المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرر النجمية من شرح متن صغير يحفظه أبناء الإبتدائية


أبو المقداد ربيع بن علي بن عبد الله الليبي
11-22-2010, 03:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه
أما بعد:يظن كثير من الناس أن العلم والفوائد توجد في كبار الكتب دون صغارها ويقفزون على أعلى السلم ناسين أن للسلم درج يتدرج فيه للصعود إلى أعلى السلم كذلك الكتب يبدأ في قراءة صغار الكتب ويرتقى بذلك في العلم كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :(إنما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم و من يتحر الخير يعطه و من يتوق الشر يوقه)1
فالكتيبات الصغيرة التي نراها ويستهزئ بها بعضنا على صغر حجمها قد حوت علموماً شتى تجمع بين الفقه والمصطلح والعقيدة وغير ذلك مما نفع الله به الناس ، وعلى رأس هذه الكتيبات شرح متن "الثلاثة الأصول" لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي رحمه الله وجزاه عن الإسلام خيراً ، والحمد لله قد شُرح هذا المتن على أيدي كثير من العلماء وطلبة العلماء.
وبينما أنا أتصفح وأقرأ في شرح العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي رحمه الله على هذا المتن وجدت في شرحه درر وفوائد أحببت أن أنقل إليكم ما وقفت عليه سائلاً المولى جل وعز ان يجعل ما نقلت خالصاً لوجهه وأن ينفع به إنه جواد كريم.
قال الماتن رحمه الله:أن من أطاع الرسول ووحد الله ، فلا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله والدليل قوله تعالى : {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) } 1
قال الشارح العلامة النجمي رحمه الله :فمن أشرك بالله فقد حاد الله ورسوله ، ومن أقرّ الشرك وأجازه فقد حاد الله ورسوله . ولنتذكر هنا أنّ بعض مؤسسي المناهج الدعوية ، عمل الشرك بنفسه وأقره وأجازه من غيره ، ولنضرب مثلا :
(حسن البنا) كان يقول في حفل المولد في الليالي الأولى من ربيع الأول :
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا ... وسامح الكل فيما قد مضى وجرى
نقل هذا أخوه عبد الرحمن البنا في كتاب " أحداث صنعت التاريخ " .
إذاً فلا يجوز لنا أن نتخذه إماماً لأنه زعم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحضر حفلهم ويغفر ذنوبهم وهكذا غيره من أهل منهجه الذين وقع منهم الشرك أو أقرّوا غيرهم عليه ، مع أنه قد حاضر في وكر من أكبر أوكار الشرك وهو مشهد
( السيدة زينب ) ، ولم ينطق بكلمة ولا حرف في النهي عن الشرك بالله و(عمر التلمساني) يقول : ( ليس في دعوة الصالحين شرك ولا وثنية، بل هي تذوق) إلى غير ذلك مما أثر عن هؤلاء القوم .
وكذلك مؤسس منهج التبليغ : كان يدين بأربع طرق من الطرق الصوفية وكان يرابط عند بعض القبور راجيا للفيوضات التي تنزل عليه من أهلها . أما السروريه والقطبية فهم يحبّون المشركين ويبغضون الموحدين علما بأن سيد قطب قد حصل منه فواقر: فقد كَفّر أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله سلم وهو يعلم علم اليقين عن الدولة السعودية أنها دولة موحدة وأهلها كلهم سنيون ، فنجده يقول في مقدمة سورة الحجر من " الظلال " : ( إنه لا يوجد اليوم على وجه الأرض مجتمع مسلم ولا دولة مسلمة قاعدة التعامل فيها على مقتضى شريعة الله ) اهـ
فهل يجوز لنا أن نتولى هؤلاء القوم أو أن نسير في ركابهم ونأخذ بما هم عليه من الحزبيات حاشا لله والله سبحانه وتعالى يقول: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) }2
هذه دعوة الأنبياء التي أرسل الله بها محمداً - صلى الله عليه وسلم - ، وأرسلت بها جميع الرسل كما يقول الله عز وجل : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ }3


وقال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } 4
وقد فسر الطاغوت بأنه ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع ، وإذا فكرت في حال أولئك المتبوعين ، وجدتَ أنهم أُطيعوا في معصية الله وأباحوا الشرك والبدع فتوبعوا عليها 5 اهـــ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه


1:أخرجه الخطيب في " تاريخه " ( 9 / 127 ) قال العلامة الألباني رحمه الله:و هذا إسناد حسن أو قريب من الحسن . أنظر السلسلة الصحيحة[1 / 605].
سورة المجادلة:الآية(22) .
2:سورة المجادلة:الآية(22) .
3:سورة الأنبياء:الآية(25).
4:سورة النحل: الآية(36).
5:قال الشيخ حسن بن محمد بن منصور دغريري في حاشية الكتاب: علماً بأن المحادة التي عندهم ليست محادة كلية بل هي محادة جزئية غالباً ، وقد توجد المحادة الكلية عند من أشرك بالله شركاً أكبر أورضي بالشرك الأكبر وأقر عليه ، وعلى هذا فالمحادة الكلية توجب الكفر المخرج من الملة لقول الله عز وجل : {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (الزمر:65) ولما ذكر الله الأنبياء في سورة الأنعام قال : { وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } (الأنعام: من الآية88) ، أما من كان منهم محادته بالبدع وترك السنة فإن محادته جزئية موجبة للفسق فقط وهو باق على السلامة وبالله التوفيق .