عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 10-13-2014, 11:53 PM
أبومنير عزالدين محمد أبومنير عزالدين محمد غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 74
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

مختصر الأجوبة المدنية عن الأسئلة الإفريقية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوة من جنوب إفريقية عدة مسائل تتعلق بالعقيدة فأجبت عنها باختصار:

قال السائل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل، بارك الله في علمك
نحن في جنوب إفريقيا قد ابتلينا من بعد أفراد الأسرة والمجتمع في موضوع داعش.
و أنا طالب العلم و من الدعاة إلى السلفية
في البلد . عندي مجموعة من الأسئلة رجاءا من فضلكم الإجابة عليه حتي ترفع الشبهة من هؤلاء الذين سبق ذكرهم.
الأسئلة:
1 هل الخوارج يعتبر من إخواننا في الدين؟
2.هل يجوز شرعا الإستعانة بالكفار في قتالهم ؟
3.هل أجاز شيخ الإسلام ابن تيمية في خروج علي ولى الأمر في زمنه؟ أو في زمن من الأزمنة.
4 . هل رد أحد من علمائنا علي تكفير ابي محمد المقدسي لدولة السعودية- في زعمه؟
5.هل لكم التوجيهات لبعض المراجع في هذا الباب من العلم؟
6 . كلما نواجه هؤلاء المخالفين إلى أقوال علماء السنة المعروفين يستدلون بالمشائخ لا نعرفهم و يقولون بأنهم أعلم بالواقع في هذه الأمور أي.الجهد و القتال .. كيف نرد علي هذه الدعوة؟
7. من شيخ سليمان بن علوان ؟ هم يستدلون به كثيرا. و كذالك بناصر الفهد و علي الخالد و علي بن خضير و عبد العزيز الفوزان. ..من هؤلاء؟
عندي لقاء التوجيهات مع بعضهم خلال الأسبوع القادم ما هو نصيحتكم؟ و جزاكم الله خيرا

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
1- فالخوارج من الفرق الهالكة المنتسبة لأمة الإسلام، وقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمروق من الدين، وبأنهم شر الخلق والخليقة، وأنهم كلاب النار، ومن كانت هذه أوصافه فلا يعطى وصف الأخوة في الدين لما فيه من التشريف، والواقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حقّرهم ووصفهم بالأوصاف القبيحة الدالة على قبح ما هم عليه من ديانة.
وقد اختلف العلماء في تكفير الخوارج على قولين مشهورين، أصحهما أنهم ليسوا كفارا ولكنهم من أخس أهل الأهواء والبدع، والواجب بغضهم، والتحذير منهم، ووصفهم بما ورد في الشرع، وعدم التهوين من شرهم.
لكن من مات منهم فإنه يغسل ويكفن ويصلي عليه طائفة من المسلمين ويدفنون في مقابر المسلمين.
2- الاستعانة بالكفار على قتال الخوارج أو قطاع الطريق أو اللصوص مما اختلف العلماء فيه، ومما يرجع إلى اجتهاد ولي الأمر في ذلك.
فإن كان بغير ضرورة فلا يجوز، أما للضرورة فهذا يجوز وهي تقدر بقدرها لقول الله تعالى : (فاتقوا الله ما استطعتم)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا ضرر ولا ضرار)، ولقاعدة : (الضرورات تبيح المحظورات)، وقاعدة : (الضرورة تقدر بقدرها).

3- شيخ الإسلام من علماء السنة العظام، وكلامه في طاعة ولاة الأمر بالمعروف مشهور، وتحريمه للخروج على السلطان أشهر من أن يذكر، وتكلم في منهاج السنة كلاما طويلا ماتعا في مفاسد الخروج على السلطان.
وهو لم يخرج على السلطان بل كان معه ناصحا ومؤيدا وعضدا.

4- جميع علماء السنة أنكروا على الخارجي المارق أبي محمد المقدسي تكفيره للدولة السعودية ووصفوا من يقول ذلك بأنه من الخوارج ومنهم الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن غديان والشيخ اللحيدان والشيخ ربيع المدخلي والشيخ زيد المدخلي والشيخ أحمد النجمي والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ عبيد الجابري والشيخ عبدالمحسن العباد وغيرهم.

5- قد كتب بعض طلاب العلم كتابا في الرد على المقدسي قدم له الشيخ الفوزان.
وكتب الشيخ محمد عمر بازمول كتابا في الرد كتاب ملة إبراهيم للمقدسي.
وكتابا في الرد على كتاب الكواشف الجلية.
وكتبت كتابا سميته (الردع والتبكيت بالمقدسي صاحب كشف شبهات المجادلين عن الطواغيت) وهو مطبوع.
وكتبت كتابا سميته : (مشكلة التسرع في التكفير وما يترتب عليه من فساد وتدمير).
وهناك كتب كثيرة في الباب.

6- نرد على من يحتج بأقوال المبتدعة والمجاهيل بقول الله تعالى : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
وبقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق علم اللسان).
وبقول ابن سيرين: (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).

وقد عرف عن أولئك أنهم خوارج مفسدون في الأرض كما قال الله تعالى عن المنافقين: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
وقال تعالى في أمثالهم: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد * وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد).

7- العلوان والفهد والخالدي وعلي الخضير ومن على شاكلتهم من رؤوس الخوارج أهل البدعة والفساد والغواية.
وقد أظهر الخضير التوبة ولا أعلم حاله بعد ذلك فهو في السجن.
وكذلك الخالدي.
أما ناصر الفهد فقد ذكر عنه النكوص بعد التوبة ولا أعلم حاله الآن.
وعلى كل فهم ممن لا يحتج بقولهم، ولا يؤخذ عنهم العلم.

8- نصيحتي لكم بتقوى الله، ولزوم منهج السلف، والتمسك بغرز العلماء، والبعد عن البدع والأهواء، والتحذير منها ومن أهلها، والتمايز عن أهل البدع.
والحرص على طلب العلم والتزود منه، وعدم مجالسة المبتدعة والحذر من شبهاتهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
المدينة النبوية
18/ 12/ 1435هـ
رد مع اقتباس