عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-28-2013, 10:56 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,371
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد أظهر الكاتب المردود عليه تراجعه عن نسبة إعلاله الحديث للإمام النسائي، والإمام الدارقطني، والإمام ابن عبدالهادي رحمهم الله، وذكر أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، ولكنه للأسف تراجع عن شيء ووقع في تخاليط جديدة ولم يتراجع عن أشياء واضحة جداً ، وبيان ذلك كالآتي:

أولاً: زعم أني أعل بعنعنة الأعمش، وأوهم أن هذا قولي، وأني أعل بعنعنة الأعمش مطلقاً، وهذا إما من جهله وإما من تلبيسه، فالله أعلم بما في نفسه .

وذلك أنه هو نفسه الذي أعل الرواية الموقوفة بتدليس الأعمش، فجميع كلامه رد عليه لو كان يعقل!

قال ذلك المتعالم: [والمحفوظ أنه موقوف من قول عبد الله بن عمرو ؛ على أنه لا يصح عنه كذلك موقوفاً ؛ بسبب علة تدليس الأعمش المشهورة عنه ؛ والتي أشار إليها أبو حاتم نفسه بأنه قليل السماع من مجاهد وأن غالب روايته مدلسة عنه !!] هذا كلامه بحروفه!!

فهو قد ضعف إسناد الأعمش معلاً له بالتدليس، ثم في الوقت نفسه يجعل هذه الرواية التي ضعفها هو معلة للرواية الصحيحة؟!!


ثانياً: لا يشك أحد في وقوع التدليس من الأعمش، واختلف العلماء في وصفه بالكثرة والقلة، وهذا لاختلافهم في إطلاق لفظ التدليس على المرسل الخفي من عدمه.

والذي يتحقق عندي أن الأعمش وقتادة وأبا إسحاق السبيعي والحسن البصري كلهم قليلو التدليس، ولكنهم يقع منهم الإرسال كثيراً، فإذا ثبت لهم السماع من راوٍ فإن تدليسهم عنه قليل، إلا في رواة سمعوا منهم أحاديث قليلة لكنهم أكثروا عنهم الرواية..

ومثال ذلك رواية الحسن البصري عن سمرة بن جندب، فقد سمع منه أحاديث قليلة، بل قيل إنه لم يسمع منه إلا حديث العقيقة-وفي هذا الحصر نظرٌ-، ولكنه أكثر نوعاً ما عن سمرة، لذلك يغلب على الظن أنه أكثر من التدليس عن سمرة رضي الله عنه.

كذلك الأعمش هو قليل التدليس، لكنه قليل السماع أيضاً من مجاهد، ومع ذلك أكثر عنه، ولذلك أعل أبو حاتم رواية الأعمش هنا بالتدليس، حيث قال: "وأنا أخشى ألا يكون سمع هذا الأعمَشُ مِنْ مُجَاهِدٍ، إنَّ الأعمَشَ قليلُ السَّمَاعِ مِنْ مُجَاهِدٍ، وعامَّةُ مَا يَرْوِي عَنْ مجاهدٍ مُدَلَّسٌ" .

فهذا المتعالم لم يفرق بين الكلام في عنعنة الأعمش مطلقاً، والكلام في عنعنة في بعض الأحاديث أو في روايته عن بعض الرواة على سبيل الخصوص!

والعجيب أنه هو نفسه الذي أعل بتدليس الأعمش، فالعجب أنه عاب علي ذلك، وأوهم أني أعل بعنعنة الأعمش مطلقاً، ونسي نفسه!!


ثالثاً: من منهج الحلبي وأشباهه من أهل البدع أنهم يحتجون بأخطاء العلماء لتبرير باطلهم، فبدل أن يتوب هذا الكاتب المتعالم، لكونه ضعف حديثاً بجهل وباطل، أخذ يبرر لنفسه بأن الشيخ الألباني ضعف أحاديث في صحيح البخاري، فالحكم الذي نزلته عليه، يلزمني أن أنزله على الإمام الألباني !!

وهذا من تمام جهله ..

فالإمام أحمد رحمه الله ذكر أن الذي يقول إن الضمير يعود على المضروب أو آدم في حديث "خلق الله آدم على صورته" فهو جهمي، لا يلزم منه أن يقال: إن الإمام أحمد وصف الإمام ابن خزيمة ومن تبعه في قوله في عود الضمير بالتجهم!


وهذا ما وقع للحدادية، حيث رموا الشيخ الألباني بالتجهم، ولم يفرقوا بين الكلام المطلق، والكلام على المعين..

وهذا نفسه ما وقع للكاتب الجاهل، حيث زعم أني أصف الشيخ الألباني بالمليبارية وهدم السنة، لظنه أنه يمشي على طريقة الشيخ الألباني!!

وهذا من جهله..

فالذين وقع في كلامهم نقد لبعض الأحاديث في الصحيحين إنما بنوا نقدهم على القواعد المقررة عند أهل الحديث، لم يعلوها بقواعد مبتدعة، أو بجهل وغباء وسوء فهم..

فهذا الكاتب عنده قواعد بدعية في كلامه على الأحاديث منها غلوه في قضية تفرد الصدوق، وعدم فهمه لمنهج الأئمة في الإعلال وعدمه برواية الصدوق، وكذلك في إطلاقه التساهل على الحافظ ابن معين والحافظ النسائي، وكذلك فهمه المنكوس لكلام أبي حاتم وابن عبدالهادي مما نتج عنه تضعيفه لحديث صحيح بالإجماع، ولا وجه لإعلاله على طريقة أهل الحديث ..

وبدل أن يشكر لي تنبيهه، وبيان بطلان كلامه، أظهر التراجع عن شيء، وأصر وكابر وعاند في أشياء أخرى، بل أخذ يفتري عليَّ، وينسب إلي ما هو واقع فيه من البلاء!

فهو أعل بعنعنة الأعمش تبعاً لأبي حاتم، وزاد عليه تضعيف الرواية الموقوفة، واتخاذ الرواية المعنعنة من الأعمش سبباً لتضعيف حديث صححه إمام العلل محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله..

فتغافل عن صنيعه، وأخذ يفتري علي فيما يتعلق بعنعنة الأعمش!!

فحسبه الله ..

تنبيه: أخشى أن يستدرك ذاك الجاهل على كلامي، ويقول: إن ابن خزيمة بعد الإمام أحمد!! وهذا أمر واضح، لكن الكلام حول تنزيل كلام الإمام أحمد المطلق على الشخص المعين سواء كان قبله في الزمان أو معاصراً له، أو بعده!

رابعاً: قال ذلك الجاهل ضعيف البحث، قليل الاطلاع "بل إن شيخنا الألباني لا يرى تدليس الأعمش أصلاً ! ولم أره أعل حديثاً بتدليس الأعمش ؛ فهل ستفتري على الألباني أيضاً !"

والواقع أن الشيخ الألباني رحمه الله أعل عدة أحاديث بعنعنة الأعمش منها حديث الصورة المشهور والذي رواه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما ..

ولكن هذا ليس موضوعي، وقد ذكرت ما يظهر لي فيما يتعلق بعنعنة الأعمش رحمه الله..


خامساً: حديث : "ليس الواصل بالمكافئ" صحيح بالإجماع، ولا تعل رواية الأعمش رواية من وصله، لاحتمال عدم سماعه من مجاهد حسب ما ذكره الإمام أبو حاتم -وليس حسب كلامي!-، وحسب ما انتقاه إمام العلل البخاري، ووافقته عليه الأمة الإسلامية إلا المليباري الجديد المجادل العنيد..

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
رد مع اقتباس