السعيد من جنبه الله الفتن، ومن ابتلي فصبر فأجره عظيم لما رزقه الله من الصبر العجيب
عن جبير بن نفير الحضرمي رحمه الله قال: جاءنا المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه لحاجة له، فقلنا له: اجلس عافاك الله حتى نطلب لك حاجتك، قال: فجلس.
فقال: أتعجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنون الفتنة يزعمون ليبتليهم الله فيها ما أبلى رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وايم الله، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن -يرددها ثلاث مرات-، ولمن ابتلي فصبر فواهاً".
وايم الله، لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم ما يموت عليه، لحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غلياناً".
رواه مطولاً: الطبراني في الكبير، ومسند الشاميين، وأبو نعيم في الحلية، والحنائي، وابن بطة في الإبانة، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طرق عن عبدالله بن صالح كاتب الليث عن معاوية بن صالح عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه به، وسنده حسن. ورواه عن عبدالله بن صالح من الكبار: أبو زرعة الدمشقي .
ورواه بدون آخره: أبو داود وابن بطة من طريق الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن عبدالرحمن بن جبير عن أبيه به، وسنده صحيح.
انظر: [الصحيحة:975].
والله أعلم
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
20/ 8/ 1438 هـ