عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-18-2020, 11:46 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي لا تتفاجأ ولا تستغرب فهذا هو الواقع بين أهل السنة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة شئتَ أم أبيتَ

لا تتفاجأ ولا تستغرب فهذا هو الواقع بين أهل السنة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة شئتَ أم أبيتَ:

العالم الرباني أو طالب العلم المتميز إذا أحببتَه، وفخمتَ من أمره في نفسك فلا يعني أنه سيفتيك أو سيوافقك على كل ما تظنه صوابا ..

فالعالم السلفي أو طالب العلم السلفي يتعامل مع القضايا والمسائل وأمور الرجال جرحا وتعديلا بما يصل إليه علمه، وبما يراه حقا موافقا للصواب، وبما يظنه أنه يبلغه مرضاة الله سبحانه وتعالى، ولا يكون اختياره ولا ترجيحه ولا فتياه بما يهواه الجمهور، أو ما يريده الناس، أو ما يكون أحب إلى نفس السامع أو المشاهد!

حسب العالم السلفي أو طالب العلم السلفي أن يكون صاحب منهج سلفي، وأن يكون متحريا للصواب، وأن يكون رجاعا للحق، وأن يكون متمكنا في العلم، وأن يكون شجاعا في بيان ما يعتقده من حق فلا يداهن، ولا يستسلم لرغبات بعض طلابه أو بعض بطانته أو بعض أحبابه وأصدقائه..

مثلا: من العلماء السلفيين المعروفين بالسنة ما زال يحسن ظنه ببعض المفتونين وأهل الهوى، فقد يستغرب بعض السلفيين كيف يدافع هذا العالم السلفي أو طالب العلم السلفي المتميز عن هذا الشخص المنحرف؟

فالموقف السلفي هو تحسين الظن بالعالم السلفي أو طالب العلم السلفي، والأخذ بالحق، ورد الباطل، ومحاولة إيصال ما تعلم من حال هذا الشخص المنحرف لهذا العالم أو طالب العلم.

أما الموقف الحدادي فيكون بإساءة الظن بالعالم أو طالب العلم، ومحاربتهم، والتشكيك في سلفيتهم، بل قد يصل الأمر إلى إلحاقهم بذلك المجروح المفتون.. فلم يترك الحدادية عالما إلا طعنوا فيه وشككوا في سلفيته..

وعامة طعون الصعافقة في أهل العلم السلفيين أو في طلاب العلم السلفيين يعود إلى هذا الأمر، فيريدون من العلماء وطلاب العلم أن يكونوا سيقة لطباخي الفتن، وأن يكونوا معهم في أهوائهم وفتنتهم وإلا وجهوا سهامهم إليهم..

فالعالم وطالب العلم هم بشر، يخطئون ويصيبون، فنجتهد في الوصول للحق لكن بالطريقة الصحيحة وليس بالطريقة الباطلة..

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟ *** كفى المرء نُبلاً أن تُعَد مَعايبه

وسأذكر قصة حصلت معي منذ عدة سنوات :

كان بعض الطلبة يحضرون دروسي، ويحرصون على مجالستي، ويطرحون أسئلتهم عليه باستمرار، وكانت بيني وبينهم مودة، ثم تواصل معي طالب من بلاد مجاورة لبلادهم، وأظهر السنة، وأنه مريض، وأنه يستجيب للنصيحة، فعاملته بأخلاقي، وعاملته التعامل الحسن، فغضب أولئك الإخوة، وقالوا هذا أمره منتهي عندنا، وعليه ملاحظات! فأرادوا إلزامي برأيهم وأحكامهم..

فقلت لهم: هاتوا أدلتكم، وهو يأتي بأدلته، وأنظر في الأمر وبناء عليه أتخذ موقفا، ولا أقلدكم..

فأبوا، ورفضوا الجلوس معه، ثم انفضوا عن مجلسي، ولم يعودوا إليه!!

فهؤلاء سلكوا نفس طريقة الصعافقة وأهل الفتن، ولم يحترموا شيخهم، ولا أستاذهم، ولا سلكوا الطريق الصحيح في الحكم على الأشخاص في هذه الحادثة..

طبعا بالنسبة لي أنا حاليا لا أحذر منهم، ولا أصفهم بأنهم صعافقة، ولكن بينت لكم نموذجا لما قد يفعله بعض الشباب السلفي من التهور والتسرع والتصرف البائس البغيض رغم أنهم سلفيون وطيبون في الجملة..

وبُعدُهم لم يؤثر فيّ، ولم ينقص مني شيئا، بل ارتحت من بعض الإزعاجات، ولا يضرون إلا أنفسهم، وأرجو من الله أن يكونوا تركوا الشدة والتعنت الذي كان عندهم ..

وهذا النموذج يوجد له نظائر لا تحصى بين الشباب السلفي في مختلف الدول، قد يرفعون شيخا إلى السماء لكونه تكلم في فلان شخص معين يبغضونه، ثم إذا أثنى على فلان ممن يبغضونه أنزلوا هذا الشيخ نفسه إلى أسفل سافلين!

وهذا فعل منكر بغيض، ليس من فعل السلفي الصادق، لكنه مما يقع، ويحصل لكثير من الناس.

فيحرص السلفي على أن يلازم العدل في الغضب والرضى ومع الصديق والعدو ، وأن يجتهد في تطهير نفسه من هذه الأمراض ..

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ..

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
1/ 3/ 1442هـ
رد مع اقتباس