عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-28-2017, 07:01 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي التعليق على منشور بعنوان [ التاريخ بحاجة ماسة إلى تحقيق وتنقيح ] وبيان ما فيه من تزوير للتاريخ!

التعليق على منشور بعنوان [ التاريخ بحاجة ماسة إلى تحقيق وتنقيح ] وبيان ما فيه من تزوير للتاريخ!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد اطلعت على منشور بعنوان [ التاريخ بحاجة ماسة إلى تحقيق وتنقيح ]

فرأيته مقالا فيه تزوير للتاريخ بدل أن يكون فيه تحقيق وتنقيح لبعض القضايا التاريخية، والتي تحتاج حقا إلى تنقيح وتحقيق.

حيث ورد فيه ما يلي:


(يظن البعض أن المتوكل العباسي رفع فتنة خلق القرآن لأسباب دينية ، وأنه ناصر السنة والظاهر أنه رفعها لأسباب سياسية ، فهو رأى تصاعد الفتنة ، وخشي انهيار الدولة العباسية ، ودليل ذلك أمران :
1 - أن أحمد بن نصر الخزاعي ، وهو أحد من رفض الإجابة بأن القرآن مخلوق ظل رأسه معلقًا على رمح في جسر الرصافة في بغداد سبع سنوات أربع سنوات منها في زمن المتوكل ، فلو كان ناصرًا للسنة لأنزل رأس هذا العلم الذي يستحق التبجيل والتكريم ! .
2 - المتوكل أخرج الإمام أحمد من السجن للمصلحة لكنه ، وضعه تحت الإقامة الجبرية في سامراء ثم انتقل لبغداد ، وقد منع من التحديث حتى مات فأين نصره للسنة ، وقد منع إمام الدنيا من التحديث ! .

من لقاء جمع بين الدكتور بشار عواد معروف ، والشيخ أبي إسحاق الحويني )

انتهى المنشور.

والتعليق عليه من وجوه:

الوجه الأول: أهل السنة يثنون على المتوكل ويصفونه بأنه نصر السنة ورفع المِحنة وهذا أمر متفق عليه

وقد منع كلام الجهمية وحوربوا ونصر أهل السنة ومكنهم.

قال قاضي البصرة إبراهيم بن محمد التيمي : "الخلفاء ثلاثة : أبو بكر يوم الردة ، وعمر بن عبد العزيز في رد المظالم من بني أمية ، والمتوكل في محو البدع ، وإظهار السنة ".

وقال خليفة بن خياط : "استخلف المتوكل ، فأظهر السنة ، وتكلم بها في مجلسه ، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة ، وبسط السنة ، ونصر أهلها".

المرجع: سير أعلام النبلاء- ترجمة المتوكل على الله.

الوجه الثاني: أن الذي زعم هذا الكلام معروف بانحرافه عن السنة، وهو بشار عوّاد معروف الذي كان عضوا في حزب البعث العراقي، ومعروفا بتفرنجه وفلسفته، وقد علق بنحو هذا التزوير على قتل سلم بن أحرز للجهم بن صفوان رأس الجهمية حيث زعم أن قتله سياسي وليس دينيا، مع أن أمر الجهم واضح من حيث عقيدته الباطلة، مع كونه كان كاتبا للخارجي الحارث بن سريج.

وسكوت الحويني يدل على جهله أو محاباته ومداهنته، مع ما هو معروف عن الحويني من انحراف عن منهج السلف وتأييد للإخوان المفلسين، بل هو قطبي مشهور.

الوجه الثالث: أن الأمرين المذكورين لا يدلان على أن فعله ذلك لأمر سياسي لأن موضوع أحمد بن نصر الخُزاعي وإن كان بسبب الجهمية لكنه كان خروجا سياسيا وقد نهاهم الإمام أحمد عن الخروج، ولما قتله الواثق قتله لكونه سلفيا يخالف الجهمية لذلك ترحم الإمام أحمد عليه، ورجى له الشهادة، فهو مقتول بيد الواثق وليس بيد المتوكل على الله، وقضية بقاء الرأس معلقا يظهر أنه للترهيب من الخروج على السلطان.

فتعليق الرأس قضية سياسي، ولا يدل على أن رفع المتوكل للمحنة كان لأمر سياسي محض أبدا.

الوجه الرابع: وأما قضية الإقامة الجبرية- إن صحت- فقد يكون ذلك بسبب سياسي لا علاقة له بموضوع خلق القرآن
ومعلوم أن الإمام أحمد اتهم بإيوائه بعض مخالفي الخليفة، فلم يثبت من ذلك شيء، وتبين للخليفة مكرهم وكيدهم، فما زال مكرما للإمام أحمد موقرا له، وبقي منصورا مؤيدا محبوبا لدى الخليفة حتى مات.

الوجه الخامس: أن اجتماع المصلحة الدينية مع المصلحة السياسية أمر طبيعي، فإقامة الدين وتثبيت السنة وسيلة صحيحة للسياسة الشرعية التي يثبت بها الملك ويعز الله بها الملوك.


فنصر السنة ومحاربة البدعة تجتمع فيها المقاصد السياسية والدينية.

فلا شك أن المتوكل على الله كان سلفيا صادقا في رفعه للمحنة وهو مشكور عند أهل السنة.

ومنه يتبين زيف وبطلان كلام بشار عوّاد وأنه مبطل فيما قال، مزيف للتاريخ.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
4/ ذو القعدة/ 1438هـ
رد مع اقتباس