المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة هذا الحديث إن الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم


أبوعبد الرحمن المرساوي
08-26-2010, 09:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال
حدثنا علي بن ميمون الرقي. حدثنا أبو خليد، عتبة بن حماد الدمشقي عن ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة السلولي. قال: حدثنا أبو هريرة؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
((الدنيا ملعونة. ملعون مافيها، إلا ذكر الله وما والاه، أو عالما أو متعلما)).
4112كتاب الزهد أبن ماجة


وجاء في سنن الترمذي
أبواب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
2424
- حدثنا محمد بن حاتم المؤدب أخبرنا علي بن ثابت أخبرنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال سمعت عطاء بن قرة قال سمعت عبد الله بن ضمرة قال سمعت أبا هريرة يقول:
- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالمٌ أو متعلمٌ) .
هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ

ما صحة هذا الحديث وما معناه فقد سمعت من يقول بأن هذا الحديث لم يقله النبي صلى الله عليه وسلم أفيدونا جزاكم الله خيرا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تعود حفظك الله أن تقدم في التخريج من الكتب الستة البخاري ثم مسلما ثم أبا داود ثم الترمذي ثم ابن ماجة .
ونحافظ على الترتيب حتى وإن لم يخرجه هؤلاء كلهم .
بمعنى أننا في حديثنا هذا نقدم الترمذي على ابن ماجه لأنه مقدم عليه في الترتيب المذكور الذي مشى عليه العلماء .
والآن نجمع طرق الحديث .
فيتبين لنا من جمع الطرق أن الحديث جاء عن خمسة من الصحابة .
أبي هريرة ، وابن مسعود ، وأبي الدرداء ، وجابر بن عبد الله ، وأبي سعيد الخدري .
فنبدأ بدراستها حديثا حديثا .
أولا : حديث أبي هريرة ، لاحظ أن حديث أبي هريرة خرجه الترمذي وابن ماجه وكما ذكرنا في شرح الباعث أن أصحاب السنن يخرجون أصح حديث عندهم في الباب ، وهذا الباب فيه أربعة أحاديث اختار الترمذي منها حديث أبي هريرة إذا فهو أصح حديث في هذا الباب عند الترمذي وابن ماجه .
ننظر الآن في أسانيد حديث أبي هريرة .
انظر بداية إلى إسنادي الترمذي وابن ماجه أين يتحدان ؟
ستجدهما يتحدان في ابن ثوبان ، أليس كذلك ؟
فإسناد الترمذي وابن ماجه من ابن ثوبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم واحد .
إذا الذي عليه مدار الحديث إلى الآن هو ابن ثوبان ، ولكننا نحتاج أن ننظر في بقية كتب الحديث كي نعلم هل تفرد به ابن ثوبان أم تابعه عليه غيره .
فبعد النظر تبين لنا أنه لم يروه أحد غير ابن ثوبان ، ولكننا وجدنا تلميذا ثالثا لابن ثوبان رواه عنه بشكل مغاير لما رواه التلميذان اللذان عند الترمذي وابن ماجه ، وهما عتبة بن حماد وعلي بن ثابت .
فوجدنا البزار والطبراني في الأوسط روياه من طريق أبي المطرف المغيرة بن المطرف عن ابن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل عن ابن مسعود .
فتبين لنا أن حديث ابن مسعود هو نفس حديث أبي هريرة .
خالف أبو مطرف فيه راويين فأي الروايتين هي الصواب ؟
قبل أن تنظر إلى الأسانيد عندك قرائن تدلك على الصواب :
الأولى : أن الترمذي وابن ماجه اعتبرا حديث أبي هريرة أصح من حديث ابن مسعود .
الثانية : أن اللذين أخرجا حديث ابن مسعود هما اللذين يخرجا في كتابيهما المذكورين الغرائب والعجائب والمنكرات .
فهاتان القرينتان يدلان على أن حديث أبي هريرة هو الصواب وحديث ابن مسعود خطأ عند أهل الحديث . ولكنهما قرينتان يستأنس بهما ولا يكفيان في الحكم على الحديث حتى ننظر في الرجال الذين اختلفوا .
وبعد النظر نجد أن علي بن ثابت صدوق ربما أخطأ ، وعتبة بن حماد صدوق .
والذي خالفهما وهوالمغيرة بن المطرف قال فيه الذهبي : واه .
فنرجح رواية الاثنين الصدوقين على رواية الواحد الواهي . فيتبن لنا أن ما دلتنا عليه القرائن المتقدمة صحيح تماما وهو الذي رجحه الإمام الدارقطني والشيخ الألباني .
ننظر الآن إلى إسناد الرواية الصحيحة هل هو صحيح أم ضعيف .
الطريق من الترمذي وابن ماجه إلى ابن ثوبان صحيح لا إشكال في ذلك .
وابن ثوبان ، هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان كما هو مبين في رواية الترمذي .
نظرنا في ترجمته في تهذيب التهذيب ، فوجدنا أهل العلم مختلفين فيه ، والذين جرحوه جرحهم له مفسر ، وأحسن ما قيل فيه ما قاله ابن معين رحمه الله : ضعيف ، فسئل يكتب حديثه ؟ فقال نعم على ضعف فيه وكان رجلا صالحا .
أي أنه ضعيف وحديث ينجبر ، يصلح في الشواهد والمتابعات .
وشيخه عطاء بن قرة : قال فيه ابن المديني : لا أعرفه ، وقال أبو زرعة الدمشقي : وكان من خيار عباد الله .
وهذه تزكية في العدالة والدين ، ولكننا لم نعرف عن حفظه شيئا ، فيكون مجهول الحال في حفظه ؛ فقول الحافظ صدوق لا يسلم . والله أعلم .
وعبد الله بن ضمرة السلولي : لم يوثقه غير العجلي وهو معروف بتوثيق المجاهيل من التابعين .
فينتج عندنا أن هذا الحديث تفرد به ضعيف عن مجهول الحال عن مجهول الحال . إلا أنه يصلح في الشواهد والمتابعات .
فننظر في شواهده :
أما حديث ابن مسعود فتبين لنا أنه خطأ .
وأما حديث جابر بن عبد الله ؛ فالصواب فيه أنه مرسل كما قال أبو حاتم الرازي في العلل .
وأما حديث أبي سعيد الخدري ؛ فهو وحديث أبي الدرداء واحد أخطأ فيه بعض الرواة ، وأعله ابن عبد البر بالوقف ،وصوب الشيخ الألباني الوقف وذكر أنه منقطع أيضا .
قلت : وبينه وبين حديث أبي هريرة اختلاف في اللفظ والمعنى ؛ فلا يصلح لأن يكون شاهدا له لمجموع ما ذكر .
هذا ما جاء في هذا الحديث ، والخلاف فيه كما ترى معتبر وقوي ، فالبعض يحسنه والبعض يضعفه ، وكل له وجه . والله أعلم
كتبه الشيخ أبو الحسن علي الرملي حفظه الله
10-08-2010


المصدر (http://noor-elislam.net//vb/showthread.php?t=8088&highlight=%C7%E1%CF%E4%ED%C7+%E3%E1%DA%E6%E4%C9)

عيسى بن عامر الجزائري
08-26-2010, 11:34 AM
جزاك الله أخي على هذه الفوائد الطيبة

أبو أحمد أبوبكر الظبياني
08-26-2010, 02:24 PM
جزاك الله خيرا أخي أبا عبدالرحمن على هذا النقل الطيب

أبو عبد الله ندير معبد
08-26-2010, 07:46 PM
جزاكم الله خيرا

أبوعبد الرحمن المرساوي
08-30-2010, 10:24 AM
وجزاكم الل بالمثل وزيادة