المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يقبل الجرح المفسر في جرح من بينهما عداوة أو يتوقف؟ للعلامة الإثيوبي


أبو أحمد أسامة زريوح
11-14-2010, 02:51 PM
قال العلامة محمد بن آدم الإثيوبي في كتابه إيضاح السبيل في شرح إتحاف النبيل بمهمات علم الجرح والتعديل تحت مسألة:في بيان التوقف في جرح من بينهما عداوة:

"أقول: ينبغي التوقف إذا خشي أن يكون الباعث على الجرح الاختلاف بين الجارح والمجروح في الاعتقاد, أو المنافسة التي تكون بين الأقران, فلا يقال في مثل هذا: يقدم الجرج المفسر على التعديل, بل يتوقف فيه.

قال الحافظ رحمه الله: وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح ما كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتاقادات, فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب, وذلك لشدة انحرافه في النصب, شهرة أهلها بالتشيع, فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلق, وعبارة طلفة, حتى إنه أخذ يلين مثل الأعمش, وأبي نعيم, وعبيد الله بن موسى, وأساطين الحديث, وأركان الرواية,

فهذا إذا عارضه مثله, أو أكبر منه, فوثق رجلا ضعفه, قبل التوثيق.

ويلتحق به عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المحدث الحافظ, فإنه من غلاة الشيعة, بل نسب إلى الرفض, فيتأنى في جرحه لأهل الشام؛ للعداوة البينة في الاعتقاد.

ويلتحق أيضا بذلك ما يكون سببه المنافسة في المراتب, فكثيرا ما يقع بين العصريين الاختلاف والتباين لهذا وغيره, فكل هذا ينبغي أن يتأنى فيه, ويتأمل.

وقد قال الذهبي رحمه الله: كثير من كلام الأقران بعضهم في بعض يطوى, ولا يروى, ويطرح, ولا يجعل طعنا, ويعامل الرجل بالعدل والقسط, انتهى.

ونظير ذلك في التوثيق ما ذكره الذهبي رحمه الله أيضا أنه قد يكون نفس الإمام فيما وافق مذهبه, أو في حال شيخه ألطف منه فيما كان بخلاف ذلك, انتهى.

وأشرت بقولي: ((وعذر هؤلاء الخ)) إلى ما علل به الشيخ ابن الصلاح رحمه الله صدور الجرح بين الأقران من الأئمة بأن عين السخط تبدي مساوي لها في الباطن مخارج صحيحة, تعمى عنها بحجاب السخط, لا أن ذلك يقع من الإمام تعمدا لقدح يعلم بطلانه, انتهى,

قال محمد عفا الله عنه: هذا الذي قاله الشيخ ابن الصلاح رحمه الله ينبغي كتبه بماء الذهب؛ فوالله لهو الملجأ والمفر عندما نرى الأئمة يجرح بعضهم بعضا بما لا يستحقونه, فلا يسعنا إلا هذا, فنعتقد أن الجارح ما أراد تعمد الجرح الذي يعلم الحق بخلافه , وإنما ظهر له من حال المجروح ما له تأويل صحيح, إلا أن غضبه عليه لأمر ما غطى عليه ذلك التأويل, فوقع في الخطأ, والله- يغفر الخطأ والنسيان, فتنيه أيها الحريص على دينه, المشفق على آخرته ألا تقع في مغلطة خطيرة بما تراه في تراجم الرجال من طعن بعض الأئمة لبعضهم بسبب المعاصرة, أو نحوها, والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل." انتهى من ص.56 إلى ص. 58

أبو عبيدة طارق الجزائري
04-26-2012, 05:17 PM
جزاك الله خيرا على النقل المفيد .

أبو أحمد أسامة زريوح
06-19-2012, 04:09 AM
وإياك وبارك الله فيك