المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آخر ليلة في بيت الامام الجامي قبل وفاته -رحمه الله- لفضيلة الشيخ : عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله تعالى


أبوشعبة محمد المغربي
02-23-2014, 12:29 PM
آخر ليلة في بيت الامام الجامي قبل وفاته -رحمه الله-
لفضيلة الشيخ :
عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
حفظه الله تعالى


أذكر يعني أنَّ الشيخ رحمه الله في هذا التَّعبد وهذا التنسُّك رحمه الله ، أنِّي كنت عنده (رحمه الله) قبل وفاته بليلة .. كذبوا وفجرواْ أنَّ الشيخ أُصيب بسلطان في لسانه ! والله ما قالواْ كلمة الحقِّ وربِّ السَّماء؛ وأُباهلُ على هذه وعلَى غيرها ... أُصيب رحمه الله نعم بداءٍ أصابَ الكبدَ ، فكثيرٌ من الفضلاءِ وغيرهم يُصابون وكما قال الإمام ابن القيِّم رحمه الله : ( إنَّ الله ليبتلي عبده المؤمن لا ليُهلكهُ ولكن ليمتحن صبره ، فإنَّ لله عبادةً في السَّراء كما له عبادةً في الضَّراء وله عبادةٌ فيما يحبُّه المرء ولهُ عبادةٌ فيما يكرهه ؛ وغالبُ الناس تمتحنُ فيما تحبُّ ولا تمتحن فيما تكرهه ، والشأنُ كلُّ الشأن أن يمتحن العبد فيما يكره ) اهـ . هناك تفاوت الرُّتب بحسب توفُّر اليقين والإيمان في القلوب وتمامه وكماله ، والله ما أُصيب إلا بكبده رحمه الله ، بل أذكرهُ رحمه الله أنَّه كان يُطالعُ ولمَّا ضعُف في آخر أيَّامه وهنَ رحمه الله .. نعم ، ما يستطيعُ القراءَةَ
كان يأمرُ ابنه عليّاً أن يقرأ عليه أو عبد الملكِ ، ما يستطيعُ الشيخ يقرأ ولا يستطيعُ الجلوسَ كان علَى الفراش رحمة الله عليه ، فدخلتُ عليه في غرفته الخاصَّة وإذا بكتب أهل العلم من علوم القرآن وغيره ... تقرأُ عليه ، بل يقولُ لي ابنه : يعني أقرأُ ما أتعوَّدُ هذه القراءة بالسَّاعات الطِّوال ، أقرأُ .. أقرأُ بس آخذ نفساً أو أشربُ ماءً يقول :
اِقرأ .. اِقرأ .
هذا الكلام قبل دخوله في غيبوبة الوفاةِ بليلة ، ثم ثاني يوم فوجئنا وسمعنا بهذا الخبر ـ وكان رحمه الله ـ أن دخل في هذه الغيبوبة الَّتي أصابتهُ يوماً واحداً ثمَّ فارق الحياةَ ، وهذه المُفارقة يقول بعضُ الأطباء الذين كانوا يعالجون كثيرٌ من النَّاس يدخلون هذه الغيبوبة لا ندري متى ! بعضهم يبقى (ثليات وهكذا وأنابيب) يبقى أيَّاماً ويبقى شهوراً وبعضهم سنين وهذا فيه عذابٌ ومشقَّةٌ ، الشَّيخُ أراحه الله جلَّ وعزَّ واختار له الخيرَ والصَّالح له ( ليلةً واحدةً ) .
وكان في غيبوبته يفيق كما أخبرني ابنه عليّاً ـ كان يفيق ويقول يا علي ـ يناديه ، ثم يغيب ثم يفيق يا علي ، ثم يغيبُ ويفيق وفي الثَّالثة أو الرَّابعة فقال : بلِّغ المشايخ والإخوان أن يعتنوا بالعقيدة والتّوحيد ، ثمَّ غاب وفارق الحياة وهو يشيرُ بأصبعه رحمه الله بالسَّبابة ثم غاب ومات رحمه الله وغفر له .
والأعمال بالخواتيم أيُّها الإخوة كما قلنا ، العمرُ بآخره والعمل بخاتمته . قال صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالخواتيم )) كما في البخاري ، وهذا الإمام رحمه الله ما أصابته الهلكة إن شاء الله ولكنها من الرِّفعة ؛ نعم . اهـ

فرغه /
أبوشعبة محمد القادري
غفرالله له وستر عيبه
الجمعة ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ


https://soundcloud.com/issam-abu-rabii/kjortxutff7b