عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-20-2018, 05:29 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي شيء من تخاليط العكرمي أصلحه الله

شيء من تخاليط العكرمي أصلحه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد كتب العكرمي كتابة يرد فيها على السلفيين الذين ينصرون الحق الواضح الذي عليه الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله في رده على الصعافقة الأوباش.

1- فكان مما قال العكرمي أصلحه الله: [بعض من يجعل عبارة من الجهل بدلالات الألفاظ الحكم على قول العلامة ربيع : "فتنة محمد هادي ليس لها أيّ دليل ! "
و قوله :"ليس عند محمد هادي ذرة دليل !"

بأنه يشبه قول من قال من العلماء : لا أعلم في المسألة دليلاً !
ليخلصوا إلى عذر العلامة ربيع في تزكيته لمن جرحهم الشيخ محمد هادي بزعمهم ! ]


التعليق

أولاً: الفتنة ليست فتنة الشيخ محمد بن هادي كما يزعمه أهل الفتن واغتر بهم بعض المشايخ، وإنما هي فتنة الصعافقة التي أشعلوها على السلفيين منذ خمس سنوات، وقد بينت منشأ هذه الفتنة في عدة كتابات.

ثانياً: السلفيون سمعوا أدلة الشيخ محمد بن هادي، وقرؤوا أدلة ذكرها الشيخ مكتوبة، وقرؤوا ردودا لعدد من المشايخ السلفيين تزخر بالأدلة التي تدين الصعافقة، فالقول بأنه لا يوجد دليل كلام باطل، يدل على عدم اطلاع على الواقع، أو غفلة عنه، أو ذهول عنه.

ثالثاً: السلفيون سمعوا دفاع الشيخ ربيع عن بعض رؤوس الصعافقة، وسمعوا نفيه لوجود الأدلة واستغربوا من الشيخ ربيع هذا النفي مع كونه يخالف الواقع، ولأن الشيخ ربيعا محترم عند السلفيين فصاروا يبحثون عن أعذار له في كلامه حتى لا يرميه أحد بالكذب أو التكذيب للحق.

وهذا لأجل حفظ كرامة الشيخ مع بيان الحق، وهذا يشكرون عليه، ومما يدل على حبهم للشيخ ربيع وحترامهم له خلافا للصعافقة أهل الكذب والفجور.

وأدلة إدانة الصعافقة واضحة، وتزكيته لهم باطلة لا يحل لسلفي أن يأخذ بها إن كان يحترم نفسه، ويحترم السلفية، ويحترم أهل العلم. .

رابعا: أنا بنفسي عرضت أدلة للشيخ ربيع مثل كلام الشرير ومعه نحو سبعة أشرار يقعدون قاعدة "ردك لجرح العالم طعن فيه" وتعهد الشيخ ربيع لي بنصحهم.

وكنت كلما أتيته بدليل تعهد بمناصحتهم، فيتظاهرون أمامه بالتراجع ثم ينكصون.

فالشيخ ربيع ناصحهم مرارا بأدلة إدانتهم وهم يعودون لها.

ومن ذلك إبطال الشيخ ربيع لجرح الشيخ عبيد حفظه الله لأسامة العتيبي وأحمد بازمول، وأنكر بشدة على هؤلاء الصعافقة طعوناتهم، وتظاهروا أمامه بالسكوت وترك الكلام في الموضوع وترك نشر كلام الشيخ عبيد، ومع ذلك لم يلتزموا بل كذبوا على الشيخ.

إن أدلة إدانة الصعافقة بالكذب والتلون والخداع كثيرة جداً، وكثير منها يعرفها الشيخ وناصحهم وناصحهم وناصحهم لكنهم يتلونون..

فظني أن الشيخ ربيعا يظن أنهم تابوا فلذلك ينفي الأدلة، أو يمكن أن يكون نسي .

وعلى كل حال كلام الشيخ ربيع في القضية خطأ ومخالف للأدلة ومخالف للصواب.


خامساً: عبارة "ليس في المسألة دليل"، وعبارة "لا أعلم في المسألة دليلاً" يجتمعان في المعنى وقد يفترقان.

فقول العالم : "ليس في المسألة دليل" لا ينفي وجود أدلة غير صحيحة الثبوت أو غير صريحة الدلالة، فنفيه نفي للدليل الصالح في المسألة، وهنا يستوي مع قوله: "لا أعلم فيها دليلا".

إلا أن الفرق يكون في حال وجود دليل صحيح صريح الدلالة لم يطلع عليه القائل لتلك العبارة، فيكون قوله: "لا أعلم فيها دليلاً" لنفي علمه، وهذا النفي لا يكون من عامي أو جاهل، بل يكون من عالم مستقرئ.

ومع وجود هذا الفرق إلا أن المؤدى واحد، لا سيما أننا نرى من يقول: "ليس في المسألة دليل" ثم نجد فيها دليلا أو أدلة.

والعالم لا يطلق أيا من العبارتين إلا بعد البحث والتتبع، ومؤداهما واحد بالتفصيل السابق، والأولى التعبير بعبارة : "لا أعلم فيها دليلا" فهي تدل على الأورع والأحوط.


2- قال العكرمي: " ١-قول العالم لا أعلم دليلا ، في نفي علمه هو بالدليل !"

٢-قوله ليس مع فلان دليل ، فيه نفي حيازة الجارح للدليل ، لا نفي علم الراد للجرح ، بالدليل !"

التعليق

كلامك فيه تخليط!

فقول العالم: "ليس مع فلان دليلا" فيه نفي علمه بوجود دليل عند هذا الجارح، والذي يبين هذا أن الواقع يثبت وجود الدليل، فصار النفي لعلمه لا للواقع الذي لا يجوز تكذيبه.

أو يكون مراده وجود أدلة لكنه لا يعتد بها، وقد تبين أنها مما اعتد بها الشيخ ربيع سابقا لكنه نسي .

3- قال العكرمي: "٣-يعذر الإمام إذا لم يعلم الدليل وأخطأ الحكم ، بإيراد الدليل الحاسم الذي لا يحتمل تأويلا ، لا بنفي علمه به فقط!".

التعليق

الأدلة القاطعة الحاسمة على خطأ الشيخ ربيع وعلى انحراف الصعافقة موجودة وظاهرة لكل ذي عينين!


4- وقال العكرمي: "٤- وجود العالم حيًّا ، وهو ينفي وجود الدليل ، ويطالب بذاك زمنًا ولا يدلي الجارح بدليل ، دليل على عدم وجود الدليل !"

التعليق

كلامك تقليد محض وكأن الشيخ معصوم!!

هذه دروشة يا عكرمي وتصوف بثياب سلفية!


قد أدلى الشيخ محمد بن هادي بالأدلة الواضحة البينة، وعرفها حتى صغار السلفيين، فإنكار الشيخ ربيع لوجودها أمر عجيب يثير الدهشة.

فإذا كنت تعرض الدليل على العالم فيقر به، ثم ينسى فينكر وجود الدليل فتذكره به فينسى، فهل يلزمني تكرار الأدلة كلما قال الشيخ ربيع بعدم وجودها نسيانا لها؟!!!

هذا منهج عجيب!

5- قال العكرمي: "٥-العاذر للعلامة ربيع بدعوى عدم معرفته دليل المسألة ، ملزم بأمرين لا انفكاك له منهما ، هما :
أ-لفظ ربيع هو ، "ليس مع فلان دليل "، يحمل على استقراء أدلة المسألة ، خصوصا من متخصص ، فوجود الدليل ، ونفي العالم المتخصص المستقرئ، للدليل ،اتهام له بعدم الصدق في إظهار نتيجة الاستقراء الصحيحة ، وهذا طعن في عدالته .
ب-فإن فررتم من الإلزام بالطعن في عدالة العلامة ربيع ، لم يبقَ إلا الإقرار بعدم وجود الدليل !
لأنّ نفي ربيع كان لوجود الدليل نفسه لا لعلمه به ."

التعليق

كلامك لغو باطل مخالف لأصول المنهج السلفي ومخالف للواقع العملي

فكم من عالم يقول: لا دليل في المسألة ثم يتبين وجود الدليل، وبعضهم يقول: لا يصح حديث، ثم يتبين صحة أحاديث بإجماع الأمة!

ومع ذلك لم يتهم أولئك العلماء بالكذب.

قال العلامة ابن القيم : "كُلُّ "حَدِيثٍ فِيهِ "يَا حُمَيْرَاءُ" أو ذكر "الحميراء" فهو كذب مختلق"
وقد صحت بعض الأحاديث فيها ذكر الحميراء.

وهذا باب واسع في الفقه والحديث بل حتى في الإجماعات ونقضها، ومع ذلك تجد العلماء يرد بعضهم على بعض بالحق وبالدليل.

ولم نجد من يقول يلزمكم تكذيب العالم أو عدم صحة قول من يخالفه إلا عند الجهال والمقلدة مثل ما في كلام العكرمي هذا أصلحه الله.

فأنصح العكرمي باتباع الحق واتباع الأدلة ولا يسلك مسلك أهل الباطل الذين يصمون آذانهم عن سماع الحق.

اتق الله يا عكرمي وكن سلفيا على الجادة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
4/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس