منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   من قديم مقالاتي: "نظرية المؤامرة" بين الوهم والحقيقة والإفراط والتفريط (http://m-noor.com//showthread.php?t=16939)

أسامة بن عطايا العتيبي 02-07-2016 09:52 PM

من قديم مقالاتي: "نظرية المؤامرة" بين الوهم والحقيقة والإفراط والتفريط
 
من قديم مقالاتي: "نظرية المؤامرة" بين الوهم والحقيقة والإفراط والتفريط


الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

فمن العبارات الَّتِي تكاثر تواردها عَلَى ألسنة الناس من صحفيين ومحللين ومفكرين وغيرهم عبارة "نظرية المؤامرة" وَالَّتِي يراد بها أن الأمر الظاهر وراءه أمور خفية لا تظهر للناظر لأول وهلة، وقد تتبين بعد حين أو من خلال القرائن والوقائع المحيطة بذلك الأمر.

وقد انقسم الناس فِي موقفهم من تلك النظرية إِلَى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:
الرافض لنظرية المؤامرة، والذي ينفيها بإطلاق، ويرى أن القول بها انهزامية وهروبٌ من الواقع، وتعلق بخيالات وأوهام.

ويقول بهذا القول كثير من الليبرالية والمستغربين والمغفلين وبعض المفكرين!!

القسم الثاني: المستسلم لنظرية المؤامرة، والذي يعلق بها جميع آماله وأوهامه، ولفرط إحساسه بها، وشدة غلوه فيها تجده كالمجنون فِي طرحه وتحليله، ومتغافل عن الحقائق والوقائع، متعلق بالوهم والخيال.

ويقول بهذا القول كثير من الأحزاب المنتسبة للإسلام، وكثير من الرافضة ونحوهم من الشيعة، وكثير من المغفلين وبعض المفكرين!!


القسم الثالث: أهل الوسطية والاعتدال، أهل الحق والاتباع، أهل السُّنَّة والجماعة، ومن وافقهم فِي ذَلِكَ من المفكرين والساسة، الَّذِينَ يدركون مكائد الأعداء، ويحتاطون لمؤامراتهم، ولا يعلقون آمالهم عليها، ولكن يربطون الماضي بالحاضر، والقديم بالحديث لفهم القضية، وإيجاد الحلول المناسبة المتوافقة مع الواقع..


ويتبين صواب القسم الثالث بما يلي:



أولاً: إن الله سبحانه وَتَعَالَى لما خلق آدم؛ حسده إبليس، وأضمر عداوته، واستعد لكيده والمكر به، وعقد العزم عَلَى مؤامرة قَالَ فيها: "لَئِنْ سُلِّطْتُ عليه لأُهْلِكَنَّهُ، ولئن سُلِّطَ علي لأَعْصِيَنَّهُ" ، فلما أمر الله الملائكته بالسجود لآدم عصى إبليس وأبى واستكبر، وأظهر عداوته المضمرة ، وصاح بصوته: { قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}، { قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}


وَقَالَ تَعَالَى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} إِلَى قولهِ: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} إِلَى قَولهِ: { يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}


فإبليس وَهُوَ معدن كل شرٍّ أعلن بمؤامرة مستمرة عَلَى بني آدم لإضلالهم وإغوائهم عن طريق الاستقامة لصدهم عنه وإبعادهم عن الهدى..

وقد تبع إبليس من عَلَى شاكلته من الجن والإنس :


قَالَ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} .



ثانياً: قد ذكر الله فِي كتابه أن أعداء دينه يمكرون برسله وأوليائه، ويعملون الكيد والمكر ليلاً ونهاراً، لا يكلّون ولا يَمَلُّون، ويتآمرون لإطفاء نور الله، وإبطال دينه وشريعته..


قَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32) أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ}

وَقَالَ تَعَالَى: { وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}

وَقَالَ تَعَالَى: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}


وقَالَ تَعَالَى: { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}

وَقَالَ عز وجل: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}

وَقَالَ: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}


وقَالَ تَعَالَى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }


ثالثاً: فِي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكر الكفار واليهود والنصارى والمنافقين برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الشيء الكثير..


فمكر المشركين فِي مكة ظاهر ومعروف، حَتَّى وصل مكرهم إِلَى الحبشة وهم يلاحقون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين إليها..

وكذلك مطالبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالمداهنة، وعرض الأموال والنساء والرئاسة ليسكت عن بيان الحق والهدى

قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}


وكذلك تدبيرهم لقتله صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته إِلَى المدينة بما هُوَ معروف فِي كتب السيرة والتاريخ..


وكذلك حربهم للنبي صلى الله عليه وسلم فِي المدينة، وعقد المؤامرات مع اليهود وبقية أهل الشرك كما حصل فِي غزوة الأحزاب (الخندق) .

وكذلك تخطيط بعض مشركي مكة لقتل النبي صل الله عليه وسلم وَهُوَ فِي المدينة.

وكذلك تخطيط اليهود لقتل النبي صلى الله عليه وسلم وآخره مَا قام به بنو قريظة يوم الأحزاب..


وكلك تخطيط المنافقين لقتل النبي صلى الله عليه وسلم منصرفه من تبوك ..

وقد كتبت فِي ذَلِكَ مقالاً مستقلاً فانظره هنا:

http://m-noor.com/showthread.php?t=18068

وفي التاريخ من القصص والعبر مَا فيه معتبر ومُدَّكَرٌ.

ومن أشهرها مؤامرة من تآمر مع أبي لؤلؤة المجوسي لقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وتبعته مؤامرة عبدالله بن سبإ اليهودي الَّذِي تظاهر بالإسلام فِي عهد عمر رضي الله عنه، ثم أعمل الفتنة فِي عهد عثمان وتبعه بعض أهل الفتنة من مصر والعراق حتى انتهت تلك المؤامرة بقتل عثمان رضي الله عنه، ثم حصول القتال بين الصحابة رضي الله عنهم، ثم خروج الخوارج الَّذِينَ خَلَفَهُمْ فِي زمننا تنظيم القاعدة بقيادة الخارجيين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ثم ما تولد بعد ذلك من تنظيم داعش..

فالمؤامرات من أهل الكفر والإشراك بأهل الإسلام ظاهرة ومعروفة، وأصبح من المسلمات لدى الناس مَا يقوم به اليهود من مؤامرات يكيدون بها الأمم الأخرى، ووضعوا لها القواعد والأطر العامة وسموها بروتوكولات حكماء صهيون..

وكذلك مؤامرات أهل الضلال والانحراف من المنسبين لأهل الإسلام، وما يكيدون به أهل السُّنَّة والحق مَا هُوَ معلوم ومعروف..

ومن أعظم أصحاب المؤامرات ممن يدعي الإسلام الرافضة ولهم بروتوكولات حكماء قم !! يكيدون بها، ويعقدون المؤامرات لضرب أهل السُّنَّة حيثما كانوا..


وَلَيْسَ ذَلِكَ خاصاً بالرافضة بَلْ غيرهم من أهل البدعة والضلال يمكرون بغيرهم من المخالفين كما يمكرون بأهل السُّنَّة والجماعة...

ومع ظهور الأحزاب والجماعات فِي عصرنا ازدادت المؤامرات، وأصبح كل حزب يمكر بالآخر، ويعقد المؤتمرات والاجتماعات للكيد بغيرهم..




فقضية المؤامرة من حَيْثُ أصل وجودها، ومن حَيْثُ بدهية وأبدية الصراع بين الحق والباطل، والصراع حول المصالح والمطامع الدنيوية أمر معروف وظاهر ولا يجوز لعاقل أن يغفله وينساه أو ينكره ... ولكن....


كيف نتعامل مع نظرية المؤامرة؟


إن مَا سردته سابقاً لا يجوز أن يتخذ ذريعة لتحميل الغير أخطاءنا، أو اليأس من مواجهة المؤامرة، وإبطال مكر وكيد العدو ..


وكذلك لا يجوز أن يتخذ سيفاً يواجه به الشخص خصمه ومخالفه ومنافسه إِذَا قام بعمل لا يتوافق مع رأيه ومنظوره مما لَيْسَ قطعياً ونحوه فِي الشرع..


ولا يتخذ شماعة نعلق عليها أخطاءنا وسوء تصرفاتنا، وعدم إتقاننا لعملنا، وكذلك لا يتخذ شماعة نعلق عليها آمالنا بِنُزُولِ المهدي أو عيسى عليه السلام ليقضي عَلَى تلك المؤامرات!!!

فالواجب أن نستفيد من نظرية المؤامرة فِي معرفة أعدائنا، وربط الأحداث والوقائع بعضها ببعض، ودراسة الأمر من جميع جوانبه، واتخاذ الحلول المناسبة والمتوافقة مع المعطيات والإمكانيات ..

فَفِقْهُ واقع القضية، ومعرفة ملابساتها، والقرائن المحتفة بها، مع معرفة الأحكام الشرعية، والحدود المرعية هُوَ الحل الأمثل والناجح لوقف مؤامرة العدو، والتقليل من الخسائر، بَلْ وتحقيق الفوز والنجاح..


الواقع الأليم

فقضايا المسلمين اليوم، وما يحصل فِي العراق وسوريا واليمن فلسطين ولبنان وليبيا وغيرها إِذَا تعامل معها القادة والساسة والصحفيون ونحوهم بالنظرة الوسطية الَّتِي تدرك قضية المؤامرة، وتحسن التعامل مع الوقائع والحقائق، وتحذر من كيد العدو ومكره، وتوازن بين المصالح والمفاسد، وتحكم الشريعة لحلها لتحسن كثير من الواقع، ولضعف مكر العدو وأبطل أكثره { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}


والله أعلم وصلى الله وسلم عَلَى نبينا محمد

كتبه أسامة بن عطايا العتيبي.

نشرته قديما بتاريخ 27/ 6/ 1428هـ
وأعدته بشيء من التعديل اليسير بتاريخ 27/ 4/ 1437 هـ


أحمد بن صالح الحوالي 02-08-2016 07:09 AM

جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً


الساعة الآن 12:09 PM.

powered by vbulletin