عبر الهاتف : نصائح وتوجيهات الشيخ محمد بن رمزان الهاجري -حفظه الله- للإخوة بدار الحديث بأكادير
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد : فبمناسبة إجتماع الإخوة السلفيين بدار الحديث بأكادير والذين حضروا من مدن شتى كالعيون والرباط وتمارة والدار البيضاء... قام الشيخ محمد بن رمزان الهاجري - حفظه الله ورعاه - بإلقاء كلمة عبر الهاتف, تضمنت نصائح وتوجيهات للإخوة. وهذا رابط تحميل المكالة : اضغظ هنا والسلام عليكم . بواسطة أخينا: أبا عمران مصطفى الخضير ـ وفقه الله تعالى ـ المصدر : http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=127454 |
جزاكم الله خيرا و حفظ الله الشيخ بن رمزان
|
تفريغ اللقاء الهاتفي مع فضيلة الشيخ محمد بن رمزان الهاجري -حفظه الله- الحمدُ لله والصلاةُ والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ أما بعد : فإني لمسرورٌ بهذا اللِّقاء عبر الهاتف ، بالإخوة الكرام بدار الحديث بتكوين بأغادير المغرب ؛وهذه المذاكرة في ما عسى أن يكون نافعاً لنا في الدَّارين، اللَّهم آمين . إن من أهم الأمور التي تعتبر من أولويات المسلمين التَّواصي ، والله -تبارك وتعالى- أمر بذلك وجعل على ذلك النجاة من الخسران { وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إلَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَتَواصَواْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوا بِالصَّبْرِ } [العصر:3]. فالتَّواصي والتَّعاون من أشرف المطالب ، فيها القوة والنُّصرة والتَّمكين ، والتَّفرق فيه الشَّر ولكن التَّواصي على الحق فيه القوَّة ، وتواصواْ على الحق تفلِحواْ وليذكِّر بعضُكم بعضاً بذلك ؛ وهذا هو التَّعاون المُثمر . والله -تبارك وتعالى- أمر به : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:2] ؛ ولابدَّ في ذلك من لين الجناب وحسن العبارة ، وسلامة المقصد وحسن الظَّن والإعذار والعفو والتَّسامح فيما بين المتعاونين في البرِّ والتَّقوى وإذا انعدمت هذه الأمور فلا شك أنه يكون بدل ذلك ما يورث الجفاء والقسوة ، فإذا لم يكن حُسن الظن كان ضده ، وإذا لم يكن لين الجناب كان العراك وإذا لم تكن حسن العبارة كان سوءها ، وإذا لم يكن العفو والتسامح كان الحقد والغلُّ والحسد (!) . فهذه كلها مُنقِّصات للتعاون في البرِّ والتَّقوى بين إخوة كرام عقيدتهم واحدة ، مواقفهم واحدة ، فتعجب مما يكون بينهم من بعض الأخلاق والسلوك (!) وهذا بسبب أن نفوسهم ليست بواحدة كلٌّ له شهوة وحضوض وينتصر لنفسه ؛ لابدَّ أن تكون النفوس خاضعة لأمر الشريعة مستجيبةً للتَّوجيه النبوي ومطاعة لآثار السلف -رضي الله عنهم- ، في هذه المطالب تسمو التَّصرفات وتأتي الإخوة المبادرات هذا بعلمه ، وهذا بجاهه ، وهذا بماله ، والكل يتعاونون على البرِّ والتقوى وإعلاء كلمة الله . • بإقامة التَّوحيد ومُحاربة الشِّرك . • بإعلان السنة والصد عن البدعة . •بالتَّعاون على الطاعة والتَّحذير من المنكر . بهذا يقوم الدِّين -بإذن الله- ، ويكون الإنتاج المثمرُ -بإذن الله- ، وأما إذا أشغلهم الشيطان بأنفسهم وفي بعضهم فلا شكَّ أنه لا تمرة ، بل فسادٌ وإفساد ، بل هدم للبناء ، بل تفريقٌ للشَّمل ، بل نقض للعهد بل الخلف فيكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثاً . أيًّها السلفي استقم كما أمرت ، حتى تفلح وإياك والمنقصات التي تعترض طريقك من هذه الفتن والشهوات والشبهات ، ولا تشغلن نفسك بفلان وفلان ؛ أشغل نفسك بقال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال الصحابة حتى تفلح . العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة هم أولو العرفان ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين قول فلان [1] وكل من حالف هذا فهو المقدِّر ، ومن خالف ذلك فهو الذي تخلَّف . ولا تُشغلن نفسك بهذه الأمور التي أشغلت الكثير فعطلتهم عن الطلب ، بمعنى لا حفظ لكتاب الله ولا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا لاستعراض لقول الصحابة من الآثار الواردة في بيان كتاب الله وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ! . والنظر وسبر أقوال أهل العلم في الكتب بل تجده ، لاهم له في هذا الشَّأن وهذا العلم ، بل جاهل في كثير من المسائل المتعلقة بطهارته اليومية وصلاته اليومية وعباداته التي يمارسها ! منشغلاً بفلان وفلان ، أعني بفلان وفلان : أنه ليست لديه استقامة على معرفة الأدلة والسُّنة . إنَّما أشغل نفسه بهذه الأمور التي هو لا يعلم بماذا قيل في فلان وماذا قيل ... ! فهذا في الحقيقة يصرفه عن طلب العلم وتحصيله فطالب العلم عليه الإهتمام أولاً : بالعلم ، من يتلقى عنه ، ومن أهله ( أهل العلم ) ، وإذا عرف العلم عرف قيمة أهله ، ولذلك لا يتجرأ في الطعن في أهل العلم الرَّاسخين ( علماء السُّنة ) إلاَّ جاهل بالعلم ، فاستخف بحالته لأنه لا يعلم قيمة العلم أصلاً ! وفي المقابل لا يتهاون في النقل والأخذ من أهل البدع ، وعلماء السوء وأصحاب الأحزاب إنما يكون سلفيا على الجادة « إن هذا العلم دين ، فانظرواْ عمن تأخذون دينكم »[2] ، إذن يتضح لنا توافق طالب العلم ، معرفته للنصوص والأدلة وما يجب عليه من ناحية العمل والإعتقاد والدَّعوة ، وفي المُقابل الآخر حذره بنفسه وتحذير إخوانه من أهل البدع وأهل الأهواء ، وأهل الشركيات والضلالات والإنحرافات ، وتعاونكم هذا بفضل الله تبارك وتعالى ، سوف يكون له الأثر . اِنتشار التَّوحيد والسُّنة في بلادكم وفي غيرها ... أسأل الله -تبارك وتعالى- لي ولكم الثبات والرَّشاد ، وأن يأخذ بنواصينا وإياكم إلى مراضيه ، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهديِّين ، على الحق سائرين وبه عاملين ، وإليه داعين وعنه منافحين ، اللهم آمين .[3]. حياكم الله ، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد . اهـ فرغه / أبوشعبة محمد القادري المغربي الثلاثاء 22 ربيع الثاني 1434 هجرية فإن تجد عيباً فسد الخللا ..جل من لا عيب فيه وعلا __________________ [1] ـٱنظر نونية بن القيم -رحمه الله- . [2] ـ رواه مسلم في مقدمة صحيحه : قال حدثنا حسن بن الربيع ، حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد وحدثنا فضيل عن هشام ، قال وحدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن محمد بن سيرين .. فذكره . [3] ـ اعتذر الشيخ -حفظه الله- للإخوة عن رداءة الصوت ، وهذا من تواضعه نحسبه كذلك والله حسيبه . |
اقتباس:
|
الساعة الآن 12:32 AM. |
powered by vbulletin