منتديات منابر النور العلمية

منتديات منابر النور العلمية (http://m-noor.com//index.php)
-   المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام (http://m-noor.com//forumdisplay.php?f=5)
-   -   نصيحة لبعض الإخوة فيما يخص النازلة السودانية (http://m-noor.com//showthread.php?t=18690)

أسامة بن عطايا العتيبي 11-01-2025 04:50 PM

نصيحة لبعض الإخوة فيما يخص النازلة السودانية
 
نصيحة لبعض الإخوة فيما يخص النازلة السودانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فهذا تعليق كتبته على فيديو نشره أحد الإخوة حول ما يقال إنه مجزرة من الجيش في الدعم السريع:

أخي الكريم، انتبه، وكن حذرا، ولا تنخدع بألاعيب الإخوان، وكذلك بألاعيب من يتخذ الإخوان شماعة لنشر الإرهاب والفساد:

أولا: المقطع لعملية عسكرية بين الجيش السوداني، وجنود الدعم السريع في المعارك الدائرة بينهم، وهذا تصوير للمقاتلين الخوارج من الدعم السريع كما هو ظاهر.

فليس هو لنساء ولا لأطفال، ولا لأشخاص آمنين مسالمين.

وهذه المناظر رأيناها في اليمن وفي ليبيا وفي غيرها حتى قتلى داعش وتنظيم القاعدة يلبسون اللباس المدني، ويقاتلون المسلمين، فيتم قتلهم.

فانتبه لهذه القضية.

ولا يعني عدم وجود خطأ في بعض الحالات، فهذا يحصل لأشد الجيوش انضباطا ودقة كما تعلم.

ثانيا: أن مجازر الدعم السريع، وقتلهم المتعمد للأبرياء من الرجال والنساء والأطفال عادة عندهم من أيام البشير، وفعل منهجي بأوامر قيادتهم، حتى صرح بعض قادتهم (عبدالرحيم أخو حميدتي) : لا نريد أسرى، اقتلوهم جميعا.

وهذا لا يخص الرجال بل حتى النساء والأطفال، وهذا ظاهر جدا، وقد صوروه يتباهون به، واعترفوا ببعض مجازرهم، وزعموا أنهم قبضوا على بعض مرتكبيها، وزعموا كذبا وزورا أنهم ليس معهم، وهو كان يصور بين جنودهم، وأمام قادتهم!!

فإرهاب الخوارج في الدعم السريع ليس موضع نقاش، ولا تشكيك بسبب وجود صور وفيديوهات مفبركة، فالشمس لا تغطى بالغربال، والباطل لا يزيل الحق الواقع.


ثالثا: الإخوان هم من أسباب اشتعال الفتنة بين الجيش والدعم السريع انتقاما لنظامهم البائد، ولذلك هم يهدفون إلى استمرار الفتنة، ويستمرون في تخوين حكام المسلمين عدا قطر وتركيا ونحوهما كما هو معلوم.

وتشويههم للسعودية، وللإمارات، وللمشير حفتر بسبب أن هؤلاء ضد الإخوان المفلسين.

وهم يستغلون علاقة الإمارات بالدعم السريع، ودفاع بعض القنوات الرسمية بأن تدخلهم في السودان لحماية استثماراتهم-كما قالته (كتبي) علانية-، وهجوم ضاحي خلفان على الجيش ورئيس السودان كما فعل سابقا في دعمه الانفصال الجنوبي وهجومه على عبدربه منصور هادي.

فتوجد خلافات علنية وظاهرة بين الرئاسة السودانية وجيشها من جهة وبين دولة الإمارات من الجهة الأخرى، لذلك نجد الهجوم من كتاب ومسؤولين إماراتيين على الجيش ورئيس السودان، وكذلك حلفاؤهم من أعضاء المجلس الانتقالي كذلك يقفون معهم، وكذلك كثير من المغردين الذين لا يعرفون حقيقة المشكلة بين الجيش السوداني والإمارات، متخذين قضية الكيزان والإخوان ذريعة لتغميض أعينهم عن الحقيقة، والاصطفاف الأعمى ضد الجيش السوداني.

فالإخوان يستغلون هذا لتصفية حساباتهم مع الإمارات.

رابعا: هذه الحملة من الإخونج، ومن بعض المسؤولين في الإمارات، وشبكات الصيني الالكترونية يظهر أنه إشغال الأمة عن أحداث تدار بالخفاء، والتغطية على مصيبة عظيمة تحتاج إلى تأمل، كما هي عادة قناة الجزيرة ومن يسلك سبيلهم من أصحاب الأجندات المنكرة في تويتر.

فالرجاء عدم الانسياق خلف هذه الحملات المضللة.

والخطأ في الحروب وارد، لكن هناك ثابت لا يجوز تجاوزها، ولا التهوين منها.

خامسا: الثوابت التي لا يجوز لعاقل أن يتجاوزها:

أ- أن الجيش السوداني يمثل القوة الرسمية المدافعة عن حياض السودان، ورئيس السودان الشرعي هو عبدالفتاح البرهان، وهو ولي أمر السودانيين جميعا، تجب طاعته بالمعروف، وله بيعة في أعناق كل سوداني، ولا يجوز الخروج عليه ولا قتاله.

وعامة أهل السودان يؤيدون الجيش، ولما استنفر السلطان البرهان الناس نفروا إليه بمختلف أطيافهم، فكثير من السلفيين نفروا للجهاد مع الجيش يساندونه، وحتى من الإخوان، والعوام من نفروا ضد الدعم السريع..

مع أن جزءا من الإخوان ومنهم ممن ينتسبون لأنصار السنة أعلنوا ولاءهم ودعمهم للدعم السريع!!

فالإخوان أنفسهم منقسمون، بعضهم مع الجيش، وبعضهم مع الدعم السريع..

فدعوى أن الجيش جيش كيزان دعوى شيطانية إخوانية إرهابية كاذبة، يراد منها تبرير الخروج والإرهاب.


ب- أن الدعم السريع قوة أنشأها الإخوان لعمليات قذرة غير رسمية، وكان يحظى بتدريب ومتابعة من الجيش الرسمي، مع وجود محاولات عديدة لإصلاحه بل إنهاء حالته النشاز، لكنه كان يواجه بعوائق تمنعه من ذلك.

وحاول الرئيس البرهان احتواءه، ودمجه مع الجيش لإنهاء وجوده، وعين حميدتي نائبا له لكسب ثقته، لكن هذا لم يفلح مع الخائن الطماع حميدتي، ووجد من يعينه على شره وفتنته، وغلبت مصالحه الدنيوية على مصلحة السودان.

فالدعم السريع جسم خارجي خبيث يجب إنهاء حالته، ولا يجوز دعمه ولا الدفاع عنه ولا الوقوف معه.

جـ - أن الحكام عموما يضيّقون على من يرون منه خطرا على أمن البلاد، فلذلك تجد محاربة منهم أو تحجيما لجماعة الإخوان لأطماعهم السياسية، ومحاولاتهم قلب الأنظمة، والسيطرة على الحكم، فهذا من أصولهم وأسباب نشأتهم.

والإمارات كانت تحتوي الإخوان، وتحسن إليهم، وكان من المنتديات الإخوانية الصادرة من الإمارات منتديات الساحة العربية، وكان الإخوان يتجنبون الإساءة للإمارات لأنها أكرمتهم وأحسنت إليهم، وكانوا مع ذلك يشنون الحروب على السعودية دون ردع ظاهر من الإمارات قبل 2010م.

ثم حصل تغير جذري في موقف الإمارات من الإخوان كتنظيم وليس كفكر ومنهج، فحظرته، واكتشفت أنهم يعملون بالخفاء ضدها كما هي عادة الإخوان، فبدأت الحرب الشرسة من الإخوان وأدواتهم على الإمارات وما زالت مستمرة حتى اليوم.

مع أن ابن بيه مفتي الإمارات -تقريبا- هو إخونجي الفكر، والصوفية مدعومة بقوة في الإمارات مع كثرة الإخونجية فكريا في صفوف الصوفية والمفكرين الإماراتيين وغيرهم.

وربما كان تعاملهم المتسامح مع الإخونجية فكريا لا تنظيميا لأسباب أمنية واجتماعية.

كما هو الحاصل في السعودية، رغم صدور فتوى وبيان من هيئة كبار العلماء في التحذير من جماعة الإخوان، وتولي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ وزارة الأوقاف وجهوده في مكافحة الإخوان إلا أنه في المقابل تجد الإخوان يسيطيرون على التدريس في الحرمين الشريفين، ولا يكاد يوجد من السلفيين من يدرس فيهما إلا القليل، وأعني بذلك المدرسين في داخل المسجدين، وفي المعهدين في الحرمين.

بل حتى في الهيئة يوجد من عنده فكر الإخوان مثل التركي والمطلق.

فهذا قد يكون له اعتباراتهم السياسية والأمنية.

ولكن هذا يختلف مع معالجة العلماء السلفيين لمشكلة الإخوان والسرورية وذلك بالتحذير منهم ومن أفكارهم الشيطانية، وعدم تمكينهم من إغواء الناس وإضلالهم.

فطريقة الحاكم (قد) تختلف عن طريقة العالم.

فلذلك نحن نتعامل مع الإخوان من منطلق ديني شرعي، وليس من منطلق سياسي فقط، فنحن نحذر من الإخوان تنظيما وفكرا ومنهجا، لأنه منهج الخوارج، وحين يتمكنون يستحلون دماء وأموال وأعراض مخالفيهم.

والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

د- الإمارات دولة خليجية معروفة، وهي عضو التحالف لإنقاذ اليمن من الحوثيين، ولها جهود كبيرة في دعم ليبيا والسودان واليمن وغيرها، ولها أيضا سياساتها الخاصة، ونظرتها الخاصة التي هي مسؤولة عنها وسيحاسبها الله عليها.

وموقفنا منها هو الموقف الشرعي من أي حاكم مسلم، نوافقه على ما يفعله من حق، ونخالفه فيما يفعله من باطل، ولا تأخذنا في الله لومة لائم في بيان الحق والهدى للناس.

وننصح أهل البلاد بسلوك المنهج الحق في التعامل مع ولاة أمرهم، ولا نطالب منهم مخالفة منهج السلف في ذلك.

فكما أننا لم نطلب من القطريين الإنكار العلني على ولاة أمرهم فيما فعلوه من دعم للإرهاب، كذلك لا نطالب الإماراتيين بالإنكار العلني على ولاة أمرهم بخصوص قضية السودان، بل يناصحون ولاتهم سرا.

أما من ليس تحت ولايتهم فله أن يبن الحق في المسألة بما يكون فيه العدل والإنصاف، وعدم الانخداع بمؤامرات الإخوان وتلاعبهم بالقضايا الدينية.

فنسأل الله أن يصلح أحوال جميع المسلمين حكاما ومحكومين، وأن يجمع كلمة السودانيين واليمنيين والليبيين وجميع المسلمين على الحق المبين، وأن يكفيهم شر أعدائهم، وشر المنافقين، وشر المبتدعين.

اللهم عليك بالدعم السريع ومن يساندهم في خروجهم وفي مجازرهم، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا.

اللهم انصر عبدك عبدالفتاح البرهان ومن معه من المجاهدين في سبيلك، وانصر بهم دينك، وأعل بهم كلمتك يا ذا الجلال والإكرام.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
10/ 5/ 1447هـ


الساعة الآن 07:07 AM.

powered by vbulletin