منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   إبطلان الاستدلال بما روي عن الإمام أحمد(قولوا لأهل البدع : بيننا وبينكم الجنائز) على فضيلة من كثر مشيعوه من موتى الخوارج وأهل البدع (http://m-noor.com//showthread.php?t=17902)

أسامة بن عطايا العتيبي 04-28-2019 05:27 PM

إبطلان الاستدلال بما روي عن الإمام أحمد(قولوا لأهل البدع : بيننا وبينكم الجنائز) على فضيلة من كثر مشيعوه من موتى الخوارج وأهل البدع
 
إبطلان الاستدلال بما روي عن الإمام أحمد(قولوا لأهل البدع : بيننا وبينكم الجنائز) على فضيلة من كثر مشيعوه من موتى الخوارج وأهل البدع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمما يستدل به المبطلون على ترويجهم لميت مبتدع: كثرة مشيّعيه بما روي عن الإمام أحمد من طريق أبي عبدالرحمن السلمي عن الدارقطني أنه لما نظر إلى جمع جنازة قال : سمعت أبا سهل بن زياد القطان قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : قولوا لأهل البدع : بيننا وبينكم الجنائز .

وصحح إسناده محمود الحداد، والموقع الإخواني الإسلام سؤال وجواب، وعرفات المحمدي!

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن هذا الأثر من طريق السلمي أبي عبد الرحمن وهو متهم بالوضع ومبتدع كبير وصوفي خطير فكيف يصححون سنداً هذا حاله ؟؟!!!

وهذه ترجمة مختصرة لهذا السلمي:

قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- : محمد بن الحسين أبو عبد الرحمن السلمي النيسابوري شيخ الصوفية ، وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم ،

تكلموا فيه وليس بعمدة

روى عن الأصم وطبقته وعنى بالحديث ورجاله وسأل الدارقطني.

قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان كان [غير ثقة وكان] يضع الأحاديث للصوفية.

انظر لسان الميزان(5/140-الطبعة الهندية). وما بين القوسين زيادة من تاريخ بغداد(2/248)


فكيف يصحح هؤلاء سنداً من طريق صوفي وضاع مبتدع ؟؟!!


الوجه الثاني: على فرض صحة السند فلا دلالة فيه على فضيلة لكل من كثر مشيعوه، بل المراد أن أهل السنة مقبولون عند الخلق – بسبب قبول الله لهم- لذا يتسارع الناس إلى الصلاة عليهم.

وليس معناه أن أهل البدع لا يصلى عليهم، أو أنه قد لا يكثر مشيعوهم.

وهذا القول عن الإمام أحمد فيه نظر من حيث الواقع .

فبعض أهل السنة ممن هو مشهور بها ، داع إليها ؛ لم يحضر جنازته إلا القليل .

وعلى العكس فبعض الفسقة والمبتدعة بل والكفرة لهم جنازات مشهودة معلومة.

فكم من الناس شيع محمد الغزالي المصري ؟


وكم من الناس شيع النصيري حافظ الأسد ؟

وكذا جنازة بعض المغنين والمشاهير ممن يسمون فنانين وفنانات!!

الوجه الثالث: بل أبلغ من ذلك – إن كانوا يعقلون- كم من الناس حضر جنازة أبي ذر الغفاري –رضي الله عنه- وهل ما ورد في الحديث أنه يموت وحيداً يعتبر مثلبة له ؟؟؟

وكذا الإمام ابن جرير الطبري السلفي –رحمه الله- كم من الناس حضر جنازته ؟؟!!

وكذلك الإمام البربهاري رحمه الله.

فقول الإمام أحمد ليس على إطلاقه أبداً.


الوجه الرابع: أن المرء يزكيه عمله، وبما ظهر منه من قول وعمل واعتقاد فإنه يكون الثناء أو الذم، وليس بكثرة المشيعين..

نعم تكثير عدد المصلين على الميت له فضيلة شرعا، وكثرة المترحمين والداعين له فضيلة أيضاً، لكن مدار ذلك على حقيقة الشخص، ومنزلته عند الله..

فمن كان رأسا في الشر والبدعة والضلال والخروج على أهل الإسلام، وله أثر كبير في الفساد والخراب لا ينفعه لو شيعه الملايين في تلميع صورته، بل هو مذموم..

والله أعلم

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
23/ 8/ 1440هـ


الساعة الآن 09:01 AM.

powered by vbulletin