْنِبُونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ ))(3) .
هل هذا إذنٌ لنَا للوقوع فِي الآثامِ ؟ لَاَ . إنَّما هو تنبيهٌ لَنا أنَّ لنَا ربّاً كريماً يغفِرُ الزَّلات وأنَّ طبيعتكَ أيُّها الإِنسان أنَّكَ خَطَّاء ؛ ولكنَّ خيرَ الخطَّائين من ؟ التَّوابُون (4).
فأكثر من التَّوبة ، فلذلك انتبه لنفسك . فإن وجدت نفسك أنَّك كثير الإسْتغفار فَهي علاَمة ومُأشِّر علَى أنَّك علَى خير ، ولكن إذا مرَّ بك الوقت وأنت لم تستغفر فانتبه أن تكون مستدرجا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر كان يحسب له في المجلس يحسب يستغفر في اليوم كم ؟ سبعين مرة . بل أتى عن نفسه يَرْوِي هو صلَّى الله عليه وسلم ـ كمَا في البُخاري ـ :((إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ))(5) .مِنَّة ومنْحَة وعَطيَّة ؛ من الله - تبارك وتعالى - فاللَّهم لا تَحرمنا ذلك .
ولذلك طُوبى لمن وجد في صحيفته إستغفاراً كثيراً ، طُوبى : بمعنى الجنَّة .كيف ودعاء سيد الإستغفار واحرص عليه فمن قال ومات كانت له الجنَّة ، فالذُّنوب لابدَّ أن تُتبِعها بالتَّوبة والإستغفار لله - عز وجل - إذا كانت الأعمال الصَّالحة وماذا قُلنا بعد أن فرَغنا الآن من الصلاة ماذا قلنا ؟ قلنَا ماذَا بعد الصَّلاة ..؟ أستغفرُ الله ، أستغفرُ الله ، أستغفرُ الله .أمِنْ ذنب قدِ اقترفنَا ؟! الطَّاعَات وهي تمارس تتبعها بذلك ، لماذا لما حصل من عدم إتمام خشوعهـا وخضوعهـا ... فأنت تستكمل لعدم تكملتك للأمر ، فكيف بمن وقع في الذَّنب ؟! إذن أكثر من الإستغفار .فالإستغفار نعمة إذا وفقت لها ، كيف ونحن نجد الآن بعض الناس إذا قال أستغفر الله ، التفت من بجواره أنت مسوِّي شيء ؟!!! أنت مذنب ؟ فكأن الَّذي لا يستغفر إلا من وقع في جرم أو ذنب !! ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم مغفور له ماتقدم من ذنبهِ وما تأخَّر ومعصوم ومع ذلك يحسب له إستغفاره في المجالس .. ولذلك شُرع لنا دعاء عظيم وهو كفارة المجلس فإذا قمت بدعاءٍ إسمه دعاء(كفَّارَةِ المَجلسِ) ماهو هذا الدعاء ؟؟ '' سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ''(6) هل أنت تقول ذلك في خاتمة كل مجلس ؟ فإن كنت كذلك فكن شاكرا لله على ذلك ، وإن على غير ذلك فانتبه لنفسك في ذلك ، وإن كنت لا تعلم ذلك فأنت الآن في مجلس قد سمعت ذلك . فانقل هذا واستفد وطبِّق ذلك في حيَاتك ...
يا إخوتاه إن ثمرة العلم العمل ، فرق بين أن يكون لديك معلومات تحفظها وبين أن يكون لديك تطبيقاتٍ للأحكام الشَّرعية في حياتك اليومية، هذه هي الثَّمرة ليست الثَّمرة أنْ تحفظَ فقط !! احفظ وطبِّق واعمَل .
فهذا هُو كمال العِلم ، ولِذلك ممن يُعذب عالمٌ لم يعمل بعلمه وقال في ذلك النَّاظم :
وَعَـالِمٌ بِـعِلْمِهِ لَمْ يَـعْمَلَـنْ *** مُـعَذَّبٌ مِـنْ قِبَلِ عُبَّادِ الْوَثَـنِ(7)
لماذا لأن أول من تسعر بهم النَّار ثلاثة وَذكر منهم :((عَالِمٌ لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِه ِ))(8) ، انتبه أن تعلم ولا تعمل .هذه الثلاث (http://vb.noor-alyaqeen.com/t24463/)من وفق لها أدرك السَّعادة ، أعيدهـا : وهو دعاء أسأل الله ذلك لي ولكم ، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر .
اللهم آمين ، وصلى الله على نبينا محمد وبارك الله فيكم أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . اهـ


اعتنى به :

أبوشعبة محمدالمغربي

عفا الله عنه وعن والديه والمسلمين .




___________________
(1)- عن عبد الله بن أبي أوفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ٱنتظر في بعض أيَّامه التي لقى فيها العدو حتى إذا مالت قام فيهم فقال : ياأيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، واسألواْ الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلمواْ أن الجنة تحت ظلال السيوف ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم فقال :(( اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب ، وهازم الأحزاب ، ٱهزمهم وانصرنا عليهم )) رواه البخاري ومسلم .
قال عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمان بن زياد ، عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم :(( لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية وإذا لقيتموهم فاثبتوا واذكروا فإن أجلبوا وضجوا فعليكم بالصَّمت )) .
(2)- حدثنا هداب بن خالد الأزدي وشيبان بن فروخ جميعا عن سليمان بن المغيرة واللفظ لشيبان حدثنا سليمان حدثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه الإمام مسلم برقم (٢٩٩٩) في كتاب الزهد والرقائق ـ باب (باب المؤمن أمره كله خير) .
(3)ـ رواه الإمام أحمد في مسنده برقم (٧٨٨٤)
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا ، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ " .
(4)ـ حديث: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون » .
أخرجه ابن أبي شيبة 13/187 ، وأحمد 3/198، والترمذي (2499)، وابن ماجه (4251) والحاكم 4/272 وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/420 ، والدارمي 2/392 ، وأبو يعلى 5/301 . وعبد بن حميد 1/360 .
(5)ـ نما جاء من حديث أبي هريرة وأنس وأبي موسى الأشعري .
أما حديث أبي هريرة فأخرجه البخاري ( 5948 ) من طريق شعيب عن الزهري عن أبي سلمة قال : قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )) ، وأخرجه أحمد ( 7734 ) والترمذي ( 3259 ) من طريق معمر عن الزهري .. به ، وأخرجه ابن حبان ( 925 ) من طريق يونس عن الزهري .. به ، والطبراني ( الأوسط ، رقم 4222 ) من طريق موسى بن عقبة ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق كلاهما عن الزهري .. به ، وللحديث طريق أخرى من غير الزهري أخرجها النسائي ( الكبرى ، رقم 10268 ) من طريق عبد العزيز عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة .. به .أما حديث أنس فأخرجه النسائي ( الكبرى ، رقم 10266 ) وأبو يعلى ( 2934 ) والطبراني ( الأوسط ، رقم 2877 ) وابن حبان ( 924 ) كلهم من طريق معتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة عن أنس ... به ، وهذا إسنادٌ صحيح .
وجاء أيضاً من حديث أبي موسى فأخرجه ابن ماجه ( 3816 ) من طريق وكيع عن مغيرة بن أبي الحر عن سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن جده .. فذكره ، وأخرجه النسائي ( عمل اليوم والليلة ، رقم 440 ) من طريق موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة .. به ، ورجال ابن ماجه رجال الصحيح سوى مغيرة بن أبي الحر وهو صدوق .
(6)ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( من جلس مجلسا ، فكثُر لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ، إلا كفَّر الله له ما كان في مجلسه ذلك )) رواه الترمذي وقال حديث حسن ، وصححه الإمام الألباني رحمه الله في المشكاة (2433) .
(7)ـ سئل الشيخ العلامة المحدث الإمام عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى عن معنى هذا البيت فأجاب :
نعم ، هذا بيت مشهور ، و(يعني) عبَّاد الأوثان لاشك أنه ليس لهم إلا النار ، وأما العالم الذي لم يعمل بعلمه وإنما عنده (غير مفهومة) وعنده معرفة بالحق ولكنه يقصر فيه ليس مثل عابد الوثن ؛ لأن عابد الوثن ليس أمامه إلا النّار ويبقى فيه أبد الآباد ، وأما العالم الذي حصل منه تقصير وحصل منه أنه عرف الحق وما حصل (يعني) عملا به لكنه لم يستحل ، (يعني) هذا الذي حصل منه لم يحصل منه استحلال لاشك أن هذا دون هذا ، لكن هذا يذكرونه من أجل بيان خطورة كون الإنسان يكون على علم ولا يعمل ؛ لأن الذي يكون على علم ولايعمل به يشبه اليهود ، والذي يعبد الله على جهل يشبه النصارى ، ومعلوم أن اليهود وصفوا بأنهم مغضوب عليهم ، والنصارى بأنهم ضالين ، ومعلوم أن اليهود أشد وأخبث من النصارى ؛ لأنهم عرفوا الحق ولم يعملو به ، وكلهم كفار وكلهم من أهل النار ، لكن من كان من هذه الأمة وعرف الحق وابتلي بكونه قصر في شيء من مسائل العلم لم يعمل بها مع معرفته بأنه مذنب ولم يستحل ؛ فإن هذا لايكون مثل عابد الوثن ؛ فعابد الوثن ليس أمامه إلا النار ، أما الذي حصل له خطأ أو حصل من عدم العمل بشيء من العلم مع عدم استحلاله فإن هذا مذنب وأمره إلى الله -عز وجل- .
(8)- أخرج الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له ناتل أهل الشام: أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت, قال: كذبت, ولكنك قاتلت لأن يقال جريء, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل تعلم العلم, وعلمه, وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته, وقرأت فيك القرآن, قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم, وقرأت القرآن ليقال هو قارئ, فقد قيل, ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار, ورجل وسع الله عليه, وأعطاه من أصناف المال كله فأتى به فعرفه نعمه فعرفها, قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك, قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار ).
تمَّ بحمد الله .