عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-27-2018, 03:30 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,371
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي الأنبياء والرسل بشر، وليس فيهم امرأة، ولا من البدو الرحّل

الأنبياء والرسل بشر، وليس فيهم امرأة، ولا من البدو الرحّل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام خير خلق الله، واصطفاهم الله لرسالاته، وهم أكمل الخلق وأفضلهم، عصمهم الله من الوقوع في الشرك والكبائر وأفعال الخسة وخوارم المروة، ولا يتعمدون المعصية وإن صغرت، ومن وقع في ذنب عن اجتهاد وفق للتوبة منه سريعاً.

ومن صفاتهم أنهم ذكور لما في جنس النساء من الضعف والنقص الخِلقي، فلا يوجد في النساء نبية، وإنما يوجد في النساء صِدّيقة وصالحة وشهيدة.

ومن صفاتهم أنهم من القرى وليس منهم أعرابي يتنقل خلف الكلأ.

وقد نقل غير واحد الإجماع على ذلك، وإنما وقع الخلاف متأخراً فهو باطل، لمخالفته النص، ومخالفته الإجماع السابق.

والدليل على أن الأنبياء ذكور ومن أهل القرى قول الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى } [يوسف: 109].

قال أبو جعفر ابن جرير الطبري في تفسيره(16/ 293-شاكر) : "يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا، يا محمد، من قبلك إلا رجالا لا نساءً ولا ملائكة (نوحي إليهم) آياتنا، بالدعاء إلى طاعتنا وإفراد العبادة لنا (من أهل القرى) ، يعني: من أهل الأمصار، دون أهل البوادي".

ثم روى بسند صحيح عن قتادة، في قوله: (وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى) ، لأنهم كانوا أعلم وأحلم من أهل العَمُود.

ورواه ابن أبي حاتم (7/ 2210) بلفظ: "وما نعلم أن الله أرسل رسولا قط إلا من أهل القرى، لأنهم كانوا أعلم وأحلم من أهل العمود"

وقال السمعاني (3/ 72) : " قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ: لم يبْعَث الله نَبيا من بَدو، وَإِنَّمَا بعث الله الْأَنْبِيَاء من الْأَمْصَار والقرى. وَقَالَ أَيْضا: لم يبْعَث الله نَبيا من الْجِنّ وَلَا من النِّسَاء، وَقيل: لم يبْعَث الله نَبيا من الْبَادِيَة لغلظهم وجفائهم، وَأما أهل الْأَمْصَار فهم [أحن] قلوبا وأذكى وأفطن فِي الْأُمُور؛ فَلهَذَا بعث الله الْأَنْبِيَاء مِنْهُم" .

وقال القرطبي في تفسيره(9/ 274) : "أي أرسلنا رجالا ليس فيهم امرأة ولا جني ولا ملك، وهذا يرد ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن في النساء أربع نبيات حواء وآسية وأم موسى ومريم". وقد تقدم في" آل عمران" شي من هذا.
" من أهل القرى " يريد المدائن، ولم يبعث الله نبيا من أهل البادية لغلبة الجفاء والقسوة على أهل البدو، ولأن أهل الأمصار أعقل وأحلم وأفضل وأعلم. قال الحسن: لم يبعث الله نبيا من أهل البادية قط، ولا من النساء، ولا من الجن. وقال قتادة:" من أهل القرى " أي من أهل الأمصار، لأنهم أعلم وأحلم.
وقال العلماء: من شرط الرسول أن يكون رجلا آدميا مدنيا، وإنما قالوا آدميا تحرزا، من قوله:" يعوذون برجال من الجن" [الجن: 6] والله أعلم.

وقال العلامة ابن القيم في طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص: 416): "قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِى إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَي} [يوسف:109] ، فهذا يدل على أنه لم يرسل جنياً ولا امرأة ولا بدوياً، وأما تسميته تعالى الجن رجالاً فى قوله: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرَجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} [الجن:6] ، فلم يطلق عليهم الرجال، بل هى تسمية مقيدة بقوله: {مِنَ الْجِنِّ} فهم رجال من الجن ولا يستلزم ذلك دخولهم فى الرجال عند الإطلاق كما تقول: رجال من حجارة، ورجال من خشب ونحوه".

تنبيهان:

التنبيه الأول: البدو في الاصطلاح اليوم يراد بهم الذين ينتسبون للقبائل سواء كانوا في المدن أو القرى أو البراري، والحضر هم نوع من المتمدنين، والذين اختلطت لهجاتهم بلهجات الأعاجم، وكثير منهم لا ينتسب للقبائل المعروفة.

وهذا اصلطاح حادث، ومعظم من يقال لهم بدو هم حضر مدنيون في اللغة والشرع.

التنبيه الثاني: قول الله تعالى: {وجاء بكم من البدو} ليس فيه دليل على أن يعقوب عليه السلام وولده يوسف وكذلك بقية أولاده على القول بنبوتهم لم تقع لهم النبوة وهم في البادية، بل كان يعقوب نبياً قبل انتقاله للبدو، فقد كان يسكن في بلدة حبرون عند والده إسحاق، ثم بعد وفاة إسحاق عليه السلام حصلت أمور جعلت يعقوب وبنيه ينتقلون إلى أرض العربات من الشام، وأوتي يوسف عليه السلام النبوة في مصر، وكذلك بقية أولاد يعقوب على القول بنبوتهم حصلت لهم بعد استيطانهم مصر. والله أعلم


فالمراد بأن الأنبياء عليهم السلام لا يوجد فيهم بدوي يراد بهم البدو الرحل الذين ليسوا من سكان القرى والمدن.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
11/ 6/ 1439 هـ



التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 02-27-2018 الساعة 04:32 PM
رد مع اقتباس