منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   تفريغ محاضرة: تعليقات حول كلام الأخ علي الرملي المتعلق بالصلح مع اليهود (http://m-noor.com//showthread.php?t=18147)

أسامة بن عطايا العتيبي 09-26-2020 08:50 PM

تفريغ محاضرة: تعليقات حول كلام الأخ علي الرملي المتعلق بالصلح مع اليهود
 
تفريغ محاضرة: تعليقات حول كلام الأخ علي الرملي المتعلق بالصلح مع اليهود


رابط الملف وورد:
http://www.m-noor.com/otiby.net/book.../ramly1441.doc

رابط الملف بي دي إف:
http://www.m-noor.com/otiby.net/book.../ramly1441.pdf


رابط المحاضرة الصوتية:
http://www.m-noor.com/otiby.net/soun.../ramly1441.mp3


التفريغ


بسم الله الرحمن الرحيم


"
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فهذا لقاء مختصر، حول موضوع الصلح مع اليهود، وما تكلم به الأخ أبو الحسن علي الرملي -وفقه الله- حول هذا الموضوع.
الحمد لله رب العالمين، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، نحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به علينا هنا في السعودية وفي دول الخليج وفي الأردن، وفي مصر، وغيرها من الدول الآمنة المطمئنة، وهناك دول عبث بها أهل الضلال والانحراف، تآمروا على الإسلام وأهله وتعاونوا مع الصهاينة ومع الكفار، لأجل إيجاد واقع جديد في الشرق الأوسط، يقال له: الشرق الأوسط الجديد، وهذا هو المقصود لإفساح البلاد لليهود لتكبير بلادهم بما يسمى: دولة إسرائيل الكبرى.
وإسرائيل عليه السلام هو يعقوب، ولكن هؤلاء يسمون دولتهم باسم هذا النبي المكرم، وهم أبناء وإخوة القردة والخنازير، هؤلاء اليهود.
والكلام حول اليهود وحول فسادهم وجرائمهم هذا لا يخفى على أحد، لا العدو ولا الصديق، حتى الكفار أنفسهم من النصارى وغيرهم يعلمون شر اليهود، وقد جعلوا فلسطين مكانًا لهم، إلا أنه مكان بعيد عن ديارهم لما يعلمونه من شر اليهود، وقدر الله وما شاء فعل.
وجُعِلَ هؤلاء اليهود الذين كانوا في الشتات مُجَمَّعِين في أرض فلسطين، لانتظار الإمام الموعود لهم، لاستعادة ملك آل داود، فهؤلاء اليهود يُسَيِّرُهم معتقد، كما أننا نعلم في آخر الزمان سيكون المهدي، وتكون الملحمة ثم الدجال، وينزل عيسى عليه السلام فيقتل الدجال، وبعد ذلك يأجوج ومأجوج كما نعلم من أشراط الساعة، هم عندهم من أشراط الساعة ومن الأمور المقررة في كتبهم، ثم حرَّفوا منها ما حرفوا، أنه سيكون في آخر الزمان من سيكون ملكًا على اليهود، ويعيد أمجادهم، لكن هذا هو الدجال، كما أن النصارى أيضًا ينتظرون المخلص عيسى عليه السلام، هو سيأتي عيسى عليه السلام ليكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويقتل هؤلاء الرمم في آخر الزمان ولا يقبل دينًا إلَّا الإسلام.
كما أن الرافضة أيضًا ينتظرون المهدي، الذي هو في الحقيقة لا تنطبق عليه أوصاف المهدي الصحيحة في السنة النبوية، وإنما تنطبق عليه أوصاف الدجال.
فهؤلاء النصارى وهؤلاء اليهود وهؤلاء المشركون وهؤلاء الوثنيون وهؤلاء الرافضة، كلهم ينتظر الدجال؛ ليكونوا معه ضد أهل الإيمان والتوحيد.
مخططات اليهود والكلام عليها هذا أمر معروف ومفروغ منه، ومخطط اليهود أنهم يسعون إلى دولة اليهود الكبرى، من النيل إلى الفرات، فهذا الأمر واضح ومعلوم.
ويستخدم هؤلاء اليهود عملاءهم لأجل التمهيد لهذه الدولة الكبرى، والعجب العجاب أن الذين يقولون بتحريم أو تجريم التطبيع مع اليهود، والذين اعترضوا على الإمارات في مصالحتها مع اليهود، هؤلاء هم أنفسهم أدوات اليهود لعمل دولتهم الكبرى، كما يقولون: دولة إسرائيل الكبرى.
طبعًا فيما يزعمون، وأنا في هذه المحاضرة وفي هذه الكلمة سأعبر بهذا التعبير مع التنبيه عليه بأن اليهود يسمون دولتهم زورًا وبهتانًا أنها: دولة إسرائيل، لكن الآن العرف في العمل السياسي على أنها دولة إسرائيل، فإذا جئت بهذا اللفظة أثناء الكلام فالمقصود بهذا حسب زعمهم، انتبهوا لهذا رحمكم الله وحفظكم.
وهؤلاء اليهود وجدوا من هؤلاء اليساريين وبقايا الشيوعيين والإخوان المسلمين أنهم الأرضية الخصبة لتحقيق مخططاتهم.
وطبعًا داعش والقاعدة والرافضة والإخوان المسلمون وغيرهم، هم يظنون أنهم بالتعاون مع اليهود يخدعون اليهود، ويمكرون باليهود، ويحققون آمالهم، كل واحد يغني على ليلاه -كما يقال-، لكن الحقيقة أن السلفي صاحب الحق، صاحب السنة يقيس الأمور ويرجعها إلى نصابها ويضبطها بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا ينخدع بمعسول الكلام ولا بمعوجه، ولا ينخدع بهذه الأفواه التي تلوك الباطل، وتتخلل كتخلل البقرة بلسانه.
والمقصود بارك الله فيكم: نحن لا ننخدع بالكلام والشعارات، هذه انتهت، وينبغي على الإنسان أن يكون قد عرف طريقة هؤلاء أهل الباطل، يكذبون ويشتمون ويسبون ويتلاعبون، ويزعمون نصرة فلسطين وهم ألد أعداء فلسطين.
ولأذكر بعض الأمور:
أولًا: الإخوان المسلمون مذهبهم مذهب الخوارج، مذهبهم سفك الدماء، والفتن، من يخفى عليه منهج الإخوان، وتنظيم القاعدة الذي أنشأه أتباع سيد قطب، أو سيد قطب نفسه، والتنظيم السري للإخوان، والتفجيرات والقتل والغدر والخيانة، ثم ما حدث في الربيع العبري، من يجهل حال الإخوان المسلمين؟، ومن يجهل شرهم وفسادهم؟، وما يخرج من تحت عباءتهم من الإرهاب والدمار والفساد؟
ثانيًا: الرافضة الصفويون أتباع إيران، وعلاقتهم السرية مع تنظيم القاعدة، ونصرتهم لتنظيم القاعدة الخوارج، وعلاقتهم بالإخوان المسلمين، ثم علاقة هؤلاء الإخوان والرافضة باليهود، سرًّا وجهرًا،علاقاتهم الإستراتيجية، والدور الكبير الذي قام به الإخوان المسلمون في الربيع العبري، والفرح الشديد بإسقاط الحكومات في تونس ومصر وليبيا، تحت راية مَن؟، تحت راية الصليبيين، وما كانوا يرفعون شعار الإسلام حقًّا، بل كانوا يرفعون شعار الحرية، والديمقراطية، حتى تفوه القرضاوي وطارق السويدان وغيرهما في ذلك الوقت بأن الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة الإسلامية!
وصرنا نسمعهم جميعًا يقولون: الديمقراطية! الديمقراطية! الديمقراطية!
لا تنسوا -أيها الشباب السلفيون- مكر أعدائكم، فإن العهد قريب، ولم تمض إلَّا عشر سنوات، والأمور واضحة كالشمس.
هذا عبد الرحمن عبد الخالق الذي كان يكفر الديمقراطية ويلعن الديمقراطية، دخل حزبه في الكويت في البرلمان الديمقراطي، ودائمًا يحثون أتباعهم على المشاركة في الديمقراطية، لأجل منافسة العلمانيين، كما يقولون!
ثم لما جاءت ثورات الربيع العبري كان عبد الرحمن عبد الخالق من أكبر المناصرين للديمقراطية.
وحتى سماها ذاك المعتوه: غزوة الصناديق([1]).
والتحاكم إلى الصندوق، وصاروا يتغنون بالديمقراطية الغربية، التي تُبيح التدين بالإسلام واليهودية والنصرانية، ويبيحون لكل شخص ولكل عبد أن يتدين بما شاء، حرية الأديان، بكل صراحة ووقاحة!
رسالة عمان المشهورة، والتي وقَّع عليها رءوس الرافضة، ووقَّع عليها بعض الناس، ووقَّع عليها علي الحلبي، اشتملت على ماذا؟
على حرية التدين؟!
هذه رسالة عمان.
اجتماع الأديان، أو عبارة نحو ذلك!
التسامح وغيرها، كل هذه منطلقات ممَّا يسمى بالديمقراطية.
هذه الديمقراطية كان يدعو إليها الإخوان المسلمون والرافضة، وعملاء الصهاينة في الربيع العبري، يعني يريدون إخراج حسني مبارك وأن يكونوا مكانه، هذا الذي يريدون، الكراسي! السلطة! المال! وكله باسم الإسلام، كما فعل إردوغان في تركيا، وكما فعل البشير في السودان، كلهم يقولون: الإسلام.. الإسلام؛ فإذا وصلوا للكراسي باعوا وتآمروا، وبذلوا كل نفيس ورخيص، من أجل البقاء ولو على ترك ما كانوا يدعون إليه!، مما يخدعون الناس به.
فهؤلاء الإخوان خونة، وهؤلاء الرافضة خونة، فهم يتآمرون على أهل الإسلام، هؤلاء الإخوانيون وهؤلاء الرافضة أين يكونون؟
الرافضة الصفويون في إيران، ثم العراق، واستولوا على سوريا، ولبنان، الهلال الشيعي الرافضي الصفوي.
وأما إخوان الشياطين فيسيطرون على قطر -وجماعة الإخوان في مصر معروفة وحماس في فلسطين-، وتركيا. ومن معهم من الإخوان في كل مكان.
هؤلاء كلهم أدوات الصهيونية لأجل أن يكون هناك دولة إسرائيل الكبرى، هذه حقيقة، ويدل لذلك أن تركيا أكبر دولة مُطَبِّعَة ومناصرة لليهود، ويصدرون الأسلحة لليهود، وبينهم تعاون عسكري معروف، ويعاونونهم بالأسلحة والاقتصاد، وهذا أمر مصرح به وليس سرًّا، العلاقات اليهودية التركية الأردوغانية!
ليست القضية -كما يكذبون على الناس بأن هذه علاقات قديمة لا يستطيعون ردها-، بل والله يستطيعون من اليوم، ومن الأمس، أن يعلنوا لليهود عن انتهاء الهدنة، والصلح، لكن لا يريدون، متى يفعلون؟
إذا أرادوا أموالًا من اليهود!
يفعلون مثل هذه الأفاعيل، ويتظاهرون بالعداوة لهم، وبأنكم أيها اليهود فعلتم وفعلتم، حتى يعطوهم أموالًا أو امتيازات، حتى يضغطوا عليهم لتحقيق بعض المآرب الدنيوية السافلة.
وقطر كذلك، تعاون من خمس وعشرين سنة مع اليهود، وهناك مركز استخبارات لليهود في قطر، وقناة الجزيرة من مؤسسيها بيريز اليهودي، حمد بن خليفة وأبناؤه وحمد بن جاسم يتسكعون منذ زمن، من خمس وعشرين سنة، في تل أبيب، من يتكلم عليهم؟
أين إخوان الشياطين؟
أين أعداء التطبيع؟
القطريون يأتيهم اليهود اللاعبون وغير اللاعبين، وكما يقال: الناهقين والناهقات، من اليهود، ويأتون علانية، ويعملون البرامج التي تذاع في القنوات اليهودية، ويبنون لليهود أبنية في الأراضي المحتلة، ويذهبون إلى غزة، ويرسلون الأموال لحماس، ويريدون تهدئة!
هذا علني؛ يشترون تهدئة حماس بالفلوس، فإذا نقصت الفلوس على حماس أرسلوا صواريخهم، وتسببوا في قتل من يقتل من المسلمين، حتى تأتي قطر صاغرة وتدفع لهم الأموال!
إنهم يتاجرون بدماء المسلمين، تحت اسم الإسلام، تحت اسم محاربة التطبيع، وكله خيانة في خيانة، خبث ومكر!
هذه الدول -مثلًا مصر- عملت معاهدة مع اليهود وتطبيعاً، لكن مصر عملت لمصلحة معينة وفي حدود ضيقة، ليس هناك انفلات مع اليهود.
طبعا هناك مشكلة لابد أن أوضحها الآن:
الآن المصريون لا يفتحون المعبر بينهم وبين غزة، الفلسطينيون في غزة وحماس على سبيل الخصوص يعلمون أن إغلاق الحدود ليس من مصر، فانظروا إلى مكر الإخوان المفلسين، يعلمون أن إغلاق الحدود ليس من مصر، ويعلمون أن إغلاق الحدود من اليهود، لأن الحدود هي تحت سلطة اليهود، ويعطون للفلسطينيين إذنًا بالتفتيش والمراقبة ونحو ذلك على الداخلين إلى غزة، لكن السيطرة الحقيقية لليهود، واسمها سلطة، وليس اسمها دولة، ومصر بينها وبين الفلسطينيين واليهود عهد وعقد، يعني: عهدًا ثلاثيًّا، بين مصر وفلسطين واليهود، واليهود بموجب العهد يقولون لمصر: ممنوع فتح المعبر، ومصر عندهم دين -أقول لكم: هذه حقيقة- ويلتزمون بالعهد؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة:1].
مَن الذي ينقض؟
أحيانًا اليهود ينقضون؛ وأحيانًا الخونة من الفلسطينيين هم الذين يغدرون ويمكرون باسم الجهاد!
كيف تعمل صلحًا ومعاهدة وجهادًا؟!
لماذا الهدنة؟ ولماذا الصلح؟
للكف عن القتال، ولتحقيق مآرب، ولكن المشكلة في الإخوان المسلمين أنهم يعتبرون الغدر والخيانة من الجهاد في سبيل الله!
لذلك الفلسطينيون يدخلون إلى الكنيست اليهودي!
لماذا يدخلون؟ بنية الغدر!
يتعاقدون مع اليهود ويضحكون معهم ويعملون لقاءات؛ بنية الغدر!
هذه خيانة، لا يرضاها الله ولا يرضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يرضاها دين الإسلام.
فالعهد عهد، والأمان أمان، والصلح صلح، والخبث خبث، والمكر مكر.
اليهود معروف عنهم الفساد، ومعروف عنهم نقض العهد، لاشك في ذلك، لكن الإخوان المسلمين ينافسونهم في ذلك أشد المنافسة، واستفادوا من أخلاقهم أشد الاستفادة -والعياذ بالله-.
فالمصريون ملتزمون بالعهد، ولا يستطيعون فتح المعبر، إلَّا بعد أن يحاولوا مع اليهود ويتوسطوا ويعملوا تعهدات، وسنفعل.. وسنفعل..، بعد ذلك يسمح اليهود لهم بفتح المعبر، فيفتحون المعبر.
ومع ذلك، الأنفاق موجودة، والمصريون يعلمون، واليهود يعلمون، والفلسطينيون يعلمون أن اليهود يعلمون وأن المصريين يعلمون، لكنهم يسكتون، مادام ذلك في خدمة الشعب الفلسطيني، يعني يظهر في العلن أن اليهود مسيطرون، وفي الخفاء يقولون لهم: تاجروا ...!
فهم بينهم هذه الأمور، وهي أمور واضحة كالشمس، لكن هذه الأنفاق إذا عملت على خلاف ما سمحت لهم به اليهود؛ يفجرون ما يفجرون، ويفعلون ما يفعلون! والله المستعان.
قضية الصلح والمعاهدة هذه قضايا شرعية، ودينية، فاليهود يهود ملاعين، لكن هم أقوياء بما عندهم من الأسلحة، وبما عندهم من الظهر القوي، من الدول الغربية، التي ولدتها وتعهدت بحمايتها.
مَن هي هذه الدول؟
أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، فرنسا، إيطاليا، الصين، اليابان، كل دول الكفر أينما شرقت أو غربت في دولة كافرة، ستجد أن هذه الدول الكافرة من أعظم الدول إعانة لدولة اليهود!
هناك بعض الدول اليسارية في أمريكا اللاتينية، والتي بينها وبين أمريكا خلافات وإشكالات، والذين يقولون دائمًا: نحن ضد الإمبريالية، فهؤلاء بعضهم قد لا يعترف باليهود؛ مثل فنزويلا، وغيرها، هذه حقيقة، ولكنها دول متهالكة تحكمها مافيا المخدرات واللصوص والسراق، فهي دول تافهة لا قيمة لها.
فالدول القوية من الشرق والغرب كلها مع اليهود!
للأسف الشديد، أهل الشر يتعاونون على الشر، وأهل الإسلام يعلمون هذه القضايا التي أقولها لكم، حكام المسلمين يعلمون، والذي يخونهم أقرب الناس إليهم!
ففي كل بلد مسلم تجد الخيانة في الداخل!
مصر؛ من خانها؟
أبناؤها؛ الإخوان المسلمون!
هم الخونة، وغير الإخوان من العلمانيين والليبراليين الذين أرادوا الإطاحة بالحكومة!
بعض الناس يقولون: الحكومة المصرية عميلة!
والله ليست عميلة!
إنها تعمل جاهدة لحماية أرضها، وحماية شعبها، وكفاية شر هؤلاء اليهود، قد يبذلون ما يبذلون لدفع الشر، لذلك عملوا الهدنة، أيام أنور السادات، كذلك عملت الأردن سنة (95، أو 94) هدنة، ولذلك عمل الفلسطينيون أوسلو... لماذا؟
لتحقيق شيء على الأرض لدولة فلسطينية قادمة، لكن الفلسطينيين أنفسهم بينهم خونة، وبينهم مشاكل، وبينهم فتن.
لما جاء ياسر عرفات إلى فلسطين وأمسك السلطة الفلسطينية، من الذي كان دائمًا يفشل الاتفاقات بينه وبين اليهود؟، حماس!
ثم في آخر الأمر حماس نفسها تطبعت مع اليهود!
كلها تجارة، والإخوان المفلسون أكثر الناس تجارة بفلسطين، يجمعون الأموال ويسرقونها لأجل فلسطين، وهي لأجل جيوبهم! ومؤامراتهم على المسلمين!
فلا يخدعنكم هؤلاء الأعداء بمسميات التطبيع، ومسميات الديمقراطية، ووحدة الأديان، وحرية الأديان، كلها مؤامرات!
إذن، افهموا واقع الحال، افهموا من يتاجر بقضايا المسلمين؟!
من يتاجر بالقضية الفلسطينية؟!
يتاجرون بدماء المسلمين، كل هذا يريدون المال، ويريدون الدنيا!
أين الإسلام الذي ينصره أردوغان؟!
أين الإسلام الذي تنصره قطر؟!
أين الإسلام الذي تنصره إيران؟!
ألا تعقلون؟!
يتآمرون على بلاد التوحيد!
ألم تقل حماس عن قاسم سليماني الرافضي الصفوي الخبيث قاتل المسلمين، قالوا عنه: شهيد القدس؟!
أليست حماس تناصر الحوثيين وترسل بعض الخبراء لمناصرة الرافضة الملاعين الصفويين ضد المسلمين في اليمن؟!
أين الجهاد والإسلام الذي يدعونه؟!
أليست قطر تعاون الحوثيين، وترسل لهم الصواريخ والأموال لضرب السعودية؟!
وعن طريق عمان يأتيهم وعن طريق البحر!
الأرض مليئة بالخونة، ثم تقولون: صلح وتطبيع؛ ما هذا الكلام أيها الإخوة؟!
افهموا دين الله!
ثم تكلمت عن الديمقراطية كثيرًا أنا وغيري!
الديمقراطية خازوق من خوازيق الغرب!
ووسيلة من وسائل الغرب للسيطرة على بلاد المسلمين!
حيث يفرضونها بالقوة على بلاد المسلمين، والدول أكثرها فيها ضعف، تستسلم وتداهن وتداري الغرب وتتقي منهم تقاة!
ومن الذي يقول إن الديمقراطية جيدة؟
إنهم الإخوان المفلسون، الذين يزعمون أنهم يحاربون التطبيع، والذين يَدَّعون الحكم بشريعة الله! والذين ينشرون كتب سيد قطب والتكفير والتدمير، تحت مسمى تطبيق الشريعة الإسلامية!، وهم يدعون إلى الديمقراطية! ويرون أن الديمقراطية من صميم دين الإسلام!
إلى أين تذهبون أيها الإخوة؟!
الإخوان يخدعونكم، ويضحكون عليكم!
ينشرون أن الديمقراطية هي الإسلام!
هذا (علي حمزة العمري) صاحب قناة (فور شباب، وأحد عملاء الجزيرة وقطر)، وهو الآن مسجون، هذا الرجل يقرر أنه لا حد للردة، ولا يقتل المرتد! ويرى الحرية، والديمقراطية، هو وكل هؤلاء: المسعري، وسعد الفقيه، وعملاء لندن، كل هؤلاء يزعمون أنهم يريدون دولة إسلامية، لكنها دولة تدين بالديمقراطية!
هذه حقيقة الإخوان وحقيقة دعوتهم!
وهم يحاربون التوحيد والسنة، تحت مسمى تطبيق الشريعة، ونصرة الإسلام، ونصرة القدس، ونصرة القضية الفلسطينية، وهم أعداء للتوحيد، وأعداء للقضية الفلسطينية!
ووالله إنهم لا يتمنون عودة فلسطين إلى الفلسطينيين؛ لأنها إذا عادت ذهبت المتاجرة بالقضية الفلسطينية أدراج الرياح.
إنهم يحاربون الإمارات اليوم ليس حبًّا في فلسطين، لكنهم رأوا أن هذا التطبيع ينافسهم عند اليهود، هم يريدون الحظوة عند دولة اليهود!
إن حمد بن جاسم وحمد بن خليفة وتميم ومن معهم من الأسرة الفاسدة الحاكمة وأتباع عزمي بشارة، ليست لهم قيمة عند اليهود، إلا بسبب عمالتهم وتطبيعهم، وكونهم لهم حظوة عند اليهود بسبب هذا التطبيع، وهذا التطويع للأموال والقنوات بنشر ما يريده اليهود، ومخططات اليهود!
تركيا لها حظوة كبيرة عند أمريكا وعند اليهود، لماذا؟
لأنها تحقق أطماعهم، وتحقق مخططاتهم، في تفريق المسلمين، وتمزيقهم واحتلال أراضيهم، ونشر الفتن بينهم، ودعم الخوارج بالسلاح والأموال، كما تفعل تركيا الآن علانية في ليبيا، بإرسال الخوارج الإرهابيين السوريين ومن معهم من توانسة وصوماليين وفلسطينيين وغيرهم من الإرهابيين، لدعم الخوارج في ليبيا ولإبقاء الفتن!
من قبل جمَّعوا الخوارج في أفغانستان، وباكستان، وكان هذا يحدث بزعم دعم الجهاد الأفغاني، واليوم يفعلون ذلك علانية بدعوى دعم حكومة الوفاق والنفاق غير الشرعية والسراج العميل، علانية تدعم تركيا وقطر هؤلاء الإرهابيين، وترسلهم إلى ليبيا، أمامكم ترونهم بأعينكم وتشاهدونهم ببث حي هم أنفسهم الإرهابيون ينشرونه، ماذا تنتظرون من أدلة؟!
ما حاربوا الإمارات إلا لأنهم رأوا أن حظوتهم عند اليهود والشياطين ستضعف؛ لأن الإمارات دولة قوية، بالأموال والتجارة، ومركز مهم، وهي أضعاف مساحة قطر، ومركزها العالمي أضعاف أضعاف إيران وتركيا، من ناحية السياسة والسماحة بين الدول، وأن لها منزلة عند دول العالم، فمن أقوى جوازات السفر: الإماراتي!
أنا لا أمدح، لكن الإمارات لها منزلة كبيرة في العالم، لا أقصد الأكبر، ولكن لها منزلة قوية ومؤثرة، فاليهود سيستفيدون من هذه المنزلة، ولذلك كان لهذا الصلح صيت عظيم عند الدول الأوربية، كلهم أيدوه، وكل الدول الكبيرة التابعة لمجلس الأمن أيدوا هذا الصلح.
هذا الأمر أقلق العملاء في قطر وتركيا وإيران، إن هذا يضعف حظوتهم.
فإن قال قائل: إذن هذا يدل على أن الإمارات هي ستكون صاحبة الحظوة عند اليهود؛ يعني: أن هذا ذم لهم!
أقول: في الحقيقة لو بهذا المعنى؛ الحظوة والمنزلة، والمحبة ستزيد، فهذا ذم.
لكن الحقيقة أن اليهود سيحرصون على الإمارات أشد الحرص لمنزلتها، لكن الإمارات تطوع هذه الحظوة لما تراه لمصلحة بلادها ومصلحة فلسطين.
هل هذا الاجتهاد صحيح؟
هل هم مصيبون؟
هل هم وُفِّقوا في هذا الصلح؟
هذا ليس من اختصاصي، أنا قد أرى أنه مفيد، وغيري يراه ليس مفيدًا، وهذا الشأن ليس لي؛ لأن هذا أمر واقع حاصل، وأولياء الأمور، حكام الدول، هذا الأمر لهم، وليس لي أنا، ولست أنا الذي أقول إنهم أصابوا أو أخطأوا، فليس لي حكم في هذا.
هذا مرده إلى ولاة الأمر، وإلى العلماء الأكابر، يدرسون القضية ويفتون فيها، أنا لا أفتي فيها، أنا أتكلم من الناحية الشرعية والواقعية، ولماذا غضب هؤلاء على الإمارات؟
يعني أنت الآن تقول: الإمارات تطبع مع إسرائيل، وأنت ماذا تفعل في قطر؟، ماذا تفعل في تركيا؟، ماذا تفعل في إيران التي تطبع في السر، وأحيانًا في العلن؟
ثم، مصر قد طبعت، والأردن قد طبعت، الفلسطينيون أنفسهم قد طبعوا، لماذا لم يسلبوا دينهم وإسلامهم وإيمانهم بهذا التطبيع؟!
ألا يسلب التطبيع إلا الإمارات؟!
ثم يأتي بعض الإخوة -أصلحهم الله-، ويقول: وحدة الأديان!
لماذا هذا الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!
وهل الإمارات تتفق مع اليهود على حرية الدين، حتى تعمل صلحًا؟
هل رأيتم أنتم من بنود الصلح بين اليهود وأي دولة أن يكون صلحنا على حرية الأديان؟
هذا لا يوجد؛ لأن المشكلة بين الإمارات وبين اليهود ليست مشكلة الديمقراطية كما يقولون، فالجزائر مثلًا تقول إنها دولة ديمقراطية، واليهود يقولون: دولة ديمقراطية، إذن، ليست هناك مشكلة بين الجزائر وبين اليهود في الديمقراطية، الإمارات يقولون: ديمقراطية، والكويت يقولون: ديمقراطية، معظم الدول، حتى كوريا الشمالية، وحتى اليمن، كلهم يقولون: دولة ديمقراطية!
إذن؛ لماذا يعملون صلح ديمقراطية؟!
ما هي حرية الأديان؟، الديمقراطية.
حرية التدين، القرضاوي يقول: حلال، والإخوان المسلمون يقولون: حلال.
ليست المشكلة في الديمقراطية.
ليست المشكلة بين الإمارات وبين اليهود في الديمقراطية، وليست المشكلة بين الكويت وبين اليهود في الديمقراطية، وليست المشكلة بين الأردن وبين اليهود في الديمقراطية، كلهم يقول: ديمقراطية، وليس معناه أنه حلال، بل حرام، وكلامي واضح.
إذن؛ الإمارات ما المشكلة بينها وبين اليهود؟
ليس بينهما علاقة سياسية، وليس بينهما علاقة دبلوماسية، لا يوجد سفراء، ولا يوجد علاقات رسمية معترف بها، الإمارات لم تعترف بدولة إسرائيل، والإمارات ليس بينها وبين الإمارات عقد في الاعترافات والسياسات.
ثانيًا: علاقة تجارية، علاقة أمنية، تنسيق أمني.
يعني مثلًا: مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت وكذا وكذا، بينها وبين أمريكا علاقة تجارية، وعلاقة سياسية، وعلاقة أمنية، بمعنى: تبادل المعلومات فيما يخص الأمن، هذا موجود بين كل الدول المنضوية تحت الأمم المتحدة، هذا ليس سرًّا، بين الجزائر وفرنسا، بين المغرب وفرنسا، الجزائر وبريطانيا، الجزائر وأمريكا، هذه علاقات بين الدول معروفة، لكن اليهود يعتبرون عند معظم الدول العربية عدوًّا، ليس بينهم علاقة دبلوماسية ولا اقتصادية ولا أمنية.
عندما يكون هناك سلام، يصير هناك تعامل دبلوماسي، وتعامل أمني، وتعامل اقتصادي.
مثلًا مصر: بينها وبين اليهود تبادل معلومات فيما يخص الأمن المصري، أو الأمن اليهودي لبلادهم في مصر، هناك تعامل أمني واقتصادي وسياسي.
الذي بين الإمارات واليهود وعملوا عليه الصلح هو هذا، الاعتراف.
مصر معترفة بدولة إسرائيل، دولة الاحتلال، الأردن، معترفة بدولة الاحتلال على أرضها، الفلسطينيون في حماس وفتح يعترفون بدولة الاحتلال على أرضها، ويقرون بأنها أرض اليهود بموجب أوسلو.
أنا أتكلم عن الواقع، لا أقول: هذا حلال أو حرام.
فمصر وفلسطين -نفس فلسطين السلطة-، وكذلك الأردن، وكذلك الدول التي بينها وبين اليهود سفراء وبينهم علاقات سياسية.
الذي سيحدث أن الإمارات سيكون بينها وبين ما يسمى بدولة إسرائيل علاقات كما بين الأردن واليهود، كما بين السلطة الفلسطينية واليهود، كما بين مصر واليهود، ليس هناك شيء جديد.
افهم يا أخ علي الرملي.
ليس هناك بين اليهود وبين الإمارات في صلحهم شيء جديد عما هو ما بين هذه الدول ودولة اليهود.
اليهود لا يحتاجون أن يتصالحوا مع الإمارات على حرية الأديان، أو على ما يسمى: الدين الإبراهيمي، ما يحتاجون إلى هذا؛ لأن هذه دولة ديمقراطية، وهذه دولة ديمقراطية، أنا أتكلم عن الواقع، ماذا يريدون؟
يكون علاقات سياسية، تبادل سفراء، اعتراف بالدولة اليهودية على أرض فلسطين، كما هي مصر معترفة والأردن معترفة ومعظم دول العالم الكافر معترفة، وبعض الدول الإسلامية معترفة، هذا الذي يريدونه من الإمارات، ثم تكون علاقات تجارية، تصدير واستيراد، ثم علاقات أيضًا أمنية، مشتركة بين الطرفين، كما هو حاصل اليوم بين قطر وبين دولة اليهود.
إذن فالصلح الذي بين الإمارات وبين دولة اليهود هو صلح على قضايا سياسية، وقضايا اقتصادية، وتجارية، وقضايا أمنية، ليس لها علاقة: إنك إنت دينك يهودي وأنا ديني مسلم. ولا علاقة لهذا الموضوع بوحدة الأديان ولا بناء المعابد ولا غيرها.
لكن أنا أتكلم الآن عن الواقع، الإمارات الآن من فترة نشرت مسألة التسامح الديني، وهذه قضية التسامح الديني عقيدتنا فيها معروفة، نحن ننكر هذا التسامح المبني على الديمقراطية، والحرية الدينية، هذا عندنا واضح أنه حرام، سواء قالت به الإمارات أو لم تقل، هذا لا يهمنا في بيان قضية الصلح مع اليهود.
لذلك الأخ أحمد الشحي لمَّا نشر تأييدًا لهذا التسامح أنكر عليه الشيخ ربيع أشد الإنكار، والصعافقة يتكاتمون هذه الأمور حتى لا يضيع منهم الإمساك بالدعوة في الإمارات، يريدون أن تكون تحت قبضتهم برعاية الصعفوق اليمني في الإمارات، صاحب الشرير، صاحب قضية (سند شهباز).
الآن الإمارات عندها موضوع التسامح الديني، والمنبثق من الديمقراطية، هذا عندنا باطل، وللأسف هذا يؤيده الإخوان، يؤيده القرضاوي والغنوشي وحسن البنا وسيد قطب وسلمان العودة وسفر الحوالي والسروريون والقطبيون الذين يكفرون الدول، بسبب الديمقراطية، هم أعظم الدعاة إلى حرية التدين، وإلغاء حد الردة، افهموا أساليب العدو في حربنا وخداعنا.
فالإمارات عندها هذه المشكلة، وعندها فلاسفة، وعندها ناس يزينون هذه الأمور، يعني أنها حلال، وهذا موجود للأسف الشديد ليس في الإمارات فقط، بل في العالم كله، ونحن نعتقد أن هذا باطل ولا يجوز، دين الإسلام هو الدين الحق، وغيره لا يجوز لأحد أن يتدين به، ومن تدين بغير الإسلام نقول: هو كافر، وإن مات عليه فهو خالد مخلد في نار جهنم، والمرتد يجب قتله، لكن من الذي يقتله؟ السلطان، ولي الأمر، هذه مسائل شرعية معروفة، قررها العلماء، نحن نتكلم بوضوح.
فالإمارات عندها موضوع التسامح الديني؛ لذلك بنوا معبدًا للبوذيين، والمجوس، والهندوس، وسمحوا ببناء معابد، وسمحوا بالكنائس، فبموجب الاتفاق مع اليهود قد يسمحون -إذا صار فيه جالية يهودية- بوجود معبد يهودي، وهذا ليس خاصًّا بالإمارات، وليس خاصًّا بالصلح، هذا بموجب ما عندهم من موضوع التسامح، وليست القضية مربوطة بالصلح، يعني لو أن هناك جالية يهودية من فرنسا تسكن في الإمارات، فقانون الإمارات يسمح لهم ببناء بيعة، معبد لهم، هذا مسموح في النظام، ليس له ارتباط بالصلح، افهموا هذا.
وتسميته اتفاق إبراهيمي يقصدون أتباع الديانات، أنتم تتبعون محمدًا صلى الله عليه وسلم ، وأنتم تتبعون موسى عليه السلام في زعمهم وهم كاذبون، وكلنا نرجع إلى إبراهيم عليه السلام؛ لأنه هو أب لمحمد صلى الله عليه وسلم من جهة ابنه إسماعيل، وهو أب لابنه موسى من جهة ابنه إسحق، هذا المقصود بالإبراهيمية، ليس أن إبراهيم كان يهوديًّا أو نصرانيًّا، ثم الإمارات ليس يهودية ولا نصرانية، حتى يقال إنها إبراهيمية.
{مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [الأنعام: 161].
ملة التوحيد، دين الإسلام.
{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج: 78]
إبراهيم عليه السلام.
فالمقصود أن هذا الصلح لا علاقة له في بنوده بوحدة الأديان، ولا بالدين الإبراهيمي، ولا ببناء المعابد، هذا صلح لأجل العلاقات السياسية الدبلوماسية، والعلاقات الاقتصادية والعلاقات الأمنية.
فإن قال قائل: ما حكم الاعتراف بدولة اليهود، وهي مغتصبة؟
أو بمعنى آخر: ما حكم عمل صلح بينك وبين دولة محتلة؟
الرسول صلى الله عليه وسلم عمل صلح الحديبية مع قريش، وقريش كانوا محتلين لبيوت المؤمنين، لما هاجروا إلى المدينة استولى المشركون على بيوتهم، وأرضهم، وحتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : «وهل ترك لنا عقيل من دار أو رباع» أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
يعني أنهم باعوها، واستولى مشركو مكة على بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ، يعني احتلوه، ومع ذلك صالحهم النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية، فالذين يقولون: إن الكافر إذا احتل أرضًا مسلمة لا يجوز أن نصالحه، هذا جاهل بالشرع، مخالف للكتاب والسنة، ومخالف لإجماع المسلمين.
صلاح الدين الأيوبي رحمه الله عمل صلحًا مع ريتشارد قلب الأسد الإنجليزي، وهم يحتلون عكا وأجزاء من فلسطين، وكانت تحت أيدي المسلمين، ومع ذلك عمل صلحًا مع المحتل.
السعودية وغيرها اليوم عملوا صلحًا مع دول الكفر، أمريكا وغيرها، وفرنسا، وفرنسا تحتل بعض بلاد المسلمين، وإسبانيا تحتل سبتة ومليلة في المغرب، ومع ذلك عمل معها الصلح.
فالذي يقول: إنه لا يجوز أن يعمل صلح مع دولة كافرة تحتل بعض بلاد المسلمين، هذا لا يعرف معنى الصلح، ولا يعرف معنى الإسلام أصلًا، ولا يعرف معنى الأحكام الشرعية، هؤلاء لا يفهمون، يتكلمون بغير علم.
والعلماء أفتوا بجواز الصلح بين الفلسطينيين واليهود، ما هو الصلح الذي عمله ياسر عرفات؟ ما هو اتفاق أوسلو؟
اتفاق أوسلو هو الاعتراف بدولة إسرائيل على أراضيها التي هي أراضي 48 إلى 67، ما بعد 67 يردونها، والتي احتلوها عام 67 الضفة وغزة تكون عليها دولة فلسطين، مع شروط أخرى.
ثم كلام أخينا علي الرملي -وفقه الله-: إن نشر فتاوى الصلح في هذا الوقت فيه غش وتدليس!
هذا كلام غير صحيح، وحتى يكون الأمر واضحًا سأقرأ كلام الأخ علي الرملي بنصه:
يقول الأخ علي الرملي:
رحمه الله من الغش والخداع والتلبيس على الناس والكذب على علماء الإسلام، نشر فتاوى أهل العلم من الأفاضل في جواز الصلح مع اليهود في هذه الأيام هكذا مطلقًا، وكذلك الاستدلال بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ممَّا يوهم الناس أنَّهم يُجوزون الصلح مع اليهود حتى لو كان قائمًا على العلمانية ووحدة الأديان#.
أنا أسأل الأخ علي الرملي:
العلمانية؛ أليست هذه الصفة موجودة في الأردن التي أنت تقيم فيها؟
فدولة الأردن، أليس نظامها ديمقراطيًّا؟
والديمقراطية مبنية على فصل الدين عن الدولة، وبينهم وبين اليهود صلح!
فهل صلحهم باطل يا أخ علي؟
ياسر عرفات متهم بالعلمانية، من الذي يتهمه؟ الإخوانيون، وهو يزعم أنه ديمقراطي، ومع ذك عمل صلحًا، ومن الذي أفتى بجواز صلح ياسر عرفات مع اليهود؟ الشيخ ابن باز رحمه الله ، والشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، مع أن ياسر عرفات علماني في زعم من يزعمه، وحسب النظام، وهو طبعًا معروف، والمسألة فيها تفصيل، لكن هو يزعم أنه ديمقراطي، والعلماء أفتوا بالجواز، فكيف تقول: تلبيس وغش وخداع؟!
هذا هو الواقع!
ثم أليس القول بوحدة الأديان هو قول الديمقراطيين كلهم؟
جميع من ينادي بالديمقراطية يا أخ علي الرملي، وأنت الآن طالب علم، وما تعرف ما هو معنى الديمقراطية؟
الديمقراطية هي الحرية؛ حكم الشعب بالشعب هذه دعنا منها، أليست الديمقراطية هي الحرية؟
أليست الأردن التي أنت تعيش فيها وأنا أنتسب إليها أيضًا، أليست فيها حرية، ويبيحون التدين بأي دين، وليس هناك نظام لعقوبة الردة؟
في الأردن وحدة الأديان، ورسالة عمان، أنت تعرف هذا تمامًا.
ومع ذلك هل الأردن صلحها مع اليهود باطل؟
وهل فتاوى العلماء كانت مبنية على الغش والخداع والتلبيس على الناس والكذب على علماء الإسلام؟
أنت أصلًا ما فهمت معنى الديمقراطية ولا العلمانية، إذا كنت تقول هذا الكلام.
مصر تقول ديمقراطية، الأردن تقول ديمقراطية، ياسر عرفات يقول ديمقراطي، الإمارات يقولون ديمقراطية، تركيا تقول ديمقراطية علمانية صريحة، ومع ذلك كلهم تساووا في موضوع الصلح، فلماذا صار الصلح بين الأردن واليهود وبين فلسطين واليهود وبين مصر واليهود وبين تركيا واليهود صلحًا جائزًا أما في الإمارات صار صلحًا حرامًا، وصار غشًّا وخداعًا وتلبيسًا؟
ما هذا التناقض؟!
هل هذا فعل طالب العلم، هكذا يفعل؟
ادرس المسألة تمامًا يا أخي، ليس هناك في بنود الصلح الذي بين الإمارات واليهود إباحة وحدة الأديان، ولا إباحة العلمانية، ولا بناء المعابد، الصلح بينهم بالاعتراف بالدولتين وعمل علاقات سياسية واقتصادية -تجارية- وأمنية، وهذا أعلنه الرئيس الأمريكي، وأعلنه أنور قرقاش -في وزارة الخارجية الإماراتية-، وأعلنه محمد بن زايد، وأعلنه نتنياهو، كلهم أعلنوا هذا ولم يعلن واحد من هؤلاء المختصين بهذا الصلح عن أن الاتفاق كان لأجل وحدة الأديان ولأجل العلمانية ولأجل بناء المعابد.
من أين تأتي بهذا الكلام؟!
يا أخي، هذه المسائل لابد أن تضبط بالشرع، ليس هكذا بالكلام العاطفي.
ثم العلماء -حفظهم الله ورعاهم- يتكلمون في هذه المسائل بالكلام الشرعي، ويرجون وجه الله، ويريدون نصرة الإسلام، لا يغشون ولا يخدعون ولا يمكرون.
يا أخ علي، أدعوك لمراجعة نفسك، راجع يا أخ علي ولا تأخذك العزة بالإثم، ولا تتكلم بكلام يخالف شرع الله، ولا تتكلم بكلام يخالف ولاة الأمر، عندك في بلادك بما يوافق شرع الله.
ثم أخيرًا وأختم في هذا اللقاء:
هذه نصيحتي لأخي علي الرملي أريد بها وجه الله، ولست بصدد الكلام عن شخصه، ولا أحذر منه، ولا أريد أن يُستغل هذا الموضوع للطعن فيه، أنا أعرف علي الرملي جيدًا، وأعرف ماضيه، وبيني وبينه علاقات سابقة، وهناك قصص كثيرة لا أريد أن أتحدث عنها في موضوع أخينا علي الرملي، وكم أنا دافعت عنه شخصيًّا وهو يعلم أنا ماذا فعلت معه عند الشيخ ربيع ونصرته أمام من يتهمه بأنه تكفيري، وهو يعرف هذا تمامًا، وأن سُمعته كانت عند الشيخ ربيع في فترة من الزمان أنه تكفيري، وأنا الذي حاولت جاهدًا أن أمسح هذه الشائعة عن الشيخ علي الرملي، هو يعرف جيدًا.
لي عليه فضل في هذا الأمر، وهو جزاه الله خيرًا له علي فضل في أمور أخرى أيضًا، بيني وبينه مودة كانت، وصلة جيدة، لكن من أيام ما حرش الصعافقة بيني وبين الشيخ عبيد، لا علاقة بيني وبين الشيخ علي الرملي، ليس بيني وبينه أي تواصل؛ لأنه انقطع بعد أن تمكن الصعافقة من التشويش بيني وبين الشيخ عبيد، وهو انخدع بهذا الأمر في البداية، ثم الحمد لله انتبه للصعافقة، وصار بينهم فراق، وصاروا ضده وصار ضدهم، وله مواقف محمودة.
المقصود أن الأخ علي الرملي لا أحذر منه، ولا أجيز لأحد أن يستغل كلامي هذا للطعن فيه، هو أخ سلفي طالب علم مستفيد، وأنا أريد تكثير طلاب العلم، وأريد تكثير المستفيدين، وأنا أنصح بمن هو دونه حتى يستفيد منه الإخوة، أنا ما عندي مشكلة معه ولا مع غيره، لكن هذا دين، هذا المسألة يا أخ علي غلطت فيها غلطًا شديدًا.
لا تخلطوا بين موضوع العلمانية ووحدة الأديان، وموضوع الصلح مع اليهود، هذا الخلط غير صحيح، وهذا خطأ واضح، انتبهوا لا يضحك عليكم الإخوانيون، ويلبسوا عليكم، الإمارات دولة مسلمة، لها ما لها وعليها ما عليها، نحن نقول الحق حق والباطل باطل، الخطأ خطأ والصواب صواب، لكن الإمارات إذا كنت تريد أن تطعن فيها بالديمقراطية فلن تسكت عن الأردن، ولن تسكت عن الكويت ولا عن مصر، ولن تسكت عن أكثر الدول.
لو أردنا أن نتكلم عن قضية العلمانية والديمقراطية؛ ألا ترى أن حسن عطا الله السوداني ومن معه من السودانيين أصبحوا يطعنون في حكومتهم وفي ولاة أمورهم تحت هذه الذرائع، ولا ننسى أن السودان صار لها الآن بعض العلاقات مع اليهود أيضًا لأجل المصلحة الشرعية، وفك اسم السودان من الدول الإرهابية، ومن تسميتها دولة إرهابية، هذه مصلحة يراها ولي الأمر، والسودان يرون أن التطبيع مع اليهود سيدفع عنهم شرًّا ويجلب لهم خيرًا، وهذا أيضًا أمره إلى العلماء.
لكن مسائل الصلح والمعاهدات لها أصل في شرعنا ولها أحكامها، وتكلم عنها علماء الإسلام في القديم والحديث، ولا يتناول الموضوع بهذا الأسلوب: وحدة أديان وعلمانية وديمقراطية وأرض محتلة وغير محتلة، هذه كلها مفردات يخدعون بها البسطاء والمغفلين والجهال، لتمرير مؤامرتهم، هؤلاء الإخوانيون، ثم هم يفعلون أقبح الفعل، ويتآمرون أقبح التآمر، ويطبعون أقبح التطبيع، والعوام فاغرون أفواههم يصفقون لهؤلاء الدجالين، ويمدحونهم بنصرة الإسلام وهم يهدمونه، ووالله إن قطر وتركيا وإيران يسعون لهدم الإسلام مع الإخوانيين أخزاهم الله.
كونوا يقظين، واحذروا من مكر العدو.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيأ للمسلمين أمرًا رشيدًا، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لِمَا فيه الخير والصلاح.
أسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم التوفيق والسداد والهدى والرشاد.
والله تعالى أعلم.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد.
والحمد لله رب العالمين.
قاله:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

([1]) القائل هو المدعو: محمد حسين يعقوب، المصري -هداه الله-.


الساعة الآن 09:03 PM.

powered by vbulletin