منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر كشف مخططات أهل الفتن والتشغيب والتحريش بين المشايخ السلفيين

آخر المشاركات مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-26-2020, 08:38 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تفريغ محاضرتي: توجيهات للسلفيين مبتدئين وغيرهم في التعامل مع شبهات الصعافقة وأهل الفتن

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحَمدَ لله، نَحمَدُهُ، ونَستعِينُهُ، ونستغفرُهُ، ونعوذُ بالله مِن شُرُورِ أنفسنا، وسيئاتِ أعمَالِنَا، مَن يَهدِه الله فَلَا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هَادِي لَهُ، وَأشهَدُ أَن لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهَدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70 - 71].
أمَّا بَعدُ:
فَإنَّ أَصدَقَ الحَديثِ كَلامُ الله، وخيرَ الهَدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحدَثاتُها، وكُلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ فِي النَّارِ.
وبَعدُ:
فألتقي معكم هذه الليلة أيها الإخوة في المغرب،وجميع من يستمتع إلى هذا اللقاء سائلا الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق والسداد.
وهذه المحاضرة بعنوان «توجيهات للسلفيين مبتدئين وغيرهم في التعامل مع شبهات الصعافقة وأهل الفتن».
أيها الإخوة الكرام هذه القضية قضية هامة، وهي العناية بالمبتدئين في طلب العلم والمبتدئين في الاستقامة على السنة، لأن المبتدئ يحتاج إلى توجيه لأنه في أول الطريق، فإذا كشفت له عن الطريق الصحيح ووضحت له ما يجب عليه، وأنرت له الدرب؛ فإنه سيمشي مشيا صحيحاً، ويصل إلى بغيته في أقرب وقت ممكن.
فلذلك ربنا عز وجل أمرنا أن نطلب منه الهداية،والشرع أمرنا بذلك ونقول في كل ركعة {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، يعني يا الله دلنا وأرشدنا ووفقنا للصراط المستقيم؛ لأن الإنسان إذا مسك الصراط المستقيم وصل إلى بغيته وهي جنة عرضها السموات والأرض، وفي بغيته رضوان الله سبحانه وتعالى.
فأساس ما يوجه به وإليه المبتدئ هو ما يختصر عليه المسافات ويؤمِّن له السبيل، ويجعله آمنا من الفزع يوم القيامة، كما قال الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام: 82].
فكلنا يرجوا الأمن، ويرجوا الهداية، ويرجوا التوفيق لرضوان الله سبحانه وتعالى.
فلذلك أيها الإخوة الأكارم نحن نتحدث ونتذاكر حول قضية هامة، وهي إنارة الدرب وإنارة الطريق للمبتدئ، وهذه الإنارة لا يستغني عنها المسلم مهما بلغ في الاستقامة، مهما بلغ في العمر والمدة الطويلة في الاستقامة، مهما بلغ من المركز الدنيوي والمال والجاه، هو لا يستغني عن هذه التوجيهات، لأن هذه التوجيهات تخص كل مسلم بذاته.
كل مسلم محتاج إلى الهداية كحاجته وأشد للطعام والشراب والنَّفَس -الهواء-.
فهذه التوجيهات ينبغي علينا جميعا أن ندرسها وأن نتعلمها وأن نعلمها وهي كثيرة جداً، ولكني سألخص هذه التوجيهات لأننا في معرض الحديث عن عناصر عديدة في هذه المحاضرة والوقت يداهمنا.
الأمر العظيم: وهو أن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته وطاعته والمسلم عنده غاية لابد أن يحققها حتى يهنأ بعيش، ويسعد في الدنيا والآخرة.
العبادة توحيد الله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]؛ توحيد الله عز وجل، العمل لله، التعبد لله، التقرب إلى الله، ابتغاء وجه الله، هذه هي الأساس.
حتى قضية الجرح والتعديل وقضية معرفة المناهج وقضية معرفة أحوال الرجال ودراسة القرآن الكريم،ودراسة العقيدة السلفية ودراسة السنة النبوية ودراسة علوم الشريعة كل هذه لتحقيق المقصود، ولتطبيق هذا المراد وهو توحيد الله، وعبادة الله، وإقامة الدين لله.
هذا هو المقصود: أن تكون عبدا لله مطيعا، أن تكون مستقيما على الحق، أن تكون طالبا للحق، أن تكون راضيا بما شرع الله، مسلّما لأمر الله ونهيه مستجيبا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ الانقياد والتسليم والاستلام لشرع الله.
هذا هو الأصل: التوحيد، العبادة، الطاعة، تحقيق الشهادتين «أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم» هذا هو الأساس.
ومعرفة العقيدة ومعرفة مسائل العلم وأصول العلم وأصول الدعوة وأصول التعليم وآداب المجتهد والمقلد، كل هذه الأمور هي تفاصيل للعبادات، وتفاصيل لشريعة الله.
كلما كان الإنسان أكثر جمعا للعلم، واتساعا فيه، وفهما له، وتطبيقا لما دل عليه الشرع؛ كلما كان هذا الشخص أقرب الى الله، وكلما كان أفضل، وكلما كان أحق بأن يكون من أولياء الله.
قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [يونس: 62 - 64] .
هذا هو الأساس أيها الإخوة الكرام.
ومن شروط العبادة المقبولة التي يحفل بها ويفرح بها ويُسرُّ بها المؤمن يوم القيامة أن تكون بنية صادقة مخلصة لله عز وجل، متبعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الإخلاص والمتابعة.
الإخلاص: التوحيد، إفراد الله بالعبادة، يعمل لوجه الله لا لرياء ولا سمعة، والاتباع لرسول الله عليه الصلاة والسلام.
فيقدم ما يريده الله وما يريده الرسول صلى الله عليه وسلم على وفق الهدي النبوي وعلى وفق ما جاءت به الرسالة المحمدية، لا تعمل لأجل إرضاء الشيخ الفلاني أو العالم الفلاني أو الملك الفلاني أو الرئيس الفلاني أو الوزير الفلاني أو المحبوب الفلاني أو الزوجة أو الاولاد. لا، إنما تعمل لأجل أن تكون على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم لإرضاء الله سبحانه وتعالى.
هذا هو المقصود: الإخلاص والمتابعة ليقبل الله عملك، وليكون عملك صالحا، وليكون مقبولا.
يخدش في هذا الأمر المهم عدة أمور ينبغي علينا أن نجتنبها أيها المسلمون جميعا صغارا وكبارا:
الأمر الأول: هو الجهل، وقلة العلم، قلة المعرفة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كلما كثر الجهل،كلما كثرت بلايا الشخص، وكلما داهمه الخطر وكلما كان عرضة للزلل.
فلإنسان يتعلم ليرفع عن نفسه الجهل، اذا نحرص على العلم، ونعرف أهمية للعلم، وندرس العلم.
الأمر الثاني: وهو من الأمور الخطيرة التي تخل بالعبادة وهي الرياء والسمعة، يفعل ليراه الناس، يتكلم ويفعل ليسمع ثناء الناس.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمّع سمّع الله به، ومن راءى راءى الله به»([1])، هذه من مفسدات العمل، تخربه، فالإنسان يحرص على البعد الشديد عن ما يفسد العمل؛ من الرياء والسمعة، وهي داخلة في عموم الرياء وهو العمل لغير الله أو العمل للدنيا .
إرادة الإنسان بعمله الدنيا، حتى ولو لم يرد ثناء الناس، ولكنه يعمل لأجل الدنيا، لأجل البطن، لأجل الفرج ،لأجل النوم، لا يعمل لأجل الله.
وتحصين الفرج وإطعام النفس، وراحة النفس بالنوم، كل هذه مطلوبات فطرية في الإنسان بالشرع لا بأس، لكن تكون أعمالك التعبدية لا تقصد بها الدنيا ،لا تقصد بها المناصب، لا تقصد بها السمعة، سواء دخلت في موضوع الرياء أو دخلت في موضوع أن عملك لأجل الأموال.
فالإنسان مثلا يتظاهر بالاستقامة، نعم هو يخدع الناس، ولكن أيضا يريد مما يزيد في عذابه وبلائه أنه يريد بهذه الأمور التعبدية وصلاح العمل وصلاح القول يقصد منها الدنيا.
قال صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة»([2]).
فالذي يتعلم علما يبتغى به وجه الله ولكنه يتعلمه لأجل الدنيا فهذا خطر عظيم عليه، لأنه يجب عليه أن يخلص لله.
«لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة». عَرْف الجنة: ريح الجنة.
فهذا تهديد ووعيد لمن يعمل لأجل الناس، وكذلك إذا كان المقصود بالعلم التعبد، أما العلم الدنيوي جاز له أن يقصد به الدنيا.
ولو تعلم لأجل الدين فأوصله إلى مرتبة وإلى منزلة واكتفى به عن سؤال الناس، فهذا لا بأس به.
فهذا الأمر جائز؛ وهو أن يتعلم العلم لوجه الله، ولو وقع في نفسه أنه إذا انتهى من الجامعة حصّل وظيفة أغناه الله بها عن سؤال الناس، واكتفى بها، أو حصل بها مالاً ليبني بيته، فمثل هذا الأمر إن شاء الله تعالى لا بأس بها، لكن بشرط أن لا يكون هو الدافع له على طلب العلم، ولا يكون هذا المراد من عمله ودراسته وعلمه.
كذلك يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : «من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه؛ أدخله الله النار»([3])؛ يعني هذا أيضا من الأمور التي تفسد العمل.
وهذا الحديث مشهور، قد تكلم بعض العلماء في إسناده وهو حديث حسن بشواهده، ومعناه صحيح دلت عليه الشريعة.
فالإنسان يجب أن يكون مخلصا صادقا ،يكون مبتغيا وجه الله لا لدنيا ولا رياء ولا سمعة.
الأمر الثالث -وهو من أخطرها يا طالب العلم المبتدئ والمنتهي مهما بلغت في العلم-: احذر اتباع الهوى.
فهذا المفسد الثالث للحال، والمفسد لكثير من العبادات؛ اتباع الهوى.
والكلام حوله يطول، لكن الإنسان يتبع الهدى، ولا يتبع الهوى، فالهوى يهوي بصاحبه في النار، والله سبحانه وتعالى ذمَّ الكفار لأنهم يتبعون أهواءهم، وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم، وحذر المؤمنين من اتباع الهوى .
قال الله سبحانه وتعالى : {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص: 26].
وقال سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات: 40، 41].
فاتباع الهوى من أعظم الأمور التي خشيها الرسول عليه الصلاة والسلام على أمته، وأن يعجب المرء برأيه، وهذا الإعجاب يولّد اتباع الهوى.
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «ثلاث مهلكات».
ما هي هذه الأمور المهلكة؟
«إعجاب المرء بنفسه، وشح مطاع، وهوى متبع»([4]).
إعجاب المرء بالنفس من أسباب اتباع الهوى، ويقوده لاتباع هواه فيغتر بنفسه، بأنه وصل مرتبة من العلم كيف يقال له أخطأت؟
الشيطان يدخل عليه، ويزين له.
فلا نتهاون في هذا الأمر، فلا تغتر بنفسك مهما بلغتَ من العلم والمنزلة والجاه والأموال.
فالإنسان عرضة لمكر الشيطان به.
فاتباع الهوى يفسد على طالب العلم علمه، ويهلكه، ويهلك به، فليس يهلك طالب العلم فقط، بل يهلك به أُمما بسبب الهوى المتبع.
فكلامي هذا كلام واضح، وهو من معين الكتاب والسنة، وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، ولكن أنا أذكر لكم بالأدلة من الكتاب والسنة، والعبرة بالدليل، وهذا حق دلَّ عليه الكتاب والسنة وموجود في كلام العلماء.
فالإنسان يخاف على نفسه، لكن أن يصل بعض الشباب الذي ينتسب إلى طالب العلم أو إلى الهداية أو إلى الاستقامة، ويرى أن مثل هذا الكلام يراد به الطعن في عالم معين، أو أنه فيه قدح في أهل العلم، فهذا شيء عجيب؛ أن تكون التوجيهات النبوية تُجَيّر وتلوى أعناقها لأهواء وفتن مرضى النفوس!
لا يوجد عالم يأمن على نفسه، والإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عند الموت -في مشهور ما ذكر عنه من قصته عند الموت-،قيل له: قل لا إله إلا الله، وهو يقول في مرض الموت: لا. بعدُ، لا. بعد. قالوا له: لماذا تقول لا بعد؟قال: إن الشيطان جائني وقال: فُتّني يا أحمد، فقلت له: لا. بعدُ، لا. بعدُ، يعني: لم أفتك بعدُ حتى أموت.
يعني: أن الشيطان ممكن أن يغوي الإنسان حتى عند موته.
انظروا ورع الأئمة، العالم لا يأمن على نفسه الهلاك، كم من عالم انتكس؟
لكن مشكلة بعض الشباب لا يعون ولا يعقلون ولا يفهمون، وكل شيء يظنون أن فلانا يطعن في فلان، وهذا لم يدر في خلد المتحدث أصلا، لكن هذه حقائق شرعية لابد أن نفهمها.
فالعالم مهما بلغ من العلم قد يذنب، قد يتعمد الخطأ لغرض في نفسه، يحصل بين كبار السن وكبار القدر فتن بين الأقران، بين العلماء، بين الفضلاء،يحصل تحاسدٌ، يحصل بغي بعضهم على بعض، ولا يخرجهم هذا عن السلفية، ولا عن كونهم من أهل السنة، ولا يجعلهم أهل بدعة، ولا يستحيل هذا.
بعض الشباب لا يتصور أن العالم قد يقع في هذا.
هذا خلل في التوحيد عند هؤلاء الأشخاص، هؤلاء عندهم خلل في العقيدة بسبب ظنهم أن العالم معصوم ولا يتصور منه الخطأ!
هذا ليس إتهاما للعالم، نحن نقول إنه قد يحصل له، هذا تأصيل شرعي يجب على كل سلفي أن يخاف على نفسه، العالم نفسه يجب أن يخاف على نفسه،طالب العلم والمبتدئ والمنتهي يجب أن يخاف على نفسه اتباع الهوى.
فالأمر خطير.
وبالنسبة لذكر المهلكات ورد حديث: «ما أخاف على أمتي إلا ثلاثة: شح مطاع، وهوى متبع، وإمام ضلال»، وهذا صححه الشيخ الألباني بهذا اللفظ([5]).
وباللفظ آخر: «ثلاث مهلكات و ثلاث منجيات، ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضى»([6]).
هذا الحديث فيه علاج للفتن الموجودة اليوم.
والأمر المهم الذي أنصح به المبتدئين: العمل بالعلم.
أهم شيء: العبادة علما وعملا، العلم لا ينفع وحده، لابد من العمل.
فأنت يا طالب العلم لا تدرس التوحيد وتقع في الشرك! هذا لا يصلح.
تدرس الاخلاص وترائي! تدرس الاتباع وتخالف السنة عمداً، ولا يهمك اتباع السنة!
هذا خلل عظيم، فانتبهوا رحمكم الله لهذا الأمر.
«ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات» ما المنجي وما المهلك؟
يا سَلفي، الذي ينجيك:
أولا: خشية الله في السر والعلن، الإخلاص، الصدق، الخوف من الله.
ثانياً: القصد في الفقر والغنى، يعني العدل والاعتدال وقتَ الفقر والغنى، إذا كنت فقيرا فلا تفزع، وإذا كنت غنيا فلا تسرف، فاقتصد في حال فقرك وفي حال غناك، عليك بالقصد والاعتدال، وعدم الغلو والجنوح والتساهل، لا تميّع ولا تنطع، لا إفراط ولا تفريط.
ثالثاً: العدل في الغضب والرضى، تكون عادلا سواء كنت غاضبا أو كنت راضيا، سواء كنت مع صديقك أو مع عدوك، لابد من العدل الذي قامت به السموات والأرض.
فتنة هؤلاء المفتونين الصعافقة هي فتنة الظلم والجور والميل وضعف خشية الله، والبعد عن القصد، هذه والله الأمور هي التي يفتقدها من دخل في هذه الفتنة وافتتن من الصعافقة وأشباههم.
كذلك من الأمور المهلكة شح مطاع وهواً متبع وإعجاب المرء بنفسه.
إذن اتباع الهوى يا أيها الإخوة أمر مهلك، فلابد من اتباع الهدى، والصدق مع الله، واتباع السنة، وأن تقول الحق ولو على نفسك، لكن إذا كان الإنسان قليل العلم قليل الفقه أشبه بالعامي كيف سيعرف؟
سيجعل المعروف منكرا، والمنكر معروفاً.
داء الجهل للأسف منتشر بين الشباب، لذلك يا أيها المبتدئ: اشتغل بالعلم، ادرس العلم على أهل العلم، اطلب العلم، اتبع الحق، اتبع الهدى، ادرسوا القرآن الكريم واحفظوه، ادرسوا العقيدة السلفية.
وقد بينت في كتيب صغير مطبوع لي اسمه «المنتقى من برنامج علمي عملي لمن سمت همته في طلب العلم».
اقراوا هذا الكتاب، وانظروا الكتب، واعملوا برنامجاً، واستمعوا للتوجيهات الموجودة في الكتاب، حتى تسيروا على الطريق الصحيح إن شاء الله تعالى في طلب العلم.
وهناك مسألة دقيقة أريد أن أنبه عليها: وهي أن الشاب قد ينشأ في بيئة غير محافظة، فينشأ على المعاصي والذنوب، ربما يكون هذا الشخص من أهل الفساد وأهل الظلم وشوارعي، ثم يهتدي للسنة أو للسلفية، فهداه الله للسنة، وصار مع السلفيين.
لكن هذا الشخص لم يتأدب بعدُ بالأدب الصحيح، ما زال يستصحب أخلاقه التي كان عليها، أو يكون هذا الشاب نشأ في بيئة طيبة مستقيمة، لكن عنده طبع الغلظة، وآخر عنده طبع اللين الزائد، هذان نوعان من الناس: نوع كان فاسقاً ثم أصبح من أهل الاستقامة، ونوع كان من أهل الاستقامة، لكن عنده من الطباع ما يحتاج الى تهذيب؛ إما بشدة عنده، أو بلين زائد.
فإذا صرت سلفياً، وتعرف المنهج السلفي، وأنه اتباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وتفهم ما عليه السلف الصالح، فلابد أن تهذب أخلاقك، فإذا رأيت نفسك تميل إلى شيء فيزيد عن الحد، إكبح جماح النفس.
مثلا: الإنسان إذا كان تربى في الشارع، وصاحب الفساق، فسيجد الألفاظ القبيحة تكسوا لسانه، وسيجد محبة وشهوة للسب والشتم، وأذية عباد الله، والظلم والعدوان، والعصبية الشوارعية، فيدخل في السلفية ويطبق شغل العصابات والمافيات اللتي كانت عنده، وخاصة الذين يعيشون في بلاد الغرب وقد انخرطوا في هذه العصابات، بل حتى في بعض بلاد المسلمين، فبعضهم -وأنا أعرف أشخاصا منهم- يكونون في عصابات ويكونون مافيات ثم دخلوا إلى السلفية، ولما جاءت فتنة الصعافقة استصحبوا أخلاقهم المافيوية، وجعلوها من السلفية للأسف الشديد، ويفعل هذا تدينا، يتقرب إلى الله بالطعن في علماء السنة، يقول عن الشيخ محمد بن هادي فاسق-قطع الله لسانك أيها الخبيث-.
مشكلة أن يسب الشيخ محمد بن هادي ويسب في علماء السنة مثل الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ومثل الشيخ أحمد بازمول ومثل مشاييخ الكويت ومثل مشاييخ السنة في مشارق الأرض ومغاربها، يطعن فيهم بكل وقاحة وخبث كما لو كان في الشارع وقت ما كان منضما للمافيا أو للعصابة أو مع الصياع في الشوارع.
والله. هذه حقيقة موجودة عند بعض الشباب الذين ينتسبون الى السلفية، وأخلاقهم جاهلية، أخلاقهم شيطانية، أخلاقهم أخلاق العصابات، ثم أولئك يتكلمون بلسان السلفية. (قطع الله ألسنتهم).
طبعا نسأل الله لهم الهداية، لكن المشكلة أن منهم من هو متعصب، عنده تعجرف، عنده كبر وغرور، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه، وقلبه كالكوز مجخياً، أيالمقلوب ماذا تقول فيه؟ تقول: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لا يسمع، أذن من طين وأذن من عجين! لا يسمع ولا يبصر، صم بكم عمي، عنده هوى وعنده رأي، يتبع هواه، ويعجب برأيه، ويعجب بنفسه، لا مجال عنده لسماع الحق أو لقبول الحق، مثل هؤلاء مرضى يجب البعد عنهم، والحذر منهم، ودعاء الله لهم بالهداية، لابأس.
لكن مثل هؤلاء الذين لا يستمعون للحق، فلا تضيعوا أوقاتكم معهم، لماذا؟
لأنه هو أصلا يظن أنه على الحق، مثل المبتدعة الذين يحتفلون أو ينتسبون إلى جماعة الإخوان أو التبليغ أو الصوفية أو الأشاعرة.
إذا كان يظن نفسه على الحق فإنه يجادلك ويناقشك حتى يخرجك من السنة إلى ما هو عليه من البدعة، أو يخرجك من الاستقامة إلى ما هو عليه من الفسق، هذه غايته.
فالإنسان إذا رأى من الشخص أنه لا يقبل الحق فليبتعد عن مجادلته ومماراته، لأن الأمر الذي ينبغي أن يحذر منه طالب العلم المبتدئ وهو المراء والجدل.
الجدل منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود.
المحمود: ماكان بالحق للوصول إلى الحق مع من يريد الحق.
والمذموم هو الكلام بغير الحق، أو الكلام بحق مع من لا يريد الحق، ولا ينفع معه كلمة الحق.
لا تضيع وقتك.
«ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}[الزخرف: 58]»([7]).
وقال عز وجل: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} [العنكبوت: 46] .
وقال سبحانه وتعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]
فلذلك الإنسان لا يجادل إلا بالتي هي أحسن.
فيا طالب العلم لا تتبع الهوى، ولا تضيع وقتك مع من يتبع الهوى.
أختم هذه المقدمة بأمر مهم جدا: وهو قضية التقليد.
المبتدئ سيطلب العلم، وسيقرأ، ويستصحب خشية الله، ويستصحب رضا الله، ويعتدل، ويعدل ويقرأ الكتب العلمية، وينشغل عن القيل والقال، والكلام الذي لا فائدة منه، ويبتعد عن المجالس السوء،ويبتعد عن جلساء السوء، ويبتعد عن ما لا يعنيه من حسن الإسلام ترك مالا يعنيه ويبتعد عن أهل الشرور والآثام، ويصاحب من أهل الصدق والصلاح من يعينه عليه.
التقليد له ارتباط بمسألة اتباع الهوى عليك أن تحذر منه في هذا الجانب.
موضوع التقليد هام. قال الله سبحانه وتعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43، والأنبياء:7].
وكنت عملت محاضرة للإخوة في السودان عن «أهمية الرجوع إلى العلماء في زمن الفتن وفي النوازل»، وهي محاضرة مفيدة إن شاء الله، وتكلمت فيها عن أهمية الاجتهاد، وشروط المجتهد باختصار، وأشرت إلى هذه القضايا، وأهمية معرفة ارتباط النوازل بمسألة المجتهد.
اليوم لابد أن أعرج على قضية التقليد، فكما أن في النوازل يرجع فيها لأهل الاجتهاد، كذلك في قضية التقليد، المقلد لابد أن يكون متأدبا بآداب التقليد.
يوجد عند بعض الشباب السلفي مشكلة كبيرة في مسألة التقليد.
الأمر الأول: لما يكون الشاب المبتدئ ليس عنده علم ليرجح بين العلماء، ما يعرف من على الحق؟ لا يتضح له هل الصعافقة على الحق؟ أم الذين يردون على الصعافقة؟
هل الصواب مع الشيخ محمد بن هادي، أم مع الشيخ ربيع بن هادي؟
فالإنسان أحيانا لا يدري، فإذا كان مقلداً لابد أن يتجرد عن الهوى، فلا يحمله التقليد على اتباع الهوى، هنا ارتباط مسألة التقليد باتباع الهوى.
فمن شروط صحة التقليد: التجرد عن الهوى، فهو يريد بهذا مرضاة الله سبحانه وتعالى، لا ينشر شيئا لأجل هواه ورغبات نفسه، انتبهوا ! إنما يقصد بذلك وجه الله.
الأمر الثاني: يدعي بعض طلاب العلم، بل حتى بعض المبتدئين أنه مقلد، ويقول إنه مقلد، وفي واقع الأمر هو يجادل ويناقش!
إذا كنت مقلدا أو تدعي أنك مقلد كيف تناقش وأنت تقول أنا لا أعرف الأدلة ولا أفهم؟ ولا أعرف الصواب مع من؟
مسكين، جاهل، رويبضة، تافه، ثم يتكلم هذا التافه، ويقول الصواب مع الشيخ ربيع، الصواب مع الشيخ محمد بن هادي، الصواب مع فلان، وفلان مبطل، وفلان على ضلال!!
أنت قبل قليل كنت تقول: إنك مقلد، لم تقل إنك مجتهد، ولا قلت إنك متبع.
لأن المراتب ثلاثة:
1- مجتهد: وهو الذي بلغ من العلم مبلغا يؤهله للاستنباط من النصوص، والاجتهاد في الأحكام.
2- متبع: وهو من يعرف ويميز ولكنه لم يصل إلى مرحلة الاجتهاد، ويعرف الحق بدليله، ويتبع الحق بدليله.
3- مقلد: وهو الجاهل الذي لم يتمكن من معرفة الحق، ولا فهم الأدلة،فهذا لا يناقش، ولا يجادل.
هذه حقيقة ما نقول عن المقلد أنه كالبهيمة كما قال ابن المعتز وغيره، بغض النظر عن مسألة البهيمة ولماذا بهيمة؟
وهذا يحز في نفوس بعض المقلدة، لذلك نحن نقول لكم: كونوا متبعين، شرِّفوا أنفسكم، اتقوا الله، ارفعوا من مستوى أنفسكم، لا تكونوا تافهين، كونوا متبعين للحق.
والله ماعندك علم بسبب أن عقليتك الضعيفة ما تفهم، فأنت مقلد، ارضَ بنفسك وأنت معذور عند الله، معذور عند عباد الله، لكن لا تجادل..لا تناقش..لا تناظر، لا تعمل نفسك داعية وأنت لا تفهم، وتقول إنك لا تفهم.
للأسف الشديد واقع من يقول إنه مقلد للشيخ ربيع أو الشيخ فلان أو لغيره أنه يقلد متبعا لهواه ليس للحق، لذلك تجده يخطئ الشيخ ربيعاً نفسه في مسائل أخرى، ويصوب الشيخ عبيدا في مسائل دون مسائل!
مثلا: في بداية فتنة الصعافقة الشيخ عبيد تكلم على بعض المشاييخ،تكلم علي وتكلم على الشيخ أحمد بازمول، ماذا فعل الشيخ ربيع؟ رد عليه، وقال: لا تنشروا كلامه، ونادى طلاب الشيخ عبيد هل أنتم تنشرون!!..قالوا: لا. نحن ما ننشر! نحن نسمع الكلام!
ماشاء الله إنهم مطيعون!!
رؤوس أصحاب الشيخ عبيد الذين كانوا يرسلون إليكم يا أهل المغرب كلام الشيخ عبيد في وفي الشيخ أحمد بازمول،كانوا أمام الشيخ ربيع يقولون: نحن لا ننشر، ولا نرسل، وهم -والله- يكذبون، وهم يمزقون السلفية تمزيقاً، يمزقون السلفيين، ويكذبون على أهل العلم، عند الشيخ ربيع في مكة وكذلك لما جاء المدينة يقولون: ما نفعل شيئاً يا شيخ! توجيهاتك أوامر! وفي السر يخالفون ويكذبون.. ويفترون، وللسلفية يمزقون.
أنت تقول عن نفسك إنك مقلد للشيخ ربيع، لماذا لم تكن تنشر توجيه الشيخ ربيع المخالف لتوجيه الشيخ عبيد؟
لماذا لم تأخد بتوجيه الشيخ ربيع؟
قال: لأن الشيخ عبيداً جرح جرحا مفسرا، والجرح المفسر مقدم!
ماشاء الله!! أنت الآن صرت متبعا، صاحب أدلة، وقبل قليل تقول: إنك مقلد، إذن أنت تكذب؟!
فحينها تعرف أنه متبع لهواه، أنهِ معه النقاش، فهذا شخص كذاب لا يريد الحق، هذا فاسق لابد أن يتوب ويعود، ويقول: أنا لست مقلدا، أنا أتبع الحق.
إذا كنت تتبع الحق نبين لك الحق، لكن أن تكذب، وتقول إنك مقلد، وأنت في الحقيقة لا تقلد، ولما يؤتى بكلام الشيخ ربيع-لما خالف هواك- تخالفه بزعمك أنك تتبع الأدلة! هذا كذب !!
مرة مقلد ومرة غير مقلد! هذا هو اتباع الهوى.
غيّر المَوجة! الآن مقلد، بعد دقيقتين غير مقلد، وبعد ثلاث دقائق مقلد! لعبة، هؤلاء متلاعبون في دينهم.
هؤلاء الصعافقة هذه طريقتهم رقة الدين، إخلاصهم ضعيف، خشية الله ضعيفة عندهم، يتبعون أهواءهم، يمزقون السلفيين تمزيقا.
لذلك أيها الإخوة الكرام: المقلد الذي لا يفهم، ويتبع الحق متجردا للحق، يريد وجه الله، ولا يتبع الهوى ، حتى إذا اختار أحد الأقوال أو قلد أحد العلماء فإنه يفعل ذلك قاصدا وجه الله، ليس لهوى في نفسه، فانتبهوا لهذا رعاكم الله.
سأستعرض الآن أسئلة الإخوة باختصار، رعاكم الله ووفقكم.
فيما سبق أجبت عن بعض هذه الأسئلة، ولذلك سيكون الكلام مختصرا.
السؤال الأول: إن بعض من تأثر بفكر هؤلاء الصعافقة يقولون: إن الشيخ محمد بن هادي حفظه الله قذف محصنا عفيفا أو وقع في القذف في بيت من بيوت الله عليه أن يتوب وإلا فإن آية الرجم تنطبق عليه.
الجواب: هذه المسألة قد تكلمت عليها مرارا، ولكن انتبهوا: هل مسألة الشيخ محمد بن هادي أنه قذف أم لم يقذف هي سبب مشكلة الصعافقة؟
افهموا هذا، وردوا عليهم باطلا.
الشيخ محمد بن هادي تكلم عن الصعافقة قبل المحاضرة، والمحاضرة هي رد على الصعافقة، فقد حصل منه هذا الكلام في أثناء رده على الصعافقة، فمشكلة السلفيين مع هؤلاء الصعافقة قبل هذه المحاضرة.
فالسلفيون والصعافقة قبل هذه المحاضرة كانوا يعظمون الشيخ محمد بن هادي، ويشهدون له بما شهد له العلماء، من أنه من كبار أهل العلم.
فإذا العالم الكبير مثل الشيخ محمد بن هادي أو الشيخ ربيع أو الشيخ عبيد أخطأ في لفظة سواء كانت هذه اللفظة في القذف أو كان فيها ظاهرها ليست بصدق يعني مخالف للواقع، ولكن لم يتعمد الكذب، ولم يتعمد القذف، لم يقصده بعبارة عند قوم أو في بيئة قد يراد بها القذف الصحيح وهي كلمة «عاهر».
الشيخ ابن باز رحمه الله وهو سعودي من أهل نجد قال: «حسب قصد الشخص»، وهو الشيخ ابن باز .
بعض الصعافقة كتب أن لفظة «عاهر» في السعودية بمعنى «زان» مطلقا، طيب: الشيخ ابن باز له فتوى رسمية، وهو سماحة المفتي، يقول: «إنها محتملة، وحسب قصد الشخص».
تنسف هذه الفتوى جميع ما كتب هذا المنحرف الصعفوق.
فالمسألة في السعودية في عرف الناس تختلف حسب المقصود، لكن قد يقتنع القاضي بهذا، وقد لا يقتنع، فمرده للشرع.
فلذلك الشيخ محمد بن هادي لم يقع في القذف عند بعض أهل العلم، وفي فتوى بعض أهل العلم أنه وقع، فهذه مسألة خلافية بين العلماء.
فهذه المسألة الخلافية ترد إلى القضاء، فالقاضي ينظر ويبحث، وإذا أخطأ القاضي في نظام القضاء السعودي وهو نظام شرعي، يرفع إلى قاض أعلى منه حتى يرد خطأه، أو يقر صوابه، وهكذا محكمة الاستئناف.
هذا فيه رد على بعض ما يقوله الجهال: إن الاستئناف مخالف للشرع! هذا جهل، لأن القاضي قد يخطئ في الحكم، وهذه مسألة مبحوثة في الفقه؛ إذا أخطأ القاضي في حكمه فماذا يفعل؟هل ينقض الحكم أم لا ينقض؟ إذا خالف شرع الله لابد أن ينقض حكمه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة: فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار»([8]).
فالقاضي إذا قضى بما يوجب عليه النار أو يؤهله لدخول النار صار حكمه شرعيا عند هؤلاء السفهاء، ويجب أن لا يعترض عليه!
أنا لا أتكلم هنا عن القضاء في السعودية أو غيرها على سبيل التعيين، أنا أتكلم عن الحكم الشرعي في الإسلام.
هل يجوز الاعتراض على حكم القاضي إذا قضى بما يخالف الشرع، إذا قضى بخلاف الصواب؟
نعم يجوز، ويرجع إلى ولي الأمر، ويحتكم إلى قاض أكبر منه، وهذا موجود في كتب الفقهاء، وحصل عبر التاريخ.
كان يوجد قضاة في دول الإسلام بعضهم قضاة ظلمة، ومشهورون، وارجعوا إلى كتاب «أخبار القضاة» لمحمد بن خلف الملقب بـ«وكيع» والمتوفة سنة306هـ.
ولذلك يرجع إلى كلام العلماء في مسألة القضايا الفقهية، يرجع فيها إلى أهل العلم لا إلى الصعافقة الجهال، هذا سببه الجهل بالشرع لا يفهمون هذا الأمر.
إذن : أولا: الشيخ محمد بن هادي لم يقع في القدف حسب اعتقاده، وحسب اجتهاده، وهو عالم مجتهد له، رأيه المعتبر، ولكن إذا رفع للقضاء فالأمر للقضاء، يحكم في قضية عين، أما قضية الحكم على مسألة فهذه مسألة خلافية بين العلماء، منهم من يرى أنه قذف، ومنهم من يرى أنه ليس بقذف.

ثانيا: النظر في المقذوف هل هو عفيف أو ليس بعفيف؟ هذه مسألة ثانية.
الأمر الثالث: أن هذه القضية مرجوع فيها إلى القضاء، والقضاء هو الذي يفصل فيها، ولم يتم الفصل فيها إلى الآن.
ومع ذلك الواجب علينا أن نحترم العلماء، فإذا اشتكى شخص الشيخ عبيدا بتهمة القذف لأحد العراقيين فهل نسقط الشيخ عبيداً؟!
لا يصلح هذا، ولا نسقط العالم بهذا الأمر، بل يجب أن نحترمه ونجله، حتى يصدر أمر واضح ملزم شرعا، بخلاف الأمر المتقرر المعروف.
وليس الفسق في القذف فقط!
فهؤلاء الصعافقة الفسق عندهم فقط في القذف! وأما الكذب الذي تمارسونه كما يمارسه طباخ الفتن أليس من المفسقات؟
فالصعافقة يفتحون بابا لأهل البدع في الطعن في العلماء، فقد يأتي شخص ويقول: الشيخ فلان وقع في الكذب إذن هو فاسق، ويأتي بالنصوص الدالة بأن الكاذب فاسق، ويقول: الشيخ فلان وقع في التزوير فهو فاسق، ويستطيع المخالف أن يقول ذلك، بشبهه أو بدون شبهه، فيطعنون في العلماء بهذه الأمور، وليس بالقدف فقط!
فهل الإسلام لا يحكم فيه بفسق شخص إلا إذا كان قادفا؟!
طيب إذا كان كاذبا؟!
فلو جاء شخص قال: الشيخ ربيع كذاب، أو الشيخ محمد بن هادي كذاب، أو الشيخ عبيد كذاب، وجاء بدليل يظنه دليلا، وقال: هذا الدليل يلزمكم هل تلتزمون به؟ هل تلتزمون بهذا مباشرة لأنه قال عنه كذاب؟ وأورد دليلا!
طبا لا تلتزمون، لأنه ممكن الشيخ وهم وغلط ولم يقصد..
أين الأعذار التي نحن نعرفها في دفاعنا عن علماء السنة؟!!
عند الصعافقة تلغى هذه الأعذار عند أهوائهم، أما لو حصل نفس الخطأ من الشيخ عبيد يتعاملون مع الخطأ بخلاف ما يتعاملون به مع الشيخ محمد بن هادي، لأن عداوتهم للشيخ محمد بن هادي لانه كشف مؤامرتهم.
افهموا!!! والله إنهم لا يعادون الشيخ محمد بن هادي لمسألة القذف لذاتها، إنما هي وسيلة لإسقاطه، ولإسقاط من يفضح مؤامرة هذه العصابة والمافيا، هذه الحقيقة هذا هو الواقع ماله من دافع.
***
السؤال الثاني: يقول السائل: يقول البعض: الأسلم في هذه الفتنة التقليد للشيخ ربيع، فكيف يخفى عليه وهو في العلم والسن بهذه المنزلة؟
الجواب عن هذه الشبهة: سبق بيان أن العبرة باتباع الدليل، والسلفي لابد أن يقدم الدليل، يقدم الحق، ويتبع الحق، أما إذا كان مقلدا فلا بأس عليه أن يقلد، لكن لا يقلد في مسألة ويخالف مسألة أخرى تخالف هواك، ولا تناظر ولا تناقش، ولا تطعن في مشايخ السنة، ليس لك علاقة بالشيخ محمد بن هادي فتطعن فيه، أو تطعن في غيره من علماء السنة، أنت مقلد قلد واخرس فقط، قطع الله لسانك عن الطعن على أهل العلم.
إذا ترى أن هذا هو الأسلم فلا تناقش، ولا تناظر، ولا تتكلم، ولا تستدل، ولا تأتي بأدلة وأنت تدعي ـنك لا تفهم الأدلة، ولا تتمكن من معرفة الحق إلا بالتقليد الأعمى، فقلد واسكت واخرس عما سوى ذلك-قطع الله لسانك عن الطعن في العلماء-.
أما أن تقول إنك مقلد، ثم بعد قليل تصبح متبعا تتبع الأدلة، وتكذب علينا! إذن أنت فاسق دجال، لا تريد الحق، بل أنت صاحب هوى.
افهموا هذا.
فالذي يقلد ولا يفهم شيئا؛ له يقلد الشيخ ربيعا أو الشيخ العباد أو يقلد أي شيخ من علماء السنة، وقد يقول شخص: أنا لا أقلد الشيخ ربيعاً، أقلد أكبر منه الشيخ صالح بن محمد اللحيدان!
فإذا قلدت الشيخ ربيعا في هذه القضية، هل قلدته عن هوى أو حب الحق؟
إذا كان عن حب للحق فالشيخ اللحيدان أسلم لك لأنه أكبر وأعلم، وأما إذا كنت تريد أن تتبع الدليل فاتبع الدليل، وادرس الأدلة.
ماهي الأدلة التي وصلت الشيخ ربيع وردها؟ وقال: لا يوجد ذرة الدليل؟ هاتوها واحدا تلو الآخر، وردوا عليها..
لكن هم لا يفعلون هذا، لأنهم كاذبون.. جاهلون.. ظالمون.. لأهوائهم متبعون.
***
السؤال الثالث: يقول البعض: إن الشيخ محمد بن هادي لم يرض بحكم الله لأنه طلب الاستئناف!
الجواب: هذا دليل على جهلهم بشرع الله، وجهلهم بقضية التحاكم إلى المحاكم الشرعية في السعودية، مع أن هذا حكم شرعي، الاستئناف من شريعة الله، وهذا جائز، وعليه علماء السنة في السعودية، ولم يخالف هذا الأمر إلا هؤلاء الحمقى، الذين لا يفهمون شيئا من دين الله، عليهم أن يتوبوا من شبهتهم هذه، وأن يتراجعوا، فكلامهم مخالف للشرع، والاعتراض على الحكم إن كان مخالفا للشرع أو يظن المدعى عليه أنه مخالف للشرع حق شرعي كفله الإسلام وجحده بعض الصعافقة الأوباش المخالفون لشريعة الله المتبعون أهواءهم. والله أعلم.
***
السؤال الرابع: يقول إن طباخ الفتن من كبار العلماء، ويزعمون أن بعض المشايخ قال عنه علامة.
الجواب: نقول لهم: إذا كنتم تأخذون بكلمة «علامة» في طباخ الفتن، فيلزمكم أن تقولوا: الشيخ أحمد بازمول علامة، لأن الشيخ أحمد النجمي وهو أكبر من الشيخ عبيد وأعلم قال عنه علامة.
لماذا لا تأخذون بهذا؟ عند الشيخ أحمد بازمول تذهب هذه الشبهة، أما عند طباخ الفتن فتأتي هذه الشبهة!
أين العدل؟ أين اتباع الهدى؟ أنتم تتبعون الهوى
هل تريدون أن نقبل علامة من الشيخ عبيد أو من الشيخ ربيع أو من الشيخ أحمد النجمي في كل من قيلت فيه؟!
وفي نفس الوقت لا يريدون البحث عن الأدلة، ولا يريدون أن تضبط هذه الأمور بضوابط شرعية!
اقبل كلمة «علامة» في كل من قيلت فيه، أما إذا كنت تقبلها في شخص ولا تقبلها في آخر دون أي دليل فأنت تتبع الهوى.
أبرز دليلك، وإلا أنت متبع للهوى.
أما إذا قال: لا، والله، أنا صاحب دليل.
فنقول له: أنت تقول عن طباخ الفتن علامة، فنبين له أن طباخ الفتن قال كذا وكذا، وقرر كذا وكذا، مما يبين أنه جاهل ضال منحرف، ويطعن في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقع في أخطاء لا يخطئها صغار طلاب العلم، فتبين بالأدلة بأنه ليس بعالم، فضلا أن يكون علامة، أما كونه طالب علم فهذا لا بأس به، لكنه ليس بعالم أصلا، وليست الرتبة «أستاذ» أو «دكتور» تجعله عالما!
يعرف العالم مع ثناء العلماء عليه بالكتب والمؤلفات، والدروس، وكلامه الذي يخرج منه، هو الدليل على أنه عالم أو ليس بعالم، وهذا هو الذي يبين أن فلاناً علامة أوغير علامة.
وقد ثبت لدينا أن طباخ الفتن ليس بعلامة بالأدلة والبراهين.
وإن كان عندكم أدلة وبراهين على أن الشيخ أحمد بازمول ليس بعلامة فتفضلوا بينوا الأدلة.
فالعبرة بالأدلة، أما أنكم تقبلون في فلان، ولا تقبلون في فلان باتباعكم للهوى، فهذا -والله- لا يصلح. والله أعلم.
***
السؤال الخامس: حول شبهه اتهام الشيخ محمد بن هادي بأنه من المفرقين، وأن كلام الشيخ محمد بن هادي في شريطه «آن لمحمد بن هادي أن يخرج عن صماته» هو سبب التفرق.
الجواب: هذا خطأ وباطل ظاهر، وهذا جهل بفتنة الصعافقة.
قضية التفرق -وأنتم عندكم يا مغاربة- تعرفون هذا، حيث بدأ من العام1435هـ-2014م لما اشتغل السوس في النخر فيكم، وصاروا يرسلون تحذير الشيخ عبيد مني، ثم في شهر محرم عام 1436هـ ينشرون تحذير الشيخ عبيد مني ومن الشيخ أحمد بازمول، والشيخ ربيع نهاكم عن ذلك، والشيخ محمد بن هادي كان مع الشيخ ربيع هو وغيره من العلماء، فلم يرضوا بتحذير الشيخ عبيد، فيما هو ظاهر معلن للناس.
فلذلك أنتم تعرفون من كان يفرق، ومن يمزق السلفيين، ومن كان ينشر بينكم الفتن، ويكتم نصائح الشيخ ربيع بالتآلف والتحاب والاجتماع، وعدم نشر هذه التحذيرات.
الشيخ ربيع كان ينهاكم عن نشر هذه التحذيرات، والشيخ محمد بن هادي كان ينهاكم عن هذه الفتن، لكن من أراد الفتن لم يكن يسمع للنصائح، وكان يتبع الفضائح لأهل الفتن والأهواء.
لذلك الشيخ محمد بن هادي جاء ليوقف هذه الفتنة، جاء ليوقف هؤلاء الممزقة المفرقة.
«سكن تسلم»، و«الأحمق»، و«الدجال الشرير»، و«طباخ الفتن» الذي كان له سبب في منع بعضكم من إقامة دورة للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله، الأمور معروفة، وواضحة كالشمس.
فالشيخ محمد بن هادي لماذا كانت هذه المحاضرة؟
للرد على نزار هاشم السوداني، الذي طعن في الشيخ محمد بن هادي، نزار وعصابته هم الممزقون للسلفيين.
فبداية المحاضرة سببها ورقات نزار هاشم، وقبلها وريقات لبعض أهل الفتن في المدينة.
إذن هم أصحاب الفتن.
والشيخ ربيع في عام 1437هـ قام بالإصلاح بيني وبين خصومي، أين هم من هذا الإصلاح؟
عمل الشيخ ربيع في بيته قبل رمضان بيومين عام 1437هـ جمع مشايخ الكويت والشيخ أحمد بازمول والشيخ عادل منصور مع عبد الله عبدالرحيم البخاري وعرفات ومجموعة من الناس، وحضر الشيخ محمد بن هادي شاهدا ومحكما للصلح بجانب الشيخ ربيع.
أصلحوا لماذا أصلحوا؟
لوجود فرقة وتمزيق، يريد جمع الكلمة، إذاً كان التمزيق موجودا بشهادة الصعافقة.
لكنهم يكذبون، ويقولون: الشيخ محمد بن هادي هو السبب!
لا-والله-، هو سبب في تمزيقكم أيها الصعافقة. نعم تمزقتم وضعتم وصرتم أسفل السافلين، وصرتم في الأذلين.
لماذا؟
لأنكم أيها الصعافقة، أهل فساد، وأهل تمزيق للسلفيين.
وقف الشيخ محمد بن هادي أمام مشروعكم التدميري كالسد الذي عمله ذو القرنين أمام يأجوج ومأجوج.
انظر الآن يأجوج ومأجوج أين هم؟ في الكهف محبوسين تحت الأرض مدمورين.
هكذا الصعافقة دمرهم الله بما قيض له الشيخ محمد بن هادي حفظه الله ليكون سدا منيعا أمام فتن طباخ الفتن -أخزاه الله في الدنيا والآخرة-،إن لم يرد الله هدايته طبعا.
***
السؤال السادس: يسألون عن بعض أهل الفتن، ومن وافق أهل الفتن، يسألون عن طباخ الفتن، وعبد الحكيم دهاس، وفوازيربوك، وعبد الغني عويسات ويوسف العلمي المروني..
الجواب:
كل الذين مع الصعافقة لا خير فيهم، حذروا منهم، وانتبهوا لهم، ولمن معهم في التمزيق والتفريق والفتنة، همشوهم واهجروهم حتى يتوبوا ويرجعوا إلى الحق.
***
السؤال السابع: من شقين:
أ- هل يجوز شرعا أن يقول المرء عن نفسه إنه مقلد للشيخ ربيع ويقف أمام إخوانه كعقبة كؤود ضد الداعين للأخذ بالأدلة؟
الجواب: كما قلت لكم: هؤلاء يتبعون الهوى.
إما أن يتبعوا الهدى أو احذروا منهم! وحذروا منهم.
وفي زمن مضى لما بدأت فتنة المأربي كان هناك طلاب علم سلفيون يناصرون الحق، فلما جاءت فتنة المأربي جلست مع بعضهم، وقلت له: المأربي فعل وفعل من مخالفات لمنهج السلف.
طبعا هو ناقش، وأرد على شبهاته، حتى لم يبق له إلا أن يحذر من المأربي.
والله يا إخوة لم يبقى أمام هذا الشخص اليمني الذي كنت أناقشه وهو طالب العلم في الدراسات العليا عندنا في الجامعة الإسلامية، لم يبق له إلا التسليم بالحق، والقول بأن المأربي صاحب فتن.
ماذا فعل؟ قال : أنا مقلد للشيخ العباد .
هذا الذي كان يناقش وهو في الدراسات العليا، وهو طالب علم ،لما انقطعت حججه وكشفت شبهاته .قال: أنا مقلد.
هنا إعلانه للتقليد هو إعلانه لاتباع الهوى، هو كذاب، وإعلان للفسق.
والله هذا الذي يحصل الآن مع كثير من الصعافقة، تأخذ بيده، تعال يا صعفوق، تعال يا بني، تعال: أيش تريد أن تطعن في الشيخ محمد بن هادي؟ تطعن في المشايخ؟ تعال أناقشك، بسم الله، الدليل الأول الثاني، الثالث، حتى تلجئه إلى زاوية لا يحسن يتكلم.
ماذا يقول إذا انقطعت شبهاته؟ يقول: أنا مقلد للشيخ ربيع!
هو أعلن أنه استسلم، وأعلن أنه متبع للهوى، وأعلن أنه كذاب لماذا؟ لأنه قبل قليل كان يناقش، قبل قليل كان يناظر، قبل قليل كان يستدل، كان قبل قليل عنده أدلة، وعنده فهم، بعد هذا ألغى الفهم، وألغى الأدلة، وصار عنده إغلاق، وصار ما يفهم مثل البهيمة خلاص، رضيت لنفسك بأنك بهيمة! اذهب.
إذا بينت له الأدلة وأصر واستكبر، فلا تناقشه، بل حذروا منه.
ب- ويقول ضمن السؤال: إن الإخوة إذا جاؤوا يناقشون بعض الساكتين، الذي يقول عن نفسه إنه محايد، لا يتدخل، فيقول لهم: اطلبوا العلم، اشتغلوا بالعلم، لا نريد الكلام في هذه المواضيع.
الجواب: نقول له: جزاك الله خيراً، نحن نريد من الشباب أن يطلبوا العلم .
نريد فقط منكم أيها الإخوة ان تجعلوا له اختبارا واحداً، ما هو؟
قولوا له: نريد أن نتدارس معك كتاب الشيخ محمد بن هادي «الإقناع» لأنه فيه الحث على الاتباع، نريد أن تدرسنا هذا الكتاب، نريد أن تدرسنا شرح الشيخ محمد بن هادي للكتاب التوحيد، لكتاب معارج القبول، للأصول الثلاثة، وتقرؤوا وتستمعوا للأشرطة التي فيها دروس الشيخ محمد بن هادي لنطلب العلم.
الشيخ محمد بن هادي عالم من كبار العلماء، وهذا الشخص يقول إنه محايد، ولا يدخل في الفتنة، ولا يريد الدخول فيها، فندرس كتابا للشيخ ربيع، وكتابا للشيخ عبيد، وكتابا للشيخ محمد بن هادي، لا توجد مشكلة!
إذا رأيتموه وافق، ويدرس بعض كتب الشيخ محمد بن هادي اعلموا أنه صادق إن شاء الله ولكنه مسكين ،يحتاج إلى تقوية المنهج السلفي ولا نسيء الظن به.
إذا قال: لا، لا ندرس كتب الشيخ محمد بن هادي لأنه طرف في المشكلة، فنقول له: حتى الشيخ ربيع طرف، والشيخ عبيد طرف.
فقال :لا، وجادل، وزعم أن الشيخ محمدا متكلم فيه، وأن الشيخ ربيعا غير متكلم فيه، فاعرفوا أنه مفتون.
لأن الشيخ محمد بن هادي عالم كبير. فإذا رفض مدارسة كتب الشيخ محمد بن هادي أو دروس الشيخ محمد بن هادي أو شروحه فاعلموا أنه مفتون، لأنه دخل في الفتنة بقبول الكلام في الشيخ محمد بن هادي فزعم أنه متكلم فيه!
فأغلقوا معه المجال.
فلذلك بارك الله فيكم من يقول: انشغلوا بالعلم؛ هو أحد رجلين:
إما أنه منشغل بالعلم حقا وصدقا، ويريد أن يشتغل الشباب بالعلم والتأصيل، مع الحذر من الطعن في المشاييخ السلفيين، والحذر من أهل فتن والصعافقة، فذا لا مشكلة معه.
وأما من يطلب منكم الرجوع إلى العلم والدراسة، وعدم الدخول في هذه الفتن، ووجهه للصعافقة، وللطعن في الشيخ محمد بن هادي، وقلبه أسود على السلفيين، فهذا ذو وجهين، وهذا مفتون، احذروه وحذروا منه.
في الختام أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم والتوفيق والسداد والهدى والرشاد.
يا إخوة تمسكوا بحبل الله، تمسكوا بالمنهج السلفي، اقصدوا وجه الله، اطلبوا العلم، تعلموا، تزودوا.
اقرؤوا كتب السلف..
ادرسوا كتب الشيخ الألباني، وكتب الشيخ ابن باز، وكتب الشيخ ابن عثيمين.
ادرسوا كتب الشيخ ربيع والشيخ العباد والشيخ محمد بن هادي وغيرهم من مشايخ السنة.
لكن احذروا هذا الذي يقول لكم لا نقرأ كتب الشيخ محمد بن هادي، نريد أن نقرأ كتب السلف!
فقل له: لا تلعب علينا، الشيخ محمد بن هادي عنده شرح من شروح كتب السلف «الإبانة الصغرى» لابن بطة، نريد أن نستفيد منه، نسمع كلام السلف، ومن يشرح لنا كلام السلف.
امتحنوهم بهذا الشرح للشيخ محمد بن هادي «للإبانة الصغرى» لابن بطة، إن رأيتموه مشي معكم بقلب صادق الحمد لله أخوكم.
إن رأيتموه يلف ويدور، وأنه ليس مضبوطا ابتعدوا عنه .
لا يمرضوكم، جالسوا الصالحين ولا تجالسوا المفتونين، احرصوا على إخوانكم أن تنقذوهم من النار، احرصوا عليهم أن يدخلوا النار .
أنقدوهم بما استطعتم، ادعوا لهم بالهداية والصلاح، لكن من وجدتموه موليا مستكبرا متبعا لهواه فاحذروه، لا يعديكم بجَرَبِه، ولا يمرضكم بشبهاته.
واسألوا الله دائما التوفيق والسداد، وارتبطوا بأهل العلم الثقات، وارجعوا إليهم في المهمات والمدلهمات التي على المنهج السلفي الصالح بالحق لاتباع الحق، متوكلين على الله، معتصمين به، مخلصين دينكم لله.
طبعا المدلهمات: المسائل العظيمة، ليست المدلهمات التي عند الصوفية يستغيثون بشيوخهم هذا شرك أكبر انتبهوا!!
وفقكم الله ورعاكم وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرضى والرشاد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

([1]) رواه البخاري (8/ 104رقم6499)، ومسلم(4/ 2289رقم2987) من حديث جندب رضي الله عنه، ورواه مسلم(4/ 2289رقم2986) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، واللفظ له.

([2]) رواه أحمد(14/ 169رقم8457)، وأبو داود(3/ 323رقم3664)، وابن ماجه(1/92رقم252)، وابن حبان في صحيحه(1/ 279رقم78)، والحاكم في المستدرك(1/ 160رقم288) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وسنده حسن، وهو صحيح بشواهده.[صحيح الترغيب والترهيب:105].

([3]) رواه الترمذي (5/ 32رقم2654)، والطبراني في المعجم الكبير(19/ 100رقم199) من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه وفي سنده إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف، وله شواهد من حديث ابن عمر، وجابر، وأنس وغيرهم، وصححه الشيخ الألباني بشواهده في [صحيح الترغيب والترهيب:106].

([4]) سيأتي تخريجه.

([5]) رواه البزار في مسنده(2/238رقم1602-كشف الأستار)، وأبو عروبة في كتاب الطبقات(ص/35المنتقى)، والدولابي في الكنى والأسماء(1/44رقم113)، وغيرهم بسند حسن. انظر: الصحيحة للشيخ الألباني(رقم3237).

([6]) رواه البزار(13/ 114رقم6491)، والدولابي في الكنى والأسماء(2/469رقم847)، والدينوري في المجالسة(3/256رقم899)، والطبراني في المعجم الأوسط(5/328 رقم5452)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال(ص/18رقم33)، وأبو نعيم في حلية الأولياء(2/ 343)، والقضاعي في مسند الشهاب(1/215رقم326)، والبيهقي في شعب الإيمان(2/ 203رقم731)، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله(1/ 568رقم961) من طرق عن أنس رضي الله عنه، وله شواهد من حديث عبدالله بن أبي أوفى، وابن عمر، وأبي هريرة، وابن عباس، وجميعها ضعيفة الإسناد، وبعضها شديد الضعف، لكن الحديث حسن بمجموع طرقه وشواهده كما قال الشيخ الألباني في الصحيحة(رقم1802).

([7]) رواه أحمد في مسنده (36/ 493رقم22164)، والترمذي(5/ 232رقم3253)، وابن ماجه(1/ 19رقم48) وغيرهم من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. بسند حسن. انظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/ 33رقم141).

([8]) رواه أبو داود(3/299رقم3573)، والترمذي(3/6رقم1322)، والنسائي في الكبرى(5/ 397رقم5891)، وابن ماجه(2/776 رقم2315)، وغيرهم من حديث بريدة رضي الله عنه. بسند صحيح. انظر: صحيح الترغيب والترهيب(2/253رقم2172).



رابط الصوتية:



http://www.m-noor.com/otiby.net/sound/sound/mohadarat/magreb/tawjehat-llmobtadeen1442.mp3


رابط ملف وورد:



http://www.m-noor.com/otiby.net/book/files/tafregat/tawjehay-magreb1442.doc


رابط بي دي إف:





http://www.m-noor.com/otiby.net/book...magreb1442.pdf
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 AM.


powered by vbulletin