منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   منبر كشف مخططات أهل الفتن والتشغيب والتحريش بين المشايخ السلفيين (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   تنبيه على نفس خارجي عند عبدالله آل بونجار الجزائري (http://m-noor.com//showthread.php?t=18508)

أسامة بن عطايا العتيبي 01-12-2023 04:08 PM

تنبيه على نفس خارجي عند عبدالله آل بونجار الجزائري
 
تنبيه على نفس خارجي عند عبدالله آل بونجار الجزائري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على مقال كتبه عبدالله آل بونجار الجزائري يهيء فيه لعقيدة الدواعش المبنية على تكفير رجال الجيش والشرطة، تحت دعوى أن العالم المجتهد يحق له أن يكفرهم!

فجعل هذه القضية وهي تكفير جيوش الدول الإسلامية التي تحكم بالقوانين الوضعية مما يسوغ تكفيرهم من العالم المجتهد، وهذا إفك وزور وبهتان، لا نعلم عالما قال به، وإنما هو من عقيدة الخوارج الذين أجمع العلماء على فساد معتقدهم، وهذه القضية من الأمور الفارقة بين أهل السنة وبين الخوارج والدواعش..

قال بو نجار: "عجبت للسلفيّين يحاولون تبريء الشيخ - بشهادات- من تهمة تكفير الجيش وتحريم أموالهم..
الحقيقة هذا أمر طيّب والله .. لكن يا إخوة: الذي لا يجب أن ينسى ويغفل عنه هو أن الشيخ عالم مجتهد قد بلغ درجة الاجتهاد !!! مثله مثل من ثبت عنه تكفير من لم يحكم بما أنزل الله مطلقا من العلماء السلفيين؛ دون أن أتطرق لذكر الأسماء.. لذلك!! حتى وإن أفتى بكفرهم وحرمة أموالهم* فنحن على يقين أن هذا نابع عن اجتهاد، اجتهاد مبنيّ على قواعد وأصول سلفية، لا عن شهوة وهوى متّبع وقواعد بدعيّة حزبيّة.. نعم.
احفظوا هذا يا رعاكم الله".

التعليق على كلام هذا الخارجي:

كلامه باطل لا وجه له شرعا، وهو افتراء على أهل العلم والسنة، وهذه القضية ليست موضع خلاف ولا اجتهاد بين أهل السنة.

ولا يوجد عالم سلفي يكفر أعيان من يحكم بغير ما أنزل الله بدون ضوابط شرعية كما يفعله الخوارج المارقون.

نعم اختلف العلماء في حكم الفعل (وهو تحكيم القوانين الوضعية الموجود في بعض الدول) هل هو من الكفر الأكبر أو الأصغر، ومع خلافهم في هذه القضية فلم يحفظ عن أحدهم أنه نزل الحكم على المعين بدون ضوابط شرعية.

ومثل ذلك القول بخلق القرآن مع اتفاق السلف (وليس اختلافهم) على القول بكفر هذا القول، إلا أن الإمام أحمد لم يكفر الخليفة المعتصم بالله مع قوله بخلق القرآن، وإلزامه الناس به، وتعذيبه وسجنه للإمام أحمد عليه، لكنه عذره بالجهل، وترحم عليه، وعفا عنه.

ففرق عند أهل السنة بين الحكم على الفعل، والحكم على الفاعل.

فالحكم بتكفير المسلمين في الجيش الجزائري بسبب أن بعض العلماء قالوا بكفر من حكم بالقوانين الوضعية لا يعرف عن عالم مجتهد، بل من يفتي بذلك دل على أنه سافل في العلم، عظيم الجهل، متعالم، خارجي مارق، لا يصلح للفتوى.

ولو افترض أن الشيخ فركوسا -وحاشاه- كفر الجيش الجزائري فإن أهل السنة لا يترددون في الحكم بأنه خارجي مارق، وداعشي مجرم، ولا يوجد عندهم شك في ذلك، ولا نزاع في هذه القضية، فهي ليست موضع تردد ولا نقاش..

ونعيذ بالله أن يتهم عالم سلفي كبير مثل الشيخ فركوس بهذه النحلة الباطلة، فهو عالم سلفي، ومعروف برده وإبطاله لمذهب الخوارج والدواعش، وضد هذا المنهج التكفيري الخبيث..

إن الصعافقة هؤلاء وبال على من يدافعون عنه، ولا يفتؤون يشوهون سمعته بمثل هذه المقالات الخبيثة، والتبريرات البدعية السخيفة..


والمعروف عن الشيخ فركوس حفظه الله أنه يحكم بإسلام الدولة الجزائرية، ولا يكفر جيشها، ولا يحرم أموالهم، ولا يحرم العمل بالجيش مطلقا، ولكنه يحذر من أي عمل فيه مخالفة للشرع، فمتى ما عمل المسلم عملا مخالفا للشرع دون اضطرار، وكذلك عند القدرة على ترك المنكر فإنه آثم بعمله هذا حتى لو كان في مجال الدعوة والإمامة والأذان والتجارة والزراعة والصناعة والأمن وغير ذلك، فالحكم يدور مع علته وجودا وعدما.

فأنصح هؤلاء المتعالمين بترك تعالمهم، وبالتوبة إلى الله من هذا الباطل، وأن يعرفوا للعلماء حقهم، وأن يتركوا البدع والمحدثات بل يرجعوا للعلماء في هذه الأمور المشكلات، ولا يرجعوا للجهال والإمعات وأصحاب الفتن والأهواء.

والله أعلم

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
19/ 6/ 1444هـ


الساعة الآن 10:38 PM.

powered by vbulletin