المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حاجة المسلم لإخوانه في دينه أهم من حاجته إليهم في الدينار والدرهم


أم أفنان السلفية
08-08-2010, 07:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






... فإنه قد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما تعلمون من الأحاديث في زيارة المسلم لأخيه ما لا يخفى عليكم ، ومن ذلك قصة الرجل الذي في الصحيح زار أخاً له في قرية فأرصد الله له على مَدرجته ملكا فسأله أين تريد؟




قال : قرية كذا .




ما تريد ؟




قال : زيارة أخي فلان .




قال : فهل له من نعمة عليك تردها إليه ؟




قال : لا ، غير أني أحببته في الله .




قال : فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه فنسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء ...




معشر الإخوان إن التلاقي والتزاور بين الإخوة عموماً وبين طلبة العلم أتباع المنهج الصحيح له فوائد شتى إضافة إلى ما ذكرنا قبل قليل من الأجر الخاص الذي يعود على الإنسان في دينه .




من هذه الفوائد :




حصول الألفة والترابط




والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبَّك بين أصابعه " عليه الصلاة والسلام ، فكثرة الإلتقاء بالإخوة تعرف منه ويعرف منك ، فتعرف منهم أحوالهم ويعرفوا أحوالك ، فما احتجت إليهم فيه أعانوك وما احتاجوا إليك فيه أنت أعنتهم ، كل واحد بما يستطيع من إعانته لأخيه وتلمس حاجاته



معرفة حال المريض



معرفة حال الضعيف



معرفة حال ذي الحاجة



معرفة حال مَن نزلت به النوائب



معرفة حال من ضَعُف في دينه



معرفة حال من ضعف في استقامة أخلاقه



معرفة حال من ضعف في علمه وهكذا



فيتقوّى الإخوة بعضهم ببعض بسبب هذه الزيارات ، فالقوي يحث الضعيف



والمتقدم يستلحق المتأخر



والمتأخر ربما نشِط هو بنفسه حينما يرى إخوانه يكادون أن يسبقوا فإنه ينشط



فهذا من ميزتها



ومن ميزتها التراحم أيضاً كما هو معلوم لنا جميعاً " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " فيحزن لحزن أخيه ويتعب لتعب أخيه ويمرض لمرض أخيه ويهتم لحاجة أخيه فيرحمه من هذه الناحية ويقف معه حتى يرفع الله سبحانه وتعالى ، وبدون ذلك لا يعلم الإنسان أحوال إخوانه ، فالتواصل له ثمرات كثيرة عظيمة وهذا من أهمها .






ومن ذلك حفظ الإخوة لبعضهم فيما بينهم لأن طلبة العلم والدعاة إلى الله جل وعلا على المنهج الحق هم حُماة وهم دعاة ، حماة لرأس المال ودعاة إلى إدخال ربح على رأس المال فحماة لرأس مالهم الذي قد حصّلوه وهم أبناء هذه الدعوة الذين نشؤوا فيها وتربوا عليها هؤلاء هم الذين يُنتظر منهم غداً أن يكونوا هم الدعاة وهم المعلمون فهؤلاء حينما يتعاهد بعضهم بعضاً يحمي بعضهم بعضا والمثال على ذلك قد ضربه لنا سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه في أضعف الحيوانات أمام أشدالعوادي عليها وأشد أعدائها ، تلكم الحيوانات هي الضأن فهي من أضعف الحيوانات أما م من ؟




أمام الذئب




فالذئب لا يأتِ إلى الضأن وقد اجتمعت وإنما يأتي إلى القاصية منها الشاذة عنها أو المتأخرة التي كادت تكون في حكم المنفردة الشاذة فيفترسها سهلة عليه لأنه لو دخل بين الجمع الكبير منها لربما وطئته بأظلافها وكما قيل الكثرة تغلب الشجاعة ولو كان في آحادها الضعف لكنها بمجموعها وإن كانت ضعيفة لكنها بمجموعها تقوى عليه فهكذا المسلم ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ولا يدَّعي العبد الكمال ، ولا يدّعي أنه معصوم ولا يدّعي بأنه يأمن على نفسه لا الكمال ( من ادعاه فهو كاذب )
ولا العصمة ( من ادعاها فهو كافر )
ولا أنه لا يُفتن ( لا تأتيه الفتنة )
وإذا كان الأمر كذلك فهو محتاج لإخوانه وحاجته لإخوانه في دينه أهم من حاجته إليهم في الدينار والدرهم وذلك لأن إخوانك هم الذين يسدِّدونك ويعينونك ويثبتونك ويكمِّلونك أيضاً إن رأوا منك نقصاً حثوك على الكمال واستكمال ذلك النقص وإن رؤوا منك خطأً صوّبوك وسدّدوك وقوّموك ،وإن رؤوا منك ضعفاً أعانوك ، وإن رؤوا فيك عيباً ستروك وأعادوك إلى الحق والجادة




هؤلاء هم الإخوان




والأخ الناصح هو الذي منك بمحل الروح كما ساق الخطيب في المَهروانيات وابن عبد ربه في العِقد




هموم أناسٍ في أمورٍ كثيرة ***وهمّيَ في الدنياصديق مساعد .


نعيش كروح بين الجسمين قسِّمت *** فجسماهما جسمان والروح واحد .




هذاهو أخوك




هموم أناس في أمور كثيرة في الدنيا لكن همّ هذا ماذا ؟




أخ صديق مساعد .




وهمي في الدنيا صديق مساعد نعيش كروح




روحه كروحك



نَسَمه نسمك



نفَسه نفسك



مشربه مشربك



توجهه توجهك



نعيش كروح بين جسمين قُسِّمت فجسماهما جسمان والروح واحدة .




فهؤلاءهم الإخوة الصادقون ولكن هذه الأخوة الصادقة ما تحصل يا إخوتي إلا بالترابط
وماتحصل إلا بالتعاهد
وما تحصل إلا بالمداومة في السؤال
وما تحصل إلا بالإلتقاء
وماتحصل إلا بما ذكرنا من بذل النصح بذل التذكير بذل التصويب بذل التوجيه بذل السترعلى من أخطأ إن كان فيما بينه وبين نفسه أو لم يشع خطؤه ثم إعادته إلى الجادة وهكذالأنك أنت داعية والداعية إنما همه رحمة الناس والرحمة للناس في هدايتهم ولذلك وصف الله جل وعلا رسوله - صلى الله عليه وسلم - في قوله (( بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) فالواجب على العبد أن يكون بإخوانه رؤوفاً رحيما وأن يكون لطيفاً في معشره معهم وأن يكون معهم كريما وهذه المعاني كلها لا تأتِ بدون الإرتباط
بدون التلاحم
بدون التلاقي
بدون التزاور
بدون التعاهد
ما يمكن أن تاتي فلا بد معشرالإخوان من هذا .





وأعظم ثمراتها إضافة إلى ما ذكرنا تفويت الفرصة على العدو اللدودوهو الشيطان الرجيم وأتباعه من شياطين الإنس....






مقطع مفرغ من شريط ( تحذيرالسلفيين من ألاعيب المتلونين )
لفضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

أم عبد الله
08-14-2010, 06:34 PM
بوركتي اخية

سالكة سبيل السلف
08-16-2010, 03:52 PM
جزاك الله خيرا و نفع من نقلت اختي

أم أفنان السلفية
08-17-2010, 06:54 AM
بارك الله فيكما أختاي أم عبد الله وسالكة سبيل السلف
وجزاكما خير الجزاء على المرور الطيب