من فقه أبي هريرة رضي الله عنه قوله: مفطر في تخفيف الله صائم في تضعيف الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فمن المعلوم أن من فضائل صيام رمضان وإتباعه بست من شوال أنه كمن صام الدهر، وكذلك من صام ثلاثة أيام من كل شهر فكأنه صام أيام السنة كلها، فهو وإن أفطر في الأيام العادية فهو قد كتب له صيام هذه الأيام فضلا من الله ونعمة.
عن أبي عثمان النهدي رحمه الله : أن أبا هريرة رضي الله عنه كان في سفر، فلما نزلوا أرسلوا إليه وهو يصلي ليطعم، فقال للرسول : إني صائم،
فلما وُضِع الطعام وكادوا يفرغون جاء فجعل يأكل،
فنظر القوم إلى رسولهم،
فقال: ما تنظرون؟ قد أخبرني أنه صائم،
فقال أبو هريرة: "صدق،
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله"
وقد صمت ثلاثة أيام من أول الشهر فلي الشهر كله، ووجدت تصديق ذلك في كتاب الله عز وجل {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160]،
وأنا مفطر في تخفيف الله، وصائم في تضعيف الله".
رواه الطيالسي في مسنده، والإمام أحمد، وإسحاق في مسنده، والبيهقي وغيرهم وسنده صحيح على شرط مسلم كما قال شيخنا الألباني رحمه الله[إرواء الغليل:4/ 99].
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
26/ 1/ 1439 هـ