المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (صفة الصلاة) للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى كاملاً


أم عبد الله
10-15-2010, 05:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لأول مرة: تفريغ شريط(صفة الصلاة) للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى كاملاً
صفة الصلاة

للشيخ العلامة المجدد مقبل بن هادي الوادعي

رحمه الله تعالى

قال الشيخ رحمه الله تعالى :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد :
فقد وعدنا إخواننا ببيان صفة صلاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ بالفعل فإن أحب إخواننا أن يكون على المنبر وإلا من ها هنا.
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يعلم أصحابه بالفعل, فقد جاء في "صحيح البخاري" { أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يصعد على المنبر فيصلي فإذا أراد أن يسجد نزل وسجد في الأرض }.
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول للأعرابي: { إذا قمت إلى الصلاة فكبر } الله أكبر, ومن أهل العلم من أجاز أيُ كلمةٍ فيها تعظيم لكن هذه هي سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.
وهذا يدل على أن التوجه يكون بعد التكبير.
وقيامك إلى الصلاة يعتبرُ نية فلا يحتاج أن تقول: نويت أصلي صلاة الظهر أربع ركعات مؤتماً أو إماماً, قيامك إلى الصلاة يعتبرُ نية.
بعد أن يكبر يرفع يديه مع تكبيره, وردت الرواية حَذو منكبين, ووردت إلى فروع أذنيه, فممكن أن تكون رؤوس الأصابع إلى فروع الأذنين, والكفان مقابل المنكبين.
هكذا ثبت هذا الرفع في حديث عبدالله بن عمر في "البخاري ومسلم", وفي حديث وائل بن حُجر, وفي حديث أبي حميدٍ الساعدي, وبعد أن ترفع تضع يدك اليمنى على يدك اليسرى على صدرك .
وله كيفيتان :
إحداهما : الكف على الكف
الثانية : الكف على الساعد .
هاتان الكيفيتان ثابتتان عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ, والإرسال لم يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ حكى هذا الصنعانيُ في "سبل السلام" عن ابن عبدالبر وحكاه أيضاً صاحب "الروض النضير" عن محمد بن إبراهيم الوزير علامة اليمن الذي قال الشوكاني: "لو قلتُ إن اليمن لم تنجب مثله لما بعدت عن الصواب".
فإذا وضعت يدك اليمنى على يدك اليسرى على صدرك, أما ما يفعله بعض الناس أن يضع يده اليمنى على يده اليسرى على السُرة فهذا من طريق إسحاق بن عبدالرحمن الكوفي وهو ضعيف, لم يثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وضع يده اليمنى على يده اليسرى على السُرة, ما ثبت هذا , وجاء في "المجموع" المنسوب إلى زيد بن علي ولكنه من طريق عمرو بن خالدٍ الواسطي وهو كذاب .
فعرفنا من هذا أن الصحيح هو وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر وعلى أن في أحاديث التي هي على الصدر فيها مقال, فإن في الأول: مؤمل بن إسماعيل وهو إلى الضعف أقرب حديث وائل بن حُجر , وفي الثاني: وهو حديث قَبيصة بن هُلب عن أبيه هُلب فيه قَبيصة لم يروي عنه إلاَّ سماك بن حرب فهو مجهول, وفي الثالث: الإرسال حديث طاوس (كانوا يضعون أيديهم على أيمانهم على صدورهم ) ([1]) لكن هذه ثلاثة أحاديث ترتقي إلى الحجية ولا هناك ما يعارضها مما تركن النفس إليه.
وبعد هذا تقول ما جاء في "الصحيحين" عن أبي هريرة وهو أصح أدعية الاستفتاح: { اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ, اللَّهُمَّ نَْقِنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ, اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ } وورد عن عمر أنه كان يقول: ( سبحانك اللهم وبحمدك, تبارك اسمك, وتعالى جدك, ولا إله غيرك ) لكن هذا موقوف عن عمر وفيه كلام, وجاء مرفوعاً وفيه كلام.
ثم أيضاً ذكرتُ شيئاً وهو وارد عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في " صحيح مسلم " وفي "جامع الترمذي " وفي " سنن أبي داود " أنه يقول بعد أن يكبر: { وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا } إلى آخر التوجه يقول.
فإن قلت: { اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ} فحسن, وإن قلت: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ}, لكن ينبغي أن تحفظه من " صحيح مسلم " لأنه ليس فيه: ( الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً, ولم يكن له شريك في الملك, ولم يكن له ولي من الذل ) هذا ليس فيه توجه علي بن أبي طالب الذي رواه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ .
ثم تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم: ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ).
وبعدها إن شئت أسررت البسملة ـ بسم الله الرحمن الرحيم ـ فقد روى "البخاري ومسلم" في صحيحيهما عن أنس رضي الله عنه قال: ( صليت خلف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر وعمر فكانوا يفتتحون القراءة بـ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ), في بعض طرق الحديث عند "مسلم": ( لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم) وفي بعضها: ( لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم).
وإن شئت جهرت في الجهرية بـ(بسم الله الرحمن الرحيم) فقد روى الحاكم في "مستدركه": عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: ( إني لأشبهكم صلاة برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ, فصلى بهم وجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ), والإسرار أصح وروى الإمام الشافعي في "الأم": ( أن معاوية صلى بالناس فأسر ببسم الله الرحمن الرحيم فأنكر عليه الحاضرون ), فالإسرار والجهر بـ( بسم الله الرحمن الرحيم ) كلاهما وارد عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ, لكن حديث الإسرار أصح كما سمعتم لأنه متفق عليه.
بعدها تقرأ الفاتحة, وينبغي أن تقف على كل آية .
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾
مما ينبغي وليس بلازم فقد ورد عن { النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أنه كان يقف عند كل آية } .
فإذا قرأت الفاتحة يشرع لك أن تقول آمين سواءٌ أكنت إماما أم كنت مُأتما فقد روى أبو داود في "سننه": { أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ كان يجهر بآمين}, وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه, عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { إِذَا قَاَلَ الْإِمَامُ: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ﴾ فَقُولُوا: آمِينَ, فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ }, وروى الإمامُ أحمد في "مسنده" وابنُ ماجهَ في "سننه" عَنْ عَائِشَةَ رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: {مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى التَّأْمِينِ وَالسَّلَامِ}.
ثم بعد ذلك إن كنت إماماً فينبغي أن لا تطيل القراءة حتى تنفِّرَ الناس؛ لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: { إِنِّي لَأَدَخُلُ فِي الصَّلَاةِ فَأُرِيدُ أَنْ أُطِيِِلَ فَأَتَجَوَّزُ فِيهَا لِمَاَ أَسْمَعُ مِنْ صِيَاحِ الصَّبِيِّ شَفََقَتَاً عَلَى أُمِّهِ }, ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { من أم الناس فليخفف؛ فإن فيهم الضعيف, والمريض, وذا الحاجة, وإذا صلى أحدكم لنفسه فليصلِ كما شاء أوكيف يشاء } أو بهذا المعنى ؛ وما هو التخفيف الذي هو مطلوب ؟ ( معاذ كان يصلي بأصحابه فاقرأ سورة طويلة في بعضها سورة البقرة وكان خلفه رجلٌ يعمل وأعرابيُ وتعبان ثم بعد ذلكم أطال معاذٌ الصلاة فخرج ذلكم الرجل وصلى فبلغ معاذ أنه ترك الصلاة معه وأنه صلى وحده فقال: (ذلكم منافق), فذهب الرجل يشكو معاذاً إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فغضب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ غضباً شديدا وقال: { أيها الناس إن منكم منفرين فمن أم الناس فليقرأ بـ ﴿ الشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴾ , ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ﴾ } يعني بإحدى هذه السور التي هي متوسطه أو من قصار الفصل, ثم يقول له: { أفتان أنت يا معاذ } عتاب شديد لصحابيٍ جليل فاضل يعرف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فضله وشرفه, فينبغي أن تكون صلاة الإمام وسط, وأما إذا كنت منفرداً فلك أن تطول ما شاء { فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قد صلى ذات ليلة وقرأ سورة البقرة, ثم سورة النساء, ثم سورة آل عمران} فإذا كنت منفرداً فلك أن تطول ما تشاء .
بعد أن تقرأ الفاتحة وسورة تركع وليكن ركوعك وسطاً, أعني لا تصوب رأسك وتدليه جداً, ولا ترفعه.
وترفع أيضاً يديك عند الركوع, فهذا ثابت في "الصحيحين" من حديث ابن عمر ومن حديث غير ابن عمر تقول: الله أكبر.
بعدها تسبح الله ثلاثاً, أقل شيء ثلاث: سبحان ربي العظيم, سبحان ربي العظيم, سبحان ربي العظيم, فيه زيادة ( وبحمده ) الظاهر أنها صالحة لكن ليست بالقوة مثل (سبحان ربي العظيم).
ثم بعد هذا ترفع وتقول: سمع الله لمن حمده, ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركً فيه كم يحب ربنا ويرضى, فقد قالها رجل فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { من القائل } قال أنا يا رسول الله قال :{ لقد أبتدرها بضعةٌ وثلاثون ملكاً كلهم يريدون أن يكتبها } والحديث في "البخاري", ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه } وهذا الحديث أيضا في "البخاري".
ثم بعد ذلك تطمئن كما عرفت في ركوعك وعند قيامك.
ثم تسجد, بعد أن تسجد بأي شيء تقدم ؟ تقدم يديك –إذا نسيت شيئاً فذكروني بارك الله فيكم, جميعاً- تقدم يديك, لأن الحديث في السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ : { لا يبرك أحدكم بروك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه} هذا الحديث صحيح, وهناك حديث يعارضه حديث وائل بن حُجر أنه رأى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقدم ركبتيه لكنه من طريق شريك بن عبدالله النخعي وقد ساء حفظه لما ولي القضاء, وأيضاً اختلف عليه فيه, فتقديم اليدين هو السنة, وإن كان الحافظ ابن القيم في زاد المعاد ينصر تقديم الرجلين وادعى أنه حديث مقلوب لكنه لم يأتي ببرهان إنما أتى بحديث من طريق عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري و عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري متروك فما أتى الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد بحجة.
س: ..... ([2])
ج: رفع اليدين بارك الله فيك في أربع مواضع: عند تكبيرة الإحرام, وعند الركوع, وعند الرفع من الركوع, وعند القيام من التشهد الأوسط, هذا ثابت في الصحيح.
وهناك أيضاً رفع في السجود, لكن ينبغي أن ينظر, وإن كنا قد ذكرناه في "رياض الجنة".
بعد أن تسجد: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات, وإن شئت أن تدعو ودعوت, فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: { ألا إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً, فأما الركوع فعظموا فيه الرب, وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم } أي فجدير أن يستجاب لكم .
وورد في الحديث الصحيح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ أنه قال: {أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد }. فأنت إذا أطلت السجود ودعوت الله سبحانه وتعالى بما تحتاج إليه من خيري الدنيا والآخرة, ولا تدع بإثم ولا بقطيعة رحم.
ثم تجلس بين السجدتين, ولك أن تقول: ربي اغفر لي, ربي اغفر لي, ربي اغفر لي, ثلاث مرات هذا وراد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.
ولك أيضاً أن تقول: ربي اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني هذا أيضاً وارد وفي سنده كلام والظاهر أنه يرتقي من الحجية.
الركعة الثانية كالركعة الأولى.
ثم بعد ذلك التشهد الأوسط كنا نقول في تشهدنا: ( بسم الله وبالله والحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله), الحمد لله الشباب الآن لا يعرفون هذا يعرفون الصحيح, هذا لا يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قاله الشوكاني في "نيل الأوطار" وإن فيه راوٍ اسمه أيمن بن نابل -يعني بسم الله وبالله- ليس بثابت فما هو الثابت ؟
كيفيات أخرى فيها لكننا نذكر حديث ابن مسعود نذكر حديث ابن مسعود لماذا؟ لأنه قال: ( علمني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ ويدي بين يديه ) يعني من أجل أن يتنبه، وأن يلقي ابن مسعود سمعه وقلبه إلى قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: ( التحيات لله، والصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)، وحده لا شريك له ليست واردة في "الصحيحين" من حديث ابن مسعود، ولو زادها فهي ثابتة في غير "الصحيحين".
بعدها لك أن تدعو ولك أن تقوم، وفي الركعتين الأُخريين ماذا تقول ؟ كان آباؤنا، وكنا نقول: ( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر )، كنا نقول هذا، ثم يا رجال فتشنا كتب السنة كلها بحسب اطلاعنا، فلم نجدها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، لكن وجدنا حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب }، يقول الصنعاني: (فإن قلت: أنا قد قرأت بفاتحة الكتاب في أول ركعة، وفي الثانية؟ قال: فالجواب: أن في بعض طريق حديث (المسيء صلاته) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ علمه كيف يصلي فقال له: {اقرأ بفاتحة الكتاب}, قال: {ثم افعل ذلك في صلاتك كلها}، ففاتحة الكتاب يجب أن تقرءاها في كل ركعة سواءٌ أكنت إماماً، أو مؤتماً.
قد يقول قائل إن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: ﴿وإِذَا قُرِئ الْقُرآنُ فَاستمِعواْ لَه وأَنصِتواْ لَعلَّكُم ترحمونَ ﴾ ([3])، ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { وإذا قرأ فأنصتوا }، أما الآية فيقول الشوكاني أنها عامة مخصوصة بفاتحة الكتاب، وما هو الدليل على تخصيصها بفاتحة الكتاب ؟ الدليلُ ما جاء في السنن:{ لعلكم تقرؤون خلف إمامكم ؟ } قالوا: نعم، قال: {فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب}، وقد يقول قائل: إن هناك حديثاً: { من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة } هذا الحديث يقول الحافظ ابن كثير في "تفسيره": ( وله طرق لا يثبت منها شيء)، ويقول الدار قطني في "سننه": ( ولم يرفعه إلا الحسن بن عمارة، وأبو حنيفة وهما ضعيفان) هكذا يقول الدارقطني رحمه الله تعالى فالحديث لا يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ .
وأعتقد أننا قد مررنا مراً سريعاً على الصلاة، وعرفنا أن فاتحة الكتاب قراءتها واجبة في كل ركعة, إلا من ؟ إلا من لا يستطيع أن يقرأ فاتحة الكتاب.
س: في أي موضع جزاك الله خير ([4]) ؟
ج: إذا كان الإمام يفرق فلك أن تقرأ إذا قال الإمام: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ وسكت قليلاً لك أن تقول: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فإذا لم يفرقها وتابع فتقرأ بعدها بعد ما يقول: آمين حتى لو قرأ سورةً أخرى .
فمن هو الذي يُعفى من قراءة فاتحة الكتاب؟ من هو ؟ هو الذي لا يحسن قراءة القرآن كبعض الشيبات، و بعض العجائز تقول له: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ يقول: (صراط الذين أنعمتُ عليهم) يحرف، أو لا يستطيع بحال من الأحوال، ففي السنن جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله إني لا أحسن شيئاً من القرآن، فقال له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر } قال يا رسول الله: هذه لربي – أي هذا الثناء والمدح- لله عز وجل فما لي ؟! قال: {قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني} فمسك بيديه فنظر إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: {أما هذا فقد ملأ يديه من الخير} والكلام في سنده السكسكي لكنه يعضده ما جاء في بعض طرق (المسيء صلاته) يعضده إلى الحجية .

س: التشهد الأخير
ج: التشهد الأخير تضيف على ما سمعت: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد).

س: ... ([5])
ج: لا يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ .

س: .... ([6])
ج: تحريك الأصبع كنا نحركها، فإذا هي زيادة شاذة شذ بها زائدة بن قدامة، المشروع هو الإشارة فقط، أما التحريك وإن كان الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى وهو محدث العصر يقول بالتحريك، ففي "سنن أبي داود" من حديث عبد الله بن الزبير: (وكان لا يحركها). لكنهم قالوا من طريق ابن عجلان وفيه كلام، لكن زائدة بن قدامة خالف سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجاج، وبشر بن المفضَّل إلى قدر اثني عشر واحداً بحيث أن هؤلاء الأربعة كل واحد من هؤلاء الأربعة يعتبر أرجح من زائدة بن قدامة، فزيادته شاذة، فالتحريك ليس بمشروع.وكذا العجن ليس بمشروع، بعض طلبة العلم متأثرون بالتقليد، هذا العجن من طريق الهيثم بن عمران ولم يوثقه إلا ابن حبان، وهو يوثق المجهولين فالعجن عند القيام من السجود هذا أيضاً ضعيف لا يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ, والثابت في "البخاري" أنه كان يعتمد بيديه على الأرض هذا هو الثابت ليس فيه صفة العجن .

س: هل هذه الصفة تكون للذكر والأنثى, للرجل والمرأة ؟
ج: سؤال حسن أحسن الله إليك, نعم هذه الصفة تكون للرجل والمرأة، ومن أهل العلم من يرى أن المرأة إذا سجدت تَرخي ([7])، لكن أم الدرداء - وكانت فقيهة – كانت تصلي كصلاة الرجال، والأصل هو عموم التشريع ، الله سبحانه وتعالى يقول :﴿ وأَقِيموا الصلَاةَ وآتوا الزكَاةَ ﴾ أعني ما ذُكر النساء في قوله: :﴿ وأَقِيموا الصلَاةَ ﴾ لكن النساء يدخلن لعموم التشريع .

س: ............. ([8])
ج: نعم حتى هذا ... ([9]) ... من أدرك الإمام عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: { من أدرك الإمام راكعا فليركع قبل أن يقيم صلبه فقد أدرك الركعة } هذا قول الجمهور أما الإمامُ البخاري وعزاه إلى أبي هريرة وإلى كل من يقول بقراءة فاتحة الكتاب من الصحابة وتبعه على ذلكم ابن خزيمة, وأبو محمد بن حزم, والسبكي أيضا, فهم يقولون إنه لا يكون مدركاً لها .
ما دليلهم على هذا ؟ دليلهم أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: { لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب } ودليلهم أيضا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال كما في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة: { إذا أتيتم إلى صلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وعليكم السكينة فما أدركم فصلوا وما فاتكم فأتموا } ويقولون هذا قد فاته القيام وفاتته القراءة, ثم أيضاً حديث: { صلي ما أدركت وأقضي ما تبقى } قالوا وأما أدلتكم أيها القائلون بأنه يكون مدركاً لها فصحيحها ليس بصريح, وصريحها ليس بصحيح.
حديثُ أبي هريرة الذي هو: { إذا جئتم ونحن السجود فسجدوا معنا ولا تعدوها شيئا } هذا يقولون من طريق يحيى بن أبي سليمان المدني وقد قال فيه البخاري: إنه منكر الحديث.
حديث أبي هريرة الثاني الذي رواه ابن خزيمة: { من أدرك الإمام راكعاً قبل أن يقيم صلبه فقد أدرك الركعة } يقولون من طريق محمد بن أبي حميد المدني وهو ضعيف, فقد وهم فيه وإنما أصل الحديث عن أبي سلمة عن أبي هريرة: { من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة }.