منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   منبر شهري رجب وشعبان (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=71)
-   -   تحريم تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام (http://m-noor.com//showthread.php?t=2714)

أسامة بن عطايا العتيبي 07-22-2010 11:54 PM

تحريم تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام
 

تحريم تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام

الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:

فقد سألني سائل عن حكم صيام يوم الخامس عشر من شعبان، وهو الموافق يوم غدٍ الأربعاء وهذا هو الجواب باختصار :

لا يجوز تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام، ولا ليلته بقيام له هيئة مخصوصة محدثة، بل من كان عادته صيام الأيام البيض أو الإثنين والخميس ووافق يوم النصف أحدهما، أو يصوم يوماً ويفطر يوماً فوافق يوم صومه يوم النصف، أو من صام شهر شعبان من أوائله فلا بأس بصيام يوم النصف من شعبان حينئذٍ.

أما التخصيص فلا يجوز لأنه من البدع والمحدثات.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في اقتضاء الصراط المستقيم(ص/202-203) : "ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان. فقد روي في فضلها من الأحاديثِ المرفوعةِ والآثارِ ما يقتضي أنها ليلة مفضلةٌ، وأنَّ منَ السلفِ من كان يخصها بالصلاة فيها.

وصومُ شهر شعبانَ قد جاءت فيه أحاديث صحيحة، ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلَفِ من أنكر فضلها، وطعنَ في الأحاديث الواردة فيها، كحديث: ((إن الله يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب))، وقال: لا فرق بينها وبين غيرها.

لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها، وعليه يدل نص أحمد، لتعدد الأحاديث الواردة فيها، وما يصدق ذلك من الآثار السلفية، وقد روي بعضُ فضائلها في المسانيد والسنن، وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر.

فأمَّا صوم يوم النصف مفرداً فلا أصل له، بل إفراده مكروه. وكذلك اتخاذه موسماً تصنع فيه الأطعمة، وتظهر فيه الزينة، هو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها.

وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العام للصلاة الألفية في المساجد الجامعة، ومساجد الأحياء والدور والأسواق.

فإن هذا الاجتماع لصلاة نافلة مقيدة بزمان وعدد وقدر من القراءة مكروه لم يشرع، فإنَّ الحديث الوارد في الصلاة الألفية موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، وما كان هكذا لا يجوز استحباب صلاة بناء عليه، وإذا لم يستحب فالعمل المقتضي لاستحبابها مكروه، ولو سُوِّغَ أنَّ كلَّ ليلة لها نوعُ فضلٍ تُخَصُّ بصلاةٍ مبتدعةٍ يجتمع لها لكان يفعل مثل هذه الصلاة، أو أزيد، أو أنقص: ليلتي العيدين، وليلة عرفة، كما أن بعض أهل البلاد يقيمون مثلها أول ليلة من رجب، وكما بلغني أنه كان بعض أهل القرى يصلون بعد المغرب صلاة مثل المغرب في جماعة يسمونها صلاة بِرِّ الوالدين".

ونقله ملخصاً المناوي في فيض القدير(2/317) وأقره.

وفي مجموع الفتاوى(23/131) : سئل شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- عن صلاة نصف شعبان؟

فأجاب -رحمهُ اللهُ- : "إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو فى جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن.

وأما الاجتماع فى المساجد على صلاة مقدَّرة، كالاجتماع على مائة ركعة، بقراءة ألف: "قل هو الله أحد" دائماً. فهذا بدعةٌ لم يستحبها أحد من الأئمة. والله أعلم".

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمهُ اللهُ- في رسالة "التحذير من البدع"(ص/19) : "أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها أو تخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم، وليس له أصل في الشرع المطهر، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم".

وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في الفتاوى له(ص/116) : "الاجتماع في ليلةٍ من غير ليالي رمضان كليلة النصف من شعبان ، وليلة السابع والعشرين من رجب، وكذلك ليلة العيد ، كل ذلك من البدع التي ينهى عنها".

وقال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمهُ اللهُ- في حاشيته على إصلاح المساجد من البدع والعوائد للقاسمي(ص/99) : "لا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسماً يجتمع الناس فيها، ويفعلون فيها من البدع ما ذكره المؤلف رحمه الله".

وقال شيخنا الشيخ محمد بن صالح العثيمين في الفتاوى(1/190) : "الصحيح أن صيام النصف من شعبان أو تخصيصه بقراءة أو بذكر لا أصل له".

وقال -رحمهُ اللهُ- في مجموع فتاوى ورسائل في العقيدة(2/296-297س349) : "أما إظهار الفرح في ليلة السابع والعشرين من رجب ، أو ليلة النصف من شعبان أو في يوم عاشوراء، فإنه لا أصل له وينهى عنه ولا يحضر الإنسان إذا دعي إليه لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- ، : "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".

وقال الشيخ صالح الفوزان -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- في فتاوى نور على الدرب(1/87) : "لم يثبت عن النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ولا بصيام يوم الخامس عشر من شعبان".

ومن البدع اعتقاد أن ليلة النصف من شعبان تساوي ليلة القدر في الفضل ..

روى عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه(4/317رقم7928) أخبرنا معمر عن أيوب قال: قيل لابن أبي مليكة إن زياداً المنقري -وكان قاصاً- يقول: إن أجر ليلة النصف من شعبان مثل أجر ليلة القدر. فقال ابن أبي مليكة: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصا لضربته بها.

وسنده صحيح.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه: أبو عمر أسامة العتيبي


http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=116

بلال الجيجلي 07-29-2010 10:09 AM

بارك الله فيك شيخنا


الساعة الآن 07:15 PM.

powered by vbulletin