منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر كشف مخططات أهل الفتن والتشغيب والتحريش بين المشايخ السلفيين

آخر المشاركات مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-22-2018, 05:57 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي د.عبدالمجيد جمعة حفظه الله:الجواب عن الجواب وَرَدْعُ الطَّعَّانِ العَيَّاب - جواب عن رسالة خالد حمودة ومن كان وراءه-





الجواب عن الجواب

وردع الطَّاعن العَيَّاب
-جواب عن رسالة خالد حمودة-





الحلقة الأولى:

الحمد لله، وصلى الله على نبيّه محمد، وآله وصحبه، وسلّم تسليما كثيرا.
لقد قرأت جواب خالد حمودة، فألفيته قد حشاه بالأكاذيب، والمغالطات، وكساه بالجهالات والتناقضات، تنبئ عمّا في نفسية الرجل من الغرور، والتطاول، والإعجاب بالنفس.
وسأكشف جانبا من كذبه في الأخبار، وجهله في مسائل علمية، مع تناقضه، ومغالطته، فأقول، وبالله التوفيق:
أولا: قوله: «وقد كان ينبغي أن لا أجيبه، رعاية لمكانه...» فهذا من التلبيس والمغالطة، حيث يظهر نفسه مظهر التواضع والاحترام، والحال أنّ جوابه قد حشاه بالغمز واللمز والهمز، والطعن الصريح، حتى إنّه بلغ قرابة ثلاثين طعنة؛ وكأنها أراد أن ينافس بيان شيخه الذي تضمن أكثر من عشرين طعنة في السلفيين.
ثانيا: قوله: «... ولم أفهم –والله- إلى الآن سبب هذا الاهتمام الزائد!»
والجواب عنه من وجوه:
أولها: أنّ عدم الفهم عيب، لاسيما بالنسبة للطالب الذي ينتسب إلى العلم، وإلا فإنّ اللبيب بالإشارة يفهم.
الوجه الثاني: أنّ عدم فهمه يستوجب سؤال من يُفْهِمه؛ لكن تطاوله، وإعجابه بنفسه جعله يستقل برأيه؛ وهو الذي طلب العلم لئلا يكون إمّعة؛ كما صرّح.
الوجه الثالث: أنّه إذا لم يفهم سبب الاهتمام الزائد بالرسالة، فلماذا يفهم الاهتمام الزائد بالرد عليها، بأسلوب تميّز بالطعون؟! ألا كان الأجدر أن يعرض عنها حسب فهمه!
الوجه الرابع: أنّ نشر الرسالة ثلاث مرات ليس عيبًا في الكتابات، ولا الأدبيات والشرعيات، فإنّ كثيرا من أهل العلم، ألّفوا كتبا أكثر من مرة، بحيث أعادوا كتابتها بزيادات، وتصحيحات؛ فهذا الحافظ ابن كثير، ألّف تفسير للقرآن العظيم مرتين.
وابن درير ألّف كتابه «الجمهرة» أكثر من مرة. قال ابن النديم في «لفهرس» (91): «مختلف النسخ، كثير الزيادة والنقصان؛ لأنّه أملاه بفارس، وأملاه ببغداد من حفظه؛ فلمّا اختلف الإملاء زاد ونقص». ثم قال: «وآخر ما صحّ من النسخ نسخة أبي الفتح عبد الله بن أحمد النحوي؛ لأنّه كتبها من عدّة نسخ وقرأها عليه. وهذه سابقة قديمة في جواز تلفيق النسخ.
ومن أمثلة اختلاف النسخ ما رواه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (16/224) عن أبي بكر بن مجاهد قال: « قال لي محمد بن الجهم: كان الفراء يخرج إلينا وقد لبس ثيابه في المسجد الذي في خندق عبويه، وعلى رأسه قلنسوة كبيرة، فيجلس فيقرأ أبو طلحة الناقط عشرا من القرآن، ثم يقول له: أمسك، فيملي من حفظه المجلس، ثم يجي سلمة بعد أن ننصرف نحن، فيأخذ كتاب بعضنا فيقرأ عليه، ويغير ويزيد وينقص، فمن ههنا وقع الاختلاف بين النسختين».
قال عبد السلام هارون في «تحقيق النصوص ونشرها» (31): «هذا ومن المتواتر في ترجمة الفراء هذا أنّه أملى كتبه كلّها حفظًا، لم يأخذ بيده نسخة إلا في كتابين: كتاب ملازم، وكتاب يافع ويفعة. قال أبو بكر ابن الأنباري: ومقدار الكتابين خمسون ورقة، ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة. ولعل أظهر مثال لتكرار التأليف ما رواه ابن النديم [في «الفهرس» (113)] في الكلام على كتاب الياقوت لأبي عمر الزاهد المتوفي سنة 345 ذكر أنّ هذا الكتاب ظهر في ستّ صور، قضى مؤلّفها في تأليفها ما بين سنتي 326، 331.
ونصّ ابن النديم في الفهرست (82) على أنّ نوادر الشيباني ثلاث نسخ: كبرى، وصغرى، ووسطى. وكذا نوادر الكسائي ثلاث نسخ»»
وجرى عليه عمل المحقّقين، أنهم يعيدون طباعة تحقيقاتهم أكثر من مرة، مع التنبيه على الزيادات والتصويبات؛ بل في «المنتديات» والتي كنت عضوا من أعضائها، يعاد نشر المقال مع التنبيه على زمن التعديل؛ فأي شيء ينكر على هذا؟!
الوجه الخامس: أنّي أعدت نشرها للمرة الثالثة لأني عرضتها على شيخنا الإمام ربيع بن هادي المدخلي شفاه الله وكفاه، واعتبرت هذه النسخة المقروءة عليه ناسخة لما قبلها. وهذا شرف كبير حظيت به، لا يقدّره خالد حمودة، لهذا لم يفهم هذا الاهتمام. ويجهل أنّ النسخة المقروءة على الشيخ، والمصحّحة من قبله هي أصحّ النسخ، وأنفسها.
الوجه السادس: أنّ حمودة لا تعنيه القضايا الدعوية، ولا يهتم بالمسائل المنهجية، ولا يفهم: الردّ على المخالف أصل من أصول الدعوة السلفية؛ ولهذا تراه يقول: «وهذا يدلّ على اهتمام بالغ من بهذه الرسالة وقضيتها».
ثالثا: قوله: «... بعد أن طعن فيه الشيخ جمعة وسمّاها هابطًا». والجواب عنه من وجهين:
أوّلهما: أنّي كنت في أول الأمر أثني على مرابط، وأحترمه، وأدافع عنه، وأحسن الظنّ به؛ بل لعلّي كنت سببًا في إيقاف الردود عليه بعد كتابته لمقال: «تصحيح المسار»؛ كما كنت أحسن الظنّ بك، وكنتُ إذا سُئلتُ عنك من أجل استقدامك لألقاء الدروس، لم أعترض على مجيئك؛ كما في الحي الجامعي بقسنطينة، وغيره؛ وكنت قد هممت لإشراكك في الدورات –كما تعلم-؛ وقد مددت يدي إليكما، لكن خاب ظنّي فيكما:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
وكان حالي معكما كحال مجير أمّ عامر، وصدق فيَ قول الشاعر
فيا عَجَبًا لمن رَبَّيْتُ طفلاً لقَّمُهُ بأطْراَفِ البَنانِ
أعلِّمهُ الرِّمايةَ كلَّ يوَمٍ فَلَمَّا اسْتَدَّ ساعدُهُ رَمَاني
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ القَوَافي فَلَمَّا قَال قَافيَةً هَجَاني
أعلِّمهُ الفُتُوَّةَ كلَّ وَقْتٍ فلمَّا طَرَّ شاربُهُ جَفَاني.
جَـزَاني لا جزاه الله خيرًا سُلَيمة إنّه شرًّا جزاني
الوجه الثاني: أنّي لقّبته «هابطا» معاملة له بنقيض قصده، لأنّ الرجل قد أصيب بداء الغرور، والإعجاب بالنفس، والاستعلاء، حتى إنّه صار يرى نفسه أنّه منظّر، ومجتهد...؛ وأيضا صار لا يقبل النصح حتى من أقرب الناس إليه ممّن يكبره سنّا ويفوقه علمًا؛ مثل فضيلة الشيخ المحترم المكرم لزهر سنيقرة؛ ولطالما صدع رؤوسنا بعبارة فضفاضة: «سماحة الوالد»؛ فأردت أنّ أكبح جماحه، وأهبط استعلاءه، وأجعله يعرف قدره. وهذا ليس عيبًا، ولا مشاحة فيه، فقد يوصف الرجل بخلاف قصده ردعا له وزجرا؛ وتنبيها له وتذكيرا.
رابعا: قوله في الحاشية: «مع التنبيه على أنّ: «قرأه وصحّحه» لا يلزم منه الموافقة كما يريدون أن يوهموا الناس ويفهموهم» الجواب عنه من وجوه:
أوّلها: أنظر –أخي القارئ- إلى المستوى الذي بلغه خالد حمودة من الجهل، والذي اغترّ به بعض الإخوة السلفيين. «قرأه وصحّحه» لا يعني الموافقة؛ هل تعني إذًا المخالفة؟! أم تعني: لا الموافقة، ولا المخالفة؟! أم هي منزلة بين منزلتين؟!
ومن سبقك إلى هذا، يا حمودة؟! وقال مثل هذه العبارة؟! وَكُتُبُ الحديثِ، والأجزاء الحديثية، والنسخ الخطية، والكتب المسموعة والمقروءة طافحة بعبارة: «قرأه وصحّحه» ونظائرها، وهل قال أحد من الناس: إن هذه العبارة لا تدل على صحة الكتاب وإقراره؟!
وفي كتب مصطلح الحديث: باب في أقسام أخذ الحديث، وطرق تحمّله؛ وأوّل هذه الطرق والأقسام، وأعلاها: السّماع؛ وهو أن يقرأ الشيخ، والتلميذ يسمع. وهو أرفع من العرض؛ والذي هو: أن يقرأ التلميذ، والشيخ يسمع؛ وهذا مذهب جماهير أهل الحديث. قال العراقي في «شرح التبصرة» (386): «وجوهُ الأخذ للحديثِ وتحمُّله عن الشيوخِ ثمانيةٌ. فأرفعُ الأقسام وأعلاها عند الأكثرين: السماعُ من لفظ الشيخ».
وقال السخاوي في «فتح المغيث» (2/157): «(وَأوّلها) أي: أعلاها رتبة (سماع لفظ الشيخ أعلى وجوه) أي: طرق (الأخذ) للحديث، وتحمّله عن الشيوخ (عند المعظم) من المحدّثين وغيرهم».
كما اهتمّ أهل الحديث بتصحيح الكتاب، عند السماع أو العرض؛ كما روى هشام بن عروة عن أبيه: «أنّه كان يقول: كتبت؟! فأقول: نعم. عرضت كتابك؟! قلت: لا. قال: لم تكتبْ» «الكفاية» (237).
وأنشد السويدي لنفسه؛ كما في «أدب الإملاء والاستملاء» (172):
عليك بتصحيح الكتاب معارضًا فذلك مفروض على المرء واجبُ
ومن لم يُصحِّح بالقراءة خطَّه فما هو مكتوب ولا هو كاتبُ
وهذا محلّ اتّفاق بين أهل الحديث. قال السخاوي في «فتح المغيث» (2/173): «(وأجمعوا) أي: أهل الحديث (أخذا) أي: على الأخذ والتحمّل (بها) أي: بالرواية عرضًا وتصحيحها».
فيكون بهذا خالد حمودة –زيادة عن جهله- قد خرق إجماع المحدّثين على جواز العمل بالقراءة، وتصحيحها.
الوجه الثاني: أنّ قوله هذا يتضمّن تنقّصًا من الشيخ ربيع المدخلي، حيث إنّه يقرأ قراءة مجرّدة سطحية، دون أن يوافق، أو يخالف.
الوجه الثالث: أنّ الشيخ ربيعًا قال في ختام قراءة الرسالة: «بارك الله فيك». وهذا إقرار وتأييد؛ فلماذا أخفاها خالد حمودة؟ وهي مثبتة في البيان المنشور في المواقع.
خامسا: قوله: «لأنّ الشيخ ربيعًا يعرف الشيخ جمعة، ولا يعرف المردود عليهم، فسمع من الشيخ جمعة ما عنده». أقول: إنّ حمودة يهرف بما لا يعرف؛ إذ إنّ هذا الكلام يتضمّن طعنا في الشيخ ربيع سلمه الله، وأنّه يحكم بالمحاباة، والمداراة؛ ولا يحكم بالعلم، والعدل.
سادسا: قوله: «لم يتكلّم بموافقته أو تأييده، لم يحصل من الشيخ ربيع شيء من ذلك». الجواب: أنّ هذا من الخيانة العلمية، إذ تنقل بعض العبارة لتوهم القرّاء، وتقنعهم برأيك، وتتعامى عن العبارة الأخرى؛ فأين أنت من قول الشيخ الربيع: «بارك الله فيك»؟! وهي مثبتة في المقال. فهل حالك إلا كحال من قرأ قوله تعالى: {فويل للمصلين} وسكت، ولم يكمل قراءة: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}؟! فأشبهت بحال الشاعر البائس القائل:
ما قال ربّك ويل للذين سكروا ولكن قال ويل للمـصلّينا
سابعا: قوله «بل عندنا قرينة واضحة تبعث على الشك في هذا التأييد المزعوم، وهي أنّ رسالة الشيخ جمعة حذفت من «شبكة سحاب» ثلاث مرات ....» والجواب عنه من أوجه:
أولها: أنّ هذه القرينة أوهن من بيت العنكبوت، إذ كان يسعك أن تتّصل بإدارة «سحاب»، وتسألهم عن سبب حذف المقال.
الوجه الثاني: أنّ هناك مقالات كثيرة مؤيّدة لكما قد حذفت من «سحاب السلفية»؛ منها صوتية الشيخ عبد الغني، وتزكيته للرباعي.
ومنها مقال صهرك خالد فضيل، الذي أخذته الحميّة الجاهلية، والذي كشف فيه عن جهله، ظنّا منه أنّ لقب: مسجل بقسم الدكتوراه ينفعه. وغيرهما.
فهل تعتبر هذه قرينة واضحة تبعث على الشكّ؟!
الوجه الثالث: أنّ كلامه هذا يتضمّن الطعن في الشيخ الربيع؛ إذ كيف يتقوّل عليه، وينشر عليه الكذب في «سحاب»، وهو لا ينكر.
الوجه الرابع: أنّ كلامه هذا يتضمّن طعن في الشيخ محمد بن هادي أيضا.
فحقًّا قراءة شيخنا الإمام الشيخ ربيع بن هادي للرسالة قضت مضاجعكم، وحيّرت عقولهم، وكشفت أمرهم، وكانت اختبارًا لهم؛ إذ لطالما قالوا: شيخنا الشيخ ربيع....؛ فلمّا جاءهم كلامه ضربوه عرض الحائط بتأويلات فاسدة.

..... يتبع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-22-2018, 05:59 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثانية: في بيان أكاذيب حمودة

أولا: قوله: «تمهيد: في يوم (16 أكتوبر 2017) .....» إلخ والجواب عنه من وجهين:
أولهما: رمتني بدائها وانسلّت، فأخاطبك بلغتك، وَأُنكر عليك ما أنكرته عليَّ فأقول: قد قلتَ: «إنّ المحادثة كانت في الخاص بيني وبينك، فلا أدري كيف استجزت نقلها وإخراجها...... فكان ينبغي أن تكون في أعلى مقامات تحقيق الأمانة ....وحسبي بهذا عثرة» فأنت تقدّم درسًا في هذا، فهلا سألت نفسك: كيف لا تدري أنّك استجزت نقل الجلسة وإخراجها...» أليست هذه عثرة؟!
يا أيّها الرجل المعلّم غيره *** هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
وإن كنتُ لا أمانع من ذلك؛ لأنّه ليس لي مجلس خاص ومجلس عام .
الوجه الثاني : تدّعي أنّك طلبت العلم حتى لا تكون إمّعة، وأنت تتقيد وتعتمد التاريخ الافرنجي: (16 أكتوبر 2017). هل عزّ عليك التاريخ الإسلامي؟!


ثانيا: قوله: «فلمّا تكلّم الشيخ فهمنا منه أنّه يظن أنّنا نحن من طلب منه اللّقاء به ....» الجواب عنه من وجهين:
أولهما: أنّ هذا كذب، فلست أنا من طلب اللقاء، بل صاحبك محمد كان يسعى وراءه مذ أكثر من شهر، حتى كادت أن تتفطّر قدماه بسبب سعيه لهذا اللّقاء، وكنت في أكثر الأحوال اعتذر.
الوجه الثاني: أنّك توهم بذلك: أنّ مثلك لا يَأتي بل يُؤْتى إليه، ويرجع إليه في النوازل المدلهمّة ويسشار في القضايا الدعوية ...؛ ولهذا فهمت منّي: «أنّه يظن أنّنا نحن من طلب اللقاء معه».



ثالثا: قوله: «... وطلبت منه توضيحا بخصوص ما يبلغنا من تحذيره وكلامه في الشيخين الفاضلين: عزالدين رمضاني ورضا بوشامة» الجواب عنه من وجهين:
أولهما: لقد قدّمت درسا في الوشاية، فما بالك تقع فيها إلى الأذقان، كما سيأتي الكلام عليها في موضعها؛ وصدق فيك قول أبي الأسود الدؤلي:
لا تنه عن خلق و تأتي مثله ***عار عليك إذا فعلت عظيم
الوجه الثاني: أنّ هذا كذب محض، لم نتطرّق أصلا إلى الكلام في الشيخ عزالدين، وذكر الملاحظات على بيانه ليست طعنًا فيه، فلا يزال أهل العلم يردّ بعضهم على بعض، ولم يعتبر ذلك طعنا. لكن للأسف- ألفيتك جاهلاً بمبادئ العلوم.


رابعا: قوله: «وممّا جرى في أثناء حديثه أنّه طعن لنا في خمسة من المشايخ الكبار، وسماهم «عصابة»، وهم المشايخ الفضلاء: «عز الدين رمضاني، وعبد الخالق ماضي، ورضا بوشامة، وتوفيق عمروني، وعثمان عيسي».
والجواب عنه من وجوه:
أولهما: أنّ هذه ليست وشاية في قاموسك، وقد وعظتني بها
تصف الدّواء لذي السّقام وذي الضنى كيما يصح به و أنت سقيم
وأراك تصلح بالرشاد عقولنا نصحا وأنت من الرشاد عديم
الوجه الثاني: أنّ من ذكرت أسماءهم لم يرد ذكر أسمائهم في الجلسة ما عدا رضا.
الوجه الثالث: زعمت أني طعنت في هؤلاء بناء على قولي: «عصابة». فأنا أسألك: هل في قاموسك: أنّ معنى «العصابة» الطعن؛ اللهم إلا إذا كنت مولعا بأفلام الهوليوود.
الوجه الرابع: أنّ العصابة معناه: الجماعة من النّاس. وهذا ما قصدته؛ أعنى الجماعة المتبقّية في دار الفضيلة.
الوجه الخامس: أنّك حملت العصابة على وجه الطعن، وذكرت أسماء المشايخ: «عز الدين رمضاني، وعبد الخالق ماضي، ورضا بوشامة، وتوفيق عمروني، وعثمان عيسي»؛ وأين الشيخ عبد الغني، والشيخ عبد الحكيم دعاس، والشيخ عمر الحاج؟! فإذا حملت كلامي على الطعن فينبغي أن تشمل البقية، وهذه مكابرة؛ وإذا استثنيتهم فتستثني البقية، ويظهر فجورك وكذبك. وإن زعمت و أقررت أن الشيخ عبد الغني يعرفك منذ عشرين سنة فهل هذه المدة تجعل الوالد ينسى ولده .


خامسا: قوله: «وقد انفصل المجلس على هذا» الجواب: أنّ هذا كذب آخر، لم ينفصل المجلس على ذلك، بل انفصل على أنّكما طلبتما منّي أن تكلِّمَا هؤلاء، فأمرتكما بالعدول، وأنّ الأمر ليس إليكما؛ ثم طلبتما منّي النصيحة فأجبتكما بأن تلتزِمَا الصّمت، كما أوصى بذلك شيخنا العلامة محمد علي فركوس لكن استنكفتما و امتنعتما من قبول النصيحة و أبيتما إلا أن تحشرا أنفكما.


سادسا: قوله: «فأنا لم أظهر له اعتراضا، بل أظهرت الموافقة حتى أتجنّب المواجهة معه» والجواب عنه من وجوه:
أولها: أنّ هذه مداهنة مذمومة؛ وهي ضرب من النّفاق، نعوذ بالله منه؛ إذ كيف تظهر خلاف ما تبطن، لا سيّما في المسائل العلمية.
الوجه الثاني: أنّك زعمت أنّك طلبت العلم حتى لا تكون إمّعة، وطالب العلم المتّبع غير الإمَّعِ لا يكون هذا من آدابه، بل من آدابه أن يناقش بالحجّة، سيما وقد فتحت لك باب صدري, ولم أجابهك بالتعصّب.
الوجه الثالث: أنّك لم تظهر لي اعتراضا في وجهي؛ وأظهرته في ظهري، بنشرك لرسالتك، ولجوابك الذي حشوته بالطعون.


سابعا : قوله: «وأمّا أخي محمد .....و(الصوتيتان محفوظتان وسننشرهما إن احتجنا إلى ذلك» الجواب من وجهين:
أولهما: أنّ هذا تهديد، وكأنّ الصوتيتّين تحملان أسرارًا يُخشى من كشفها؛ فهذا من أساليب المراوغة والمغالطة، وطالب العلم ينبغي أن يتحلّى بالصّدق والصّدع بالحقّ.
الوجه الثاني: أقول لك: يا ليتك تخرجهما وتنشرهما؛ لا سيما وفيهما إقرار صاحبك محمد على أني أعلم من الشيخ عزالدين وان كان أكبر منك سنا ، الذي غمزتني به؛ كما سيأتي الجواب عليه في موضعه.
وأقول أيضا: لا تنس أن تخرج معهما رسالتك، ورسالة صاحبك؛ اللتين تضمنتا الإكرام، والإعظام، والابتهاج باللقاء.


ثامنا: قوله: «فكان هذا هو سبب حنق الشيخ جمعة على محمد، وادّعى أنّه أساء معه الأدب» والجواب عنه من وجوه:
أولها: أنّ هذا ليس بتحريش في قاموسك.
الوجه الثاني: أنّ هذا كذب وافتراء، بدليل أنّي تكتّمت عليكما، ولم أخبر بها في أوّل الأمر حتى الشيخ لزهر، ولم اشتكه من محمد.
الوجه الثالث: أنّ هذا أيضا كذب وافتراء؛ إذ سبب ردّي على مرابط ليس هو الصوتيتين، كما زعمت؛ بل سبب ردي عليه هو تغريداته في الغرف المغلقة والمعلنة؛ وغمزه فيَّ وفِي من كانت له اليد الحسنى عليه، سماحة والده الشيخ لزهر سنيقرة. والفارق الزّمني بينها يؤكّد ما أقول، ويكشف كذبك وادّعائك.


تاسعا : قوله: «فلمّا كتب محمد الحلقة الأولى من مقاله «بلاسم الجراح»، قال فيه الشيخ جمعة كلاما شديدا، وسمّاه هابطا» والجواب عنه من وجهين:
أحدهما: أنّ هذا ليس بتحريش أيضا في قاموسك.
الوجه الثاني: أنّ هذا أيضا كذب آخر؛ وهو أنّي لقّبته كذلك بعد تغريداته، وليس بعد ما سوّدته يده في «بلاسم الجراح».

يتبع...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-22-2018, 06:00 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثالثة

أولا: قوله: «أمّا الجواب الإجمالي عن أسئلة الشيخ فهو أنّه لا يلزم من دفاعي عن محمد أنّني أنصر وأقرّ كل ما يقوله هو وينشره، هذا ما عليه النّاس جميعاً».
- والجواب من وجوه :
أولها: أنّ الذي عليه البُلَغاء أنّ الكلام يُراعى فيه المطابقة لمقتضى الحال والمقام؛ بحيث يكون وِفق الغرض الذي سِيق له؛ فأنت أثنيت عليه في مقام النَّقد والرَّد، فيقتضي موافقته على ما هو عليه. وهذا يدلّ على أنّك تكتب ما خطر ببالك، ولا تراعي قواعد الكتابة؛ ويدلّ أيضا على جهلك بقواعد البلاغة.
الوجه الثاني: أنّ قولك هذا فيه تناقض، إذ تصرّح أنّه لا يلزم من دفاعك عنه أنّك تنصره وتقرُّه؛ والحال أنّك في جوابك تنصره وتقرُّه، وما ترى فيه أنّه جانب الصواب تبحث له عن تأويلات فاسدة للاعتذار له.
الوجه الثالث: قوله: «هذا ما عليه الناس جميعا» جوابه: أنّ الذي عليه الناس هو مطابقة كلامهم لمقتضى أحوالهم.
وأيضا اعتبرت نفسك كأنّك من أهل الاستقراء التَّام في معرفة النَّاس، فسبرت أحوالهم، واستقرأت أقوالهم فخرجت بتلك النَّتيجة.


ثانيا: قوله: «وسيأتي أنّك أردت إلزامي بذكر أخطائه في مقام الثَّناء وإلَّا كان ذلك على منهج الموازنة الفاسد، وأنّ الشيخ ربيعا ردّ عليك وأنكره».
- والجواب من وجهين:
أولهما: أنّك أثقلت جوابك بـ«إلزامي»، و«يلزمني»؛ ولازم المذهب ليس بمذهب، وإلا للزم تكفير النَّاس بكلامهم. قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في «درء تعارض العقل والنقل» (8/108): «ولكن لازم المذهب ليس بمذهب وليس كلّ من قال قولاً التزم لوازمه التي صرّح بفسادها، بل قد يتّفق العقلاء على مقدّمة، وإن تناقض بعضهم في لوازمها».
وأيضا لو أخذت بإلزامك، لقلت لك: إنّ جوابك يستلزم الردّ على الشيخ ربيع بن هادي؛ لأنّه قرأ الرسالة، وأقرّ ما فيها؛ وكذا الردّ على الشيخ محمد بن هادي؛ فالردّ على الكاتب يستلزم الرد على المقرّ له.
الوجه الثاني: وقوله: «وأنّ الشيخ ربيعا ردّ عليك»، وقلت في موضع آخر: «فلهذا لمّا أردت التوسّع في النكاية وألصقت بي منهج الموازنة أنكر ذلك شيخنا الإمام ربيع –حفظه الله- وقال: «هذ ليست موازنة، هذا ظلم»، كما أثبتَّ ذلك في حاشية رسالتك، فجزى الله شيخنا الإمام خير الجزاء»
والجواب عنه: أنّي ما كنت أعلم أنّك غبيٌّ سيّئ الفهم إلا هذه اللّحظة؛ ولعلّه صدق فيك قول أخي بلال يونسي: «عاميٌّ يحسن القراءة». لكن أنا أنصفك وأرفع مستواك قليلاً فأقول: طالب علم سيّء الفهم (وسيّء الأدب).
فقصد الشيخ ربيع أنّ ما ذكرته ليس هو موازنة بل هو ظلم؛ يعني أنّه أشدّ من الموازنة، لا كما فهمتها.
وَكَم من عائبٍ قولاً صَحيحًا *** وآفَتُهُ منَ الفَهْمِ السّقيمِ
ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ *** على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ


ثالثا: قوله: «فثبت بحمد الله تعالى أنّ دفاعي عن أخي لا يجعلني مقرّا بأخطائه ناصرا لها، وهذا كاف في الجواب لمن عقل».
وجوابه:

أنّ من عقل يعلم أنّ هذا تناقض، ومغالطة؛ إذ كيف تعتبر نفسك أنّك غير مقرّ بأخطائه، وأنت تدافع عنها بأدنى تأويلات.


رابعا: قوله: «ومحمد كغيره يخطئ ويصيب، إن أصاب نقول له: أصبت، ونثني على إحسانه، وإن اخطأ نقول له: أخطأت، وننصحه...» وقوله: «.... وهي أنّ السلفي الذي لم يخالف أصلا من أصول السنة فهو –وإن أخطأ- أخونا ننصحه ونقوّمه قدر ما نستطيع....».
والجواب من وجوه:
أوّلها: أنّ هذه مغالطة، لأنّك تعلم أنّ سماحة والده الشّيخ لزهر سنيقرة قد نصحه، وشدّد عليه في ذلك؛ فأبى إلا أن يعقّ الوَلَدُ والدَه، ويتمرّد التلميذُ على شيخه.
الوجه الثاني: أنّ هذا مسلّم به، لكن إنْ أبى قبول النصيحة، وأصرّ على خطئه، يجريعليه الحكم الشرعي؛ إمّا بالزجر أو الهجر، حتى يتوب ويرجع.
الوجه الثالث: أنّ عدم قبول النصيحة ينبئ عن التكبّر والتطاول والغرور؛ وقد بيّن النبي صلى حقيقة الكبر فقال: «الكبر بطر الحقّ وغمط الناس» رواه مسلم (147). قال الإمام النووي رحمه الله في «شرح مسلم» (2/90): «بطر الحقّ هو دفعه وإنكاره ترفّعًا وتجبّرا». وهذا الذي بُلِيَ به صاحبك؛ بل ابتليتما به.


خامسا: قوله: «... أنّك قلت في ثنائي على أخي محمد: «بل حسبك أنّك كتبتها بقلم غير سلفي، لأنّ الحكم على الرجل بحاضره، وليس بماضيه، والأمور بالخواتيم». والجواب: أنّ الواقف على هذا الكلام يظن أني قلت عن أبي معاذ: كان وكان، فحكمت بماضيه ولم أتعرض لحاضره، مع أنّ نصّ كلامي: «إنّ أخي أبا معاذ ....» فكيف تحكم عليّ بعد هذا بأنّني كتبتُ التغريدة بقلم غير سلفي، لأنّي حكمت على الرجل بماضيه!!».
والجواب من وجهين:
أحدهما: أنّ هذه من الخيانة العلمية، إذ تنقل بعض الكلام، وتخفي الآخر؛ فبقية كلامك –والذي عنيتُه بالردّ- هو: «وحسبه أنه: قض مضاجع المروّجين للرّفض والتشيّع في بلادنا، ونبّه الناس إلى مكرهم وخطرهم ، وله إسهام كبير في فضح الإعلام المغرض. وله في الانتصار لمشايخنا أيام فتنة فالح وقفة مشهودة بعدما ناوأهم الأكثرون وتنكروا لهم...».

هذا النص الذي أخفيته، ولم تظهره في جوابك؛ وهو من الخيانة العلمية، والتلبيس على القرّاء، والمغالطة في الجواب.
فهل حالك إلا كحال ما رواه مسلم (1699) عن عبد الله بن عمر: «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتِي بيهودي ويهودية قد زنيَا، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء يهود، فقال: ما تجدون في التوراة على من زنى؟ قالوا: نسوّد وجوههما، ونحملهما، ونخالف بين وجوههما، ويطاف بهما، قال: فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين. فجاءوا بها فقرؤوها حتى إذا مرّوا بآية الرّجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرّجم، وقرأ ما بين يديها، وما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام: وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: مُرْهُ فليرفع يده. فرفعها فإذا تحتها آية الرّجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَرُجِمَا. قال عبد الله بن عمر: كنت فيمن رجمهما، فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه»؟!
الوجه الثاني: أنّ قولك: «وله في الانتصار لمشايخنا أيام فتنة فالح وقفة مشهودة» كذب صريح، إذ كلّ من يعرفكما يعلم ويشهد أنّكما ممّن خاض في فتنة فالح الحربي، وأوغل في أعراض المشايخ والدعاة؛ وعلى رأسهم شيخنا الكريم العلامة محمد علي فركوس، وكنتما ممّن هجره –وقتئذ-؛ فأمّا أنت فجئت إليه وتحلّلت منه؛ وأمّا صاحبك محمد فلم يفعل ذلك إلى حدّ كتابة هذه الأسطر؛ فهذه هي وقفته المشهودة. وأنّى له أن يفعل ذلك؟! فقد طعن فيه، وتطاول عليه (وذلك من سوء خلقه) ولم يتحلّل منه، واكتفى بتقديم اعتذار بارد، هو أولى أن يعتذر له؛ والله المستعان.
ولعلّ هذا -في قاموسك- تحريش، لكن في التاريخ وواقع الأمر تنبيه وتذكير.



سادسا: قوله بعدما نقل كلامي: «كذا قال: «كلام خاص في مجموعة مغلقة» هل صارت الدعوة السلفية صوفية إخوانية..» فقال: «فهذا من المدهشات، لأنّ من العلم المستفيض الذي لا يخفى على من هو دونك بمراحل أنّ من العلم ما لا يجوز أن يحدّث به عامة الناس، وقد بوّب البخاري رحمه الله على ذلك: «باب من خصّ بالعلم قوما دون آخرين كراهية أن لا يفهموا» ...»
والجواب عنه من وجوه:
أولها: أنّ المدهشات هو قياسك الجلسات السرّية والمجموعات المغلقة، وما يبثّ فيها من الغمز واللمز على تخصيص قوم بالعلم دون آخرين؛ وهل هذا إلا من قياس الشبه، وهو من القياس الفاسد الذي ذمّه السلف، وقالوا: أوّل من قاس إبليس؛ وذلك في قوله تعالى حكاية عنه: {قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}. ولم يذكره سبحانه إلا على المبطلين؛ كما قال تعالى إخبارًا عن إخوة يوسف أنهم قالوا لما وجدوا الصواع في رحل أخيهم: {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} يعني أنّ ذاك قد سَرِق فكذلك هذا، فهو مقيس على أخيه.
وكذلك المشركون، قاسوا الربا على البيع، و{قالوا إنّما البيع مثل الربا}؛ وقاسوا الميتة على المذكاة في إباحة الأكل؛ كما في «إعلام الموقعين» (1/115).
الوجه الثاني: أنّ الإمام البخاري ذكر العلّة في الترجمة، فقال: «كراهية أن لا يفهموا» أي لأجل كراهية عدم فهم القوم الذين هم غير القوم الذين خصّهم بالعلم؛ فترك بعض النّاس من التخصيص بالعلم لقصور فهمهم؛ كما في «عمدة القاري» (2/204).
ولهذا استشهد بأثر علي رضي الله عنه أنّه قال: «حدِّثوا الناس بما يعرفون، أتحبّون أن يكذّب الله ورسوله».
وقد نقلتَ هذه العلّة، وأبيت إلا أن تنـزّلها على غرف صاحبك المغلقة؛ وكأنّه خصّ فيها قومًا بالعلم النافع، والعمل الصالح. وصدق الله سبحانه: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}
الوجه الثالث: وقوله: «لأنّ من العلم المستفيض الذي لا يخفى على من هو دونك بمراحل أنّ من العلم...» فيه ركاكة في الأسلوب كركاكة فهمك وركاكة أدبك.


سابعا: قوله: «على أنّ من يعرفك يشهد أنّك من أكثر الناس فعلا لهذا الذي تنكره ....».
الجواب من وجوه:
أحدها: أنّ هذا ما أملاه عليك شيوخك المستورون بعدما استقدم رضا أحمدَ بوقليع الرُّحَيْلي والرمضاني الجَلْد إلى دار الفضيلة بموافقة بعضهم لينتزعوا منه الاعترافات، ويتتبّعوا العثرات، ويقفوا ما عليّ من المؤاخذات –كما فعلوا مع الإمام جغلول في قضية الشيخ لزهر-، وزعموا أنّه جاء بمفرده، ورواية أخرى أنّه أُخْبِر بأيام اجتماعهم، فصادف يوما من تلك الأيام، ورواية أخرى كذا وكذا؛ اختلفت الروايات، والله يعلم أنّ اجتماعهم به كان بتوافق وتواطؤ؛ ولم أُخْبر، ولم أُعلم بهذا اللِّقاء – مع أني المعني به -، بل لم يذكر ولم يطرح موضوعه حتى يوم اجتماعنا في دار الفضيلة، حتى فتحت أنا القضية، وناقشتهم فيها.
وهي فرية تلقّفوها من أحمد بوقليع، ولقّنوها لك؛ كما تلقّفوا منه ما زعمه أبو الدر داء الخلفي (ع.ع) أنّ عليَّ ديونًا كثيرة، وأنّ أصحابها يطالبونني بها؛ ووالله الذي لا إله غيره إنّه لمحض كذب وافتراء، وقد فضح الله تعالى قائلها؛ على أنّ الاستدانة والاستقراض ليست عيبًا في الرجل، فقد توفي النّبي صلى الله عليه وسلم ودرعُه مرهون عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير.
الوجه الثاني: أنّ هذه دعوى كاذبة
والدعاوي إن لم تقيموا لها *** بيّنات أصحابها أدعياء
الوجه الثالث: وقوله: «... وكم وكم» مشعر بأنّك تستقرأ أحوالي، وتتبع آثاري؛ والله تعالى يقول: {ولا تقف ما ليس لك به علم}. وقولك: «والله الموعد» أقول: نعم، وانتظر إنّا منتظرون.
الوجه الرابع: أنّ التّهمة مبنيّة على أنّه ينقل عنّي أني أجرّح الرجل، وينقل عنّي أنّي أعدّله؛ وهذا ليس بقدح، ولا تناقض، بل يدلّ على التحرّي والإنصاف والرجوع إلى الحقّ وعدم التعصّب للرأي؛ فهؤلاء حفّاظ الحديث وأئمّة النقد، تنقل عنهم أقوال مختلفة في راوٍ واحد؛ وذلك لأسباب كثيرة، من أهمّها تغيّر حال الراوي، فقد يعدّل الحافظ الناقد راويًا، ثم يقف على سبب يوجب جرحه، أو يطرأ عليه جرح في الراوي فيجرّحه؛ وعكسه صحيح؛ فيتغيّر اجتهاد الحافظ الناقد من تجريح أو تعديل بحسب حال الراوي.
قال السخاوي في «فتح المغيث» (2/36): «أمّا إذا كانا (يعني القولين المتعارضين) من قائل واحد؛ كما يتّفق لابن معين وغيره من أئمّة النقد، فهذا قد لا يكون تناقضًا، بل نسبيًّا في أحدهما، أو ناشئًا عن تغير اجتهاد؛ وحينئذ فلا ينضبط بأمر كلّي، وإنْ قال بعض المتأخرين: إنّ الظاهر أنّ المعمول به المتأخّر منهما إن عُلِم، وإلا وجب التوقّف».
وله نظائر كثيرة، منها:
- أنّ الإمام أحمد؛ ذكر جرير بن حازم فقال: كان حافظًا. وقال مرّة: في حديثه شيء. «العلل» (136)
- ويحيى بن معين قال: أبو معشر البراء يوسف بن يزيد ضعيف الحديث. وقال مرّة أخرى: صالح. كما في «من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال (رواية طهمان)» (ص 28).
وقال أبو زرعة كما في «الضعفاء في أجوبته على أسئلة البرذعي» (3/967): «الحكم بن عبد الله بن إسحاق الأعرج البصري؛ قال عنه: ثقة. وقال مرّة: فيه لين».
ومن ذلك أحوص بن جواب؛ قال يحيى بن معين: ليس بذاك القوي. وقال مرّة: ثقة. كما في «ميزان الاعتدال».
- ومن ذلك أسامة بن زيد الليثي. قال ابن الجوزي: اختلفت الرواية عن ابن معين، فقال مرّة: ثقة صالح، وقال مرّة: ليس به بأس. وقال مرّة: ترك حديثه بأخرة. «المصدر السابق».
ومن ذلك إسماعيل بن زكريا الخلقاني؛ قال أحمد: ما به بأس. وقال مرّة: حديثه حديث مقارب. وقال مرّة: ضعيف الحديث. «المصدر السابق». ونظائر ذلك أكثر من أن يحصر.


ثامنا: قوله: تعليقا على كلام صاحبه محمد: «سأحاول في هذه العجالة أن أمدّ للحائر في ظلمات الزيغ ....» «فأقول: لم يظهر لي وجه الخطأ والمخالفة في هذا الكلام!! .... وليس كلامه بأبلغ من تسمية ابن القيم كتابه في الرد على النصارى بـ«هداية الحيارى»!»
الجواب عنه من وجوه:
أولها: أنّه لم يظهر لك وجه الخطأ... لجهلك وسوء فهمك، فكان عليك أن تسأل لتتعلّم وتفهم، فإنّما شفاء العي السؤال؛ لكن أنت طلبت العلم لتكون مجتهدًا ومستقلاًّ برأيك، لا لتكون إمّعة؛ فظهر عليك أثر اجتهادك، واستقلالك بالرأي، وغرورك وعُجْبك بنفسك.
الوجه الثاني: أنّه لم يظهر لك وجه الخطأ لتشابهكما فيه، من حيث غروركما، وتطاولكما، وإعجابكما بأنفسكما؛ والنظير يلحق بنظيره، والشبيه بشبيهه، والطيور على أشكالها تقع.
الوجه الثالث: أنّ من المدهشات (حسب لغتك) أن تجعل كلام صاحبك محمد ليس بأبلغ من تسمية ابن القيم كتابه في الردّ على النصارى بـ«هداية الحيارى»! ثم أخذت في التكلّف، والتنطّع، والتأويل الفاسد لإظهار أوجه التشابه بينهما.
الوجه الرابع: أنّ صاحبك محمدًا نصب نفسه مجدّدًا، ومنظّرا، ومجتهدا، ومخلّصًا، وهاديًا، ورافعا...؛ وهذا ظاهر على صفحات كلامه لمن عقل (حسب لغتك) الذي لم يظهر لك وجه الخطأ فيه. قال ابن القيم في نونيته:
والناس أكثرهم فأهل ظواهر *** تبدو لهم ليسوا بأهلِ مَعَانِ
فَهُمُ القُشور وَبِالقشور قوَامهم *** واللّبُ حظُّ خلاصة الإنسان

تاسعا: قوله: «وأمّا يمينك وقسمك على أنّها لو قيلت لشيخ الإسلام ابن تيمية لتبرّأ منها فرجم بالغيب، وتهويل أيضا، وهو كقسمك فيما يأتي في جواب سؤالك الثالث»
الجواب من وجهين:
أولهما: قوله: «... فرجم بالغيب» يدلّ على جهلك بالأثر، ولغة العرب، وقد استويت أنت مع ذيّاك الهارف الجارف الذي رماني بأنّي لا أعلم أبسط مسائل الاعتقاد بسبب قولي: «لو عاد الألباني من جديد لتبرّأ من الحلبي»، وزعم أنّها رجم بالغيب، فبنى عليها مقاله المشؤوم([1]). وجوابه: أنّ هذا سائغ في اللغة، وهو أنّه خرج مخرج التّأكيد والمبالغة. قال الفرزدق:
ولو كان حيًّا مالكٌ وابن مالكٍ *** إذن أوقدا نارين يعلو سناهما
«الكامل في اللغة والأدب» (178)؛ ونظائره كثيرة.
وقد جرى على لسان السّلف فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: «لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النّساء لمنعهنّ كما مُنِعت نساء بني إسرائيل» رواه البخاري (869) ومسلم (445). فهل قال أحد من أهل العلم أنّ عائشة ادّعت علم الغيب وتقوّلت على النبي؟!
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (8/41): «تشير عائشة رضي الله عنها إلى أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يرخّص في بعض ما يرخّص فيه حيث لم يكن في زمنه فساد، ثم يطرأ الفساد ويحدث بعده، فلو أدرك ما حدث بعده لما استمر على الرخصة، بل نهى عنه؛ فإنّه إنما يأمر بالصلاح، وينهى عن الفساد».
وشبيه بهذا: ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد أبي بكر، وَعُمر من خروج الإماء إلى الأسواق بغير خمار حتى كان عمر يضرب الأَمَة إذا رآها منتقبة أو مستترة، وذلك لغلبة السّلامة في ذلك الزمان، ثم زال لك وظهر الفساد وانتشر، فلا يرخّص حينئذ فيما كانوا يرخّصون فيه».
ومن ذلك قول جرير: «قال لي مغيرة: جالس أبا حنيفة تفقه فإنّ إبراهيم النخعي لو كان حيًّا لجالسه». «تاريخ الإسلام» (9/312).
وهذا الإمام أبو جعفر الطّحاوي الذي انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر؛ كان شافعيًّا يقرأ على أبي إبراهيم المزني، فقال له يومًا: والله لا جاء منك شيء. فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى ابن أبي عمران، فلما صنّف «مختصره» (يعني مختصر المزني)، قال: رحم الله أبا إبراهيم لو كان حيًّا لكفّر عن يمينه». كما في «سير الأعلام» (11/362). قال الحافظ ابن حجر في «اللسان» (1/275) معلّقا عليه: «يعني الذي حلفه أنّه لا يجيء منه شيء؛ وتعقّب هذا بعض الأئمّة بأنّه لا يلزم المزني في ذلك كفّارة؛ لأنّه حلف على غلبة ظنّه. ويمكن أن يجاب عن أبي جعفر بأنّه أورد ذلك على سبيل المبالغة».
وهذا الشيخ الألباني قال مرّة -كما في «سلسلة الهدى والنور»-: «لو كان النبي صلى الله عليه وسلم حيًّا لنهى عن شرب الدخان عند الذهاب إلى المسجد كما نهى عن أكل الثوم والبصل» أو معنى كلامه.
الوجه الثاني: قوله: «وهو كقسمك فيما ...»؛ وقوله في موضع آخر: قوله: «وقد حلفت يمينا أخرى ...». وجوابه أنّ القسم شرع لتوكيد المقسم عليه وتقريره وإثباته، وتحقيقه؛ كما هو مقرّر في علم البلاغة؛ وقد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه أقسم بأنواع القسم في مجالات كثيرة، وميادين مختلفة، لا تكاد تحصى ولا تستقصى؛ كقوله: «والله»، «والذي نفسي بيده»، «والذي نفس محمد بيده».
وجرى عليه عمل السلف فكانوا يحلفون حتي في المسائل العلمية والفقهية. فقال عثمان بن عفان: «والله لأحدّثنكم حديثًا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يتوّضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها» رواه مسلم (227).
وعن ابن عمر، قال له قيس: «يا أبا محمد لو مسست ذكرك، وأنت في الصلاة المكتوبة أكنت منصرفا وقاطعا صلاتك لتتوضّأ؟ قال: نعم، والله إن كنت لقاطعًا صلاتي ومتوضّئًا» «مصنف عبد الرزاق» (1/116). ولو استقرئت الأثار لخرجت في مجلّدات.
وجمع أبو الحسين ابن أبي يعلى «المسائل التي حلف عليها أحمد بن حنبل».


عاشرا: قوله: «على أنّ ابن تيمية قد قيل فيه ما هو أكثر من هذا ولم يتبرّأ منه». والجواب عنه من وجهين:
أولهما: أنّك تقيس صاحبك على شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فهذا من الظلم ما لا يخفى.
ألم ترَ أنّ السيف ينقص قدره *** إذا قيل إنّ السيف أمضى من العصا
الوجه الثاني: أنّ قياسك فاسد؛ لأنّ ما استشهدت به من أقوال أهل العلم فإنّما هي شهادة منهم في شيخ الإسلام ابن تيمية؛ وهي شهادة حقّ؛ بينما صاحبك قال ذلك عن نفسه، وَشَهد أنّه: «سأحاول في هذه العجالة أن أمدّ للحائر في ظلمات الزيغ، بعض حبائل النجاة المنسوجة من نصوص الشرع وآثار السلف، تخلص الآخذ بها –بإذن الله- من غياهب الفتن والشكوك والأوهام، وترفعه إلى مراتب العقل والفهم والثبات»؛ وقد قال تعالى: {ولا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتّقى}.

يتبع ...




([1]) وكنت قد عزمت وشرعت في الرد عليه، وبيان جهله وحقده في مقال سمّيت: «إلجام الهارف عز الدين الجارف»؛ ثم تركته وأعرضت عنه حتى لا أرفع عقيرته.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-22-2018, 06:01 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الأخيرة

أولا: قوله: «وليس محمد بواحد في تأييده، فإنّ عظم السلفيّين وجمهورهم في هذا البلد قد فرحوا».
الجواب عنه من وجوه:
أولها: أنّك نصبت نفسك من أهل الاستقراء التام، وكأنّك طُفت على «عظم السلفيين، وجمهورهم في هذا البلد»، وانتزعت منهم شهادتهم، وشاركت في فرحتهم وابتهاجهم؛ وقد قال الله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}.
وأعلمك أنّي قد التقيتُ بخيرة طلبة العلم في هذا البلد، من مختلف الولايات؛ وكان موقفهم خلاف ما ذكرت.
الوجه الثاني: وقولك: «عظم السلفيّين وجمهورهم»؛ وقولك في موضع آخر: «وقد خالفك جمهور السلفيين في هذا البلد» كأنّ عهدي بك أنّك جمهوريٌّ، وأنت طلبت العلم لئلّا تكون إمّعة –كما صرّحت-؛ ولعلّك تعلم أنّ الحقّ لا يعرف بالكثرة؛ وقد ذمّ الله تعالى الكثرة في كتابه في غير موضع، فقال: {ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون}؛ وقال تعالى: {ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون}؛ وقال سبحانه: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله}، وقال عز وجل: {بل أكثرهم لا يعقلون}؛ وقال تعالى: {لقد جئناكم بالحقّ ولكنّ أكثركم للحقّ كارهون} ونظائرها كثيرة.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة» متفق عليه. قال الخطابي في «أعلام الحديث» (3/2256): «إنّ أكثر الناس أهل نقص وجهل، فلا تستكثر من صحبتهم، ولا تواخ منهم إلا أهل الفضل؛ وعددهم قليل، بمنزلة الراحلة في الإبل الحمولة».
وقال الفضيل بن عياض: «اتّبع طرق الهدى ولا يضرّك قلّة السالكين، وإيّاك وطرق الضلالة ولا تغترّ بكثرة الهالكين» «الاعتصام» (1/136).
الوجه الثالث: أنّ «عظم السلفيّين وجمهورهم في هذا البلد» الذين ذكرتهم «قد فرحوا بهذا البيان واستبشروا به» في أوّل وَهْلَة وقوفًا مع ظاهره، لكن لمّا تبيّن لهم خلفية البيان وحقيقته، وأسباب كتابته وملابساته، وما حمله في طَيِّه تغيّر رأيُهم؛ ومنهم أنت وصاحبك؛ حيث قال: «إنّ قراءة مرابط ليست كقراءة الشيخ عبد المجيد».
وأمّا أنت:


ثانيا: قوله: «وأنا كنت ممّن أيده وكتبت في ذلك توترة قلت فيها».
وجوابه: نعم كنت أيّدته، لكن لمّا أظهرت لك ملابساته والمآخذ عليه سرعان ما رجعت وتغيّر رأيك، وأظهرت إعجابك وذهولك باستخراج تلك المآخذ، حتى أنّك أخبرت بذلك الشيخ لزهر وبعض الإخوة الفضلاء، ولهذا بادرت إلى حذف توترتك (على لغتك)؛ فما الذي غيّرك وحوّلك؟! وطالب العلم، لا يكون إمّعة (وأنت طلبته لئلَّا تكون كذلك)، يقول لكلٍّ: أنا معك؛ وليس له رأي، ولا يثبت على شيء؛ بل ينبغي أن يتحلّى بالإنصاف، ويدور مع الحقّ حيثما دارت ركائبه؛ ويقبله ولو من خصمه.
وقد أقرّ الله عز وجل بعض أقوال المشركين لما كانت حقًّا، من ذلك قوله تعالى: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إنّ الله لا يأمر بالفحشاء}. فأنكر عليهم نسبة الفاحشة إلى الله سبحانه، وأقرّهم على نسبتها لآبائهم.
ونظيره قوله تعالى حكاية عن ملكة سبأ: {قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون}. فقوله: {وكذلك يفعلون} هو من قول الله تعالى، إقرارًا وتصديقًا لها، أي: أي كما قالت هي يفعلون. وهو أحد قولي المفسّرين، وبه قال ابن عباس؛ كما في «تفسير ابن كثير» (3/503)، وغيره.
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان». قال الطيبي في «شرح المشكاة» (5/1645): «قوله: «وهو كذوب». تتميم في غاية الحسن، فإنّه صلى الله عليه وسلم لما قال: «صدقك» وأثبت الصدق له، وأوهم المدح، استدركه بصيغة تفيد المبالغة، أي: صدقك في هذا القول مع أنّ عادته الكذب المبالغ في بابه».
وقولك: «وكتبت في ذلك توترة» كقولك: «وكتبت في ذلك ثرثرة». على أنّ الكلمة ليس لها أثر في المعاجم العربية، فهي مولّدة كتولّد فكرك، ومنهجك، وأدبك.


ثالثا: قوله: «وأوّل من سمعته يطعن في البيان أنت، حيث زعمت أنّ فيه طعنا في السلفيين!!».
الجواب عنه من وجوه:
أولها: أنّ الحقّ لا يعرف بالكثرة، بل قد يكون مع الواحد؛ وقد قال تعالى: {إنّ إبراهيم كان أمة}. قال مجاهد: «كان إبراهيم أمّة أي مؤمنًا وحده والناس كلّهم إذ ذلك كفّار» «تفسير البغوي» (3/101) و«ابن كثير» (4/611).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «عُرضت عليّ الأمم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد» أخرجه البخاري (5705) ومسلم (220) واللّفظ له من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «الجماعة أهل الحقّ, وإن كنتَ وحدَك» «الفقيه والمتفقه» (1171).
وقال الأوزاعي: «عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإيّاك وآراءَ الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإنّ الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم» رواه الخطيب البغدادي في «شرف أصحاب الحديث» (ص26).
والآثار في هذا المعنى مشهورة. قال ابن القيم رحمه الله في «إعلام الموقعين» (3/397): «اعلم أنّ الإجماع والحجّة والسّواد الأعظم هو العالم صاحب الحقّ، وإن كان وحده، وإن خالفه أهل الأرض، فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكّم له، متّبع للحقّ حيث كان وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة».
وقال: «وقالوا: من شذَّ شذّ الله به في النار، وما عرف المختلفون أنّ الشاذّ ما خالف الحقّ وإن كان الناس كلّهم عليه إلا واحدًا منهم، فهم الشاذون؛ وقد شدّ الناس كلّهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرًا يسيرًا، فكانوا هم الجماعة، وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلّهم هم الشاذّون، وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة».
وما ذكره عن الإمام أحمد رحمه الله، أفصح عنه شيخ الإسلام ابن تيمية أكثر فقال كما في «مجموع الفتاوى» (12/439): «الإمام أحمد صار مثلاً سائرًا يضرب به المثل في المحنة والصبر على الحقّ، وأنّه لم تكن تأخذه في الله لومة لائم، حتى صار اسم «الإمام» مقرونًا باسمه في لسان كلّ أحد، فيقال: قال الإمام أحمد، هذا مذهب الإمام أحمد. لقوله تعالى {وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} فإنّه أعطي من الصبر واليقين ما يستحقّ به الإمامة في الدين. وقد تداوله ثلاثة خلفاء مسلّطون من شرق الأرض إلى غربها، ومعهم من العلماء المتكلّمين والقضاة والوزراء والسعاة والأمراء والولاة من لا يحصيهم إلا الله؛ فبعضهم بالحبس، وبعضهم بالتهديد الشديد بالقتل وبغيره، وبالترغيب في الرياسة والمال ما شاء الله، وبالضرب، وبعضهم بالتشريد والنفي؛ وقد خذله في ذلك عامّة أهل الأرض، حتى أصحابه العلماء والصالحون والأبرار؛ وهو مع ذلك لم يعطهم كلمة واحدة ممّا طلبوه منه، وما رجع عمّا جاء به الكتاب والسنة، ولا كتم العلم، ولا استعمل التقية؛ بل قد أظهر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثاره، ودفع من البدع المخالفة لذلك ما لم يتأتِ مثله لعالم، من نُظَرائه وإخوانه المتقدّمين والمتأخّرين».
الوجه الثاني: أنّك أقررت، وأبديت ذهولك وإعجابك ببيان المآخذ عليه؛ كما تقدم.
الوجه الثالث: قوله: «حيث زعمت أنّ فيه طعنا في السلفيين».
وقبل الجواب عنه أنّه لا بد من توطئة، وهي: أنّ إدراك معنى النص ودلالة لفظه إنّما يرجع فيه إلى السياق والسباق، وهي ما يطلق عليها علماء الأصول بدلالة السياق؛ فهي تحدّد المعنى، وتدفع التوهّم، وترفع الإشكال، وتزيل الإبهام وتبيّن الإجمال.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في «بدائع الفوائد» (4/1344): «السياق يرشد إلى تبيين المجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوّع الدلالة. وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلّم؛ فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته».
ولهذا اهتمّ علماء التفسير بأسباب النزول لفهم معاني القرآن ودلالاته؛ كما اهتمّ علماء الحديث بمعرفة أسباب ورود الحديث لبيان معانيه، ودلالاته.
وبناء على هذا لا بد من ذكر أسباب كتابة البيان لمعرفة ملابساته، وهي:
أنّه انعقد لقاء بعض أعضاء جماعة الإصلاح مع عبد المالك رمضاني في دار الفضيلة سرًّا، ودون علم بقية الأعضاء؛ وذلك لأنّ عبد المالك اشترط عليهم ألاّ يجلس مع جماعة الإصلاح بحضور الأربعة: الشيخ فركوس، والشيخ عبد الغني، والشيخ لزهر، وعبد المجيد؛ وصرّح بهذا فقال: أنا مادام هؤلاء الأربعة موجودون فلا أجلس فوافقوا على ذلك –للأسف-، ولبّوا شرطه، وجلسوا معه.
أُنكر عليهم هذا المجلس الخفي، واستجابتهم لشرط عبد المالك، وطُلِب منهم تقرير عمّا دار في المجلس، فلم يقدّموا أي شيء، ولم يفصحوا عن شيء إلا ما نسب إلى عبد المالك أنّه قال: الشيخ ربيع كذّاب، والشيخ عبيد مافيَا.
وبعد قرابة سنتين من هذا اللقاء، وعدم إفصاح عمّا جرى فيه، يخرج عبد المالك عن صمته في تسجيلين صوتيتين، يكشف فيهما عن بعض ما دار في لقائه بهم؛ فنفى ما نُسب إليه من تلك الكلمة المقولة، وأماط اللثام عن فحوى اللقاء، ويخلص في النقاط التالية:
1- أنّ لقاءه بهم لم يكن من أجل تراجعه، بل لم تطرح أصلا في اللقاء.
2-أنّ لقاءه بهم كان من أجل الدفاع عن المظلومين –حسب تعبيره- المتكلّم فيهم؛ كابن حنفية، وغيره.
3-تصريحه بأنّ بعضهم وافقه على ذلك (فمن يا ترى؟)
4- تصريحه بأنّ بعضهم طلب منه المسامحة(فمن يا ترى؟).
5- أنّ اللقاء دار أيضا حول الشيخ لزهر.
6- تصريحه بأنهم جلسوا معه كالمتظلّمين.
حينها سارعوا إلى كتابة بيان، جوابًا عمّا أثاره عبد الملك في تلك الصوتيتين؛ والناظر في هذا البيان يقف على بعض الأمور، من أهمّها:
- أنّه تبرئة للساحة.
- وأنّه لم يُجَب فيه عمّا أثاره عبد المالك، إلا ما نسب إليه من تلك المقولة.
- وأنّه تضمّن تزكية لرضا، والدفاع عنه –وإن لم يذكر اسمه-؛ ووصفه بأنّه: «له سبق، وفضل، وجهاد»، وبأنّه من أفاضلالدعاة السلفيّين، ومن أهل الفضل والعلم.
- أنّه تضمّن طعونًا في بعض السلفيّين، بشتى الألفاظ، وهي على التالي:
1- سعوا بالنميمة
2- والغيبة
3- والوشاية المغرضة
4- والإساءة المقصودة
5- والظنون السيّئة
6- ونقل ما لم يثبت من الأخبار
7- والتطاول على بعض أفاضل الدعاة السلفيين
8- وإيغار الصدور
9- تشوّفا منهم إلى طعن
10- وتجريح
11- وبعضهم –يعلم الله- لا يعرف عنه الاشتغال بالعلم
12- ولا السعي في الصلح والإصلاح
13- ولا احترام لأهل الفضل والعلم
14- لا أستبعد أن يتولّى هذا الفساد في تفريق كلمة السلفيين أناس هم خارج دائرتنا
15- لا يؤمنون بمنهجنا
16- لا يحبّون أن نبقى على اجتماع وخير، وهم كثر في زماننا هذا، والله المستعان.
17- المندسّون
18- النمّامون
19- الفتّانون
20- المجرمون
21- أصحاب القلاقل والفتن
وقد عددتَ –يا حمودة- هذه الطعونات بأنملتك، وسطّرت عليها بقلمك، وأظهرت استغرابك منها واستهجانك.
الوجه الرابع: أنّ الخلاف الذي حصل في دار الفضيلة لم يك من أجل هذا البيان، وكذا لم يك خلافًا شخصيًّا، إذ لم ننازعهم في ملك، ولم نختلف معهم على منصب، ولم ننافسهم على غنيمة، ولم نثأر لدمٍ أو مال؛ بل كان الخلاف منهجيًّا بحتا، وكان هو وراء انسحابنا من الدار.


رابعا: قوله: «ولا أراه حملك على هذا إلا حنق على الشيخ عزالدين لا ندري ما وراءه».
والجواب عنه من وجوه:
أوّلها: أنّ هذا ليس تحريشًا في قاموسك؛ فكمْ رميتني بدائك وانسللت؟!
الوجه الثاني: أنّ هذا من الأمور القلبيّة، التي لا يعلمها إلا ربّ البريّة؛ فهلا اطّلعت على قلبي، وغُصتَ في جناني، فوقفت على ما ذكرت؟!
الوجه الثالث: حسبك أنّك بنيت رأيك على الظنون، فقلت: «لا ندري ما وراءه»؛ وقد قال تعالى: {إنّ الظن لا يغني من الحقّ شيئا}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إيّاكم والظنّ، فإنّ الظنّ أكذب الحديث».
الوجه الرابع: أنّك إذا كنت لا تدري ما رواءه فلماذا تثيره، وتتكلّم بما لا تدري؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رحم الله عبدًا قال خيرًا فغنم أو سكت عن سوءٍ فَسَلِم».


خامسا: قوله: «ولعلّك تبيّنه لنا وللسلفيّين عامة بكتابات موثّفة، أو تسجيل بصوتك نسمعه منك»
الجواب عنه من وجهين:
أوّلهما: أنّك نصبت نفسك مرجعًا يرجع إليه في النوازل؛ وهذا الداء هو الذي استحكم فيك وفي صاحبك، فنفخ فيكما، وأصابكما بالغرور، والتطاول، والعجب؛ ورحم الله امرأً عرف قدره فوقف عند حدّه.
الوجه الثاني: أنّك حصرت طرق الإثبات ومسالكه في نوعين؛ وذلك لضيق عطنك، وقلّة بضاعتك؛ وإلا فإنّ طرقه كثيرة، منها: الخبر الثقة والاستفاضة، والإقرار والإفصاح والمشافهة؛ وقد شافهت وصاحبك بالموضوع؛ فلمَ التجاهل والتنكّر؟!


سادسا: وقوله: «وإنّما نصح بعض الشباب المتهور».
كذا تقول، والذي ورد في البيان: «وهم كثر».


سابعا: قوله: «وقد كان في الإمكان بسط الكلام إلى أكثر من هذا، ولكني أقتصر على قاعدة الدفع بالأسهل فالأسهل، فإن أحوجتُ إلى غير هذا فلكل مقام من المقال ما يناسب الحال».
والجواب عنه من وجهين:
أوّلهما: أنّ من مَكْرِك وسوء أدبك –وهو دأبك- أنّك أنزلتني منزلة «دفع الصائل»، فخرّجتني على قاعدة: «الدفع بالأسهل فالأسهل»؛ وينطبق عليك كلامك السابق: «على أنّ من يعرفك يشهد أنّك من أكثر الناس فعلا لهذا»؛ فقد وجّه إليك سؤالا بعد محاضرة ألقيتَها بعنوان: «وجوب الاجتماع والائتلاف وذم الفرقة والاختلاف» ضمن دورة بوزيان ولاية باتنة 1437 الموافق لـ: 26/11/2016م؛ ونصّ السؤال: هناك أخ هو يؤذي إخوانه السلفيين وما زال على حاله مع النصح له، فكيف تكون المعاملة معه؟
فأجبتَ: «يتعامل معه كما يتعامل مع المؤذي، شرع الله عز وجل لنا دفع الصائل من إنس أو دابة مشروع....، -إلى أن قلت:- فالصائل يدفع شره بالأسهل فالأسهل...».
الوجه الثاني: أنّ ما ذكرته من الطعون، والتي جاوزت ثلاثين طعنة، كانت على قاعدة: «الدفع بالأسهل فالأسهل»؛ فليت شعري، كم ستكون طعونك لو دفعت بالأثقل فالأثقل؟! وقد قلت: «وإنْ أُحوجتَ إلى غير ذلك ستكون بأمور أخرى، فلكلّ مقام من المقال ما يناسب الحال».
اكتفي بهذا القدر من الجواب عن جواب خالد حمودة، وبقية أتركه، إذ لا طائل من ورائه، وصدق المثل السائر: اتّسع الخرق على الراقع. وقال الشاعر:

تكاثرت الظباء على خراش*****فما يدري خراش ما يصيد

فقط أنبّهك على أنّ قصّة الأمانة التي يريد بوقليل أن يبرّئ نفسه منها، وأخذت بقوله دون مراجعتي للتبيّن، قد كذب فيها، -وربّ الكعبة-؛ وكنت قد نبّهت في تعديل مقال «رسالة إلى خالد حمودة» أنّه لا يزال يكذب ويصرّ على الكذب؛ فاشتركت معه في صفة الكذب، وقلّة الأدب.
وبعد هذا الجواب، ظهر لي من حال خالد حمودة أنّه متعالم، متشبّع بما لم يُعط، حظّه من العلم القشور، وأنّه متطاول، سيّء الأدب، لا يصلح للدعوة، ولا للتعليم؛ وصدق فيه قول أبي الأسود الدؤلي:
يا أيها الرجل المعلّم غيره*****هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي*****الضنى كيما يصحّ به وأنت سقيم
وأراك تصلح بالرشاد عقولنا نصحًا*****وأنت من الرشاد عَدِيمُ
ابدأ بنفسك فانهَهَا عن غيّها*****فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

لذا لا تنتظر منّي بعد اليوم جوابًا، وَقُلْ ما شئت، وتوتر (على لغتك) –ثرثر- بما شئت، وخير جوابي عنك: سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين، والإعراض عن الجاهلين هو خير دواء لهم.

يخاطبني السّفيه بكلّ قبح*****فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما*****كعود زاده الاحراق طِيبَا

وأطوي ملف هؤلاء، وأعود إلى ما كنت عليه من قبل من التحقيق –بعدما شغلونا شغلهم الله-، وغيره من مجالات العلم والتعليم، ولقاء الأحبّة من الإخوة الكرام، ولعلي سأشرع في إذاعة هذا المنتدى الطيب «إذاعة التصفية والتربية» دروسًا في شرح كتاب «الإلمام» لابن دقيق العيد.
ومسك الختام، أتوجّه بالشكر الجزيل إلى الله القدير الجليل، على ما فتح عليّ من أجوبة سديدة، في نحر ذيّاك الطَّعَّان العيّاب خالد حمودة؛ ثم إلى كلّ الإخوة الأعزّة الذين تفاعلوا مع المقال، تعليقًا، أو قراءة، وأخصّ منهم فضيلة الشيخ لزهر سنيقرة المشرف العام على هذا المنتدى، كما لا يفوتني أن اعترف بالفضل والإحسان لشيخنا العلامة مفتي الغرب الإسلامي أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس على ما يبذله من نصح، وإرشاد، وتوجيه، وتعليم لأبنائه، سائلا المولى جلّ جلاله أن يجعله ذخرًا للجزائر الحبيبة، وللمسلمين عامة، وأن يمدّ في عمره، ويمتّعه بالصحّة والعافية. وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرا.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-22-2018, 06:02 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

تعليقات الشيخ لزهر سنيقرة على المقالات


التعليق على الحلقة الأولى

جزى الله خيرا أخي الحبيب الشيخ عبدالمجيد على هذا الرد العلمي الرصين المرصع بتلك الدرر السلفية والفوائد العلمية والتنبيهات المنهجية،الدالة على الرسوخ ودقة الفهم والاستنباط التي جادت به جعبته وفاضت بها قريحته،فشكرا لك يا حمودة أن كنت سببا في هذا الخير!!.

التعليق على الحلقة الثانية

لا يوجد.


التعليق على الحلقة الثالثة

جزاك الله خيرا أخي فضيلة الشيخ عبد المجيد على مابينت وأوضحت في هذا الرد العلمي المتين، فبارك الله في جهودك ونفع بعلمك وأدبك سائر أبنائك وإخوانك.


التعليق على الحلقة الرابعة -الأخيرة-

أقول كما قال ابن القيم(الإعلام:3/277):"الآن حمي الوطيس، وحميت أنوف أنصار الله ورسوله لنصر دينه وما بعث به رسوله، وآن لحزب الحق أن لا تأخذهم في الله لومة لائم وأن لا يتحيزوا إلى فئة معينة، وأن ينصروا الله ورسوله بكل قول حق قاله من قاله".
جزاك الله خيرا أخي عبدالمجيد وثقل الله بما كتبت موازينك يوم القيامة.
و للآخر أقول ما قاله ابن الجوزي: "كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت" (في يد السارق المقطوعة).
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:41 AM.


powered by vbulletin