منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   بيان ثبوت اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك لا يجيز الاحتفال بالمولد (http://m-noor.com//showthread.php?t=18005)

أسامة بن عطايا العتيبي 11-10-2019 07:47 PM

بيان ثبوت اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك لا يجيز الاحتفال بالمولد
 
بيان ثبوت اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك لا يجيز الاحتفال بالمولد


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:


فقد تكرر على لسان بعض المشايخ أنه لم يصح تحديد اليوم الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا فيه نظر، ومع ذلك فمع صحة يوم الولادة لا يعني ذلك جواز الاحتفال بالمولد لأنه بدعة منكرة، أحدثها الزنادقة العبيديون في القرن الرابع أو الخامس الهجري، هذا مع ما يصاحب الاحتفال بالمولد من شركيات واختلاط وبدع وموبقات تغضب الله عز وجل، ومما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبرأ من فاعليه.


والذي عليه جمهور العلماء أن يوم مولده صلى الله عليه وسلم كان يوم الإثنين، الثاني عشر من ربيع الأول، من عام الفيل..


وفي هذا التاريخ وهو يوم الإثنين، الثاني عشر من ربيع الأول حدثت عدة أمور أهمها خمسة:


أولاً: مولده صلى الله عليه وسلم.


ثانيا: بعثته صلى الله عليه وسلم (وتحتاج مزيد بيان ودفع إشكال).


ثالثاً: الإسراء والمعراج.


رابعا: هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.


خامسا: وفاته صلى الله عليه وسلم.


أما كون هذه الحوادث يوم الإثنين فلعدة أدلة:


الدليل الأول: روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين؟ قال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت - أو أنزل علي فيه -» .


الدليل الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ولد نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم يوم الإثنين، وخرج من مكة يوم الإثنين، ودخل المدينة يوم الإثنين، وكانت بدر يوم الإثنين، وتوفي يوم الإثنين صلى الله عليه وآله وسلم وشرف وكرم». رواه أحمد، وابن جرير في تاريخه، والطبراني، والبيهقي في دلائل النبوة، وابن عبدالبر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (1/ 31)، وابن عساكر وغيرهم من طريق ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما به، وسنده حسن، ورواه عن ابن لهيعة جماعة منهم قتيبة بن سعيد وروايته عن ابن لهيعة صحيحة، واللفظ له.

الدليل الثالث: عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم، أنهما قالا: «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفيل، يوم الإثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث، وفيه عرج إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات صلى الله عليه وسلم».
رواه ابن أبي شيبة، ومن طريقه الجورقاني في الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/ 267رقم122) عن عفان، عن سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا، عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبدالله بن عباس به، وهذا إسناد صحيح متصل.
وقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية، وابن ناصر الدين في جامع الآثار وسقط من سنده عندهما «سليم بن حيان» لذلك حكم ابن كثير بانقطاعه.

فتبين مما سبق أن يوم الإثنين يوم مخصوص بعدة حوادث ابتداء من ولادته صلى الله عليه وسلم فيه، واختتاما بوفاته صلى الله عليه وسلم، مرورا ببعثته، ونزول القرآن عليه، وعروجه إلى السماء وهجرته فيه ووصوله المدينة فيه، وعلى ما ورد إنه يوم غزوة بدر.

وفي أثر جابر وابن عباس رضي الله عنهم تحديد اليوم بيوم الثاني عشر من ربيع الأول، وهذا ظاهر في يوم ولادته، ومقطوع به في يوم وفاته.

وهو ظاهر الرواية في يوم بعثته، وليلة الإسراء والمعراج، ويوم هجرته.

ومعلوم أن نزول القرآن كان يوم في رمضان، ولذلك إما أن يقال بتوهيم الرواية، وإما أن يجمع بينهما بأن يقال: يراد بالبعثة في كلام جابر وابن عباس رضي الله عنهما هو بداية الرؤيا الصالحة، وتكون استمرت ستة أشهر وبعدها نزل عليه جبريل وهو في غار حراء، وتلا عليه القرآن أول سورة العلق، وهذا ما رجحه جماعة من العلماء منهم ابن ناصر الدين الدمشقي.

ومع تنويه النبي صلى الله عليه وسلم بيوم الإثنين، وما حصل فيه من الحوادث فإنه لم يحتفل صلى الله عليه وسلم بيوم الإثنين، بل كان يصومه ويصوم يوم الخميس وهما يومان ترفع فيهما الأعمال..

كذلك لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بيوم ولادته يوم الثاني عشر من ربيع الأول، ولم يرشد أمته لذلك، ولم يخصه بعبادة سنوية، وإنما يتعلق بصيامه كل أسبوع مع يوم الخميس.

وكذلك لم يحتفل الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولا من جاء بعدهم من التابعين وأتباعهم وأئمة الحديث والسنة، ولم يذكر لهذا الاحتفال أثر، ولا نعلم أنه دار في خلد بشر من القرون الفاضلة، حتى نشأت دولة الباطنية الزنادقة العبيديين المنتسبين زورا لفاطمة رضي الله عنها، فجاؤوا بسب الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ولعنهم، حتى كتبوا لعن أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- على أبواب المساجد، واستباحوا المحرمات، وفعلوا الشركيات والمنكرات، ولإظهار نفاقهم وأنهم أهل شريعة اخترعوا الاحتفال بالمولد النبوي، واخترعوا للناس تعظيم القبور، وتقديسها، والاستغاثة بالأموات، وحج المشاهد، وشد الرحال لزيارة القبور والاستغاثة بالمقبور، وغير ذلك من البدع والمحدثات للمكر والخداع.

فلا حجة لأحد في الاحتفال بالمولد النبوي سواء عرف تاريخه (يوما وشهرا) أو لم يعرف، ولا الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، ولا بالهجرة، ولا بالبعثة، ولا بالوفاة!

فنعوذ بالله من البدع وأهلها، ونسأله تعالى الثبات على الهداية حتى الممات..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
13/ 3/ 1441هـ


الساعة الآن 08:54 AM.

powered by vbulletin