منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   منبر كشف مخططات أهل الفتن والتشغيب والتحريش بين المشايخ السلفيين (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=104)
-   -   استخدام لفظ "فاسق" في الشخص الذي يؤيد الصعافقة مرتكبا بعض الكبائر (http://m-noor.com//showthread.php?t=17829)

أسامة بن عطايا العتيبي 11-20-2018 03:46 PM

استخدام لفظ "فاسق" في الشخص الذي يؤيد الصعافقة مرتكبا بعض الكبائر
 
استخدام لفظ "فاسق" في الشخص الذي يؤيد الصعافقة مرتكبا بعض الكبائر

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فأولاً: الفسق هو الخروج عن طاعة الله بالمعصية.

وقد تكون المعصية كفراً، فيكون الفسق أكبر كما وصف الله الكفار والمنافقين بالفاسقين.

قال تعالى في قوم نوح المشركين: { وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } [الذاريات: 46].

وقال تعالى في قوم لوط الكافرين: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} [الأنبياء: 74].

وقال تعالى: {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ وقال تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ } [النمل: 12].

فوصف فرعون وقومه بالفسق مع كونهم كفارا.

وقال في المنافقين: { قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ } [التوبة: 53]

فهذا هو الفسق الأكبر.

أما إطلاق لفظ فاسق على المسلم فهذا لكونه خرج عن طاعة الله بالمعاصي غير المكفرة.

والمقصود بالمعاصي التي يوصف صاحبها بالفسق هي ارتكاب كبيرة من الكبائر فأكثر، أو الإصرار على الصغائر، ويشترط لإطلاق الفاسق على المسلم أن يكون مقارفا للذنب أو لم يتب منه. أما إن تاب فيرتفع عنه وصف الفسق.

شروط التفسيق: العلم بأنها كبيرة أو صغيرة ويتعمد فعل الكبيرة والإصرار على الصغير، وليس مكرهاً، ولا متأولاً، ولا ناسيا ولا ساهياً.

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».

في موقع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: مفهوم الفاسق عند أهل السنة

أكد معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ، أن تعريف الفاسق – ومفهومه عند أهل السنة - : هو الخارج عن طاعة الله ، لأن الفسق في اللغة هو : الخروج عن طاعة الله ، والفاسق عند أهل السنة والجماعة : هو من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب دون الشرك ، فهو يُسَمّى فاسقًا ساقط العدالة ، لا تقبل شهادته ولا يُقبَلُ خبره ، وأنه ليس بكافر ، بل هو مؤمن ولكنه ناقص الإيمان ، لا تقبل شهادته ولا يعتبر عدلاً حتى يتوب إلى الله – عز وجل – مما ارتكب ، ثم تعود إليه العدالة ، كما قال – سبحانه وتعالى - : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) . انتهى.

فالكبائر مثل الكِبْر، وشرب الخمر، والكذب، والبهتان، والغيبة، والنميمة، والزنى، والسرقة، وأكل الربا، والظلم البيّن.

والإصرار على الصغائر كالنظر للمحرمات، وسماع الموسيقى، ولمس الأجنبية بشهوة، والاختلاط المحرّم..

وبعد:

فاليوم في خِضَمّ فتنة الصعافقة رأينا بأعيننا الكذب وهو يمشي على رجلين كما يقال، ورأينا المكر والكيد بالسلفيين، ورأينا التحريش والنميمة والغيبة والبهتان وهو يجري على ألسنة الصعافقة بشكل مهول.

ولا يسعنا في مقابل ذلك أن نسكت عن وصفهم بالأوصاف الشرعية.


لذلك الذي أختاره أنا ديانة، وأعتقده مناسبا في المقام وصف الشخص الذي يظهر من كلامه الكذب الصريح، أو النميمة أو الغيبة أو أي مفسق لم يتب منه أني أصفه بالفاسق عند تحقق ذلك فيه، وليس من باب سبه أو النكاية به أو المقابلة للإساءة بل من باب الوصف الشرعي، ليكون التعامل معه على بينة.

هذا تقرير مختصر..

لكن لا نطلق ذلك على من نقل كلاما يظنه صدقا فهذا لا نصفه بالفسق إلا إذا علمنا أنه يعلم أنه كذب وينشره فهو كمن كذب سواء بسواء.

وكذلك العوام نترفق بهم، ولا نكثر من استخدام الفاسق في حقه -وإن كان يستحقه شرعا- من باب ترغيبه وعدم تنفيره..

أما المعاند، والمعروف بفتنه وتشغيبه فهذا نطلق عليه الوصف الشرعي حتى يعرف عظيم جرمه، وحتى يحذر الناس منه.

والله الموفق

تنبيهان:

1- الفسق نوعان:
فسق تصريح، وهو الذي سبق الكلام عنه.
وفسق تأويل. وهو من فعل أمرا مفسقا ظنا جوازه لشبهة.

فمن ارتكب فسق التأويل نزيل عنه الشبهة قبل الحكم بفسقه، فإن أصر فله حكم فاسق التصريح.

2- البدعة نوعان:

أ- بدعة مفسقة. وهذه داخلة في ضمن فساق التأويل، فمن كانت بدعته ظاهرة كالخوارج عند الجمهور ومرجئة الفقهاء فهؤلاء مبتدعة، وهم فساق تأويل.

ب- بدعة مكفرة كبدعة الجهمية ، وكذلك الخوارج على قولٍ، فمن كانت بدعته ظاهرة حكم بأنه كافر تأويل، فإن أقيمت عليه الحجة وأصر يحكم بكفره الصريح.

وهذه القضية فيها تفصيلات وتطويلات ومناقشات، وموضوعنا ليس مناقشة قضية فساق التأويل، أو كفار التأويل، ولكن نبهت عليه حتى لا يتفرع النقاش لقضية تبديع الصعافقة، والتي تكلمت عنها وتكلم عنها بعض المشايخ، فهي الآن ليست محل نقاش.

فالصعافقة خليط ومزيج، منهم من عنده بدعة ومندس بين السلفيين، ومنهم من هو فاسق متلبس بلباس السلفية لأغراض تجارية، ومنهم من هو جاهل مغفل.

وكلامي هنا عن الصعافقة وليس عن المشايخ الذين لم يعرفوا حقيقة الصعافقة بعدُ.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
12/ 3/ 1440هـ


الساعة الآن 11:36 AM.

powered by vbulletin