لا بأس بالاقتراض لشراء ثوب حسن وبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس أداء للأمانة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن نبينا الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم قد نال من الأخلاق أعلاها، ومن المحاسن البشرية أزكاها، ومن المراتب والمقامات عند الله أشرفها وأرفعها.
كان قبل البعثة يلقب بالصادق الأمين، وما ازداد بعد البعثة إلا رفعة وعلواً بسبب هذا الدين وهذا الوحي الذي أوحاه الله إليه.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم رأس الزاهدين، وإمام المتقين، وقدوة الورعين.
وكان يلبس الثوب الحسن، والنعل الحسن، ويدَّهن، ويمتشط، ويكرم شعره، ويعتني بنظافة ثوبه وبيته.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».
قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس». رواه مسلم في صحيحه.
ومر معي حديث بديع عن عائشة رضي الله عنه في هذا الباب أحببت إفادة الإخوة به.
عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبان عُمانيان، - أو قَطريان - فقالت له عائشة: إن هذين ثوبان غليظان ترشح فيهما، فيثقلان عليك، وإن فلانا اليهودي قد جاءه بز من الشام، فابعث إليه يبيعك ثوبين إلى الميسرة.
فبعث إليه يبيعه ثوبين إلى الميسرة.
قال اليهودي: قد عرفت ما يريد محمد، إنما يريد أن يذهب بثوبي - أو لا يعطيني دراهمي-
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " قد كذب، لقد عرفوا أني أتقاهم لله عز وجل -أو قال: أصدقهم حديثا- وآداهم للأمانة".
وفي لفظ: "إِنِّي أَوْفَاهُمْ بِالأَمَانَةِ، وَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ عز وجل".
حديث صحيح رواه الطيالسي في مسنده، والإمام أحمد في المسند، وإسحاق في مسنده، والترمذي، والنسائي، وأبو بكر محمد بن العباس البزاز في الأول من حديثه، والحاكم في المستدرك وغيرهم بسند صحيح. وهو في صحيح الترمذي وصحيح النسائي لشيخنا الألباني رحمه الله.
ومعنى كلمة "بَزّ" : ثياب.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
23/ 4/ 1437 هـ