منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   من الطب النبوي (استخدام الحناء في علاج بعض الأمراض) (http://m-noor.com//showthread.php?t=17555)

أسامة بن عطايا العتيبي 01-07-2018 05:40 PM

من الطب النبوي (استخدام الحناء في علاج بعض الأمراض)
 
من الطب النبوي (استخدام الحناء في علاج بعض الأمراض)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن الله عز وجل ما أنزل داء إلا وله دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا الهرم، والموت فلا دواء لهما.

وقد تنوعت الأدوية والعلاجات النبوية، فالعلاج بالقرآن، والرقية الشرعية، والأدعية المباحة، والعلاج بماء زمزم، والعلاج بالحبة السوداء، والعلاج بالعسل، والعلاج بالقسط، والعلاج بالسنا والسنوت، والعلاج بالحجامة، والعلاج بالفَصْد، والعلاج بالحناء، والعلاج بالعصابة(تعصيب الرأس مثلاً)، والعلاج بالكي مع كراهته، وغير ذلك من الأدوية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم أمته، {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4].

وأحببت في هذا المقال ذكر التداوي بالحناء، وهي نبات معروف، وكانت أزهاره -وتسمى الفاغية- أحب الرياحين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغالب ما يستخدمه النساء للزينة، ويستخدم عند الرجال والنساء في تغيير الشيب اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك.

عن سلمى أم رافع مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت: "كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قَرْحة ولا شوكة إلا وضع عليه الحناء".

وفي لفظ: "ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم قرحة ولا نكبة إلا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضع عليها الحناء". رواه الإمام الترمذي وابن ماجه وغيرهما بسند حسن.

القَرحة: الجرح.

النكبة: ما يصيب الإنسان من جرح أو رضة بسبب تعثره بحجر أو شيء.


وفي رواية عن سلمى رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى أحد منا رأسه قال: «اذهب فاحتجم»، وإذا اشتكى رجله قال: «اذهب فاخضبها بالحناء». رواه الإمام أحمد، والبخاري في التاريخ الكبير، وأبو داود، والحاكم، وغيرهم وسنده حسن.
وانظر تخريج الحديث في الصحيحة لشيخنا الألباني رحمه الله(رقم2059).

قال العلامة ابن القيم رحمه الله في الطب النبوي(ص: 66 فما بعدها) : "فإن الصداع إذا كان من حرارة ملهبة، ولم يكن من مداةٍ يجب استفراغها، نفع فيه الحناء نفعا ظاهرا،

وإذا دُقّ وضمدت به الجبهة مع الخل، سكن الصداع،

وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضمد به، سكنت أوجاعه،

وهذا لا يختص بوجع الرأس، بل يعم الأعضاء،

وفيه قبض تشد به الأعضاء، وإذا ضمد به موضع الورم الحار والملتهب، سكنه".

وقال : "ومن منافعه إنه محلل نافع من حرق النار،

وفيه قوة موافقة للعصب إذا ضُمّد به،

وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسُّلاق(1) العارض فيه،

ويبرىء القلاع(2) الحادث في أفواه الصبيان،

والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة،

ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين(3).

وإذا خلط نوره(4) مع الشمع المصفى، ودهن الورد، ينفع من أوجاع الجنب.

ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي، فخضبت أسافل رجليه بحناء، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه، وهذا صحيح مجرب لا شك فيه.

وإذا جعل نوره بين طي ثياب الصوف طيبها، ومنع السوس عنها".

وقال: "وحكي أن رجلا تشققت أظافير أصابع يده، وأنه بذل لمن يبرئه مالا، فلم يجد، فوصفت له امرأة، أن يشرب عشرة أيام حناء، فلم يقدم عليه، ثم نقعه بماء وشربه، فبرأ ورجعت أظافيره إلى حسنها.
والحناء إذا ألزمت به الأظفار معجونا حسنها ونفعها،

وإذا عجن بالسمن وضمد به بقايا الأورام الحارة التي تشرح ماء أصفر نفعها،

ونفع من الجرب المتقرح المزمن منفعة بليغة،

وهو ينبت الشعر ويقويه، ويحسنه،

ويقوي الرأس،

وينفع من النفاطات(5)، والبثور العارضة في الساقين والرجلين، وسائر البدن".


والله أعلم



كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
20/ 4/ 1439 هـ



معاني بعض الكلمات الغريبة:


(1) السُّلاق: بثور تخرج في اللسان، أو تعثر في أصول الأسنان.

(2) القلاع: التهاب يصيب سقف الفم والشفتين.

(3) دم الأخوين: نوع من النبات.

(4) نور الحناء: أي أزهاره.

(5) النفاطات: الفقاعات التي تخرج في الجلد كالتي تخرج بسبب سكب ماء حار ونحوه.


الساعة الآن 10:05 AM.

powered by vbulletin