منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   الرد على استدلال الخوارج بحديث: "خير الشهداء..ورجل قام في وجه سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله" على جواز الخروج في المظاهرات (http://m-noor.com//showthread.php?t=17493)

أسامة بن عطايا العتيبي 11-15-2017 07:19 PM

الرد على استدلال الخوارج بحديث: "خير الشهداء..ورجل قام في وجه سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله" على جواز الخروج في المظاهرات
 
الرد على استدلال الخوارج بحديث: "خير الشهداء..ورجل قام في وجه سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله" على جواز الخروج في المظاهرات


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

ففي شهر 12 عام 2006 وردني هذا السؤال: "هناك من يستدل بقول النبي صلي الله عليه وسلم " خير الشهداء حمزه بن عبد المطلب , ورجل قام في وجه سلطان جائر , فأمره ونهاه فقتله " علي جواز الخروج في المظاهرات وغيرها من الأعمال المخالفه لما ورد في أحاديث تحريم الخروج علي الحكام نرجو من فضيلتكم الايضاح والجمع بين هذه الأحاديث. وجزاكم الله خيرا".

فكان مني هذا الجواب في تلك السنة:



إن النصوص الواردة في تحريم الخروج على السلطان قطعية الدلالة لا تحتمل تأويلاً ..

قال النبي –صلى الله عليه وسلم- ((من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات؛ مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقتل؛ فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده، فليس مني، ولست منه)) رواه مسلم في صحيحه(3/1477) عن أبي هريرة –رضي الله عنه-.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهنَّ: بالجماعة، وبالسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنَّهُ من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلى أن يرجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فإنَّهُ من جُثَاء جهنم)) فقال رجل: يا رسول الله، وإن صلى وصام؟ قال: ((وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله)) رواه الإمام أحمد في المسند والترمذي وابن خزيمة والحاكم وغيرهم من حديث الحارث الأشعري - رضي الله عنه - وهو حديث صحيح، صححه الترمذي، وابن خزيمة والحاكم وغيرهم

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه؛ فمات عاصياً، وأمة أو عبد آبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها يكفيها المؤنة فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم)) رواه الإمام أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد وابن أبي عاصم في السنة وابن حبان في صحيحه والحاكم وغيرهم من حديث فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - وهو حديث صحيح، صححه ابن حبان والحاكم وغيرهما، وحسنه ابن عساكر.


وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه))

وفي رواية: ((إنَّهُ ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان)) رواه مسلم في صحيحه(3/1479-1480رقم1852) من حديث عرفجة - رضي الله عنه -.


وعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال: إني سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((يُنصب لكل غادرٍ لواءٌ يوم القيامة))، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم يَنْصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه " رواه البخاريُّ في صحيحه(6/2603رقم6694-البغا).

قال الخطابي -رحمَهُ اللهُ- : "من خرج عن طاعة الجماعة، وفارقهم في الأمر المجمع عليه، فقد ضل وهلك".


وأما حديث : ((خير الشهداء حمزه بن عبد المطلب , ورجل قام في وجه سلطان جائر , فأمره ونهاه فقتله)) فهو حديث مختلف في صحته وقد حسنه الشيخ الألباني رحمه الله ، ولو قيل بضعفه فيغني عنه حديث : ((أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)).


وهذا الحديث لا يدل على جواز الخروج على ولاة الأمر، ولا شق عصا الطاعة، وإنما فيه الذهاب إلى ولي الأمر ومناصحته ..

وقد جاءت أحاديث أخرى تدل على أن نصيحة ولي الأمر تكون سراً منها:


عن عياض بن غنم -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليأخذ بيده، فإن سمع منه فذاك، وإلا كان أدى الذي عليه)) رواه أحمد وابن أبي عاصم في السنة والطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم وهو حديث صحيح.

عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما- أنه قيل له: ألا تدخل على عثمان لتكلمه؟ فقال: "أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم؟، والله لقد كلمته فيما بيني وبينه، ما دون أن أفتح أمراً لا أحب أن أكون أول من فتحه" متفق عليه.

وقال عبد الله بن أبي أوفى - رضي الله عنهما - : "عليك السواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك، وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه" رواه الإمام أحمد في المسند والطبراني وسنده حسن.

وقال ابن النحاس-رحمَهُ اللهُ- في تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين، وتحذير السالكين من أفعال الهالكين(ص/64) : "ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رؤوس الأشهاد، بل يود لو كلَّمه سراً، ونصحه خفية من غير ثالث لهما".

وأما ما يتعلق بالمظاهرات فقد كتبت مقالاً بينت فيه الأوجه الدالة على حرمها فانظره هنا:

http://m-noor.com/showthread.php?t=17492

والله أعلم.

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
26/ 2/ 1439 هـ


الساعة الآن 08:35 AM.

powered by vbulletin