المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة في التوحيد : )وكذلك جعلناكم أمة وسطاً (لقاء مع شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي في 21/12/1425


أبو إسماعيل عثمان الغماري
07-24-2010, 01:01 PM
كلمة في التوحيد : -وكذلك جعلناكم أمة وسطاً -

وتعليق على بعض أعمال الحدادية الجديدة

( لقاء مع شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي في 21/12/1425هـ )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أماّ بعد , فإنّ الله تبارك و تعالى أكمل الرسالات وختم النبوات برسالة محمد r أكمل الرسالات و أشملها وأرحمها وأوسطها ؛ كانت في الشرائع السابقة –خاصة في بني إسرائيل – آصار وأغلال فالله تبارك و تعالى رفع الآصار و الأغلال )الذين يتبّعون الرسول النبيّ الأمي الذّي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيّبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التّي كانت عليهم فالذّين آمنوا به وعزّروه ونصروه و اتبعوا النّور الذّي أنزل معه أولئك هم المفلحون ( [الأعراف 157] يجدون محمداً r في كتبهم بهذه الصفات .

وقد أثنى الله على محمد r وأصحابه في الكتب السابقة ) محمد رسول الله والذّين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجدًّا يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزُرَّاع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما (

[الفتح 29]

فهذه صفات محمد وأصحابه في التوراة والإنجيل فقال في وصفهم في الإنجيل ) ليغيظ بهم الكفار ( واستنبط مالك وغيره تكفير الروافض الذين يغيظهم أصحاب محمد r فهم خير أمة أخرجت للناس وهم أمة وسط , وهذه أمة وسط كما وصفها الله تبارك وتعالى بين الأمم كلها )وكذلك جعناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ( [البقرة 143] .

يأتي الله يوم القيامة بنوح فيسأله هل بلَّغتَ فيقول :نعم ,ثم يسأل الله قومه فيقولون :ما أتانا من نذير ! فيقول الله : من يشهد لك ؟ فيقول نوح r : محمد r وأمته ,فيشهدون له وهم عدول وشهود في تبليغ هذه الرسالة بلّغها الأمناء العدول ولهذا وضع أئمة الحديث –رضوان الله عليهم – شروطا لقبول الرواية ووضعوا هم والفقهاء شروطا لقبول الشهادة فلا يقبل الخبر والشهادة إلاَّ من العدول الضابطين إلى شروط أخرى اتّصال الإسناد عدم الشذوذ عدم العلَّة ضبط شديد جدًّا ومحكم لحفظ دين الله تبارك وتعالى وحمايته من روايات الكذَّابين والضعفاء والمجهولين وأمثال ذلك ممَّا ذكروه في كتب علوم الحديث واشترطوا اتِّصال السند فلا يقبل المرسل ولا المعضل ولا المنقطع ... ولا يقبلون رواية المبتدع الداعية , ويختلفون في رواية غير الداعية . منهم من يقبلها ومنهم من لا يقبلها لأنَّ غلاة أهل البدع ودعاتهم تحملهم بدعهم على الكذب على رسول الله r كم كذبوا على رسول الله r لكن تصدى لهم جهابذة أهل السنة وحفاظها وأئمة الجرح والتعديل فغربلوا سنة رسول الله r مما شابها من دسِّ هؤلاء حتى إنَّه لم يخفَ على أئمة أهل الحديث حرف واحد يُكذَب أو يخطأ فيه على رسول الله r فلا تجد كذبة على رسول الله r أو كذبات إلا وقد بيَّنُوها .

ولا خطأً من أي أحدٍ-حتى من صحابي إلا بيَّنُوه للناس وقدَّموا هذا الدين خالصاً نقياً لهذه الأمة وسيبقى إلى يوم يأذن الله في زوال هذا الكون وقيام الساعة فرضي الله عنهم فهم العدول والشهداء يجرحون : فمن جرحوه فقد هلك ومن عدَّلوه فقد ارتفع وأصبح أهلاً للشهادة ونقل هذا الدين رضوان الله عليهم فأهل السنَّة وسط بين الفرق كلها كما أنَّ هذه الأمة وسط بين الأمم كلها ,أهل السنة وسط بين الفرق التي انحرفت عن دين الله الحق وعن صراطه المستقيم ومنهاجه القويم فهم وسط في باب صفات الله بين الجهمية المعطلة وبين المشبهة الغالية في الإثبات فالجهمية غلوا في تنـزيه الله عن مشابهة المخلوقين كما يزعمون فأدى بهم غلوُّهم وإفراطهم في هذا التنـزيه المفتعل إلى أن عطَّلوا الله من صفات كماله : فالله عند غلاة الجهمية عندهم لا يسمع ولا يبصر ولا يرى ولا ينزل ولا استوى على العرش ولا ولا ....ولا رحمة ولا غضب ولا رضا ... ولا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه ولا ... وبعضهم يقول : إنَّه في كلِّ مكان ... قاتلهم الله !

ويحتجون بمثل قوله تعالى :)ليس كمثله شيء( وينسون آخر الآية ) وهو السميع البصير ( [الشورى 11].

فأوَّل الآية ينـزه الله عن مشابهة المخلوقين وآخرها يثبت له صفات الكمال: فنحن نثبت له الصفات-صفات كماله-على أساس )ليس كمثله شيء وهو السميع البصير( نجمع بين الإثبات والتنـزيه : بينما المعطلة يأخذون أوَّل الآية ) ليس كمثله شيء ( وينسون آخرها ) وهو السميع البصير ( فيجردونه ويعطلونه من صفات كماله . وأخذ المشبهة بمبدأ الإثبات وغَلَوْا فيه وشبَّهوا الله بمخلوقاته : له سمع كسمعنا ! وبصر كبصرنا ! واستواء كاستوائنا ! ونزول كنزولنا ! ... !! تعالى الله عن ذلك علواً عظيماً .

وأهل السنة توسطوا فأثبتوا لله صفات الكمال ونزَّهوه عن مشابهة المخلوقات : أثبتوا له صفات كماله ,ونزَّهوه عن مشابهة مخلوقاته والآيات في إثبات الصفات كثيرة جدا والأحاديث كذلك وآيات التنـزيه موجودة أيضاً .

وعند أهل السنة قاعدة يجب أن ننتبه لها وهي :

" الإجمال في النفي والتفصيل في الإثبات "

قال تعالى: ) ليس كمثله شيء ( [الشورى 11]

) لم يلد ولم يولد ( [ الإخلاص 3]

) هل تعلم له سميا ( [ مريم ]

إجمال في النفي .

أما التفصيل : سميع , بصير , قدير , خبير...والقرآن مليء بهذا التفصيل .

الشاهد أنَّ أهل السنة وسط في كل أبواب الدين ومنها قضايا العقيدة : وقد ضربنا لكم مثلاً بالمشبهة والمعطلة وأهل السنة وسط : فالمشبهة غلوا في الإثبات فشبهوا الله بخلقه والمعطلة غلوا في تنـزيه الله- بزعمهم- عن مشابهة المخلوقين فعطلوا الله عن صفات كماله . وأهل السنة أثبتوا له صفات الكمال على أساس ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( :فعندهم إثبات بلا تمثيل و تنـزيه بلا تعطيل-كما سبق- ؛خالفوا أهل الأهواء وأخذوا طريقة السلف والصراط المستقيم الذي كان عليه رسول الله r وصحابته الكرام وجاء به القرآن والسنة .

كذلك في باب الوعد والوعيد فالخوارج والمعتزلة تعلقوا بنصوص الوعيد فمرتكب الكبيرة عند الخوارج كافر وحكمه في الآخرة الخلود في النار أبد الآبدين ولا تقبل فيه شفاعة الشافعين وعند المعتزلة مرتكب الكبيرة يخرج من الإيمان ويبقى في منزلة بين المنـزلتين:لا مؤمن ولا كافر-هذا حكمه في الدنيا -(!). وحكمه في الآخرة يلتقون فيه مع الخوارج إنَّه خالد مخلد في النار ولا تقبل في مرتكب الكبائر المُصِرِّين عليها-ماتوا مصرين عليها-لايخرجون من النار ولا تقبل فيهم شفاعة الشافعين وتعلقوا بنصوص وردت في الكفار , الكفار الذين كذَّبوا الله وكذَّبوا رسله إلى آخر الكفريات . وأهل السنة توسطوا في مرتكبي الكبائر بين الخوارج والمرجئة .

فالمرجئة الغلاة قالوا إنَّ الإيمان : هو التصديق ؛فمن صدَّق بالله وبما جاءت به رسله فهو عندهم مؤمن كامل الإيمان ولو ارتكب جميع الكبائر لا ينقص من إيمانه شيء ولا يدخل النار أبداً لأنَّه لا يضره عندهم مع الإيمان ذنب .

ومرجئة الفقهاء قالوا الإيمان هو تصديق بالجنان وقول باللسان لكنَّهم شاركوا هؤلاء الغلاة في أنَّ العمل ليس من الإيمان ولا يزيد ولا ينقص وأنَّ أفجر الناس كإيمان جبريل ومحمد r غير أنَّهم قالوا إنَّ مرتكب الكبيرة إن مات مصرّاً عليها فهو مُعَرَّضٌ للعقوبة والعذاب.

أما أهل السنة فسلكوا الطريق الوسط بين هؤلاء و هؤلاء قالوا إنَّ مرتكب الكبيرة غير المستحل لا يخرج من الإيمان فيقال له: ( فاسق ) مع ذلك يقال له:( ناقص الإيمان ) بقدر ما يرتكب من المعاصي حتى لا يبقى له إلاَّ أدنى مثقال ذرَّة من إيمان ...

عند الخوارج والمرجئة و المعتزلة الإيمان لا يزيد ولا ينقص (!) .

وأهل السنة يقولون:( الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والعصاة يستحقون الذَّم وهم معرضون للعقوبة الشديدة ) .

و الخوارج يُكَفِّرُونَهم والمرجئة الغالية يقولون لا يضرُّ مع الإيمان ذنب ولا يُعرَّض العاصي لنصوص الوعيد ولا للعقوبات ولا...وعندهم وعند سائر المرجئة أنَّ إيمانه لا ينقص أبدا وإيمان أفجر الناس مثل إيمان جبريل و محمد r (!!) .

فأهل السنة متوسطون بين الغلاة من الخوارج و المعتزلة الذين يخرجون المؤمن من الإيمان بالكلية و يقول الخوارج هو كافر و حكمه في الآخرة الخلود في النار والمعتزلة يخرجونه من دائرة الإيمان ويقولون إنَّه يبقى في منزلة بين المنزلتين فلا يقال مسلم ولا كافر ويحكم عليه بالخلود في النار ولا تقبل فيه شفاعة الشافعين ...

أهل السنة توسطوا فقالوا الذنوب تضر وتهلك أصحابها والعياذ بالله وتعرضهم لغضب الله ولعقوبته وإيمانهم ينقص جدا بقدر ما يرتكبون من الذنوب ومع ذلك لا يكفرونهم ويقولون إنَّهم :( فُسَّاق ) و( عصاة ناقصو الإيمان ) وحكمهم في الآخرة أنَّهم تحت المشيئة .

فلا يجارون الخوارج والمعتزلة في إخراجه من دائرة الإيمان ولا يجارون المرجئة في أنَّه مؤمن كامل الإيمان ولا ينقص إيمانه وإيمانه كإيمان جبريل لا يجارون هؤلاء ولا هؤلاء .

أولئك-الخوارج-تعلقوا بجانب من الإسلام نصوص الوعيد فأخرجوا العصاة من دائرة الإيمان وحكموا عليهم بالخلود في النار.

والمرجئة أبقوه في دائرة الإيمان الكامل لاتهزّ إيمانهم كل المعاصي والجرائم يقتل ويزني و يسرق ويشرب الخمر ويفعل ويفعل ... يسفك الدماء ويأكل الربا ... فإيمانه كامل لا ينقص لماذا ؟ لأن الإيمان عندهم المعرفة أو التصديق والإيمان لا يقبل الزيادة ولا النقص : فلسفة باطلة ضالة ,ما اعتمدوا كلهم على كتاب الله ولا على سنة رسول الله r في تعريف الإيمان وأحكام الإيمان وأحكام العصاة كلهم اتبعوا أهواءهم .

أما أهل السنة فحَكَّمُوا كتاب الله وسنة رسول الله r ونظروا إلى مجموع الشريعة فأخذوا بنصوص الوعيد وأخذوا بنصوص الوعد , نصوص الوعيد تتوعد القاتلين , تتوعد شاربي الخمر , تتوعد الزناة , تتوعد المرابين , تتوعد عاق الوالدين , تتوعد أهل الكبائر أهل الذنوب الكبيرة توعدهم وعوداً لا نلغي هذه الوعود, هذه الوعود تقع وتنـزل بأقوام منهم وتحيق بهم كما تواتر ذلك في السنَّة ومنها أحاديث الشفاعة : يعذب مانعي الزكاة , يعذب تارك الصلاة , يعذب الزاني , يعذب السارق إن شاء الله تبارك وتعالى أن يعذبهم وهم معرضون للوعيد و لا نلغي نصوص الوعيد في حقهم ونربط الأمور بمشيئة الله ما دام مؤمنا فهو تحت مشيئة الله عز وجلَّ هم مستحقون للعقاب إن عاقبهم الله عز وجلَّ قال تعالى )ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذابا عظيما ( [ النساء 93].

فالخلود في النار المذكور المراد به المكث الطويل .

وقال تعالى ) إنَّ الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنَّما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ( [ النساء 10]

الذين يأكلون أموال اليتامى يستحقون العقاب إن عاقبهم الله يستحقون ذلك إلاَّ إذا تابوا وأنابوا إلى الله عزَّ و جل أو شاء الله أن يعفو عنهم بسبب من الأسباب التي يهيؤها الله لهم ولا يحكم عليهم بالخلود في النار .

أولئك-الخوارج- قذفوهم في النار ثمَّ لا تقبل فيهم شفاعة ولا شيء يتعلقون بنصوص الوعيد ,والمرجئة نظروا إلى نصوص الوعد مثل : ( من قال : لا إله إلاَّ الله دخل الجنَّة ) ومثل ذلك من نصوص الوعد ولم يجمعوا بين نصوص الوعد والوعيد وأهل السنة جمعوا بينهما-بين نصوص الوعد و الوعيد-راعوا الجانبين ووفَّقُوا بينهما وربطوا ذلك بمشيئة الله عزَّ وجل صدَّقوا بنصوص الوعد وصدَّقوا بنصوص الوعيد وأولئك غلوْا في نصوص الوعيد فكفَّروا العصاة وحكموا عليهم بالخلود في النار وأولئك أفرطوا وغلوْا في نصوص الوعد فرأوا أنّ هذا الوعيد كله للتخويف فقط وأنَّ الحقيقة أنَّه لا عذاب ولا عقوبة إلاَّ على الكفار فقط .وأهل السنة توسطوا .

يوجد أناس الآن يخلطون بين أهل السنة و المرجئة أناس من التكفيريين وأذنابهم يقذفون أهل السنة بالإرجاء و يهدرون تصريحاتهم بنقدهم للإرجاء وأهله ورفضهم له كما يرفضون فكر الخوارج يرفضون الفكر الإرجائي .هؤلاء الآن الذين يحملون على أهل السنة و يقذفونهم بالإرجاء أهل السنة يقولون إنَّ الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية هذا التعريف جامع مانع لا يدخل فيه لا المعتزلة ولا المرجئة ولا الخوارج فهو يتناول أهل السنة فقط .

يقولون هذا و يحاسبون الخوارج على غلوهم و تعلقهم بنصوص الوعيد و إهمالهم لنصوص الوعد ويذمُّون المرجئة ويطعنون فيهم لأنَّهم يقولون الإيمان تصديق ولا يزيد ولا ينقص ولا يلتفتون إلى نصوص الوعيد و يتعلقون بنصوص الوعد .

وهؤلاء أهل السنة الآن الذين يُقْذَفُون بالإرجاء مخالفون للخوارج ومخالفون للمرجئة في تعريف الإيمان وفي حكم العاصي وفي نصوص الوعد والوعيد يخالفون هذا وهذا مخالفة واضحة جلية كالشمس الواضحة ولكن أهل الأهواء و المرجفين في الأرض يشتدون على أهل السنة الآن أكثر مما يشتدون على الخوارج والمرجئة ونَفَسُ الخوارج موجود فيهم ويدندنون حول إنكار نصوص الشفاعة التي دان بها أئمة الإسلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يومنا هذا .

يدندنون حول إنكارها بطرق ماكرة لأنَّهم سلكوا مسلك الخوارج لكنَّهم يتسترون بهذه الدندنة ويخفونها ولا يستطيعون أن يجهروا بها وإن سَمَّوْا أنفسهم أهل السنة(!) فإنَّك تجد فيهم نَفَسَ الخوارج لا سيما مع الفروق الهائلة بين أهل السنة المقذوفين بالإرجاء وبين أهل الإرجاء على اختلاف أصنافهم فروق كثيرة جدًّا , يتجاهلون هذه الفروق ويتناسون مشاركتهم للخوارج في هذه الشدة والطعن في أهل السنَّة .ولهذا تجد هذا الحماس الشديد على أهل السنة لأنَّ رُوح الخوارج تسرَّبت إليهم ويُخفُون ذلك .يقولون: نحن لسنا خوارج (!) .وروح الخوارج موجودة فيهم ولهذا تراهم يرمون أهل السنة بالإرجاء ,كيف يا أخي أكون مرجئا وأنا أؤمن بنصوص الوعد والوعيد أنا أقول أن الجاني يستحق العقوبة والعذاب : الذي يقتل يستحق العقوبة لو خلده الله في النار-بمعنى المكث الطويل-.آكل الربا يستحق من الله أشد العقوبة .

الذي يمنع الزكاة يبطح بقاع قرقر يوم القيامة تطؤه الإبل بأخفافها وتعضه بأنيابها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثمّ يرى مصيره إمَّا إلى الجنة وإما إلى النار فقد يدخل النار ويبقى فيها أمداً طويلاً .

بينما المرجئ لا يقول هذا .. وهذا لا يقوله المرجئة .

وكذلك نقول في سائر أهل الذنوب : إنَّ الوعيد الذي توعد الله به الزناة و السارقين و ... كله نؤمن به ليس مثل الخوارج ولا المرجئة .

ومع ذلك نؤمن بنصوص الوعد: آيات الشفاعة وأحاديث الشفاعة من جانب هي نصوص وعد ومن جانب هي نصوص وعيد لأنَّه لمَّا يقال لك إنَّ الله يأذن بعد شفاعة محمد r الكبرى للأنبياء والملائكة والمؤمنين أن يشفعوا في أهل النار ,هذه نصوص الشفاعة وهي من نصوص الوعد فيها أيضا وعيد لمن يرتكبون الذنوب بأنهم يدخلون النار وأنَّه يعذب يوم القيامة على ترك الصلاة والزكاة وغيرهما في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثمَّ بعد ذلك يدخل أفواج منهم في النار من هؤلاء الفساق ويخرجون من النار بعد الشفاعة على تفاوتهم .

فيخرج من النار من كان في قلبه مقدار دينار من الإيمان , من كان في قلبه مثل شعيرة , ذرة , أدنى من مثقال ذرة من الإيمان هذا نقص إيمانه إلى هذا الحد والإيمان قد يصل إلى مثل الجبل ,وهذا ينقص إيمانه حتى لايبقى منه إلاَّ مقدار دينار أو دونه ,المرجئة ما يقولون هذا , نصف دينار المرجئة ما يقولون هذا مثقال حبة من إيمان مثقال حبة من شعير, مثقال ذرَّة ,أدنى من مثقال ذرّة :المرجئة ما يقولون بالنقص هذا كيف نكون نحن مرجئة؟! كيف يكون كلّ هذا عند أهل السنة وتقولون فيهم إنَّهم مرجئة ؟! يعترفون بأنَّ الخوارج يرمون أهل السنة بالإرجاء ثمَّ يشاركون سادتهم الخوارج في رمي أهل السنة بالإرجاء لماذا ؟!

ما حصل منَّي شيء أنا ما حصل منَّي شيء أي عبارة يتعلقون بها ؟! كذَّابون لا يستطيعون أن يثبتوا عليَّ أيَّ شيء .

رَمَوْا الألباني بالإرجاء لأنَّه صدرت منه عبارة -غفر الله له-صدر مثل هذا من الأئمة ما أحد حكم عليهم بالإرجاء : مسعر كان لا يستثني في الإيمان كما هو حال المرجئة لأنَّ المرجئة لا يقولون أنا مؤمن إن شاء الله .

والإيمان عند أهل السنّة : قول وعمل واعتقاد و لذا هم يستثنون فيقول أحدهم: أنا يمكن ما وفَّيت الإيمان حقَّه من العمل وغيره فأستثني .

الإيمان فيه صلاة , صوم , زكاة ... الصلاة تتطلب الإخلاص ... هل أنت وفَّيت هذه الأعمال حقَّها وهي من الإيمان ؟ المؤمن ما يقول إنَّني وفَّيت ذلك كما قال تعالى :

)الذين يؤتون ما ءَاتَوْا وقلوبهم وجلة أنَّهم إلى ربِّهم راجعون (

[المؤمنون 60]

فالمؤمن يأتي بالأعمال الصالحة وقلبه خائف لأنَّه يمكن أنَّه ما استكمل شروط هذه العبادة ولا قام بها على الوجه الأكمل فيستثني في الإيمان الشامل للعمل.

و العمل عند المرجئة ليس من الإيمان فلا استثناء .

كان مسعر-رحمه الله- لا يقول بالاستثناء فقيل للإمام أحمد : أهو مرجئ ؟ قال : لا .

ولا نعرف عن مسعر-رحمه الله- أنَّه كان يحارب الإرجاء كما يحاربه أهل السنَّة الذين ترمونهم ظلماً وعدواناً بالإرجاء .

فلو سئل الإمام أحمد الآن عن عبارة الألباني لقال: ليس مرجئاً.

كيف إنسان يحارب الإرجاء طول حياته في عدد من كتبه وفي أشرطته وفي حياته كلِّها ؟ ثمَّ بدرت منه عبارة يقال فيه أنَّه مرجىء ؟!!.

أنا-والله- استنكرت هذه العبارة من غيره قبل أن يقولها الألباني -رحمه الله- هذه العبارة هي:( العمل شرط كمال في الإيمان ) .

وابن باز-رحمه الله- يشاركه شيئاً ما ,سألوه عن العمل هل هو شرط كمال أو شرط صحة ؟ قال: منه ما هو شرط صحة كالصلاة- وعندي قال-: وأعمال القلوب وعند غيري قال:الصلاة ,من الأعمال ما هو شرط صحة مثل الصلاة وما عداها كلها شرط كمال .

فقد شارك الألباني في جانب كبير -في كل الإسلام إلا الصلاة- في كل أعمال الإيمان إلا الصلاة ,الألباني مرجئ و و و... لماذا ؟!

لأنَّهم صوَّبوا إليه سهام الانتقام لأنَّه فضح الحزبيين وبيَّن ضلالهم وتكلَّم على سيد قطب وقال إنَّه يقول بالحلول ووحدة الوجود ففكروا ودبَّروا كيف ينتقمون لهذا الإمام (سيد قطب)! الذي سبَّ الصحابة-y-ورمى بعضهم بالنِّفاق والكذب والخيانة(!) وسخر من نبي الله موسى r وطعن فيه (!) وقال بالحلول وبوحدة الوجود هذا عندهم لا يضرُّه شيء (!) .

سبَّ الأنبياء سبَّ الصحابة قال بالحلول بوحدة الوجود عطَّل الصفات قال بالاشتراكية قال القرآن مخلوق لا يضرُّه شيء !!

فهم عندي أخسّ من المرجئة وقد صرَّحت بهذا فهم يجمعون بين فكر الخوارج وفكر الإرجاء الغالي بل المرجئة الغلاة لو اطَّلعوا على ضلالات سيد قطب-والله-يُهلكونه بالأحكام (!) .

وهؤلاء عندهم إمام مقدَّسٌ مهما قال !! فأرادوا أن ينتقموا من الألباني ومن السلفيين برميهم بالإرجاء .

والحدادية من إفرازات الإخوان والقطبية الآن حاملون لواء الحرب على أهل السنَّة ويجعلونهم مرجئة وحزبيين ... إلخ ! . وهم أهل السنَّة المحضة زعموا (!) .

وهم من أفراخ القطبية ومن أذنابهم ويسمُّون أنفسهم أهل السنَّة المحضة كذباً وزوراً ؛ فالحداد الأوَّل طعن في الألباني وألَّف فيه كتاباً سماه "الخميس" في حوالي أربعمائة صفحة ملأها بالكذب والفجور ووضع عنوانه :( لسنا بالخوارج ولا المرجئة ) ومن ذلك الوقت وهو يهذي بالإرجاء واستمرَّ الحداديون على خطِّه بل أشَّد منه وعلى رأسهم عبد اللطيف باشميل الذي لا يهدأ له حقد على أهل السنَّة ومنهم الألباني وهو يحقد على ابن باز والعثيمين وغيرهم من علماء السنَّة لكن ما يستطيع أن يواجه فيتستر بهؤلاء لضرب الألباني ,وربَّى على هذه الطريقة الخبيثة وكان فالح صديقاً لعبد اللطيف وفريد المالكي ولمَّا وجَّهنا لهم النقد اللاذع كان هو يجاملهم ويماشيهم وما أدري متى تركهم ظاهراً أو باطناً-الله أعلم- لكنّه كانت تظهر عليه آثار الحدادية ونحن وبعض المشايخ نقدِّم له النصائح إلى أن جاءت هذه الأيام فرفع لواء الحدادية وكان يقول : الألباني أستاذي و و... والذين يرمون الألباني بالإرجاء خوارج ويتقلَّب ويتقلَّب ويهمس أحياناً بالطعن في الألباني بالإرجاء وأحيانا يجهر بالدفاع عنه !!

يتلوَّن كالحرباء في قضية الألباني وغيرها ثم أخيراً جهر بأنَّ ربيعاً قلَّد الألباني في قضية الإرجاء وفي قضية الأعمال شرط كمال فأنا والله حاربت عبارة( الأعمال شرط كمال ) فيما أعتقد قبل الناس جميعاً ولا أزال على ذلك وأعتقد أنَّ هذا حصل مني عام 1415هـ . والذي نهيته عن قول الأعمال شرط كمال قلت له حينذاك ليس هذا تعريفاً لأهل السنَّة عليك بتعريف أهل السنَّة والجماعة للإيمان بأنَّه :( قولٌ وعملٌ واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية : قولُ القلب واللِّسان وعملُ القلب واللِّسان والجوارح ) .

وكثير من العلماء يقول :( الإيمان أصل والعمل كمال ) ,( والعمل فرع ) يقولون هذا الكلام هل نقول: هم مرجئة ؟! أعوذ بالله من ذلك .

الشاهد أنَّ هذا الهذيان الآن بالإرجاء والإرجاء وفلان مرجئ : هؤلاء يحملون روح الخوارج ويشاركونهم إلى حد بعيد , يشاركونهم في الحقد على أهل السنّة والكذب والافتراء عليهم .

طيِّب هل نقول لكم أنتم خوارج ونرى أنَّكم تشاركون الخوارج في الدندنة حول إنكار أحاديث الشفاعة .

اتقوا الله واسكتوا واحترموا أهل السنَّة وانهوا هذه الفتنة فإذا كان عندكم ألسنة فنحن عندنا ألسنة وأقلام ؛ نحن سكتنا كثيراً ووَعَدَنَا بعض الناس بإسكاتهم وانتظرنا طويلاً طويلاً فما زادوا إلا عتواًّ وتمادياً في الفتنة والشغب فإما أن يقفوا الآن عند حدَّهم وإلا فنحن عندنا حقٌّ إن شاء الله ندحض به أباطيلهم وافتراءاتهم وأما أنا فأتحدَّاهم أن يأتوا بنصف كلمة في قضية الإرجاء أبداً . ابن باز وابن عثيمين وغيرهما بلغهم كلام الألباني في هذه القضية وبرّؤوه من الإرجاء ما قالوا مرجئ كما برّأ أحمد مسعراً وغيره (ولا أستحضر أسماءهم الآن) يقولون له: فلان مرجئ ؟ فيقول:لا وغيره يرميه بالإرجاء .إيش الحماس هذا ؟! دافعه العداوة والحقد ليس غيرة على السنة-والله- كذَّابون –والله- ليس غيرة على السنة وإنَّما هو الحقد على أهل السنة والانتقام لخصومها فالغيور على السنَّة لا يفعل هذا ,والله نحن أغير منهم على السنة وأشدُّ نكاية في أهل البدع وهم لا أثر لهم.

الحدادي الأوَّل الكذَّاب يقـول أنا أحـذر من سيِّد قـطب ومن

الإخوان المسلمين من عشرين سنة وبعد العشرين سنة مرَّت سنوات طويلة يمكن تقارب خمسة عشر سنة - خمسة وثلاثين سنة - ما رأينا له ورقة واحدة في الإخوان المسلمين وهجم على الألباني في أربعمائة صفحة يقذفه وسمَّى كتابه "الخميس" أي الجيش العرمرم وهجم على أهل المدينة وكتبهم هجوماً لعلَّه أشدّ من الهجوم على الألباني وفالح آذى أهل السنَّة أشدّ من إيذاء الحداد بمراحل وحكم عليهم أحكاماً غليظة وبالغ في الطعن فيهم أشد من الحداد الأوَّل .

-بارك الله فيكم- : فالح ما سمعنا له طعناً في سيِّد قطب وله كلام-والله-غلاة القطبية يقولون أحـسن منه يُخطِّئـون سيَّد قطب أكثر منه , هذا

إسهامه ؟!

أنا كتبت ستة كتب في سيِّد قطب لماذا ؟ غيرة على السنة بجدّ و حرباً للبدع و الضلالات التي دسَّها سيِّد قطب في الإسلام وهي ضلالات منها الاشتراكية الكافرة الزاحفة من موسكو ومنها وحدة الوجود ومنها الطعن في القرآن وأنَّه موسيقى وفنّ و ... من تُرَّهاته ومنها الطعن في الصحابة -y-.

أين أنت يا فالح من هذه العظائم ؟ أنت مثل الحدَّاد الأوَّل كان يتبجح لكن ما عنده عمل إلا ضد أهل السنَّة وأنت خليفته الآن في هذا العمل فأنت تدير الحرب الآن ضد أهل السنَّة وليست هذه –والله- غير ة على دين الله ؟! هذا كذب وفجور والله ما هو غيرة على السنة بل حقد على أهل السنة, افهموا هذا بارك الله فيكم.

أنا أعرف ألاعيب هذا الحداد خمسة وثلاثين سنة وفالح خمسة وثلاثين سنة أو أكثر أين إنتاجكم في مواجهة هذه البدع ؟!

ما فيه ما فيه...من الذي واجه ؟ ربيع , ربيع أصبح مرجئاً (!) .ربيع حارب المرجئة , الألباني حارب المرجئة – بارك الله فيكم- ما سمعت فالحا يقول أنَّ سيِّد قطب يقول بوحدة الوجود , إن كان قال شيئا يخفيه ما أدري الآن -والله أعلم- دخل في تحالف مع القطبيين من الإخوان و الحداديين و غيرهم من أهل البدع ضدَّ أهل السنة . هذه الأعمال و الأراجيف في موقعهم ( الأثري )! المبتدع الحدادي هذه ليست غيرة على السنة كذَّابون والله يردُّون نصوص السنة ويردُّون كلام الأئمة ثمَّ يقولون أثريون . تأتيهم بالآيات و الأحاديث والآثار والقواعد فيردُّونها ممَّا يدلُّك على كذبهم في ادعائهم أنَّهم سلفيون, ثمَّ هم يدَّعون أنَّهم أثريون..وو ....

الأثري-والله- يحترم السنة وأهلها الأثريون يُوَادُّون أهل السنة لا يحاربونهم هم على صلح الآن–والله أعلم - .أنا أريد أن أرى لهم كلمات في الحدَّاد في باشميل في سيِّد قطب في رؤوس القطبية في رؤوس الإخوان أريد لهم كلمة أظنُّهم لا يستطيعون ذلك لأنَّهم تصالحوا معهم –والله أعلم- لا أستبعد أنَّهم تصالحوا مع هؤلاء لأنَّها أمور خفية لكن القرائن والأحوال والتصرفات تدلُّ على أنَّهم على صلح وتمالؤ مع أهل البدع على أهل السنة . من الذي واجه هذه الأحزاب ؟

ربيع إذن لابدَّ من الانتقام منه ولا بدَّ من حربه فتراهم فتحوا موقعا أسموه بـ "الجمَّار" لا همَّ له إلاَّ حرب ربيع وترى فيه الدفاع عن فالح وعن أبي الحسن وعن الحدَّاد وباشميل .... من الذي أنشأ هذه الجماعة المتحالفة ؟

وموقع الأثري أنشئ من قَبْل نصيحتي لفالح لحرب موقع سحاب وأهل السنَّة الذين يشاركون فيه , المسألة مدَّبرة ,ما واحد من هؤلاء إلاَّ جاء ونفذَّ خطة مرسومة ؛ عدنان عرعور, أبو الحسن , فالح هؤلاء ينفذون خطط ضدَّ أهل السنة ثمَّ يتمسحون بأهل السنة . الألباني شيخنا و الفوزان شيخنا ,ووو.

فالح طعن في شيوخ المملكة قبل غيرهم الآن يتمسح بهم هو و الحدادية وهم من زمان –والله- الحداد الأوَّل وأتباعه كانوا يطعنون في ابن باز و الألباني وفي الفوزان وفي صالح آل الشيخ ...إلخ .

وفالح الآن حمل راية هؤلاء الحدادية , الحداديون لمَّا تركونا ما رأيناهم إلاَّ

مع الفسَّاق و القطبيين وأهل البدع وهم حرب علينا إلى يومنا هذا وهو مستَّعد أن يمشي معهم لكن لا يستطيع أن يمشي مع أهل السنة .

وهكذا الآن الحدادية الجديدة التي يحمل لواءها فالح هكذا على هذا الخط ونفس النَفَس ونفس الروح ونفس الطعن في العلماء .

طيِّب-يا أخي- الشيخ النَّجمي بعض علماء هيئة كبار العلماء- مع احترامنا لهم وتقديراً لمنزلتهم- من تلاميذ الشيخ النجمي , وفالح لمَّا ذكر النجمي وزيداً ومحمد هادي وغيرهم طعن فيهم وأخرجهم من زمرة العلماء لأنَّهم ليسوا في هيئة كبار العلماء (!!) .

يا أخي بعض علماء الهيئة من تلاميذ النَّجمي و بعضهم من تلاميذ تلاميذه فليست العبرة بالمناصب إنَّما العبرة بالعلم و الجهاد , النَّجمي جاهد أكثر من كثير من هيئة كبار العلماء ؛ جاهد وناضل وربيع وزيد بن محمد هادي جاهدا أكثر من كثير من هيئة كبار العلماء بعض هيئة كبار العلماء يجيئون في طبقة تلاميذ ربيع وزيد .

-ما شاء الله- النَّجمي وزيد وفلان وفلان طردهم فالح من زمرة العلماء لماذا ؟ لأنَّهم ليسوا من هيئة كبار العلماء ومعلوم أنَّ فالحاً لا يحترم هيئة كبار العلماء وغيرهم بل هو يطعن فيهم وهذا شيء متواتر عنه.

وأنا اضطررت لهذا الكلام لأنَّه يريد أن يجعل من مناصب هيئة كبار العلماء صولجاناً لمطاردة علماء السنَّة الذين أدانوه بمخالفة منهج السلف فأخرجهم بهذا الصولجان من زمرة العلماء بعد أن كان يدعوا إلى تقليدهم ويكاد يُخرج من الإسلام من يخالفهم.

المناصب ليست مقياساً عند أولي النُّهى فقد كان معظم أئمة الإسلام لا يشغلون مناصب : سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر إلى آخر الفقهاء السبعة المشهورين ومالك والثوري والليث والأوزاعي وابن عيينة والحمادان وابن المبارك والقطان وابن معين وأحمد بن حنبل و وإسحاق بن راهويه والبخاري ومسلم والدرقطني وعبد الغني المقدسي والضياء المقدسي وغيرهم من أئمة الإسلام .وكانوا هم مراجع للأمة وعلمائها وقضاتها والمفتين فيها -رحمهم الله- .

وشيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في زمانه ما كان له منصب في الدولة

وكان كبار العلماء وكبار القضاة والهيئات الموجودة يتضاءلون أمامه ويتتلمذون عليه وينهلون من نمير علمه .

فالناحية العلمية لا تقاس بالمناصب بل تقاس بالعلم والواقع أنا أريد أن أسمِّي وأقول فلان وفلان من تلاميذ الشيخ النَّجمي كيف يقول إنَّ علماء الهيئة معتبرين والشيخ النَّجمي وإخوانه غير معتبرين في قضايا يعرفها صغار طلاب العلم (!) إنَّها لموازين حدادية فاسدة .

الحداد وزمرته طعنوا في العلماء فالح طعن فيهم أكثر من الحدادية طعن في السلفيين فالح طعن أكثر منه الحداد طعن في الألباني فالح طعن فيه ,الحداد طعن في ربيع فالح طعن فيه -بارك الله فيكم -ما هو الفرق الآن بين الحداد و فالح ما هو الفرق بين الحدادية الموجودين و الحدادية الأولى ؟ بل هؤلاء الآن أشدّ وأسوأ وأكذب فهذا هو الواقع .

أنا أرى أنَّ هؤلاء الحدادية سيلحقون القطبية في الجمع بين الخروج و الإرجاء فمخالفات فالح وتأصيلاته الفاسدة والغلو الشديد فيه إلى ما يقارب من درجة التأليه لا يعدُّ من الأخطاء عندهم أي لا يضرُّ مع الإيمان ذنب (!)

أخشى أن يأتي يوم تقول لهم موسى r طعن فيه سيِّد قطب وهم يقولون ما فيه شيء (!), تقول لهم طعن في الصحابة y يقولون ما فيه شيء (!) .

الآن لا يقولون كيف تتميِّع يا فالح في قضية سيِّد قطب وتتلطف به وكذا وكذا وهو يطعن في الصحابة والأنبياء وتحيلهم على كتاب "الضلال" وتقول استفيدوا منه كيف نلغيه مع الكتب الأخرى ؟! وكيف تقول : ( يستفاد منه فيه فوائد ما شاء الله ) هذا يقوله القطبية يقولون مثل هذا الكلام وأقسى منه –والله- بعضهم -على غلوِّه- في سيِّد قطب يقول لا تُأخذ منه العقيدة ؛ وفالح لم يقل لا تؤخذ منه العقيدة دفع النَّاس إلى الإستفادة من كتابه ونحن نقول لا تأخذوا من كتب سيِّد قطب شيئا لا تأخذوا منها , تغنيكم كتب أهل السنة لأنَّ في كتب سيد قطب الهلاك والدمار لو تقرأ في العدالة تجد الطعن في الصحابة y و الإشتراكية و تأصيلات فاسدة وتحريفا للنصوص , الظلال فيه من البلايا والعقائد الفاسدة ما لا يعلمه إلاَّ الله , كيف تحيل الشباب عليه وتقول استفيدوا منه هذه نظرة قطبية منك يا فالح وهل أنت على علاقة خفية مع هؤلاء تتظاهر بشيء من الطعن فيهم و تبطن شيئا آخر أم ماذا ؟!

ماذا تجيب ؟! ما هذا الغش يا فالح ؟! هل ترى هذا من النصيحة ؟! هل عاملتَ أهل السنَّة بمثل هذا اللطف ؟!! وهل ترى الآن أنَّك من أكبر المميِّعين ؟!

كيف تحيل الشباب يا فالح على كتاب حوى مثل هذه الأشياء الفاسدة والبلايا الكثيرة الخطيرة وقد قرأت ما كتبه شيخك ربيع أيُّها التلميذ العاق والجاحد للمعروف قرأت كتب شيخك و عرفت فكر سيِّد قطب وغيره من كتبه كيف تقول مثل هذا الكلام الهزيل حول الظلال وكيف تنسى ما في كتبه الأخرى فلم تحذِّر منها ؟! أليس هذا من الغشّ و الخيانة للإسلام والمسلمين ؟! وأظنُّها هي الفتوى الوحيدة في حياتك عن سيد قطب وما هذه الحرب التي لا هوادة فيها على أهل السنَّة بكل شدَّة وقسوة وكذب وافتراء.

وهو في ظلاله يحيل على كتبه الأخرى كـ ( التصوير الفنِّي ) الذي يجعل فيه نصوص القرآن ميداناً لفنون الموسيقى والمسرحيات والتمثيليات والسينما ...! نعوذ بالله من هذا الضلال البعيد إقرأوا كتابي ( نظرات في التصوير الفني ) والله عتات أهل البدع ما قالوا في نصوص القرآن بعض ما قاله حيث حوَّل سيد قطب نصوص القرآن إلى ملاعب وتمثيليات وموسيقى إلى أشياء أخرى من الفنون الفاسدة .

أنا أعطيتكم هذا الدرس لأبيِّن لكم كذب هؤلاء الحدادية وافتراءَهم مثل الخوارج تماما الذين هم من فجر التاريخ يتَّهمون أهل السنة بأنَّهم مرجئة الآن الحدادية وعلى رأسهم فالح يعيدون نفس الأسطوانة-كما يقال- أسطوانة الخوارج وغيرهم من أعداء السنة ,الآن فالح يعيدها من جديد ليديرها على رؤوس أهل السنة .

قبل أيام وأنت تقول الخوارج يصفون أهل السنة بأنَّهم مرجئة واليوم أنت أشدُّ من الخوارج في نبز أهل السنة الغيورين على السنة أكثر منك ملايين المرَّات , ترميهم بالإرجاء وحاربوا الإرجاء أكثر منك أنت ما حاربت الإرجاء . الآن أنت تحارب أهل السنَّة أبعد النَّاس عن الإرجاء وأشد الناس حرباً عليه فلا تكذب في وصفهم بالإرجاء ولا تتظاهر بالغيرة على السنَّة فإنَّ في الناس بقية وأذكياء وفطناء .

هؤلاء الحدادية تأتيهم الآن-والله- بنصوص وآثار لإقناعهم في قضايا افتعلوها على أهل السنَّة يرفضونها ويأتونهم بكلام ابن تيمية وابن القيِّم وفلان وفلان من الأئمة-والله- يردّوُنه (!) , أنا أعتقد أنَّ الحدادية الأولى ما وصلوا إلى هذا الحدّ فاحذروهم وحذِّروا منهم فإن لم يتوبوا إلى الله ويتداركوا أنفسهم فهم إلى السقوط في الهاوية التي سقط فيها أهل البدع قبلهم ومصيرهم مصير من سبقهم لأنَّ الله وعد أهل الحق بالنَّصر فقال الحق سبحانه :) وإنَّ جـندنا لهم الغالبون ( الآية .

فمهما تبجَّحوا للنَّاس بأنَّهم أثريون وأهل حقٍ فليسوا على الحق بل هم على الباطل وليسوا أثريين بل هم أشريين وبطريين من الأشر والبطر . ليسوا من الأثر وأهله وأخلاق أهله ومنهجهم وورعهم في شيء.

حذِّروا منهم وتآلفوا فيما بينكم وتآخوا وتعاملوا بالأخلاق والآداب الإسلامية بينكم وتراحموا وتعاطفوا فإنَّ أهل البدع والضلال وأصناف أهل الملل يتكتلون ضدَّ أهل السنة ويحاربونهم وجعلوا الحدادية رأس حربة في نحر أهل السنة لكن يحطم الله حرابهم كما حطمها سابقاً , يحطمها الآن ولاحقاً إن شاء الله .

وسبـحانك اللـهم وبحـمـدك

نشـهد أن لا إلـه إلا أنت

نستغفرك ونتوب إليك .