إنزال الكلام العام على أشخاص بأعينهم
بسم الله الرحمن الرحيم
إنه من البلايا إنزال الكلام العام الذي يفتي به بعض المشايخ على شخص بعينه لم يقصده ذلك الشيخ ولم تتوفر فيه حقائق كلام الشيخ الذي قاله. ولقد رأيت في شبكة سحاب سؤالاً طرح على (نزار العباس) وهو:
"ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺮﺡٍ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﺴَّﺮٍ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢٍ ﺟﻠﻴﻞٍ ﺣﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺴﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ؛ ﺃﻧﻨﺘﻬﻲ ﻓﻮﺭﺍً ﺃﻡ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻟﻨﻨﺘﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ؟!"
ولكن المصيبة أن يأتِ بعض الجهال وينزلون هذا الكلام على من زكاه العلماء وجرحه علماء آخرون جرحاً غير مفسر! ففي السؤال السابق جاء أن "أحد الشيوخ الذين نحسبهم على خير"، ولكن إن أنزلوا هذا السؤال على شيخ زكاه أحد العلماء، فاختلف الأمر حينئذ!
فالصواب أن التعديل مقدم على الجرح الغير مفسر(1)، فلا يؤخذ جواب من أفتى باعتبار الجرح الغير مفسر في هذه الحالة، لأن هناك تعديلاً.
ومن ثم على طلبة العلم إذا أرادوا طرح أسئلة على المشايخ، فعليهم أن يتثبتوا أولاً من الحقائق، ومن ثم يبينوا السؤال قدر المستطاع، ولا يجلعوه محتملاً كل الاحتمال، بحيث أول ما تُنشر أجوبة المشايخ يأتي بعض الجهال والعوام وينزلون أجوبتهم على من يظنون أنه هو المعني، مع أنه ليس هو المعني!
فلنتنبه بارك الله فيكم.
(1): انظر ما نقله السيوطي في (تدريب الراوي) عن ابن حجر في هذه المسألة وتابعه عليه أحمد شاكر في (الباعث الحثيث) عند ذكر نوع الجرح والتعديل.