المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكر لقاء موسى الخضر عليهما السلام


سالكة سبيل السلف
10-21-2010, 07:38 PM
ذكر لقاء موسى الخضر عليهما السلام

كان سبب طلب موسى الخضر أن موسى سئل من أعلم أهل الأرض فقال‏:‏ أنا قيل له‏:‏ لناعبد هوأعلم منك يعني الخضر‏.‏

أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الداودي أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن حموية أخبرنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال‏:‏ أخبرني سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ قام موسى خطيبًا في بني إسرائيل فسئل‏:‏ أي الناس أعلم فقال‏:‏ أنا أعلم فعتب اللّه عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه‏:‏ أن عبدًا من عبادي عند مجمع البحرين قال‏:‏ يا رب كيف لي به قيل له‏:‏ أحمل حوتًا فتجعله في مكتل فإذا فقدته فهو ثَمَّ‏.‏

فانطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون وحملا حوتًا في مكتل حتى كانا عند الصخرة ووضعا رؤوسهما فناما فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر وكان لموسى ولفتاه عجبًا فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما فلما أصبح قال موسى لفتاه‏:‏ ‏"‏ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ‏"‏‏.‏

ولم يجد موسى من النصب حتى جاوز المكان الذي أمر به فقال له فتاه‏:‏ ‏"‏ رأيْتَ إِذْ أوَيْنَا إِلَى الصَخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوت ‏"‏ قال موسى‏:‏ ‏"‏ ذلك مَا كنا نَبْغِي فَارتدَا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ‏"‏ حتى انتهيا إلىِ الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب - أو قال بثوبيه - فسلم موسى عليه فقال الخضر‏:‏ وأنى بأرضك السلام فقال‏:‏ أنا موسى فقال‏:‏ موسى بني إسرائيل قال‏:‏ نعم ‏"‏ هَلْ أتَّبُعِكَ عَلَى أنْ تُعلَمِنِي ممَا عُلَمتَ رُشْدًا ‏"‏ فقال‏:‏ ‏"‏ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا ‏"‏ يا موسى إني على علم من علم اللهّ علمنيه لا تعلمه أنت وأنت على علم علمكه اللهّ لا أعلمه قال‏:‏ ‏"‏ سَتَجدنِي إِنْ شَاءَ الله صَابِرًا وَلا أعْصِي لَكَ أمْرًا ‏"‏‏.‏

فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ليسِ لهما سفينة فمرت بهما سفينة فكلماهم أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهما بغي نوْلٍ‏.‏

فجاء عصفور فوقع على حرف فنقر نقرة ونقرتين من البحر فقال الخضر‏:‏ يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم اللّه إلا كنقرة هذا العصفور في البحر فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال موسى‏:‏ قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها قال‏:‏ ‏"‏ ألم أقُلْ إِنكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏ لاَ تؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيت ‏"‏‏.‏

وكان الأولى من موسى نسيانًا‏.‏

فانطلقا فإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع رأسه بيده فقال ‏"‏ فَانْطَلَقَا حَتى إِذَا أتَيَا أهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أهْلَهَا فَأبَواْ أنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أنْ يَنْقَض ‏"‏ قال الخضر بيده ‏"‏ فَأقَامَه ‏"‏ فقال له موسى‏:‏ ‏"‏ لَوْ شِئْتَ لاتَخَذْتَ عَلَيْهِ أجْرًا ‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ‏"‏‏.‏

قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ يرحم اللّه موسى لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما ‏"‏‏.‏

أخرجاه في الصحيحين‏.‏

فصل في اختلاف العلماء في حياة الخضر وموته وقد زعم قوم أن الخضر حيّ إلى الآن واحتجوا بأحاديث لا تثبت وحكايات عن أقوام سليمي الصدور ويقول أحدهم‏:‏ لقيت الخضر‏.‏

فأما الأحاديث فمنها ما يروى عن أهل الكتاب أن الخضر كان مع ذي القرنين وأنه سبق إلى العين التي قصدها ذو القرنين لما وصف له أن من شرب منها خلد في الدنيا فشرب منها فأعطي الخلد لذلك‏.‏

ومنها ما أخبرنا به علي بن أبي عمر الدباس قال‏:‏ أخبرنا علي بن الحسين بن أيوب قال‏:‏ أخبرنا أبو علي بن شاذان قال‏:‏ أخبرنا إبراهيم بن محمد المزكى قال‏:‏ حدثنا محمد بن إسحاق بن خريم قال‏:‏ أخبرنا محمد بن أحمد بن زيد قال‏:‏ حدثنا عمرو بن عاصم قال‏:‏ حدثنا الحسن بن رزين عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال‏:‏ لا أعلمه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ يلتقي الخضر وإلياس في كل عام في الموسم فيحلق كل منهما على رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات‏:‏ ‏"‏ بسم اللّه ما شاء اللّه لا يسوق الخير إلا اللّه بسم اللّه ما شاء اللّه لايصرف السوء إِلا اللّه ما شاء اللّه ماكان من نعمة فمن الله ما شاء اللّه لا حول ولا قوة إلا باللّه ‏"‏‏.‏

ومنها ما روي عن الحسن البصري أنه قال‏:‏ وكل إلياس بالفيافي ووكل الخضر بالبحور وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى وأنهما يجتمعان في كل موسم في كل عام‏.‏

ومنها ما أخبرنا به إسحاق بن ابراهيم الختلي قال‏:‏ حدثني عثمان بن سعيد الأنطاكي قال‏:‏ حدثنا علي بن الهيثم المصيصي عن عبد الحميد بن بحر عن سلام الطويل عن داود بن يحيى مولى عون الطفاوي عن رجل كان مرابطًا في بيت المقدس وبعسقلان قال‏:‏ بينا أنا أسير في وادي الأردن إذا أنا برجل في ناحية الوادي قائم يصلي فإذا سحابة تظله من الشمس فوقع في قلبي إنه إلياس النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته فسلمت عليه فانفتل من صلاته فرد عليّ السلام فقلت‏:‏ من أنت رحمك الله فلم يرد عليّ شيئًا فأعدت القول مرتين فقال‏:‏ أنا إلياس النبي فأخذتني رعدة شديدة خشيت على عقلي أن يذهب فقلت له‏:‏ إن رأيت رحمك الله أن تدعو لي أن يذهب عني ما أجد حتى أفهم حديثك فدعا لي بثمان دعوات فقال‏:‏ يا بريا رحيم يا حي يا قيوم يا حنّان يا منّان‏.‏

فذهب عني ما كنت أجد فقلت‏:‏ إلى من بعثت قال‏:‏ إلى أهل بعلبك قلت‏:‏ فهل يوحى إليك اليوم فقال‏:‏ منذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين فلا‏.‏

قلت‏:‏ فكم من الأنبياء في الحياة قال‏:‏ أربعة أنا والخضر في الأرض وإدريس وعيسى في السماء قلت‏:‏ فهل تلتقي أنت والخضر قال‏:‏ نعم في كل عام بعرفات قلت‏:‏ فما حديثكما قال‏:‏ يأخذ من شعري وأخذ من شعره قلت‏:‏ فكم الأبدال قال‏:‏ هم ستون رجلًا خمسون ما بين عريش مصر إلى شاطىء الفرات ورجلان بالمصيصة ورجلان بأنطاكية وسبعة في سائر الأمصار تسقون بهم الغيث وبهم ينصرون على عدوهم وبهم يقيم اللّه أمر الدنيا حتى إذا أراد أن يهلك الدنيا أماتهم جميعًا‏.‏

وقد روي أنه كان في زمن نبينا صلى الله عليه وسلم وروا من حديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إثبات حياة الخضر‏.‏

ومن حديث أنس أن رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم بعثه إلى الخضر وقال‏:‏ ادع لرسول اللهّ‏.‏

وإن أبا بكر وعمر وعثمان وعليًا وابن عمر أثبتوا وجوده وإنه رآه عمر بن عبد العزيز ورواه مسلمة ورباح بن عبيدة كلاهما عن عمر بن عبد العزيز‏.‏

قالوا‏:‏ ورآه إبراهيم التيمي وإبراهيم بن أدهم وأحمد بن حنبل‏.‏

وكل هذه الأحاديث لا تثبت والحديث الذي ذكرناه عن ابن عباس فيه الحسن بن زيد قال العقيلي‏:‏ هو مجهول‏.‏

وفي الحديث الثاني السلام بن الطويل قال يحيى‏:‏ ليس بشيء‏.‏

وقال البخاري والرازي والنسائي والدارقطني‏:‏ هو متروك الحديث‏.‏

وقال ابن حيان‏:‏ يروي الموضوعات كأنه المعتمد لها‏.‏

قال‏:‏ وعبد الحميد بن بحر لا يحل الاحتجاج به بحال وداود مجهول والرجل المرابط لا يدرى من هو‏.‏

وقد روى مسلمة بن مصقلة إنه رأى إلياس وجرى له معه نحو ما سبق‏.‏

وربما ظهر الشيطان لشخص فكلمه وربما قال بعض المتهمين لبعض أنا الخضر وأعجب الأشياء أن يصدق القائل أنا الخضر وليس لنا فيه علامة نعرفه بها وقد جمعت كتابًا سميته عجالة المنتظر بشرح حال الخضر وذكرت فيه هذه الأحاديث والحكايات ونظائرها وبينت خطأها فلم أر الإطالة بذلك ها هنا‏.‏

من كتاب المنتظم في التاريخ للإمام ابن الجوزي

أم زكريا الأثرية
10-21-2010, 10:40 PM
بـــــــــــــــــــوركت

سالكة سبيل السلف
10-22-2010, 09:49 AM
جزاكما الله خيرا على المرور أختاي الكريمتان