عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-03-2012, 09:07 PM
الجروان الجروان غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 693
شكراً: 0
تم شكره 25 مرة في 21 مشاركة
افتراضي

( 5 )

هنا نقف وقفة تأمل في عقلية ونفسية " سلمان العودة " هذا الإنسان المريض المتقلب المزاج في سابق عهده التليد من خلال " كتاباته ومقالاتـــــه ومحاضراته " في " التسعينات " ومن خلال تناقضاته العجيبة في أقواله وأفعاله السابقة واللاحقة .. .. .. وسياسته الواضحة لسيادة الكذب والازدواجية والتدليس ، والتشويه المتعمد والمحسوب بدقة .

يقول شيئا في يوم ما ................. ويذكر نقيضه في اليوم الآخر .

بل كانت الأقوال ( السلمانية ) في تغيير يومي كالفصول الأربعة في يوم واحد ! تنوع عجيب ، وقدرة فائقة على الإبداع الضلالي الفكري صيفا وربيعا وخريفا وشتاء في يوم .


1 ـــ قال " سلمان العودة " في محاضرته المعنونة تحت اسم : " الله أكبر سقطت كابل " ليلة الاثنين 18 / شوال " 10 " / 1412 هـ .

( وفي تونس ألوان من التعذيب يندى لها الجبين حتى إن منظمة حقوق الإنسان وهي منظمة نصرانية كتبت تقريراً يندهش منه كل إنسان عمَّا يلاقيه المســـــلمون في سجون تونس ، وعددهم يزيد على ثلاثين ألفاً )


2 ـــ قال " ســــلمان العودة " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " حديث الركب " ... ليلة الإثنين 22 / 1 / 1413 هـ

( أما في تونس فالخطب عظيم ، جاءتني تقارير مذهلة جداً خمسون ألف مسلم سجين هناك ، وتؤكد الأخبار يوماً بعد يوم عن حرب الإسلام وأهله في تونس ، الحريات صودرت والكرامات ديست ، والمساجين قد صودرت أبسط حقوقهم ، وهم في حالة يرثى لها ، يعذبون صباح مساء ، ويعتدى على حرياتهم الشخصية ، ويجبرون على أعمال خسيسة حتى وصلت بهم الدناءة والخسة إلى درجة لا يصدقها إنسان ، فأين المنظمات الدولية من هذا الأمر ؟ امتلأت السجون بالشباب والفتيات من المسلمين ، لا لشيءٍ إلا أنهم ينتسبون إلى الخير وأهله ، ويطلق الشباب لحاهم ، وأما الفتيات فيرتدين الحجاب . صدرت قرارات سرية بمساءلة كل رجل يرى عليه لحية ، وكل امرأة تلبس الحجاب ، وصدر قرار بنـزع الحجاب على رؤوس النساء جبراً وخاصة في المدارس والجامعات ، بل وحتى في الشوارع ، وتعرضت الفتيات لمضايقات من يسمون يسمى برجال المباحث والمخابرات ، وصدرت قرارات سرية تدعو لملاحقة المتدينين والتجسس عليهم سواء كانوا من العلماء أم الشباب أم المساجد أم الجامعات ، والويل لمن لا يطبق هذه القرارات ، بل وصل الأمر إلى أن الكليات الإسلامية تجري مسابقة رياضية في كلية أصول الدين ، والنساء من الطالبات في الكلية لبسن السراويل القصيرة التي تخرج نصف الفخذ من الفتاة ، هذا كله لكي يبعد هؤلاء المدرسون عن أنفسهم التهمة ؛ وليقولوا : إنهم ليسوا ضد القرارات السرية خوفاً من الطغيان حتى لا يزج بهم في غياهب السجون كما فعل بخمسين ألف سجين ، والذي يزور تونس هذه الأيام لا يصدق أنه في دولة تدين الإسلام بسبب المحاربة العظيمة لجميع مظاهر الإسلام .

حدثني شباب تونسيون أنه الآن ولأول مرة ظهرت أفلام تونسية محلية تظهر فيها الفتاة المسلمة كما ولدتها أمها ، وفي أحد الأفلام اسمه عصفور الصف ـ كما أخبروني ـ يقولون : ظهر فيه سبع لقطات عاريات لأول مرة في تاريخ تونس ، وذلك ليقولوا للغرب : نحن دولة علمانية ، نحن نفتح ذراعينا للسياحة الغربية ، ونقول للسواح من كل الأجناس والأديان : تعالوا من أجل تنشيط الاقتصاد التونسي ، وها نحن قضينا على المتطرفين الذين يشكلون لكم بعض الإزعاج .

وجاءتني أيضاً رسائل من بعض المضطهدين أو من يتصل بهم في تونس منها رسالة تتعلق بأوضاع النساء تقول : قامت قوات أمن الدولة باختطاف إحدى الأخوات زوجة أحد المجاهدين واقتادوها إلى الوزارة هناك ، وتعرضت للضرب والتعذيب ، وجردت من ثيابها ، وضايقوها ، وصورت بالفيديو على حالٍ سيئة لمساومة زوجها على أقواله أمام المحكمة وتحطيم معنوياته ، مما أدى إلى إصابة تلك الأخت بانهيار عصبي ألزمها الفراش ، علماً أنه قد تم تلفيق شريط لزوجها حين كان في السجن .

ثانياً : قامت عناصر من فرق الأمن باغتيال أخت أخرى وهي زوجة لأحد المؤمنين هناك ، ومورست عليها شتى صنوف التعذيب ، حيث تم تجريدها من ملابسها ، واعتدي عليها بالضرب والحرق بالسجائر ، وهددت بالاعتداء عليها جنسياً لأخذ معلومات حول مكان اختفاء زوجها ، وقد تكررت هذه الممارسة العديد من المرات .

ثالثاً: تعرضت إحدى الزوجات خلال اعتقالها إلى حروق بليغة في صدرها تنكيلاً بها وبزوجها ، وإضافة إلى آلاف من الحالات الأخرى التي يضيق الوقت بذكرها .
وهذا تقرير لمنظمة العفو الدولية ! لم نسمع أية مؤسسة إسلامية مع الأسف الشديد تكلمت ، ولا جهة خيرة ولا هيئة إسلامية دافعت ، ولكن سمعنا هذا التقرير من منظمة العفو الدولية ! وقد قمت بنفسي بإيصال هذا الخطاب إلى سماحة والدنا الشيخ عبدالعزيز بن باز قبل نحو شهر أو شهرين ، وطلبت منه مع بعض الإخوة الدعاة وطلبة العلم أن يكتب ، وفعلاً كتب سماحة الوالد خطاباً إلى رئيس الدولة هناك يذكره بالله عز وجل ، ويطالبه برفع الظلم عن المسلمين ، وقد أخبرني آخر مرة التقيت به فيها قال لي : لم يأت رد منه حتى الآن .

هذا التقرير من منظمة العفو الدولية وهي منظمة غير إسلامية يتكلم عن التعذيب في سجون تونس ولأن التقرير طويل وخطير ومزعج ولا يتسع المجال لقراءته فإنني أحيلكم إلى مجلة المجتمع عدد " 106 " فإنها قامت بنشر هذا التقرير أو نشر فقرات منه ) إ . هـ .

3 ـــ وقال " سلمان العودة " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " يالجراحات المسلمين " ليلة الجمعة 30 / 2 / 1413 هـ ، في الجامع الكبير بمدينة المجمعة .

( تنتقل بعد ذلك ـ مثلاً ـ إلى بلد آخر كـتونس ـ مثلاً ـ تجد أن النظام زج بما يزيد على ثلاثين ألف مسلم في السجون ، من الرجال والنساء ، ومارس معهم ألوان التعذيب ، الوحشي ، والقمع ، وأمتلك من الوثائق ، والحقائق ، بل والصور ما يتعجب منه الإنسان ، حتى إن منظمة حقوق الإنسان هي الأخرى احتجت على الأوضاع السيئة للسجناء في تونس ، وتكلمت عن إهدار كرامة الرجل والمرأة ، حتى إنهم في كثير من الأحيان يحضرون المرأة ويهددونها في عفتها ، وطهارتها ، بل ويعتدون عليها جسدياً ، وقد أصيب عدد من الأخوات المسجونات هناك بالانهيارات العصبية ، وأكثر من هذا أنهم يختلقون الأكاذيب ، على عدد من العلماء والدعاة ، ويصورون أفلاماً عبارة عن خدع تصويرية ـ أفلاماً مدبلجة ـ مغيرة ثم يقدمونها للناس ، يتهموا فيها فلاناً بأنه إنسان عنده انحرافات سلوكية وأخلاقية ، وتتكلم الصحف هناك ، ولا يستطيع المسلم أن يدافع عن نفسه ، ولا حتى أن يقول : كذبتم ، بل هناك حرب على الإسلام بما يسمى بتجفيف منابع التدين ، في تغيير الإعلام إلى إعلام فاسد ، وتغيير التعليم ، وإبعاد كل ما يربي الروح الإسلامية في نفوس الناس رجالاً ونساءً طلاباً أو عامة . وفي الوقت الذي نجد أن منظمات حقوق الإنسان تعترض وتحتج ، حتى منظمة حقوق الإنسان في تونس نفسها ، حلت نفسها ، واعترضت على الأوضاع السيئة للسجناء ، لكننا في الوقت نفسه لم نسمع من هؤلاء الألف مليون إنسان الذين يملئون هذه الساحة الإسلامية الطويلة العريضة ، لم نسمع منهم صوت احتجاج في الخارج ، تقول : أين العلماء ؟ أين الجمعيات الإسلامية ؟ أين الدعاة إلى الله تعالى ؟ أين المجلات الإسلامية ؟ أين الأصوات الإسلامية ؟ إنها أصوات تضيع في الزحام ) .

4 ـــ وقال " سلمان العودة " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " أساليبهم في حرب الإسلام " ليلة الإثنين 27 / 6 / 1413 هـ .

( اتهام الدعاة بأنهم يريدون مقاصد دنيوية ، مثل السعي لقلب نظام الحكم ، وهي شبهة قديمة ، ومع ذلك ما فتئوا من ترديدها وما ملوا منها ، ومن الطريف المضحك : أن أحدهم قيل له : أنت تسعى إلى قلب نظام الحكم . قال : لا ـ هذا في مصر ـ هو أصلاً نظام الحكم مقلوب ، ونحن نسعى إلى تعديله .

والطريف أن الذين يطلقون هذه الكلمة : " السعي إلى قلب نظام الحكم " هم أنفسهم قلبوا نظام الحكم ، فلننظر كيف جاء الرئيس التونسي مثلاً ، وكيف جاء الرئيس الجزائري ، وكيف جاء الرئيس السوري وغيرهم ، كيف جاءوا إلى الحكم ، هل جاءوا برغبة شعوبهم واختيارهم ؛ أم جاءوا على صهوات الدبابات والمدافع ) .

5 ـ قال " سلمان العودة " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " تحرير الأرض أم تحرير الإنسان " والمقامة في جامع الصالحية بمدينة عنيزة ... بتاريخ ليلة الإثنين 23 / 6 / 1412 هـ .

( لكن هنا الكلام أنه حين يكون الطاغوت متحكمًا في مثل هذه الأمور ، بل يتحكم فيما وراء الحدود ، ونحن نعلم أن هناك – الآن - ما يعرف بالبوليس الدولي أو " الإنتربول " الذي يلاحق من يسميهم بالمجرمين ، وقد كان مطلوباً منه أن يلاحق جماعة من الدعاة الهاربين من تونس وغيرها في كل مكان ) .

6 ـ وقال " سلمان العودة " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " حقيقة التطرف " ... 11 / 1 / 1413 هـ .

( أين حقوق الإنسان ؟ من ثلاثين ألف سجين في الجزائر , وثلاثين ألف سجين في تونس , ومثله في مصر , يعيشون أوضاع مأساوية , حتى بلغ الحال أن بعضهم في مصر يحقنون بجرثومة الإيدز , بعض المعتقلين والعياذ بالله إن المسلم في نظر هؤلاء ليس إنساناً؟ ) .

7 ـ قال " سلمان العودة " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " الحيل النفسية " ... ليلة الجمعة 9 / 2 / 1413 هـ .

( وألوان التعذيب أو السجون الآن في تونس أو في الجزائر أو في أي بلد آخر ) .

8 ـ وقال " سلمان العودة " ... في محاضرته المعنونة تحت اسم : " أحاديث غير عابر " .. ليلة الإثنين 20 / 6 / 1413 هـ ـ

أما الجرح الرابع : ففي بلاد المغرب ، حيث القضاء على الوجود الإسلامي ، باسم مكافحة الإرهاب ، ففي تونس إعدامات سابقة بعد محاكمات صورية ، وحرب للإسلام باسم الحرب على حزب معين ، وهو حزب النهضة . ولكن الواقع أن الحرب إنما هي حرب على الإسلام ، فالذين في السجون أكثر من خمسين ألفاً ، منهم من جماعة التبليغ ، ومنهم من الإخوان المسلمين ، ومنهم من الجماعات السلفية ، ومنهم من حزب النهضة ، ومنهم من المتدينين الذين لا ينتسبون إلى جماعة ، ولا طائفة ، ولا حزب ، بل ذنبهم الوحيد أنهم أطلقوا لحاهم ، أو تدينوا

إن مجرد إعفاء اللحية ، وتقصير الثوب ، والتردد على المسجد في عرف أجهزة الأمن هناك تهمة يحاسب عليها ، ويسجن بسببها . لقد أقفلوا أكثر من سبعمائة مكتبة ، لماذا ؟ لأنه يوجد في ضمن ما تبيع بعض الكتب الإسلامية ، ونـزعوا الحجاب من المسلمات في الشوارع، وأصبح المرء لا يستطيع أن يعفي لحيته ، إلا بعد أن يأخذ ترخيصاً من أجهزة الأمن بذلك ، ومُنع المتدينون رجالاً ونساءً من المدارس ، لا يُدرِّسون ولا يُعلِّمون ، وفصل أكثر من أربعة آلاف منهم ، ومنعوا من الوظائف ، وزج بهم في غياهب السجون ، وقُتل منهم من قتل ، وجُرحَ من جرح .

وعندي صور وزعتها منظمات غربية ، عن ألوان التعذيب التي يلاقيها المسلمون داخل السجون ، وشرد منهم من شرد ، وحطمت أسر بأكملها ، وألصقت التهم بالأبرياء ، وروج لها الإعلام فاتهموا فلاناً بأنه مدمن مخدرات ، مع أنه رجل صالح من الأخيار ، وصوروه في الصحف ، وكتبوا هذه التهم ، واتهموا فلاناً بأنه يغازل سكرتيرته الجميلة الحسناء ، وصوروه وفبركوا كما يقال ، أو صوروا صوراً خادعة . ونشروها في الصحف ، في الوقت الذي يتسترون فيه على المجرمين الحقيقيين ، فقد تكلم الإعلام العالمي ، عن أن أخ رئيس هذه الدولة قبض في فرنسا ، بجريمة ترويج المخدرات ، فمنعت جميع الصحف الفرنسية من الدخول إلى تلك الدولة .

أما المسلمون فيتهمون بالباطل ، ويروج – بالباطل - عنهم مثل هذه الأكاذيب . ونـزع الحجاب بالقوة من الطالبات ، ومن المؤمنات ، في الوقت الذي تلزم فيه طالبات كلية الشريعة بجامعة الزيتونة بلعب كرة الطائرة ، بملابس قصيرة مع الرجال . بل تلزم بالسباحة بالمايوه الذي لا يستر إلا العورة المغلظة ، على مرأى ومسمع من الرجال ، ومنعت دروس القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، والعلم الشرعي ، والفقه ، والتفسير ، ليسمح للمحطات الإيطالية ، التي تبث أربعاً وعشرين ساعة الدعارة الصريحة المعلنة ، والمحطة الفرنسية التي تبث أربعة عشر ساعة ، ألواناً من أفلام الدعارة ، التي تصل إلى عرض الجريمة عياناً سمح لها لتقوم بغسيل عقول المسلمين ، وتغير أخلاقهم ، وعُيّن الشيوعيون المحترفون المخترقون في أكثر من خمس وزارات مهمة ، منها وزارة التربية والتعليم ، في حين لا يسمح للمسلم المتدين بمجرد الحياة الكريمة ) .

ولنا وقفات مع الثورة التونسية التي عرفت بثورة الحرية والكرامة ، ثورة 17 ديسمبر ، ثورة 14 جانفي ، ثورة الياسمين ، والتي اندلعت شرارة أحداثها في يوم 18 / 12 / 2010 م ، احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السيئة وتضامناً مع المنتحر " محمد البوعزيزي" الذي أضرم النار في نفسه .

عجباً من أدعياء الشجاعة المصطنعة من أمثال " سلمان العودة " ومن على شاكلته ، والتي أظهرها بعد زوال " علي زين العابدين " .. ..

وكان قبل زواله محل تقدير وتمجيد واحترام ، وصدرت عنه مواقف سجلت عليه للتاريخ بما قدم له من ( تزلف ) و ( إشادات ) ومباركة ( سياساته وتوجهاته ومواقفه ) و ( الدعاء له ) بالبقاء والاستمرار لنصرة قضايا الأمة !!! .

وهذا ما يعني أننا أمام معضلة أخلاقية وفكرية يقوم الفرد بالوقوف مع الطاغوت ـ كما يسمونه ـ ويسبح بحمده ، وفي حالة زواله يتظاهر بنصرة الشعوب والحرية !!! .

وشاهدنا هنا .......................

( مدح وثناء " العودة " على حكم " بن علي " ، واصفا إياه بالنظام المتكئ على أبعاده العربية والإسلامية الأصيلة !

وانه لا مشكلة لديه مع الحجاب والمساجد التي تمتلئ بالمصلين .

ومتهما في الوقت نفسه الحركات الحزبية الإسلامية بتشويه واقع ذلك النظام لمشاكل تواجهها تلك التنظيمات من قبل النظام الحاكم وليس لمشاكل يواجهه الإسلام مع ذلك النظام , ونلاحظ هنا أنه يناقض نفسه لأنه كان واحدا من هؤلاء الذين يهاجمون تلك الأنظمة .

فقام بمدح ذلك النظام القائم والثناء عليه بعد زيارته لتلك البلاد , وأن شعائر الإسلام قائمة فيه , وأنه بلد فيه الحرية , وأنه شاهد وضعا مختلفا عن مجريات الواقع , حتى أغضب ذلك المقال الكثير من التونسيين , وطالبوه بالاعتذار ) منقول مع تصرف يسير .

1 ـــ فقال " سلمان العودة " ... في مقالته المعنونة تحت اسم : " الإسلام والحركات " ... والمنشورة في موقعه ... بتاريخ السبت 15 / 4 / 1430 هـ ـ 11 / 4 / 2009 م

( زرت بلداً إسلامياً , كنت أحمل عنه انطباعاً غير جيد ، وسمعت غير مرّة أنه يضطهد الحجاب، ويحاكم صورياً، ويسجن ويقتل، وذات مؤتمر أهداني أخ كريم كتاباً ضخماً عن الإسلام المضطهد في ذلك البلد العريق في عروبته وإسلاميته.

ولست أجد غرابة في أن شيئاً من هذا القيل حدث ذات حين ؛ في مدرسة أو جامعة, أو بتصرف شخصي, أو إيعاز أمني, أو ما شابه.

بيد أني وجدت أن مجريات الواقع الذي شاهدته مختلفاً شيئاً ما ؛ فالحجاب شائع جداً دون اعتراض، ومظاهر التديّن قائمة، والمساجد تزدحم بروّادها من أهل البر والإيمان ، وزرت إذاعة مخصصة للقرآن ؛ تُسمع المؤمنين آيات الكتاب المنزل بأصوات عذبة نديّة ، ولقيت بعض أولئك القرّاء الصُّلحاء؛ بل وسمعت لغة الخطاب السياسي ؛ فرأيتها تتكئ الآن على أبعاد عروبية وإسلامية، وهي في الوقت ذاته ترفض العنف والتطرف والغلو، وهذا معنى صحيح، ومبدأ مشترك لا نختلف عليه .

استوحيت من التفاوت الذي أدركته بين ما شاهدته وبين ما كنت أسمعه أهمية الانفتاح بين الأمصار الإسلامية, وضرورته في تصحيح الصورة الذهنية المنقولة، كضرورته في تغيير الأوضاع القائمة, وإحداث التأثير الإيجابي المتبادل، وأنه في جو العزلة والانغلاق تشيع الظنون، وتكبر الأحداث الصغيرة، وتتسع الهوّة والفجوة، ويفقد الناس المعلومات فيلجؤون إلى الشائعات، أو الحقائق الجزئية ليعتمدوها في تكوين النظرة الكلية.

لست أعني أنني وجدت عالماً من المثل والكماليات والفضائل، وقد لا تخطئ عينك أو أذنك همساً يسأل بتردد وخوف، وكأنه يحاذر عيوناً أن تراه وآذاناً أن تسمعه.

بيد أن الصورة كانت مختلفة شيئاً ما، وهذا ما حدا بي إلى أن أقول لجلسائي إن علينا أن نفرّق بين الإسلام وبين الحركات الإسلامية.

قد يضيق نظام حكم ما بالحركات الإسلامية؛ بسبب الخوف وعدم الاطمئنان, أو المغالبة السياسية أو المزاحمة، وقد يقع لبعض الحركات أن تنفتح نحو السياسة وتضخم دورها وأهميتها، وكأن الإمساك بأزمتها يعني نهاية المشكلة والمعاناة، وهي رؤية ضيقة تجاوزتها حركات كثيرة؛ أدرَكَتْ أن التغيير يجب أن يستهدف سلوك الفرد وعقله, ومنحه الخبرات والمهارات والمعارف والأفكار الصحيحة، وليس أن نتصارع على الكراسي والمناصب بإقصائية متبادلة، وكل طرف يقول: أنا أو الدمار.

والعاقل يدرك اليوم أن الاقتصاد يمثل قوة ضغط لا يستهان بها، وقُل مثل ذلك في الإعلام، أو في التعليم، أو في مؤسسات المجتمع المدني، ومعاناة الأمة ليست في ساستها فحسب، بل في أنماط تفكيرها، ومسالك عيشها بما يتوجب معه اعتماد نظرة أوسع أفقاً، وأبعد عن المصادرة والأحادية والإقصاء والتصارع على السلطة، وأكثر هدوءاً وإدراكاً لإمكانيات الإصلاح والتغيير.

أسلوب المغالبة السياسية ضَيّقَ على كثير من المناشط, وحرمها من حقها المشروع في الحياة والمشاركة.

وهذا له حديث خاص قادم بإذن الله..

ما أردت قوله: أن من المجتمعات والأنظمة ما يضيق ذرعاً بحركة إسلامية تزاحمه في سلطته, أو تعتمد معارضة صرفة قد لا يحتملها، ولكن قد لا يضيق ذرعاً بالإسلام ذاته، بل ربما تقبله بقناعة، أو تقبله على أساس الأمر الواقع، أو حاول أن يعوض ويمنع الدعاية السلبية ضده باعتماد مدرسة إسلامية قد تكون ملونة باللون الذي يحب ويختار، ولكنها تستجيب لحاجة التدين في النفوس.

ليس إِدّاً من القول أن نصرح بأن الإسلام أكبر من الحركات وأبقى , والحركات هي محاولة بشرية يعتريها الخطأ, وتفتقر إلى التصحيح والاستدراك الدائم, ومحاربة روح التعصب والإصرار والإمعان، وقبول المراجعة، وتعاهد الناس بالتفريق بين التدين بالإسلام الذي هو حق الله على عباده؛ كما في محكمات الكتاب والسنة، وبين رؤية ظرفية اجتهادية, قد يحتشد حولها جمع من الناس فيصيبون ويخطؤون.الإسلام أكبر من الدول والحكومات و المؤسسات، وكل أوعيته تذهب وتجيء ويبقى الإســــــــــــــــــــــــــــلام , " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر : 9 .

وللحديث أطراف ذات أهمية؛ سأستكمل عرضها في مناسبات قادمة بإذن الله ) إ . هـ .

2 ـــ وما قاله " سلمان العودة " .. .. .. في محاضرته المعنونة تحت اسم : ( صناعة المستقبل ) والتي أقيمت بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالدمام ... الثلاثاء 9 / 6 / 1430هـ ـ 2 / 6 / 2009 م .

المقطع 33 : 40 : 1 / 35 : 49

( زرنا عدد من البلاد مصر المغرب حتى تونس ، أنا زرت تونس وكتبت مقالاً ، العديد من الاخوة يعني انتقدوا هذا المقال ، يقول لي واحد أمس إنوا في عشرة آلاف رابط ، لا حول ولا قوة إلا بالله .

المقال هذا ما كتب لمدح أحد ، وليس من عادتي أن أمتدح أحداً أو أذم إلا بقدر معتدل يحقق المصلحة ، ولكن كان المقصود إنوا مع الانفتاح الاعلامي ، مع الانفتاح الاقتصادي ، حتى والاجتماعي يكون هناك تغيرات في الأوضاع ولذلك علينا أن نستثمر هذه الانفتاحات ، وأن نشجعها بين الدول الإسلامية ، والمجتمعات الإسلامية ) إ . هـ .

3 ـــ وقبل " أيام " من سقوط وهروب الرئيس التونسي " ابن علي " وزوجته " خلسة " من تونس بعد المغرب من مساء يوم الجمعة 14 / 1 / 2011 م .
كان دفاع " سلمان العودة " عن النظام التونسي دفاعاً مستميتاً !!!
ومن موقعه " الإسلام اليوم " أدين " سلمان العودة " .. .. ..
فتعالوا أيها القراء الكرام وتمعنوا في محاضرته التي كان الثعلب " سلمان " يحذر من الخروج عن طاعة ولاة الأمور , لتهدئة الأوضاع في تونس , ويحذر من انقطاع الصلة بين السلطة والشعوب .


السبت 26 / محرم " 1 " / 1432 هـ ـ 1 / 1 / 2011 م

الإسلام اليوم / عبد الله جبريل

حذّر الشيخ سلمان بن فهد العودة ( المشرف العام على مؤسسة " الإسلام اليوم " ) من انقطاع الصلة بين السلطة والناس ، داعيًا المجتمعات العربية والإسلامية إلى أخذ العبرة من الأحداث التي تجري حاليًا في المجتمع التونسي .

وقال العودة : " إننا ننظر كيف أنّ بلدًا كتونس كان مضرب المثل في الاستقرار الأمني في دول المغرب الإسلامي ومن شرارة واحدة وحالة فقر يحرق شاب نفسَه ثم تطاير الشرارة وتنتقل من مدينة إلى أخرى حتى حصلت تغيرات وزارية ، ورب ضارة نافعة " .

وأكّد الشيخ سلمان في محاضرته مساء الخميس بملتقى " خير أمة " الذي ينظّمه فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات على أهمية العلاقة بين السلطة والناس وأنّ انقطاع هذه العلاقة هو خطر قد يؤدّي بالبقية الباقية من الاستقرار في البلدان الإسلامية بسبب انفلات الحبل وضياع الزمام .

وشدّد على أنّ السمع والطاعة مطلب أمني ومن دون هذا المعنى فلن يكون للمجتمعات وجود ، ولهذا كان الأمر من الله سبحانه " واسمعوا وأطيعوا " ، وقال رسول الله : " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية " ، موضحًا أن المقصود هو أن يكون تفاعل بين الطرفين وكما جاء في الحديث .

وتحدّث الشيخ في عشر نقاط عن الأمن كقيمة للحياة ، فأكّد على قيمة الأمن والإيمان وأن أهمية الأمن مرتبطة بتحقيق الأمن العاطفي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي والصحي والغذائي والأمن السياسي والفكري .

وفي حديثه عن ضرورة الأمن السياسي ، والعلاقة بين السلطة والشعوب قال الشيخ العودة : إنّ من سنة الله - سبحانه وتعالى - أنّ هذا المبدأ ليس اتجاهًا واحدًا وإنّما هو اتجاه مترابط حتى قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث عجيب قال : " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ " . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ فَقَالَ : " لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " .

وأوضح أنّ المقصود في هذا الحديث أن العلاقة هي أن تحب ولي الأمر ويحبك ، وإذا بغضته يبغضك وتلعنه يلعنك أو تمدحه يمدحك ، هذا يؤكّد على أهمية الوعي بالتفاعل بين جميع الأطراف بين الأب والابن ، والمدرس والطالب ، الزوج والزوجة .. وأنه ليس مطلوبًا من جهة واحدة فقط أن تقوم بواجباتها والجهة الأخرى تتفرج ، وإنّما المطلوب أن يكون هناك تفاعل من الجميع ، والمعروف هو أساس العلاقة كما قال النبي " صلى الله عليه وسلم " .

وأكّد فضيلته أن الخوف من البطش أو من السجن ، أو الخوف من الحاكم .. ليس هو سبب الاستقرار ، وإنما سبب الاستقرار الخوف عند من يهمّ بالجريمة، لكن الإنسان العادي سبب الاستقرار عنده هو الرضا على الأقل أو دعنا نقول القبول إنه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِه " ) .
رد مع اقتباس