إنما يحزن على موت عائشة رضي الله عنها من كانت أمه فسحقا للرافضة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فيقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [الأحزاب: 6].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره(6/ 408-طيبة) : «فإنهن - أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم - في الجنة، في منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين، فوق منازل جميع الخلائق، في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش».
وقال في تفسيره (6/ 415) : «ثم الذي لا يَشُك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب:33]، فإن سياق الكلام معهن ولهذا قال بعد هذا كله: ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ [الأحزاب: 34]. أي: اعملن بما ينزل الله على رسوله في بيوتكن من الكتاب والسنة، واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس، أن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس، وعائشة بنت الصديق أولاهن بهذه النعمة، وأحظاهن بهذه الغنيمة، وأخصهن من هذه الرحمة العميمة، فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها كما نص على ذلك صلى الله عليه وسلم. قال بعض العلماء، رحمه الله: لأنه لم يتزوج بكرا سواها، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه، فناسب أن تخصص بهذه المزية، وأن تفرد بهذه الرتبة العلية» انتهى ببعض الاختصار.
والمؤمن يحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم محبة الابن لأمه، فيفرح بفضائلهن، ويحزن على ما أحزنهن، ويوالي من يواليهن، ويبغض ويعادي من يبغضهن، ومن كان في عصرهن فيحزن على مصاب الأمة بوفاتهن رضي الله عنهن.
عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قدم رجل على عبيد بن عمير بعد وفاة عائشة رضي الله عنها، فسأله عبيد كيف رأيت وجد الناس على عائشة قال والله ما رأيتهم وجدوا عليها كل ذلك قال فقال عبيد إنما يحزن على عائشة من كانت عائشة له أما رضي الله عنها". رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى، والإمام أحمد في الزهد، وفي العلل بسند صحيح.
وفضائل أمنا عائشة رضي الله عنها كثيرة جداً في الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.
وإن مما ينفطر له قلب المؤمن الهجة الشرسة من الرافضة أعداء الله ورسوله، على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصة طعنهم في أمنا عائشة وأمنا حفصة رضي الله عنهما، وهذا دليل على أن الرافضة ليسوا مسلمين.
فليجتهد المسلمون في نشر فضائل الصحابة رضي الله عنهم، ونشر محاسن أمهات المؤمنين، ونشر كلام السلف في التحذير من الطاعنين في الصحابة رضي الله عنهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
22/ 4/ 1437 هـ