بسم الله الرحمن الرحيم
شدة ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم من الأذى في سبيل الدعوة إلى الله
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت علي ثلاث من بين يوم وليلة ، وما لي طعام إلا ما واراه إبط بلال".
رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم بسند صحيح على شرط مسلم.
وبوب عليه ابن حبان في صحيحه: "ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أوذي في إقامة الدين ما لم يؤذ أحد من البشر في زمانه".
وقوله عليه الصلاة والسلام : "وما لي طعام إلا ما واراه إبط بلال" أي لقلة الطعام جدا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم زاهدا في الدنيا، لا يرفع بها رأسا، وصبر على الجوع صبرا عظيما جدا.
والأحاديث في ذلك كثيرة لكن سأكتفي بذكر هذا الحديث العجيب.
قال سِماك بن حرب رحمه الله: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما يخطب قال: ذكر عمر رضي الله عنه ما أصاب النَّاسُ من الدنيا فقال: "لقد رأيت رسول الله صلى الله علبه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه". رواه مسلم في صحيحه.
ومعنى يلتوي: ينثني من الجوع، أو يتقلب ظهرا لبطن أو يميناً وشمالا من شدة الجوع.
والدقل: رديء التمر.
فهذا شيء مما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل الله، ونحن نعيش بأمن وأمان، وسعة من الطعام، ولا نكاد نجوع.
فلا إله إلا الله ما أحلم ربنا بنا حيث يعطينا مع تقصيرنا، وقلة شكرنا وصبرنا.
فنعوذ بالله من فتنة الغنى والفقر، ونعوذ بالله أن نكون ممن عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا على حساب آخرتنا.
ونسأل الله غنى لا يطغينا، ونسأله العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة.
ونسأله حسن الختام.
وصلى الله وسلم على رسولنا الصابر الكريم، الذي اصطفاه الله سيدا لولد آدم أجمعين.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
14/ 11/ 1437هـ