عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-02-2019, 06:25 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي من أعجب الأحاديث في فضل الأذان

من أعجب الأحاديث في فضل الأذان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالأذان من شعائر الإسلام الظاهرة، ومن الأذكار عظيمة الأجر والثواب، والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة، وهم من خيار عِباد الله، وأمناء الناس على صلاتهم، وسحورهم، وإفطارهم، ودعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمغفرة، ولو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول من الأجر ثم لم يجدوا إلا أن يقترعوا عليه لاقترعوا، ويعجب ربنا من مؤذن في بادية على رأس جبل فيغفر له ويكتب له الجنة، ويشهد للمؤذن كل من سمعه من إنس وجن وشجر وحجر ورطب ويابس، ويصدقونه، ويستغفرون له، وله مثل أجر من صلى معه، وإذا كان في فلاة فأذن وأقام صلى خلفه من الملائكة ما لا يُرى طرفاه، والمؤذن ناطق بالتوحيد، قائل بالفطرة، موعود بالجنة، ومن أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بكل أذان ستون حسنة، وبكل إقامة ثلاثون حسنة.

ومن يردد وراء المؤذن صادقا من قلبه دخل الجنة، وإذا ردد وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه عشرا، فإذا قال حين يسمع النداء: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه، فإذا قال: «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته» وجبت له شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ووقت الأذان تفتح أبواب السماء، والدعاء بعد الأذان مستجاب.
وإذا أذن المؤذن أو أقام هرب الشيطان وله ضراط، فإذا انتهى من الأذان عاد ليحول بين المرء وصلاته..

ومن أعجب الأحاديث في فضل الأذان :

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة ويكفر عنه ما بينهما».
رواه عبدالرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة، وإسحاق في مسنده، والإمام أحمد، والبخاري في خلق أفعال العباد-مختصرا- ، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم وهو حديث صحيح [صحيح أبي داود-الأم-(رقم528)].

وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدّم، والمؤذن يغفر له مَدَّ صوته، ويُصَدِّقه مَن سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه».
رواه الإمام أحمد، وابنه عبدالله في زوائد المسند، والنسائي، والروياني، والسراج في مسنده، والطبراني في الأوسط، وغيرهم من طريق قتادة عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء. وصحح شيخنا الألباني سنده في الثمر المستطاب، وفي صحيح أبي داود-الأم، وقال المنذري: «إسناده حسن جيد»، وجود سنده ابن الملقن، وصححه ابن السكن.

والمراد بمغفرة مدى صوته –فيما يظهر- أن المسافة من المؤذن إلى نهاية مدى صوته من جميع الجهات لو كانت ذنوبا لغفرها الله، كما تغفر ذنوب العبد ببعض الأذكار ولو كانت الذنوب مثل زبَد البحر.

ومعنى «وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة»، وفي بعض الروايات: «درجة»، وفي بعضها: «حسنة»، هذا فضل الصلاة في جماعة. وكما هو معلوم في بعض الأحاديث: «صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذِّ بسبع وعشرين درجة» متفق عليه، والفذ أي من يصلي منفردا.
وقوله: «ويكفر عنه ما بينهما» أي ما بين الصلاتين، كما ورد في الحديث: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» . رواه مسلم.

فليحرص المسلم على الأذان لينال هذا الأجر العظيم، وأولى الناس بالأذان من يكون معيّنا من السلطان أو من ينيبه السلطان في ذلك كوزير الشؤون الدينية، ثم من يكون أندى صوتاً، واتصف بمواصفات المؤذن من أمانة وصدق ومعرفة بالوقت، ولا يطرّبه بحيث يخرج عن طبيعته، بل يكون أذانه سمحا.

ومن لم يؤذن فلا يفرط في متابعة المؤذن، وتحصيل الأجور المترتبة على ترديد الأذان، والأذكار بعده.
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
3/ 2/ 1441هـ
رد مع اقتباس