منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   سبحان الله ما أعظم العبرة في توبة السحرة لما رأوا الآية الكبرى لموسى عليه السلام، ولم يؤمن فرعون ولا هامان ولا من معهما من الكفار (http://m-noor.com//showthread.php?t=17711)

أسامة بن عطايا العتيبي 07-17-2018 07:38 PM

سبحان الله ما أعظم العبرة في توبة السحرة لما رأوا الآية الكبرى لموسى عليه السلام، ولم يؤمن فرعون ولا هامان ولا من معهما من الكفار
 
سبحان الله ما أعظم العبرة في توبة السحرة لما رأوا الآية الكبرى لموسى عليه السلام، ولم يؤمن فرعون ولا هامان ولا من معهما من الكفار.

هؤلاء السحرة الذين يرتبطون بالشيطان، وعملهم فيه دجل وكذب كثير، لكنهم لما رأوا تحول عصا موسى إلى حية أكلت حبالهم وعصيهم علموا أنه ليس بسحر، فآمنوا بهذا الدليل الظاهر على صدق موسى عليه السلام، فبادروا بالإيمان والتوبة.

فهددهم فرعون بالصلب والتقطيع والعذاب والنكال، فكان الجواب العجيب: {لَا ضَيْرَ} [الشعراء: 50].

سبحان الله!

{لَا ضَيْرَ} أي لا يضرنا هذا ما دام أن معنا الإيمان بالله الواحد القهار!

وما دام أن مصيرنا {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ}.

وبينوا لفرعون أنهم لن يتركوا الأدلة لأجل هواه:

{قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} [طه: 72].


بل زادوا على ذلك أن رَجَوا أن يكون سبقهم بالإيمان بالله من أسباب غفران ذنوبهم{ إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ}


وقالوا: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [طه: 73].

ذكر السمعاني أنه رُوِيَ أَن الحسن كَانَ إِذا بلغ إِلَى هَذِه الْآيَة قَالَ: عجبا لقوم كَافِرين سحرة من أَشد النَّاس كفرا، رسخ الْإِيمَان فِي قُلُوبهم حِين قَالُوا مَا قَالُوا، وَلم يبالوا بِعَذَاب فِرْعَوْن، وَترى الرجل من هَؤُلَاءِ يصحب الْإِيمَان سِتِّينَ سنة، ثمَّ يَبِيعهُ بِثمن يسير!

وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء.

فاللهم ثبتنا على الإيمان واليقين حتى نلقاك.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
4/ 11/ 1439 هـ


الساعة الآن 04:14 PM.

powered by vbulletin