منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2016, 12:34 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي من يصلي ويصوم ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر ما حكمه؟

من يصلي ويصوم ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر ما حكمه؟

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فهذا سؤال ورد إلي وهذا جوابه فيه فوائد أسأل الله أن ينفع به .

ماهو رآي الدين في من يفتعل كبائر الذنوب والمعاصي يومياً (شرب الخمر- الزنى - الحشيش الخ.. ) ولاكنة متمسك بصلاتة وصيامة ماهو حكم صلاتة في هذة الحالة؟
وهل من الأفضل ان يتوقف عن الصلاة لأن لا فائدة منها او يستمر عليها فهي عماد الدين؟ بستثناء ذنوبة هل تحتسب لة صلاة وحسناتها؟

الــــجــــــــــواب :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فقد قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً} .

وقال: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} .

قال:{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ...} الآية .

وقال:{ولله على الناس حج البيت ...} الآية .

قال -صلى الله عليه وسلم- : ((بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت))

فهذه أركان الإسلام الخمسة وهي أعظم مباني الإسلام وأهم فرائضه .

وعلى المسلم أن يحافظ عليها ، وأن يحرص على الإتيان بجميع ما افترض الله وأوجبه .

ومما أوجبه الله وافترضه ترك المحرمات ، وأعظمها الشرك بالله أكبره وأصغره .

ومن المحرمات ما هو كبائر وصغائر .

فالكبائر وهي دون الشرك الأصغر مع أنها من الكبائر وتوجب النار لمرتكبها ، وهي كثيرة وقد قال ابن عباس -رضي الله عنه- لما ذكر حديث: ((اجتنبوا السبع الموبقات)) قال: هي إلى السبعين أقرب.

ومن الكبائر: شرب الخمر وما في حكمها من المخدرات ، والزنا ، وأكل الربا ، وآكل الرشوة ، والسرقة ونحوها من الكبائر .

والصغائر: النظر المحرم ، وكثرة السؤال ، وسماع ما يحرم سماعه كالتجسس على المسلم ، والتصفيق ، والصفير ، ونحو ذلك .

فمن فعل أركان الإسلام وقصر في غيرها من الفرائض ، وفعل بعض الكبائر كالزنا وشرب الخمر فهو على خطر عظيم ومعرض للعذاب والنكال .

قال -صلى الله عليه وسلم- مبيناً عذاب الزناة وما أعد الله لهم : ((فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هذا)) وفيه: ((والذي رأيته في الثقب فهم الزناة)) .

متفق عليه من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- .

وقال -صلى الله عليه وسلم- : ((ثم انطلق بي ؛ فإذا بقوم أشد شيء انتفاخاُ ، وأسوئه منظراً ، وأنتنه ريحاً ،كأن ريحهم المراحيض.

فقلت: من هؤلاء؟ قيل: الزانون والزوانى.)) .

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- .

وقال -صلى الله عليه وسلم- : ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)) متفق عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- .

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أتاني جبريل فقال : يا محمد إن الله لعن الخمر ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وشاربها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وساقيها ، ومُسقاها)). رواه أحمد في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في المستدرك وصححه ، وصححه الشيخ الألباني وهو كما قالوا .

فمرتكب هذه الكبائر معرض لدخول النار ، مستحق لها ، ولكنه تحت مشيئة الله تعالى إن مات ولم يتب .

ومن كان من أهل الصلاة والصيام وهو مع ذلك مقارف للكبائر والمحرمات دون الشرك فهذا مع ما هو فيه من الظلم لنفسه ، ومع تعرضه للعقاب والنكال هو خير من الذي يرتكب المحرمات ، وهو مع ذلك تارك للصلاة والصيام .

وهو يثاب على صلاته وصيامه بقدر ما يستحقه من حيث أداؤها على الوجه الشرعي.

بل ذهب كثير من السلف إلى تكفير تارك الصلاة ، وعد تارك الصلاة من أهل الشرك والكفران .

فالذي يصلي ، ويصوم ، ويرتكب الذنوب والمحرمات ؛ أهون وأقل جرماً ممن يترك الصلاة والصيام والحج والزكاة .

فمن ترك الصلاة لظنه أنه لا فائدة من الصلاة ، وأنه يعد فعله للصلاة مع ارتكابه للمحرمات أنه منافق أو مراء فترك الصلاة لذلك فهو كافر مشرك .

لأنه ترك الصلاة من أجل الناس ، ولم يصل لله .

فالواجب على المسلم أن يعمل لله ، وتكون صلاته لله ، وكذا صيامه وجميع عمله على وفق السنة النبوية .

فإذا ابتلي العبد بفعل الكبائر والمحرمات فليحاسب نفسه ، ولا يحمله ذلك على ترك الصلاة والصيام والواجبات التي ما زال يعملها .

فانتبه فهذا مدخل عظيم من مداخل الشيطان .

فكثير من الناس يظن أن الصلاة إذا لم تحمله على ترك المحرمات فوجودها كعدمها! فيترك الصلاة لذلك!!

بل قد يظن أن صلاته على تلك الحال تعد نفاقاً ورياءً !!

وهذا شرك وكفر كما سبق بيانه .

وهذا ظن باطل .

بل الواجب على العبد أن يطيع الله ، ويبتعد عن المحرمات ، ويجاهد نفسه الأمارة بالسوء ، ويجاهد الشيطان على قدر ما يستطيع ، ويلجأ إلى الله فيسأله التوفيق لترك جميع المحرمات بدلاً من استسلامه للشيطان ، وتسليم الزمام لإبليس نعوذ بالله منه .

وهنا مسأل يجب التنبه لها وهي :

أن الله تعالى قال: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} ، ومع ذلك نرى أن كثيراً من الناس يصلون وهم مقارفون للفحشاء والمنكر فهل هذا يدل على بطلان صلاتهم ، وأنها لا تقبل ؟

فالجواب: ليس الأمر كذلك .

فإن الصلاة التي أمر الله بها ، بالكيفية التي بينها الكتاب والسنة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والصلاة في أصلها ناهية عن الفحشاء والمنكر .

والواقع شاهد بذلك : فتجد أن المحافظين على الصلاة هم أقل الناس شراً إلا فيما ندر .

وإذا رأى العبد من نفسه إقبالاً على الفحشاء والمنكر فليراجع صلاته فمن قبل نفسه الخلل .

فليتفقد طهارته فليحسنها ، وليحسن صلاته ، فيحافظ على الخشوع فيها ، وأدائها على وفق ما أمر الله ، وعلى الصفة التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم- .

فإذا أدى الصلاة كما أمره الله فستنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر .

وأما ما روي عن ابن عباس وغيره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)) .

فهذا حديث ضعيف لا يصح مرفوعاً .

وإنما صح من قول ابن مسعود -رضي الله عنه- رواه عنه الطبري في تفسيره وغيره .

وهذا الحديث إن صح –ولا يصح بل صح موقوفاً- هو خبر بمعنى الأمر كما قال القرطبي -رحمه الله- .

أي: لتكن الصلاة ناهية لصاحبها عن الفحشاء والمنكر .

ومعناه : أن الذي يصلي ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فهو ما زال بعيداً عن الله لأنه مع ما هو واقع فيه من الفحشاء والمنكر لم يحسن صلاته ولم يؤدها كما أمره الله فهو لم يزدد من الله إلا بعداً بهذا الاعتبار .

أما أن يفهم الأثر على أنه لو لم يصل مع وقوعه في الفحشاء والمنكر ؛ فهو أقرب وأحسن حالاً ممن لا يصلي وهو مواقع للفحشاء والمنكر!! ، فهذا فهم باطل لا ترد الشريعة به ، وقد بين شيخ الإسلام بطلانه بما لا مزيد عليه.

وقد قال شيخ الإسلام في كلام آخر غير المشار إليه : [وقوله: ((لم يزدد إلا بعداً)) : إذا كان ما ترك من الواجب منها أعظم مما فعله ؛ أبعده ترك الواجب الأكثر من الله أكثر مما قربه فعل الواجب الأقل] مجموع الفتاوى"كتاب الإيمان"(7/30) .

فمن صلى ولم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فهذا بعيد من الله لتقصيره في صلاته وعدم الإتيان بها كما أمره الله .

ومن ترك الصلاة فهو أبعد عن الله ، وهو مطرود عن بابه وعن قرب جنابه ، بل هو من أهل الكفر والشرك نعوذ بالله من ذلك.

فأداء الصلاة وإبراء الذمة بالإتيان بها شيء ، وكونها ناهية لفاعلها عن الفحشاء والمنكر شيء آخر.

والمسلم المؤمن المطيع الذي وعد بالنجاة من النار هو من أدى الصلاة كما أمره الله ، ونهته صلاته عن الفحشاء والمنكر .

أسأل الله أن نوفق لأداء الصلاة كما أمرنا الله ، وأن تكون صلاتنا ناهية لنا عن فعل ما يغضب الله .

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
28/ 4/ 1423هـ - 9/ 7/ 2002م

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-11-2016, 05:10 PM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

بارك الله فيك و جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:31 AM.


powered by vbulletin