منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   التحذير من مكر الشيطان بالمسلم في صلاته (الجزء الأول) (http://m-noor.com//showthread.php?t=17991)

أسامة بن عطايا العتيبي 10-12-2019 08:03 PM

التحذير من مكر الشيطان بالمسلم في صلاته (الجزء الأول)
 
التحذير من مكر الشيطان بالمسلم في صلاته (الجزء الأول)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن عداوة الشيطان للإنسان قديمة منذ أن خلق آدم، وأمر الله ملائكته بالسجود لآدم، وممن أمره الله بالسجود إبليس، فاستكبر وعصى، وكفر بالله، فطلب من الله المهلة إلى يوم البعث، فأعطاه الله مهلة إلى يوم القيامة، فتعهد بإغواء بني آدم، وإتيانهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، وتعهد بالحرص على أن يكون أكثر ولد آدم لا يشكرون الله على ما أعطاهم.
ومن الأمور التي يحرص الشيطان فيها على إغواء المسلم هو أنه يأتيه في صلاته، ليذهب خشوعه، ويعجله في صلاته، ويخلط عليه أموره حتى لا يدري ما قرأ وما قال وكم صلى؟ ويجتهد الشيطان في إفساد الصلاة أو إنقاص أجرها وثوابها.
وسأذكر بعض الأمور المتعلقة بهذا الأمر ليكون المسلم على حذر من الشيطان، وليعرف مداخل إبليس فيكون على وعي وفهم بكيفية طرد الشيطان، وإغلاق المنافذ عليه.
* الشيطان يحول بين المرء وصلاته:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب، أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا وكذا، ما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم كم صلى ثلاثا أو أربعا، فليسجد سجدتين وهو جالس» متفق عليه.

* الشيطان الموكل بالمصلين «خِنْزَب»:
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا» قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني

* التثاؤب من الشيطان، ومحاولة دفعه وتغطية الفم:
ضحك الشيطان من المتثائب:عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله، فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته، وأما التثاؤب: فإنما هو من الشيطان، فليرده ما استطاع، فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان». متفق عليه واللفظ للبخاري.
دخول الشيطان لجوف المتثائب:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تثاءب أحدكم، فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل». رواه مسلم.
وفي لفظ عند مسلم أيضا: «إذا تثاءب أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع، فإن الشيطان يدخل».
ومن الطرائف التي تذكر لمجرد الاطلاع والمعرفة ما قاله عبد الرحمن بن يزيد قال: «إن للشيطان قارورة فيها نفوخ، فإذا قام القوم إلى الصلاة أشمهم، فيتثاوبون، فيؤمر من وجد ذلك أن يضم شفتيه ومنخريه» رواه عبدالرزاق وابن أبي شيبة والخطابي في غريب الحديث بسند صحيح، لكن لم يثبت هذا مرفوعا ولا موقوفا.
* النعاس في الصلاة من الشيطان:
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «النعاس في الصلاة من الشيطان، والنعاس في القتال أمنة من الله». رواه عبدالرزاق في التفسير وفي المصنف، ومسدد، وابن جرير في تفسيره، وابن أبي حاتم في التفسير، والطبراني، وغيرهم وسنده حسن.

* تشكيك الشيطان المصلي في الطهارة أثناء الصلاة.
عن عبد الله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه، أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة؟ فقال: «لا ينفتل - أو لا ينصرف - حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا». متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا، فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا» رواه مسلم.
* بل بلغ من مكر الشيطان أن يفتح مقعدة المصلي ليخيل إليه أنه أحدث وهو لم يحدث!
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل يخيل إليه في صلاته أنه أحدث , ولم يحدث , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان يأتي أحدكم وهو وفي صلاته حتى يفتح مقعدته , فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث , فإذا وجد أحدكم ذلك فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا بأذنه أو يجد ريحا بأنفه» قال: «ووضع يده على أذنه وأنفه» .
رواه أبو عبيد في الطهور، والبزار، والطبراني، والبيهقي، والضياء في المختارة، وغيرهم، وسند أبي عبيد صحيح.
وفي رواية: «إن الشيطان يأتي أحدكم فينقر عند عِجانه، فلا يخرجن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا، أو يفعل ذلك متعمدا» خرجها الفاكهي في فوائده، وابن بشران في الأمالي بسند حسن.
وعن سعيد بن المسيب رحمه الله، أنه قال: «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، ثم يَبُضُّ عند عِجانه فيخرجه، فلا يخرج أحدكم حتى يسمع حسا أو يجد ريحا» رواه ابن أبي شيبة بسند حسن.
والعِجَان: ما بين الذَّكَر إلى الدُّبُر. غريب الحديث لابن قتيبة (3/ 688).

* وبلغ من مكر الشيطان أن ينفخ بين إليتي المصلي ليخيل إليه أنه أحدث وهو لم يحدث!
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي أحدكم الشيطان في صلاته حتى ينفخ في مقعدته، فيخيل إليه أنه قد أحدث ولم يحدث، فإذا وجد ذلك أحدكم، فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا بأذنه، أو يجد ريحا بأنفه» . رواه البزار بسند حسن.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إن الشيطان لَيَطِيف بالرجل في صلاته ليقطع عليه صلاته، فإذا أعياه نفخ في دبره، فإذا أحس أحدكم فلا ينصرفن حتى يجد ريحا أو يسمع صوتا». رواه عبدالرزاق في المصنف والطبراني وسنده صحيح.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «إن الشيطان يطيف بالعبد ليقطع عليه صلاته، فإذا أعياه نفخ في دبره، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا، ويأتيه فيعصر ذكره فيريه أنه أخرج منه شيء، فلا ينصرف حتى يستيقن». رواه ابن أبي شيبة في المصنف بسند صحيح.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «لا ينصرف حتى يسمع طنينها بأذنه أو يجد ريحا بأنفه». رواه أبو عبيد في الطهور بسند صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «إن الشيطان يفش بين أليتي أحدكم حتى يخيل إليه أنه قد أحدث فإن وجد ريحا أو سمع صوتا فليتوضأ وإلا فلا»، رواه أبو عبيد في الطهور، والخطابي في غريب الحديث واللفظ له، وسنده حسن.
قال الخطابي: «الفش : النفخ الضعيف : يريد أن يوسوس إليه فيوهمه خروج الريح منه».
* وبلغ من مكر الشيطان أن يُضْرِطَ بين إليتي المصلي ليخيل إليه أنه أحدث وهو لم يحدث!
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاء الشيطان، فأبَسَ به كما يأْبِس الرجل بدابته، فإذا سكن له، أضرط بين أليتيه ليفتنه عن صلاته، فإذا وجد أحدكم شيئا من ذلك، فلا ينصرف حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا لا يشك فيه» رواه الإمام أحمد بسند حسن.
ومعنى أبَس به، الإبساس: وهو التلطُّف بالدابة بأن يقال لها: بَسْ بَسْ، تسكيناً لها.

* ومن مكر الشيطان أن يزنقه أو يلجمه ليفسد عليه خشوعه!
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان، فأبس به كما يأبس الرجل بدابته، فإذا سكن له زَنَقهُ، أو ألْجَمَهُ».
قال أبو هريرة رضي الله عنه: «فأنتم ترون ذلك، أما المزنوق فتراه مائلاً كذا، لا يذكر الله، وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله». رواه الإمام أحمد بسند حسن.

يتبع بإذن الله.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي

13/ 2 / 1441هـ


الساعة الآن 07:20 AM.

powered by vbulletin