المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بل يقال: الصعافقة أخس من الحدادية


أسامة بن عطايا العتيبي
05-26-2018, 02:18 PM
بل يقال: الصعافقة أخس من الحدادية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد تناقل الصعافقة رسالة لبعض الصعافقة من تونس ينسب لشيخنا الشيخ ربيع حفظه الله أنه يقول عن الشيخ محمد بن هادي حفظه الله أنه أخس من الحدادية، وهذا الكلام باطل مردود من وجوه:

الوجه الأول: أن النقلة من الصعافقة وهم أهل كذب وفساد، فنقلهم باطل، وخبرهم موضوع.

الوجه الثاني: أن تلك الرسالة دالة على أن مهنة الصعافقة الرسمية هي التحريش بين العلماء السلفيين، فهم كلما دخلوا على الشيخ ربيع أوغروا صدره على علماء السنة، ونقلوا عنهم الأكاذيب والافتراءات، بل حتى لو كانوا ينقلون أمورا صحيحة لكن يجتزؤونها للتحريش فهو أمر منكر.

فشياطين الجن في رمضان مصفدة، تضعف حركتها، لكنها حركت شياطين الإنس من الصعافقة قطع الله دابرهم.

الوجه الثالث: أن الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله من علماء السلفيين الذين يعلنون للناس منابذة التعصب والتقليد الأعمى، ويلزمون السلفيين باتباع الدليل، ولم نجد مع الشيخ ربيع فيما نسبه إليه الصعافقة أو فيما قاله في رسالته الصوتية عن الشيخ محمد بن هادي ذرة دليل، بل الأدلة الكثيرة على خلافه.

فنحن نحاكم أقوال المشايخ للمنهج السلفي، ونعرض كلامهم على الأدلة، فما وافق الحق قبلنا، وما خالف الحق رمينا به عرض الحائط مع احترامنا لعالم السنة، ورد خطئه بكل وضوح.

الوجه الرابع: أن كلام الشيخ محمد بن هادي المدخلي في الصعافقة كلام عالم من كبار العلماء(الأكابر)، ومدلل، وموضح ومبين، ولا يحل لمسلم رد الحق الذي جاء به الشيخ محمد بن هادي المدخلي لشدة وضوحه وجلائه.

والواجب الخضوع للحق بدليله، وعدم التكبر عن اتباع الحق بدليله.

ومن تلك الأدلة ما أورده صاحب نذير الصاعقة والذي قرأه الشيخ محمد بن هادي حرفا حرفا، والأدلة فيه موثقة يرجع إليها من أراد الحق، واستجاب للمنهج السلفي.

الوجه الخامس: أن منهج الحدادية مبني على التركيز على السلفيين، ونشر مثالبهم، ومحاولة إسقاطهم.

وهذا هو منهج الصعافقة الذي يعملون به من سنوات، وما محاربتي لهم إلا بسبب هذا المنهج الحدادي الذي عليه الصعافقة، ثم محاربة الشيخ محمد بن هادي للصعافقة بسبب مسلكهم الحدادي، وبسبب قواعدهم البدعية الفاسدة للدفاع عن حداديتهم.

فالصعافقة أخس من الحدادية، من يبين ضلالهم هم السلفيون حقا إذا كان ردهم عليهم كان على وفق المنهج السلفي كما عليه الشيخ محمد بن هادي حفظه الله ومن معه من مشايخ السنة.

الوجه السادس: أن الشيخ ربيعا حفظه الله كان موافقا للشيخ محمد بن هادي وكان مكافحا للصعافقة، واتفقوا على ذلك عام1437هـ قبيل رمضان، واشتدت كلماتهم في مكافحة الصعافقة دون ذكر اسم الصعافقة وقتها، فكان الشيخ ربيع من المقرين والمؤيدين، وكان الشيخ ربيع من أوائل من وقفوا في وجه حدادية الصعافقة لما حاولوا إسقاطي وإسقاط الشيخ أحمد بازمول والشيخ عادل منصور ومشايخ الكويت.

ولكن بعد ذهابي لليبيا بعلم الشيخ ومشاورته استطاع الصعافقة المكر بالشيخ ربيع، وتحريشه ضدي، وإيغار صدره علي، ومن هنا بدأت سلسلة تحريش الشيخ ربيع على الشيخ محمد بن هادي وغيره من مشايخ السنة.

فمنهج الشيخ ربيع موافق لما عليه الشيخ محمد بن هادي من مكافحة الصعافقة الأوباش، لكن تحريش الصعافقة ومكرهم بالشيخ ربيع جعلوا الشيخ ربيعا موغر الصدر ضد الشيخ محمد بن هادي والسلفيين الصادقين، ويسعون إلى إسقاط مشايخ الجزائر كذلك، بل لن يتركوا شيخا سلفيا حتى يعملوا العداوة بينه وبين الشيخ ربيع، فيريد الصعافقة من الشيخ ربيع أن ينقض ما غزله من سنوات في نصرة السلفيين ومحاربة أهل الأهواء والفتن، ولن ينجحوا في ذلك بإذن الله، فالشيخ ربيع أكبر من هذا المكر الصعفوقي، والسلفيون أوعى من هذا، وبدؤوا يتنبهون لمكر الصعافقة وتحريشهم، فصارت هذه التحريشات الصادرة منهم تقابل بالإنكار والتفنيد والتنفير من قبل السلفيين، ولم يقبلوا تقليد الشيخ ربيع على خطئه وزلته، مع احترامهم له، وتقديرهم إياه.


الوجه السابع: أن الشيخ ربيعا حفظه الله أكثر من نفي أدلة الشيخ محمد بن هادي رغم أنها موجودة، لا ينكر وجودها متابع للساحة، ومطلع على القضية، بل لا ينفي الأدلة على ضلال الصعافقة إلا شخصان:
إما شخص غير متابع للقضية-كما هو حال الشيخ ربيع فلا يصله إلا ما يريده الصعافقة فقط لا غير وما وصلهمن خلاف ذلك يشوشون عليه ويسكتونه أمام الشيخ-، وإما شخص مكذب بالحق وبالواقع كما عليه عامة الصعافقة أخزاهم الله.

وإنا بحمد الله نعرف المنهج السلفي، ونتبعه، ولا نقلد التقليد الأعمى، ولا نتعصب للرجال، بل نقدم الدليل على أنفسنا ، وهذا مقتضى قوله صلى الله عليه وسلم-فيما معناه-: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه". رواه البخاري بنحوه.

وعلاقتنا بالشيخ ربيع علاقة الأبناء بأبيهم، فنحترمه ونجله، ولا نتعصب له، ولا نغلوا فيه، ولا نحارب الحق لأجل موافقته في زلته.

فنحن عبيد الله الواحد الأحد، وطاعة الله مقدمة على طاعة جميع الخلق، ورضى الله مقدم على رضا الشيخ ربيع.

فمما سبق يعلم أن عبارة "أخس من الحدادية" صفة الصعافقة وزعانفهم، وأن من يرمي السلفيين بذلك فهو مبطل،وهو أحق بالكلمة، وأن الشيخ ربيعا بريء من الصعافقة ومكرهم وتحريشهم، وأن الشيخ محمد بن هادي عالم كبير من علماء السنة لا يزيده الطعن فيه من قبل الصعافقة وتحريشهم إلا رفعة، ولا يزيد الصعافقة إلا انحطاطا وفضيحة.

والله أعلم

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
10/ رمضان / 1439 هـ