عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-25-2012, 07:45 AM
محمد عبدالله محمد محمد عبدالله محمد غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 415
شكراً: 0
تم شكره 12 مرة في 12 مشاركة
افتراضي

التفريغ.........................


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد،

يسرُّ إخوانكم بإذاعة موقع ميراث الأنبياء أن يقدَّموا لكم هذا التسجيل الطيِّب للقاءٍ علميٍ ماتع بين الشيخين الفاضلين: ربيع بن هادي المدخلي ومحمد بن هادي-حفظهما الله تعالى-.

والذي تمَّ انعقاده بمكَّة المكرَّمة ليلة الأحد السابع من شهر ذي القعدة لعام ألف وأربعمائة وثلاث وثلاثين من هجرة النبي-صلى الله عليه وسلَّم-[1].

*************************************************

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام أشرف الأنبياء والمرسلين-نبينا محمد-وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمَّا بعد،

فيسرُّ إخوانكم في مكَّة الترحيب بشيخنا العلَّامة ربيع بن هادي المدخلي والشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي-حفظهما الله-، لنستمع منهما التوجيهات والنصائح الغالية، فليتفضَّل شيخنا العلَّامة ربيع، وأهلًا وسهلًا ومرحبًا بالجميع[2].

فضيلة الشيخ العلَّامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

نسأل الله أن يكون هذا اللقاء الطيِّب المبارك على أساس العقيدة السلفيَّة والمنهج السلفي، وعلى أساس التحابِّ في الله والتوادِّ في الله والتآخي فيه، أرجو الله أن يكون هذا الاجتماع من هذا المنطلق الطيِّب.

وإنِّي أوصي نفسي وأبنائي وإخواني الحاضرين بتقوى الله-تبارك وتعالى-في السر والعلن، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)(الأحزاب:71).

هذه من ثمار تقوى الله-تبارك وتعالى-، وثمار الصدق، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا...) ماذا يترتَّب على ذلك؟، (...يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ...) وكان الله غفورًا رحيمًا.

اتقوا الله أيها الشباب وراقبوه في السر والعلن يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم.

وأوصيهم بالاعتزاز بكتاب الله وسنَّة رسوله-صلى الله عليه وسلَّم-في السرَّاء والضراء، في السرِّ والعلن، في الشدَّة والرخاء، في كل وقت من الأوقات يراقب المسلم ربه-سبحانه وتعالى-ويتَّقيه، ويخشاه، ويلجأ إليه، ويحبُّه، ويضرع إليه-سبحانه وتعالى-وحده، ويخلص له الدين، أوصيهم بهذا.

وأوصيهم بالاهتمام بالتوحيد علمًا من مصادره الأساسيَّة، وعملًا وتطبيقًا صادقًا صحيحًا لهذه العقيدة الطيِّبة المباركة التي هي عقيدة الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام-، ما أرسل الله رسولًا إلَّا للدعوة إلى توحيد الله ومحاربة الشرك بالله-تبارك وتعالى-، والدعوة إلى طاعة الله-سبحانه وتعالى-وإلى امتثال أوامره واجتناب نواهيه.

فلنعرف هذا حقَّ المعرفة من كتاب الله، ومن سنَّة رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-، ومن كتب سلفنا الصالح الذين اهتموا أشد الاهتمام بالمنهج السلفي وعقائده وأصوله ومناهجه-رضوان الله عليهم-.

خلَّفوا لنا تراثًا عظيمًا نعتزُّ به، ويجب أن ننهل منه-بارك الله فيك-عقائدنا وأخلاقنا وعباداتنا وعلاقتنا مع بعضنا البعض، خلَّفوا لنا هذا التراث العظيم في هذه المجالات، فعلينا أن ننهل من كتاب الله ومن سنَّة رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-ومن هذه المصادر التي نهلت كلَّما ورَّثوا من كتاب الله ومن سنَّة رسول الله-صلى الله عليه وسلَّم-ومن منهج الصحابة الكرام والسلف الصالح-رضوان الله عليهم-.

أوصيهم بالتآخي في الله-تبارك وتعالى-، والتحابّ فيه والتوادّ والتواصل فيه-سبحانه وتعالى-، هذا أمر عظيم والله يرتب عليه جزاءًا عظيمًا عنده-تبارك وتعالى-، يقول يوم القيامة: (أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بجَلاَلِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي...)[3]، (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ...) وأرجوا أن تكونوا جميعًا من هذا الصنف من الشباب الذين نشئوا في عبادة الله وإخلاص الدين له.

(وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)[4].

فهذه أبواب سبعة في هذا الحديث ينبغي للشاب أن يطرقها ويسلكها-باركالله فيكم-، ليحظى بهذه المنزلة العظيمة عند الله-عزَّ وجل-أن يظلَّه الله بظله يوم لا ظل إلَّا ظله-سبحانه وتعالى-، والظل هذا هو: ظل عرش الله-تبارك وتعالى-، بعض الناس يقول: إنَّه ظل الله، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، هذا من إضافة المخلوق إلى الخالق-بارك الله فيكم-، مثل ناقة الله وبيت الله ورسول الله وأنبياء الله وأولياء الله هنا إضافة الخالق للمخلوق.

رغم هذا-بارك الله فيكم- (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(آل عمران:103).

الاعتصام بحبل الله أمر ضروري في حياة المسلم، لا بد أن يعتصم بحبل الله وهو كتاب الله وسنَّة رسول الله، يضيف إلى هذا رسول الله: (...فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)[5] وكلَّ ضلالة في النار.

تمسَّكوا بهذا المنتهج العظيم علمًا وعملًا وتطبيقًا والتزامًا ودعوة إلى الله-تبارك وتعالى-، ومن هذا المنهج الولاء والبراء في الله-تبارك وتعالى-، الولاء والبراء في الله، توالي المؤمنين الصادقين المخلصين المتمسِّكين بكتاب الله وسنَّة رسوله، وتحبُّهم وتذبُّ عنهم وعن أعراضهم، وادفع عنهم شرَّ وغوائل الكافرين والمشركين وأهل الضلال المنحرفين لأنَّهم كلُّهم يستهدفون هذا المنهج السلفي وأهله، هذه الطوائف كلِّها من كفَّارها من يهودها من نصاراها، من، من، من، من المبتدعين، من الروافض، من الخوارج، من المعتزلة، من الصوفيَّة، من الأحزاب، كلهم يحاربون هذا المنهج وأهله.

فعليكم بمنهج الولاء والبراء، توالون من التزم بكتاب الله وسنَّة رسول الله وتتبرءون مِمَّن خالف هذا المنهج وحاربه.

أسأل الله-تبارك وتعالى-أن يجعلنا وإياكم مِمَّن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، واسأل الله أن يثبِّتنا على ما نقول، وأن يجعلنا من المعتصمين الصادقين فيه، إنَّ ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.

الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن خضر الزهراني-وفقه الله-:

جزى الله شيخنا الشيخ ربيع خير الجزاء، والآن يتفضَّل شيخنا الشيخ محمد بتوجيه ما مَنَّ الله به عليه من نصائح وتوجيهات فليتفضَّل.
رد مع اقتباس