من أدعية تفريج الكرب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه بعض الأدعية التي يستحب أن تقال عند الكرب.
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم». متفق عليه.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن أصابني كرب أو شدة أقولهن: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين". رواه الإمام أحمد، والنسائي في الكبرى، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم وسنده صحيح. [التعليقات على صحيح ابن حبان: 862]
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: علمني رسول الله كلمات أقولهن عند الكرب: «الله، الله ربي لا أشرك به شيئا». رواه الإمام أحمد، وأبو داود وابن ماجه والنسائي في الكبرى وغيرهم وسنده صحيح. [الصحيحة:6/593].
وعن ثوبان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا راعه شيء، قال: «الله الله ربي، لا شريك له». رواه النسائي في الكبرى، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الدعاء، وغيرهم وسنده صحيح. [الصحيحة:2070].
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت". رواه الإمام أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وأبو داود، والنسائي في الكبرى، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم. وهو حديث حسن. [صحيح الأدب المفرد:542/701].
وأرجى ما يكون من قبول دعاء المكروب من كان محافظا على الدعاء في الرخاء
ورد في حديث ابن عباس المشهور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة". رواه مشتملا على هذه الجملة: الإمام أحمد، وعبد بن حميد والحاكم وغيرهم وهو حديث صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء» رواه الترمذي، وأبو يعلى والحاكم وغيرهم، وهو حديث حسن. [الصحيحة:593].
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: «إذا كان الرجل يذكر الله في السراء ويحمده في الرخاء , فأصابه ضر فدعا الله، قالت الملائكة: صوت معروف , من امرئ ضعيف. قال: فتستغفر له.
قال: وإذا كان لا يذكر الله في السراء , ولا يحمده في الرخاء , فأصابه ضر , فدعا الله، قالت الملائكة: صوت منكر ليس بمعروف، ولا يشفعون له» رواه محمد بن فضيل في كتاب الدعاء، وابن أبي شيبة، والإمام أحمد في الزهد، والبيهقي في شعب الإيمان وسنده صحيح.
وقال الضحاك بن قيس الفهري رضي الله عنه : "اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدّة، إن يونس كان عبدًا لله ذاكرا، فلما أصابته الشدّة دعا الله فقال الله: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} فذكره الله بما كان منه.
وإن فرعون كان عبدا طاغيا باغيا ناسياً لذكر الله فلمَّا {أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}
قال الضحاك: فاذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدّة. رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وابن جرير في تفسيره وسنده صحيح.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
29/ 12/ 1438 هـ