جملة من الأحاديث والآثار الصحيحة في ذكر أمور وصفت بأنها أفضل مما طلعت عليه الشمس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن الدنيا دار ممر، ومستودع عمل، ومرتجى لخير قادم وأمل، وهيأها الله ليتزود العباد ليوم المعاد، وأباح لهم الاستمتاع بما فيها من جمال ومال ومتاع بما لا يخالف هدى الرحمن.
وقد جاءت جملة من النصوص والآثار في الترغيب ببعض الأعمال الصالحة بذكر فضلها على الدنيا وما فيها من متاع دنيوي، وأنها خير مما طلعت عليه الشمس.
وفي بعض تلك الأحاديث تفضيل العمل على الدنيا وما فيها، وفي روايات أخرى لذلك العمل بأنه خير مما طلعت عليه الشمس.
وفي بعض الأحاديث الاقتصار على أن بعض الأعمال خير من الدنيا وما فيها مثل حديث ركعتي الفجر-سنة الفجر- خير من الدنيا وما فيها.
وبعضها الاقتصار على أنه خير مما طلعت عليه الشمس.
وسأذكر جملة من الأحاديث والآثار الصحيحة فيما وصف من العمل بأنه أفضل منا طلعت عليه الشمس.
* نزول سورة الفتح على النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من الحديبية
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر} [الفتح: 2]. رواه البخاري.
* تعلم آية من القرآن خير مما طلعت عليه الشمس
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ يُقْرِئُ الرَّجُلَ الآيَةَ، ثُمَّ يَقُولُ : " لَهِيَ خَيْرٌ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، وَمَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ يَقُولُ ذَلكَ فِي الْقُرْآنِ كُلِّهِ "
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن بسند صحيح.
* فضل ذكر الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس». رواه مسلم.
* من صريح الإيمان: رد وسوسة الشيطان وتشكيكه في الدين.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إنا نجد في أنفسنا شيئا ما نحب أن نتكلم به وإن لنا ما طلعت عليه الشمس. قال: "أو قد وجدتم ذلك؟ " قالوا: نعم. قال: " ذاك صريح الإيمان". رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وابن حبان وغيرهم بسند حسن، وأصله في صحيح مسلم بلفظ : جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: «وقد وجدتموه؟» قالوا: نعم، قال: «ذاك صريح الإيمان».
* هداية الشخص على يديك خير مما طلعت عليه الشمس
روي في ذلك حديث ضعيف بلفظ: " لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت" رواه الطبراني من حديث أبي رافع رضي الله عنه. [الضعيفة:2950].
ولكن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم". متفق عليه.
وروى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة بسند صحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : ارْتَدَّ سِتَّةٌ مِنْ نَفَرٍ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ يَوْمَ تُسْتَرَ، فَقَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَسَأَلَنِي، فَقَالَ : " مَا فَعَلَ النَّفَرُ؟ " فَأَخَذْتُ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ، ثُمَّ قَالَ : " مَا فَعَلَ النَّفَرُ؟ " قُلْتُ : قُتِلُوا
قَالَ : " لأَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهُمْ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ "، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : وَمَا سَبِيلُهُمْ إِلا الْقَتْلُ؟ قَالَ : " كُنْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الدُّخُولَ مِنَ الْباب الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، فَإِنْ فَعَلُوا وَإِلا اسْتَوْدَعْتُهُمُ السِّجْنَ ".
وروى أبو نعيم بسند صحيح عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، أَنَّ الشَّعْبِيَّ ، قَالَ لِرَجُلٍ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ، فَأَسْلَمَتْ عَلَى يَدَيْهِ، فَقَالَ : " إِسْلامُهَا عَلَى يَدَيْكَ خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ
* طلب العلم
قال الحسن البصري رحمه الله: " مَنْ طَلَبَ الْحَدِيثَ يُرِيدُ بِهِ وَجْهَ اللَّهِ كَانَ خَيْرًا مِمَّا طَلَعَتِ عَلَيْهِ الشَّمْسُ" رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله بسند صحيح.
* غدوة أو روحة للمجاهد في سبيل الله خير مما طلعت عليه الشمس
عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غدوة في سبيل الله، أو روحة، خير مما طلعت عليه الشمس وغربت». رواه مسلم.
فليحرص المسلم على تلك الأعمال الصالحة، وليحرص على ما يدخله الجنة ليتنعم فيها بما هو خير مما طلعت عليه الشمس من المنزلة والمكانة.
* موضع السوط في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب". متفق عليه.
ففيه ترغيب في بذل المستطاع للوصول لتلك الجنة الغالية.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
7/ 12/ 1437هـ