منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-23-2016, 03:38 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي من خطورة الحسد

من خطورة الحسد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالواجب على المؤمن الرضا بقضاء الله وقدره، وأن يجتهد فيما ينفعه، وأن يستعين بالله في تحقيق مطلوبه، ودفع مرهوبه، وأن لا يمد عينيه لما فيه أيدي الناس، وأن لا يحسد الناس على ما أعطاهم الله.
بل شرع له إن رأى خيرا لم يصل إليه أن يتمنى مثل ذلك الخير أن يرزقه الله إياه، دون تمني زوال تلك النعمة عن أخيه المسلم، وهذه هي الغبطة.
وقد أمر الله بالاستعاذة من شر حاسد إذا حسد.
قال تعالى { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 1 - 5].
وقد وصف الله الكفار بأنهم يحسدون المؤمنين.
قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } [البقرة: 109]
وقال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا } [النساء: 54].



ومن الأحاديث والآثار في ذم الحسد وتحريمه والنهي عنه:



عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث.
ولا تحسسوا، ولا تجسسوا.
ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم.
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره.
التقوى ههنا التقوى ههنا التقوى ههنا. وأشار إلى صدره.
بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.
كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله» متفق عليه واللفظ لمسلم.

وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني والطبراني وأبو الشيخ في التوبيخ وغيرهم وسنده حسن. [صحيح الترغيب والترهيب:2887].



وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم.
ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد» رواه النسائي وابن حبان والطبراني في الصغير وغيرهم بسند صحيح، وأصله في صحيح مسلم بالشطر الأول.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سيصيب أمتي داء الأمم»، فقالوا: يا رسول الله وما داء الأمم؟ قال: «الأشر،
والبَطَر، والتكاثر، والتناجش في الدنيا، والتباغض، والتحاسد، حتى يكون البغي، ثم يكون الهَرْجُ». رواه ابن أبي الدنيا في ذم البغي، وفي العقوبات، والطبراني في الأوسط والحاكم وهو حديث حسن. [الصحيحة:680].

وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين.
والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم؟ أفشوا السلام بينكم». رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما وهو حسن لغيره. [إرواء الغليل:777].



ومر أنس بن مالك رضي الله عنه بِدِيَارٍ بَادَ أَهْلُهَا وَانْقَضَوْا وَفَنُوا وهي خَاوِيَةٍ عَلَى عُرُوشِهَا، فَقَالَ لأبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنهما: أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَارَ؟ فَقُلْتُ : «مَا أَعْرَفَنِي بِهَا وَبِأَهْلِهَا.
هَذِهِ دِيَارُ قَوْمٍ أَهْلَكَهُمُ الْبَغْيُ وَالْحَسَدُ.
إِنَّ الْحَسَدَ يُطْفِئُ نُورَ الْحَسَنَاتِ، وَالْبَغْيُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ.
وَالْعَيْنُ تَزْنِي وَالْكَفُّ وَالْقَدَمُ وَالْجَسَدُ وَاللِّسَانُ وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ». رواه أبو داود وأبو يعلى بسند حسن.

قال التابعي المخضرم جُنَادَةُ بن أَبِي أُمَيَّةَ رحمه الله : «كَانَ يُقَالُ : أَوَّلُ خَطِيئَةٍ كَانَتِ الْحَسَدُ، حَسَدَ إِبْلِيسُ آدَمَ أَنْ يَسْجُدَ لَهُ حِينَ أُمِرَ، فَحَمَلَهُ الْحَسَدُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ». رواه أبو الشيخ في التوبيخ بسند صحيح.

قال الحسن البصري رحمه الله: «ليس أحد من ولد آدم، إلا وقد خلق معه الحسد ، فمن لم يجاوز ذلك إلى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء» رواه ابن عبدالبر في التمهيد بسند صحيح.


قال سفيان بن عيينة رحمه الله: «يقول الله تبارك وتعالى: الحاسد عدو لنعمتي، متسخط لقضائي، غير راضي لي بالقسم الذي قسمت له» رواه ابن أبي حاتم في تفسيره بسند صحيح، وهو أثر إسرائيلي.
كان الحسن البصري رحمه الله إذا أتى على هذه الآية: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، قال: «ابن آدم، إياك والحسد، فإنه سلاح سوء من الشيطان شديد، إلا من وقاه الله شره، ولن يضرك إن شاء الله ما لم يسمع به إنسانٌ». رواه أبو الشيخ في التوبيخ بسند صحيح.

قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «الغبطة من الإيمان , والحسد من النفاق , والمؤمن يغبط ولا يحسد , والمنافق يحسد ولا يغبط , والمؤمن يستر ويعظ وينصح والفاجر يهتك ويعير ويفشي». رواه أبو نعيم في الحلية بسند صحيح.

وقال الفضيل رحمه الله: «دواء الحسد كتمانه، ودواء الطيرة أن يمضي، فإن الله عز وجل قال: { طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ}». رواه أبو الشيخ في التوبيخ بسند صحيح.



قال عوف الأعرابي رحمه الله: وجدت في كتاب وهب بن منبه: «إن للحاسد ثلاث علامات يتملق إذا شهد، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة». رواه أبو الشيخ في التوبيخ، وأبو نعيم في الحلية.
قال ابن حبان في روضة العقلاء: «الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها، فإن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء، وإرادة ضد مَا حكم اللَّه جل وعلا لعباده، ثم انطواء الضمير على إرادة زوال النعم عَن المسلم، والحاسد لا تهدأ روحه ولا يسكن قلبه، ولا يستريح بدنه، إلا عند رؤية زوال النعمة عَن أخيه، وهيهات أن يساعد القضاء، مَا للحساد في الأحشاء».

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب «أمراض القلوب وشفاؤها» (ص/ 21) : «والمقصود أن الحسد مرض من أمراض النفس، وهو مرض غالب، فلا يخلص منه إلا القليل من الناس، ولهذا يقال: ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه، والكريم يخفيه.
فمن وجد في نفسه حسدا لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر، فيكره ذلك من نفسه.
وكثير من الناس الذين عندهم دين لا يعتدون على المحسود فلا يعينون من ظلمه، ولكنهم أيضا لا يقومون بما يجب من حقه، بل إذا ذمه أحد لم يوافقوه على ذمه، ولا يذكرون محامده، وكذلك لو مدحه أحد لسكتوا، وهؤلاء مدينون في ترك المأمور في حقه، مفرطون في ذلك، لا معتدون عليه.
وجزاؤهم أنهم يُبْخَسون حقوقهم فلا يُنْصَفون أيضا في مواضع، ولا يُنْصرون على من ظلمهم، كما لم يَنْصروا هذا المحسود.
وأما من اعتدى بقول أو فعل فذلك يعاقَب، ومن اتقى الله وصبر فلم يدخل في الظالمين نفعه الله بتقواه.
وحسد النساء بعضهن لبعض كثير غالب، لا سيما المتزوجات بزوج واحد، فإن المرأة تغار على زوجها لِحَظِّها منه، فإنه بسبب المشاركة يفوت بعض حظها.
وهكذا الحسد يقع كثيرا بين المتشاركين في رئاسة أو مال إذا أخذ بعضهم قسطا من ذلك وفات الآخر.
ويكون بين النُّظَراءِ لكراهة أحدهم أن يفضل الآخر عليه، كحسد ابني آدم أحدهما لأخيه، فإنه حسده لكون أن الله تقبل قربانه ولم يتقبل قربان هذا، فحسده على ما فضَّله الله من الايمان والتقوى، كحسد اليهود للمسلمين، وقَتَلَهُ على ذلك.
ولهذا قيل: «أول ذنب عُصِي الله به ثلاثة: الحرص والكبر والحسد».
وفي السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: «دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء وهي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين».
فسماه داءً كما سمى البخل داء في قوله: «وأي داء أدوأ من البخل» فعلم أن هذا مرض.
وقد جاء في حديث آخر:«أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء» فعطف الأدواء على الاخلاق والأهواء.
فإن الخُلُق ما صار عادة للنفس وسجية .
وأما الهوى فقد يكون عارضا والداء هو المرض، وهو تألم القلب، والفساد فيه.
وقرن في الحديث الأول الحسد بالبغضاء لأن الحاسد يكره أولاً فضل الله على ذلك الغير، ثم ينتقل إلى بغضه، فإن بغض اللازم يقتضي بغض الملزوم، فإن نعمة الله إذا كانت لازمة وهو يحب زوالها وهي لا تزول إلا بزواله أبغضه وأحب عدمه، والحسد يوجب البغي كما أخبر الله تعالى عمن قبلنا أنهم اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم، فلم يكن اختلافهم لعدم العلم، بل علموا الحق ولكن بغى بعضهم على بعض، كما يبغي الحاسد على المحسود...» إلخ كلامه، وما ذكرته من كلامه فبتلخيص واختصار.
ويندفع شر الحاسد بأمور عشرة ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد(2/ 238) فلتراجع.

فنعوذ بالله من الحسد وأهله، ونسأله العافية والصلاح والهداية والاستقامة على السنة حتى الممات.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
15/ شعبان/ 1437 هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 05-24-2016 الساعة 05:48 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 PM.


powered by vbulletin