منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=7)
-   -   رد بعض الشبه عن الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب (http://m-noor.com//showthread.php?t=14985)

أشرف بن المنجي الامين ابو عبيدة 09-22-2013 03:46 PM

رد بعض الشبه عن الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب
 
قال المعترض : قد ابتلى الله أهل نجد بل جزيرة العرب بمن خرج عليهم ، ولم يتخرج على العلماء الأمناء كما صح عندنا وثبت عن مشايخنا الأمجاد النقاد ، وسعى بالتكفير للأمة خاصها وعامها وقاتلها على ذلك جملة إلا من وافقه على قوله ، لما وجد من يعينه على ذلك بجهله:
قال العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في الرد عن هذا الكلام :
والجواب أن يقال : إنه من المعلوم عند كل عاقل خبر الناس وعرف أحوالهم وسمع شيئاً من أخبارهم وتواريخهم أن أهل نجد وغيرهم ممن تبع الشيخ واستجاب لدعوته من سكان جزيرة العرب كانوا على غاية من الجهالة والضلالة ، والفقر والعالة ، لا يستريب في ذلك عاقل ، ولا يجادل فيه عارف ، كانوا من أمر دينهم في جاهلية : يدعون الصالحين ويعتقدون في الأشجار والأحجار والغيران ، يطوفون بقبور الأولياء ويرجون الخير والنصر من جهتها . وفيهم من كفر الاتحادية والحلولية وجهالة الصوفية ما يرون أنه من الشعب الايمانية والطريقة المحمدية . وفيهم من إضاعة الصلوات ومنع الزكاة وشرب المسكرات ما هو معروف مشهور . فمحا الله بدعوته شعار الشرك ومشاهده ، وهدم بيوت الكفر والشرك ومعابده وكبت الطواغيت والملحدين . وألزم من ظهر عليه من البوادي وسكان القرى بما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - من التوحيد والهدى . وكفر من أنكر البعث واستراب فيه من أهل الجهالة والجفاء ، وأمر باقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وترك المنكرات والمسكرات ، ونهى عن الابتداع في الدين ، وأمر بمتابعة سيد المرسلين والسلف الماضي . في الأصول والفروع من مسائل الدين ، حتى ظهر دين الله واستعلن . واستبان بدعوته منهاج الشريعة والسنن . وقام قائم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وحدت الحدود الشرعية ، وعزرت التعازير الدينية ، وانتصب علم الجهاد ، وقاتل لإعلاء كلمة الله أهل الشرك والعناد حتى سارت دعوته وثبت نصحه لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم وجمع الله به القلوب بعد شتاتها ، وتألفت بعد عداوتها ، وصاروا بنعمة الله اخوانا ، فأعطاهم الله بذلك من النصر والعز والظهور ، ما لا يعرف مثله لسكان تلك الفيافي والصخور ، وفتح عليهم الاحساء والقطيف ، وقهروا سائر العرب من عمان إلى عقبة مصر ، ومن اليمن إلى العراق والشام . دانت لهم عربها وأعطوا الزكاة ، فأصبحت نجد تضرب إليها أكباد الإبل في طلب الدنيا والدين ، وتفتخر بما نالها من العز والنصر والإقبال والسنا ، كما قال عالم صنعاء وشيخها في ذلك :
قفي واسألي عن عالم حل سوحها
*
به يهتدي من ضل عن منهج الرشد

محمد الهادي لسنة أحد
*
فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي

لقد سرني ما جاءني من طريقة
*
وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي

وقال عالم الاحساء وشيخها :
لقد رفع المولى به رتبة الهدى
*
بوقت به يعلو الضلال ويرفع

وجرت به نجد ذيول افتخارها
*
وحق لها بالألمعي ترفُّع

وهذا في أبيات لا نطيل بذكرها ، وقد شهد غيرهما بمثل ذلك ، واعترفوا بعلمه وفضله وهدايته ، وقد قال تعالى : { قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } .
وما أحسن ما قال قتادة عن حال أول هذه الأمة من المسلمين : لما قالوا لا إله إلا الله ، أنكر ذلك المشركون ، وكبرت عليهم ، فأبى الله إلا أن يمضيها وينصرها ، ويظهرها على من ناوأها . إنها كلمة من خاصم بها فلج ومن قاتل بها نصر . إنما يعرفها أهل هذه الجزيرة من المسلمين التي يقطعها الراكب في ليال قلائل . ويسير الراكب في فئام لا يعرفونها . ولا يقرون بها .
وهذا المعترض عاش في ظل ذلك ، وتولى القضاء ، وصارت له الرياسة عند أهل محلته بانتسابه إلى هذا الدين ، ودعواه محبة الشيخ ، وانه شرح بعض كتبه ومع ذلك تجرد لمسبته ومعاداته ، وجحد ما جاء به وقرره من الهدى ودين الحق ، قال تعالى : { وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون } وقال بعضهم :
وما ضر نور الشمس إن كان ناظراً
*
إليها عيون لم تزل دهرها عميا
ولا ينكر ما قررناه إلا مكابر في الحسيات ، ومباهت في الضروريات ، ويرى أن عبادة الصالحين ودعاءهم والتوكل عليهم ، وجعلهم وسائط بينهم وبين الله مما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب ، وأنه هو الاسلام وأهله هم الأمة المحمدية ، ومن أنكر عليهم وضللهم فهو خارج مارج كما قال هذا الرجل وصاحبه ابن سند في منظومته التي أنشدها لما استولت العساكر المصريه على بلاد الدرعية :
لقد فتحت للدين أعينه الرمد

ثم أخذ في مسبة المسلمين وتضليلهم والشماتة بهم ، ومدح من عبد الصالحين ودعاهم مع الله ، وجعلهم انداداً تعبد ، وقد أجابه الذكي الأديب الشيخ أحمد بن مشرف بمنظومة ذكر فيها حال العساكر المصرية وما اشتهر عنهم من اللواط والشركيات والزنا وشرب المسكرات وإضاعة الصلوات ، ثم قال بعده في أثناء رده :
فإن كان هذا عندك الدين والهدى
*
لقد فتحت للدين أعينه الرمد

وبالجملة فلا يقول مثل هذا في الشيخ رحمه الله إلا رجل مكابر ، لا يتحاشى من البهت والافتراء ، وإلى الله ترجع الأمور وعنده تنكشف السرائر .
وأما قوله : ( ولم يتخرج على العلماء الأمناء ) .
فهذه الدعوى الضالة نشأت من سوء المعتقد وخبث الطوية ، وهذا الرجل لا زمام ولا خطام لأكاذيبه وأباطيله يرسلها حيث شاء ويكابر أهل العلم ولا يتحاشى ، وقد عرف طلب الشيخ للعلم ورحلته في تحصيله كما ذكره صاحب التاريخ الشيخ حسين بن غنام الاحسائي ، وقد اجتمع بأشياخ الحرمين في وقته ومحدثيها ، وأجازه بعضهم ورحل إلى البصرة وسمع وناظر ، وإلى الاحساء وهي إذ ذاك آهلة بالعلماء ، فسمع من أشياخها ، وباحث في أصول الدين ومقالات الناس في الإيمان وغيره ، وسمع من والده ومن فقهاء نجد في وقته ، واشتهر عندهم بالعلم والذكاء وعرف به على صغر سنه .
وأيضا فقد كان أهل العلم سلفا وخلفا يسمعون الأحاديث ويروونها ، ويحفظون السنن ويستنبطون منها الأحكام . وهذا عندهم هو الغاية التي يرحل إليها المحدثون وينتهي إليها الطالبون ، وليس من عادتهم القراءة في كتب الرأي والفروع كما هو معروف عند الناس . رحل الشافعي إلى المدينة وسمع الموطأ ، وتصدى للفتيا ، وأنكر على من لم يطمئن في صلاته لما دخل مسجد محمد بن الحسن بالكوفة ، ولم يسمع من مالك ولا غيره كتابا في الرأي والمذهب ، وهكذا غيره من أهل العلم والفتوى .


الساعة الآن 05:14 PM.

powered by vbulletin