منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   لا ينبغي حك الجبهة بالأرض حرصا على إظهار أثر السجود (http://m-noor.com//showthread.php?t=17833)

أسامة بن عطايا العتيبي 11-24-2018 12:16 PM

لا ينبغي حك الجبهة بالأرض حرصا على إظهار أثر السجود
 
لا ينبغي حك الجبهة بالأرض حرصا على إظهار أثر السجود

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن أثر السجود في الجبهة هو حالة طبيعية بسبب كثرة السجود، وليست هذه علامة الصدق والإيمان، وليست مقصودة لذاتها.

يقول تعالى: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} وقد اختلف العلماء في المراد بالسيما هنا على عدة أقوال:

فمنهم من قال إنه يوم القيامة، وأن موضع السجود يكون أشد نورا وبياضا من غيره.

ومنهم من قال هو في الدنيا، وفسروه على معان :

1- هو السمت الحسن والخشوع والتواضع.

2- هو ما يعلق في الجبهة من أثر التراب أو الطين لما يسجد المصلي على التراب، فيظهر الأثر في الوجوه.

3- الصفرة وأثر السهر والتعب يظهر على وجوههم بسبب قيام الليل.

وجميع المعاني السابقة في الدنيا والآخرة حق وتنطبق على أهل الإسلام.


* ومن يكثر السجود من أهل التوحيد أو حتى أهل الشرك الذين يسجدون لأصنامهم أو يسجدون للقبور تظهر فيهم علامة السجود في الجبهة، لكن لا يظهر الخشوع والتواضع ولا السمت الحسن الصادق إلا على أهل الإيمان، كذلك النور والضياء في الوجوه يوم القيامة يكون لأهل التوحيد.

قال منصور بن المعتمر: قلت لمجاهد {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} [الفتح: 29] أهو أثر السجود في وجه الإنسان؟ فقال: " لا إن أحدهم يكون بين عينيه مثل ركبة العنز وهو كما شاء الله، يعني من الشر، لكنه الخشوع ". رواه ابن جرير في تفسيره والبيهقي واللفظ له بسند صحيح.


* من المشروع في الصلاة تمكين الجبهة من السجود، مع تخفيف هذا التمكين بحيث يخف الضغط على الجبهة.

فيجب السجود على سبعة أعظم هي: الجبهة والأنف، واليدان، والركبتان، والقدمان.

فمن سنن السجود سنة للتمكين وهذا يظهر في وضعية القدمين في السجود فيثني أصابع قدميه تجاه القبلة ويرص قدميه، وبهذه الصفة يشتد الضغط على الجبهة، فيأتي دور سنة أخرى وهي الاعتماد على الكفين وأصابعهما ممدودة تجاه القبلة مع المجافاة فيخف الضعط على الجبهة.

فمن فوائد مجافاة اليدين هو الاتكاء على اليدين في السجود بحيث يخف الضغط على الجبهة.

عن حبيب بن أبي ثابت، قال: شكوت إلى مجاهد الأثر بين عيني، فقال لي: «إذا سجدت فتجاف». رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح.


وقد كره جماعة من السلف وجود الأثر في الجبهة، والذي يظهر لي هو توجيه لعدم الحرص على الاتكاء على الجبهة بحيث يخف الضغط على الجبهة، وإلا فكثرة السجود تولد أثرا طبيعيا، لكن بسبب حك الجبهة بالأرض أو شدة الضغط يظهر الأثر بشدة.

وهذه بعض الآثار في الباب:


عن حميد بن عبد الرحمن قال: كنا عند السائب بن يزيد إذ جاءه الزبير بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف فقال: " قد أفسد وجهه والله ما هي سيماء والله لقد صليت على وجهي مذ كذا وكذا ما أثر السجود في وجهي شيئا ". رواه البيهقي بسند صحيح.


عن أبي الشعثاء قال: كنت قاعدا عند ابن عمر، فرأى رجلا قد أثر السجود في وجهه، فقال: «إن صورة الرجل وجهه، فلا يشين أحدكم صورته» رواه ابن أبي شيبة وغيره بسند صحيح.



عن يزيد بن الأصم، قال: قيل لميمونة: ألم ترى إلى فلان ينقر جبهته بالأرض يريد أن يؤثر بها أثر السجود، فقالت: «دعه لعله يلج»!! رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح.

ومع ذلك فوجود الأثر في الوجه ليس منكرا ولا محرماً، لكن يكون متبعا للسنة كما سبق ذكره.


عن أبي إسحاق قال: «ما رأيت سجدة أعظم منها» يعني سجدة ابن الزبير رواه ابن أبي شيبة وسنده صحيح.

وعن الحسن، قال: «ما رأيت ما يلي الأرض من عامر بن قيس مثل ثفن البعير». رواه ابن أبي شيبة بسند صحيح.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
16/ 3/ 1440هـ



أسامة بن عطايا العتيبي 11-07-2019 11:41 AM

للرفع


الساعة الآن 08:33 PM.

powered by vbulletin