منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   منبر الحديث الشريف وعلومه (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=8)
-   -   ما حكم حلق اللحية أو تقصيرها أو تحديدها؟ (http://m-noor.com//showthread.php?t=14079)

أبو عبد الرحمن الهادي طريفة 05-14-2013 10:33 AM

ما حكم حلق اللحية أو تقصيرها أو تحديدها؟
 
هذا السؤال عبر الشبكة؛ يقول: أحسن الله إليكم؛ ما حكم حلق الذقن - يعني اللِّحية - أو تقصيره، أو تحديده؟ جزاكم الله خيرًا.

حلق اللِّحية لا يجوز، حلقُها حرام، النبي - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - يقول: ((جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَاعْفُوا اللِّحَى))، ((أَرْخُوا اللِّحَى))، ((وَفِّرُوا اللِّحَى))، ((خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ)), فحلق اللِّحية؛ هذا فيه تشبُّه بالمشركين, والمشركون هنا هم أهل الكتاب اليهود والنصارى، وليس يعني هذا أنه إذا وُجد الآن آحاد منهم وفَّروا لِحَاهم؛ أنَّا نسوِّي مخالفة لهم فنحلق لِحَانا؛ لا، قد بيَّن النبي - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - الأصل الذي جاء فيه سبب هذا الحديث؛ وهو أنَّ هؤلاء يحلقون لِحَاهم، وكذلك فارس كانوا يحلقون لحاهم – الفُرس - ويُرخون شواربهم؛ يطيلونها، فالنبي - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - أمرنا بذلك، فإذا وفَّروا فقد عادوا إلى الفطرة، وعادوا إلى طريقتنا نحن؛ التي هي الفطرة.

فالشاهد؛ لا يجوز حلق اللِّحية، المُسمَّى بحلق الذَّقن، وأمَّا تقصيرها فكذلك لا يجوز، وهو أخف من إزالتها بالكلية، لأن الإزالة بالكلية فهو تشبُّه بهؤلاء، وهو تشبُّه أيضًا بالنِّساء، لأن الله - جلَّ وعلا - كرَّم الرجال بهذه الخصلة فيهم، أَلَا وهي اللِّحية، وهي دالَّة على الفحولة وعلى الذكورة، فالذي يزيلها قد تشبَّه بالنِّساء، نسال الله العافية والسَّلامة.

فإزالتها خطرهُ عظيم، ومنكرٌ عظيم، والأخذ منها محرَّمٌ، لكن لا شك أنَّه أخف من الأول، إذ الأول لم يبقِ للرجولة علامةً في وجهه.

وزاد على ذلك اليوم؛ أنهم يحلقون شواربهم ولحاهم، نسأل الله العافية والسلامة، وهذا تشبه بالكفار، الغرب, الغرب هؤلاء عُرِفَ فيهم، وأول ما عُرِفْ كما يقال في الفرنسيين، ثم بعد ذلك دخل إلى بلاد المسلمين من بلاد المغرب، ثم جاء أيضًا من بلاد العجم، فدخل من جهة بلاد الروم على بعض البلدان العربية، فجاء إلى بلاد الشام، وحصل هذا الذي حصل في هذا العصر الحديث، نسأل الله العافية والسَّلامة.

فإزالة الشارب بالكلية مع اللِّحية أعظم وأعظم جُرمًا، لأنَّ النبي - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - قال: ((جُزُّوا الشَّوَارِبَ)) ما قال احلقوا، وعند الإمام مالك إزالة الشارب مُثْلة؛ تمثيل، الإنسان يمثِّل بخلق الله، عنده فيه تعزير، فكيف به الآن وقد أصبح كثيرٌ من الناس يملط شاربه ولحيته، يصبح أحلس أملس، ما ترى فيه من آثار الرجولة شيئًا.

وإذا رأى صاحب اللِّحية الذي هو على السُّنة والفطرة التي كان عليها من كان من العرب على حالهم في الجاهلية، شفت إذا رآك قال: يا ذقن، يهزأ بك؛ يعني كأنه هو الذي على الجادة! فانعكست القضية، فهؤلاء نسأل الله العافية والسَّلامة، فلا يجوز للمسلم أن يفعل هذا أيُّها الأخ السائل.
الشيخ: محمد بن هادي المدخلي
الصوتيه من هنا
http://ar.miraath.net/fatwah/5758[/FONT]


الساعة الآن 05:35 PM.

powered by vbulletin