عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-16-2015, 07:23 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تهنئة بعيد الفطر لعام 1436هـ ومقال عن العيد فيه فوائد [[ من سنن العيد وآدابه ]]

تهنئة ومقال عن العيد فيه فوائد

[[ من سنن العيد وآدابه ]]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:

فقد رأيت منشورا بعنوان (عشر سُنن من سُنَن العيد بالأدلة) لم يذكر اسم كاتبه، فعدلت فيه أشياء وزدت فيه فوائد وعدلت عنوانه بما يكون أوفق لمضمونه، سائلا الله للجميع التوفيق والسداد، وأن يتقبل مني ومنكم صالح العمل وأن يجعله عيدا مباركا على الأمة الإسلامية.

اعلم أيها المسلم أن الله عز وجل قد أنعم علينا بحضور شهر رمضان، ويسر صيامه وقيامه واغتنام أوقاته لمن وفقه الله لذلك، ومن نعم الله علينا ما شرعه من عيد الفطر وما شرع فيه من الشرائع، وسن فيه من الآداب، وأباح فيه من أنواع التوسع بالمباحات.

أولا: إخراج زكاة الفطر من ثبوت شهر شوال حتى صلاة العيد، ولا يؤخرها عن صلاة العيد، وتكون صاعا من طعام يكون قوتا لأهل البلد، ويخرج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وأولاده، ويستحب إخراجها عن الجنين إن بلغ مدة حمله أربعة أشهر.


ثانيا: يجب الإفطار يوم العيد وهو أول يوم من شهر شوال، ولا يجوز صيامه.
وعيد الفطر يوم واحد، ويجوز بداية صيام الست من شوال من ثاني أيام شهر شوال.

ثالثا: يحرص المسلم العاقل على حضور صلاة العيد وسماع خطبتها، ذكرا كان أو أنثى، صغيرا أو كبيرا، حتى الحيض من النساء يشرع لهن الخروج لحضور خطبة العيد.
ويبكر في الذهاب، ويحرص على تطبيق السنن المتعلقة بصلاة العيد.
وصلاة العيد تكون قبل الخطبة، وهي ركعتان بدون أذان ولا إقامة، يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام، ويرفع يديه مع كل تكبيرة من التكبيرات الزوائد، ويثني على الله بين كل تكبيرتين بمثل قول (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر).
ومن صلى العيد أجزأته عن صلاة الجمعة، وتجب إقامة صلاة الجمعة حتى يصلي من فاتته صلاة العيد وجوبا، وكذلك من صلى العيد وأحب أن يصلي الجمعة، ومن أحب أن يكتفي بصلاة العيد عن الجمعة وجبت عليه صلاة الظهر في بيته ولا تصلى الظهر جماعة في المساجد يوم اجتماع العيد مع الجمعة.

رابعا: التجمل في العيد
روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود"، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك السبب.
وقد أورده البخاري في كتاب العيدين باب في العيدين والتجمل فيه.
وقال مالك: سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد.



خامسا : الاغتسال يوم العيد قبل الخروج
عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى الْمُصَلَّى. [ موطأ مالك، 384 صححه الألباني في الإرواء ].
عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : ((سنة الفِطَرِ ثلاث: المَشْيُ إِلَى المُصَلَّى وَالأَكْلُ قَبْلَ الخُرُوجِ والاغتسال )) رواه الفريابي وقال الألباني إسناده صحيح



سادسا : أكل تمرات وتراً قبل صلاة العيد
عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َلا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ. ويأكلهن وِتراً. [ صحيح البخاري، 953 ].



سابعا: المشي إلى المصلى
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا، وَيَرْجِعُ مَاشِيًا. [ حسن / صحيح سنن ابن ماجه للألباني، 1078(1311)


ثامنا : مخالفة الطريق في الذهاب إلى المصلى والإياب منه
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ. [ صحيح البخاري، 986 ].



تاسعا : يتأكد التكبير للعيد منذ الخروج من المنزل حتى صلاة العيد
عن الزهري : ( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُخْرِجُ يَوْمَ الفِطَرِ فَيَكْبُرُ حَتَّى يَأْتِي المُصَلَّى، وَحَتَّى يَقْضِي الصَّلَاةَ، فَإِذَا قَضَى الصَّلَاةَ قَطْعُ التَّكْبِيرِ ) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، 171 ].
[وصيغته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. ويقول أيضا: الله أكبر وأجَلّ. الله أكبر على ما هدانا].
ويشرع التكبير المطلق -دون المقيد- من ثبوت شهر شوال حتى صلاة العيد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى( 24 /221) : والتكبير فيه – يعني: عيد الفطر – أوله من رؤية الهلال وآخره انقضاء العيد , وهو فراغ الإمام من الخطبة على الصحيح. ا.هـ

عاشرا : صلاة العيد في مصلى العيد
عنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْدُو إِلَى الْمُصَلَّى فِي يَوْمِ الْعِيدِ، وَالْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الْمُصَلَّى نُصِبَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُصَلَّى كَانَ فَضَاءً لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يُسْتَتَرُ بِهِ. [ سنن ابن ماجه، 1294 ].
قال الألباني : صلاة العيد في المصلى هي السنة .
وقد فضلها النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة في مسجده .


حادي عشر : الاستماع للخطبة:
عن عبد الله ابن السائب رضي الله عنه قال : ((حَضٓرَتٌ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِنَا العِيدُ ثُمَّ قَالَ قَدْ قَضَيْنَا الصَّلَاةَ فَمِنْ أحبّ أَنْ يَجْلِسَ لِلخُطْبَةِ فَلِيَجْلِسْ وَمِنْ أحبّ أَنْ يَذْهَبَ فَلِيَذْهَبْ )) رواه ابن ماجه وصححه الألباني


ثاني عشر وثالث عشر : التهنئة والتوسعة على العيال:
عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال : ((كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا التقوا يَوْمَ العِيدِ يَقُولَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ: تقبل اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ )) صححه الألباني
[وتشرع التهنئة بما تعارف عليه الناس من أنواع التهنئة ما لم يتضمن معنى مخالف للشرع].
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/ 253) : هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس : عيدك مبارك ، وما أشبهه ، هل له أصل في الشريعة أم لا ؟ وإذا كان له أصل في الشريعة ، فما الذي يقال ، أفتونا مأجورين ؟
فأجاب : أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : تقبل الله منا ومنكم ، وأحاله الله عليك ، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره ، لكن قال أحمد : أنا لا ابتدئ أحداً ، فإن ابتدرني أحد اجبته ، وذلك ؛ لأنه جواب التحية واجب ، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها ، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه ، فمن فعله فله قدوة ، ومن تركه فله قدوة ، والله أعلم . اهـ .

وكذلك تشرع التوسعة على العيال وإدخال السرور عليهم فقد كان الحبشة يلعبون بالحراب في العيد، وتضرب الجواري الصغار بالدفوف.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: (مشروعية التوسعة على العيال في أيام العيد بأنواع ما يحصل لهم من بسط النفس، وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى، وفيه إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين). فتح الباري 2/433.

رابع عشر : لا يصلي قبل العيد ولا بعدها في المصلّى شيئا، ويشرع له صلاة ركعتين في بيته بعد الرجوع من صلاة العيد:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي قَبْلَ العِيدِ شَيْئًا فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ )) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

خامس عشر: ساعة الإجابة يوم الجمعة لا ترتفع مع وجود العيد فاحرص على اغتنامها، وأرجح الأقوال أنها آخر ساعة من العصر.

سادس عشر: العيد وقت سعيد فلا تجعل سعادتك فيما فيه شقاوتك فابتعد عن الحرام من شرب الخمور والمخدرات والدخان والشيشة، وابتعد عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، واحفظ لسانك وبصرك وفرجك عما حرم الله، ونزّه سمعك عن سماع الحرام من الأغاني والموسيقى، وأحب للناس ما تحب لنفسك.

أسعدني الله وإياكم وجميع المسلمين، وأبعد عنا كل هم وغم وبلاء وفتنة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

جمعه وكتبه وعدل فيه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
ليلة 1/ شوال/ 1436هـ
رد مع اقتباس