منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   الحث على قراءة القرآن والتحذير من الغلو فيه والتأكل به والتباهي به (http://m-noor.com//showthread.php?t=16944)

أسامة بن عطايا العتيبي 02-11-2016 04:39 PM

الحث على قراءة القرآن والتحذير من الغلو فيه والتأكل به والتباهي به
 
الحث على قراءة القرآن والتحذير من الغلو فيه والتأكل به والتباهي به



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن الله أنزل كتابه هداية للناس، وشفاء لما في الصدور، ونورا وبرهانا وقائداً ومعلما ومنيرا للطريق.

وقد تعبَّدنا الله بالإيمان بالقرآن، وقراءته، وتدبره، وتفهم معانيه، والعمل بمحكمه، والإيمان بمتشابهه، ورد المتشابه للمحكم، ولزوم حدوده، والدعوة إلى ما دعا إليه، والنهي عما نهى عنه.

والقرآن كلام الله، ووحيه إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أشرف الكتب السماوية، وآخرها نزولاً، وأعظمها منزلة.

ولهذا الكتاب الكريم آدب يجب على المؤمن أن يتأدب بها، ومن ذلك عدم الغلو فيه، أو التأكل به، أو التباهي به.

1- عن أبي راشد الحبراني رحمه الله: قال: كنا مع معاوية رضي الله عنه في منزل يقال له مسكن، فلما أذن المؤذن بالأذان الأول أرسل معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنهما فقال: أما إنك من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهائهم، فإذا صليت ودخلت فسطاطي فقم في الناس وحدثهم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقام عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرؤوا القرآن، واعملوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به». رواه الإمام أحمد وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وابن عساكر وغيرهم وسنده صحيح.
ورواه بألفاظ متقاربة بالقصة أو بدونها: معمر في جامعه، وأبو عبيد في فضائل القرآن، وعبد بن حميد، وأبو يعلى، والطحاوي في شرح معاني الآثار، وفي شرح مشكل الآثار، والآجري في أخلاق حملة القرآن، والطبراني في الأوسط، والبيهقي وغيرهم. [الصحيحة: 260].

ومعنى قوله: (لا تغلوا) أي لا تتجاوزوا حدوده. "من حيث لفظه أو معناه بأن تتأولوه بباطل، أو المراد لا تبذلوا جهدكم في قراءته وتتركوا غيره من العبادات فالجفاء عنه التقصير والغلو التعمق فيه وكلاهما شنيع، وقد أمر الله بالتوسط في الأمور...» انتهى ملخصاً من فيض القدير (2/ 64).
وقوله: (ولا تجفوا عنه) أي: تعاهدوه ولا تبعدوا عن تلاوته.
قوله: (ولا تأكلوا به) أي: بمقابلة القرآن أراد: لا تجعلوا له عوضا من سحت الدنيا. انظر: عمدة القاري(21/ 264).
قوله: (ولا تستكثروا به) أي لا تجعلوه سببا للإكثار من الدنيا. انظر: فيض القدير.

2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعلموا القرآن، وسلوا الله به الجنة، قبل أن يتعلمه قوم، يسألون به الدنيا.
فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله».
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وابن نصر في قيام الليل، والبيهقي في شعب الإيمان، والبغوي في شرح السنة من طرق عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به. وسنده حسن. وهو من صحيح حديث ابن لهيعة ومن رواية القدماء عنه.

3- وفي رواية: «يخلُفُ قوم من بعد ستين سنة {أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا} [مريم: 59] ثم يكون خلفٌ يقرؤون القرآن لا يَعْدُو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثة: مؤمن، ومنافق، وفاجر».
قال بشير الخولاني: فقلت للوليد التجيبي: ما هؤلاء الثلاثة؟
قال: «المنافق كافر به، والفاجر يأكل به، والمؤمن يؤمن به».
رواه الإمام أحمد، والبخاري في خلق أفعال العباد، وفي التاريخ الكبير، والفريابي في فضائل القرآن، وابن حبان في صحيحه، والآجري في أخلاق حملة القرآن، والطبراني في الأوسط، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في الشعب، وفي الدلائل وغيرهم بسند حسن. انظر: [الصحيحة: 258].

وقد اختلف العلماء في حكم أخذ الأجرة على القرآن، والذي يظهر أن القرآن لا يطلب به عوضٌ –على نفس القراءة-، لكن من فرَّغ نفسه للإقراء أو التعليم جاز له أخذ أجرة تكفي حاجته دون أن يقع في نفسه ونيته أنه ثمن لقراءته أو إقرائه، ولو جعل له ولي الأمر راتباً أو مكافأة فهو أفضل.

فليجتهد المؤمن في تلاوة القرآن حق تلاوته، بقراءته قراءة حسنة جميلة يزين بها القرآنَ، وبالعمل به، والبعد عن مجافاته، وبترك ما يقدح في الإخلاص والصدق من اتخاذه تجارة، أو طريقا للتباهي به والاستعلاء على الناس.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
2/ 5/ 1437 هـ

أبو طلحة سعيد السلفي 02-12-2016 12:00 PM

بارك الله فيكم شيخنا

أحمد بن صالح الحوالي 02-14-2016 05:32 AM

جعله الله في موازين حسنات


الساعة الآن 10:52 AM.

powered by vbulletin