عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 06-04-2018, 03:24 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة السابعة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(6) خرج الدكتور ما أورده في المتن هكذا: «يحيى قال: وحدثنا الحسن بن دينار، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا هل عسى رجل يكذبني وهو متكئ على حشاياه، يبلغه الحديث عني فيقول: يا أيها الناس: كتاب الله: ودعونا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم».

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للحديث:

1- قال في الحكم عليه: «منكر جداً» وذكرت هذا لبيان اضطرابه في طريقته في الحكم على الأحاديث والآثار، وأنه لم يلتزم طريقة معينة، كما يتبين هذا من قراءة هذه الحلقة مع سابقاتها.
مع أن متن الحديث ليس منكر المعنى، والحديث بمعناه أحاديث صحيحة كثيرة كما أور ذلك الدكتور البخاري نفسه.

لذلك كان كلامه في الطبعة القديمة أصح وأدق حيث قال في الحكم عليه: «إسناده ضعيف جدا وهو مرسل، والحديث له شواهد يصح بها معناه».

2- أعل الإسناد برواة تفسير يحيى بن سلام رحمه الله، وسبق التنبيه على أخطائه في هذا عند ذكر الملاحظات على تخريجه لرقم(4).

3- قال الدكتور: «ولم أقف على من أخرجه من طريق المصنف ولفظه».
التعليق:
قال معمر بن راشد في جامعه(10/ 453 رقم19684) عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هل عسى أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على حشاياه يحدث عني بالحديث فيقول: ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن لنا بذلك».
وسنده مع إرساله : منقطع، معمر لم يسمع من الحسن ولم يره كما قال الإمام أحمد.

4- ذكر الدكتور البخاري أن من أحاديث الباب حديث أبي رافع رضي الله عنه، وذكر له طريقين، الأولى منهما طريق موسى بن عبدالله بن قيس عن أبي رافع، ثم ذكر أن الذي رواه عنه «الليث بن سعد، وسالم المكي»، وخرج رواية الليث من شرح معاني الآثار للطحاوي ومستدرك الحاكم، ورواية سالم المكي من جامع بيان العلم وفضله.

وعلى ما ذكره ملاحظات:

أ- أخطأ الدكتور في ذكر الليث بن سعد، فالذي رواه عن موسى بن عبدالله بن قيس هو أبو النضر سالم بن أبي أمية، وعنه رواه الليث.
رواه الطحاوي في أحكام القرآن، والطبراني في الكبير، والأوسط، والحاكم، وغيرهم من طريق الليث عن أبي النضر سالم عن موسى به.

ب- ممن رواه من طريق سالم المكي: الروياني، والطبراني في الكبير، والأصبهاني في الحجة في بيان المحجة.
جـ- الحديث اختلف فيه على سالم أبي النضر على عدة أوجه منها رواية الليث، وانظر: العلل للدارقطني(7/ 8 رقم1172).

5- قال الدكتور في تخريج رواية مالك عن سالم أبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع به: «أخرجه ابن حبان في صحيحه(1/رقم13الإحسان) وصححه»!! وهذا معيب لتكراره ما يدل على تصحيح الحديث عند ابن حبان، وسبق التنبيه على خطأ هذا الصنيع.

6- عزا الدكتور رواية مالك عن سالم أبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع عن أبيه إلى ابن حبان والحاكم، وذِكْرُه للحاكم خطأ، فالحاكم رواه من طريق مالك عن أبي النضر عن عبيدالله بن أبي رافع مرسلاً لم يذكر أباه، وهذا ظاهر في المستدرك، ونبه عليه الحافظ ابن حجر حيث قال في إتحاف المهرة(14/ 251) : «ولم يذكر أبا رافع، بل أرسله - وكذا هو في "الموطأ"».

7- قال الدكتور في تخريج رواية ابن عيينة: «واللالكائي في شرح السنة(1/97) –وعلق بقوله: قلت: وذكر نصر بن زيد بن أسلم في الإسناد وهم..» إلى آخره.
التعليق:
هنا وقع تحريف بزيادة كلمة «بن» بين نصر وزيد، فعبارة اللالكائي: «وذِكْرُ نصرٍ زيدَ بن أسلم في الإسناد وهم». ونصر هو نصر بن علي الجهضمي.
وقد خلت الطبعة القديمة من هذا التحريف!!

8- قال الدكتور: «لم يتفرد ابن عيينة به، بل تابعه عليه: مالك بن أنس والليث بن سعد كما مر آنفا».
التعليق:
أما الإمام مالك فأكثر الروايات عنه أنه رواه مرسلاً مخالفا لرواية ابن عيينة الموصولة كما سبق التنبيه عليه لما عزاه الدكتور للحاكم فأوهم أنه موصول، وهنا يكرر خطأه.
وأما الليث فروايته عن سالم أبي النضر عن موسى بن عبدالله بن قيس عن أبي رافع، فهي مخالفة لرواية سفيان في ذكر شيخ سالم أبي النضر، وسبق التنبيه على أن الحديث فيه خلاف على سالم أبي النضر.

9- ذكر الدكتور حديث المقدام رضي الله عنه، وعزاه لأبي داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وقال: «إسناده صحيح».
التعليق:
الحديث رواه أيضاً: الإمام أحمد، والدارمي، وابن حبان في صحيحه، والدارقطني، وخلق كثير غيرهم، ورواه عن المقدام: عبدالرحمن بن أبي عوف الجرشي، والحسن بن جابر اللخمي الشامي الحمصي. وهو صحيح.

10/ قال الدكتور: «وينظر عن جابر بن عبدالله التمهيد(1/152)» ولم يذكر درجة إسناده.
التعليق:
الحديث مروي من طريق محمد بن المنكدر عن جابر، وله عنه طريقان:
الأول: محفوظ الفهري عن محمد بن المنكدر عن جابر.
رواه الطبراني في الأوسط، وابن عبدالبر في التمهيد، وفي جامع بيان العلم وفضله، والخطيب في الفقيه والمتفقه، والهروي في ذم الكلام، وابن عساكر في تاريخ دمشق كلهم من طريق بقية بن الوليد عن محفوظ الفهري عن محمد بن المنكدر عن جابر به.
قال الذهبي في الميزان: «محفوظ بن مسور الفهري. عنِ ابن المنكدر بخبر منكر.
وعنه بقية بصيغة (عن) , لا يدرى من ذا؟» وأقره الحافظ في لسان الميزان.

الثاني: يزيد الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر به.
رواه أبو يعلى، وابن منده في مجلس من أماليه، والخطيب في الكفاية، وفي سنده الرقاشي ضعيف، وإسماعيل بن مسلم المكي ضعيف، وكلاهما-الرقاشي وإسماعيل- من الأئمة من وصفه بالمتروك.
فهو ضعيف من حديث جابر رضي الله عنه.

11- قال الدكتور البخاري: «وعن العرباض بن سارية الإحكام(2/190)». ولم يذكر درجة إسناده.

التعليق

الحديث أخرجه أبو داود في سننه، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، والمروزي في السنة، والطبراني في مسند الشاميين، والبيهقي، والخطيب في الكفاية، وابن عبدالبر في التمهيد، وابن حزم في الإحكام، كلهم من طريق أشعث بن شعبة عن أرطاة بن المنذر عن أبي الأحوص حكيم بن عمير عن العرباض به، وسنده حسن.
وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة(2/ 541 رقم882).
واكتفاء الدكتور بذكر ابن حزم فيمن خرجه معيب، فالحديث في كتاب أبي داود وغيره من الكتب التي هي أشهر، ولو تمعن النظر في كتاب ابن حزم لوجد أنه أورده من طريق أبي داود!

12- قال الدكتور البخاري: «وعن أبي هريرة الإبانة(1/رقم64) والشريعة للآجري(ص/50) وغيرهم». ولم يذكر درجة إسناده.

التعليق:
حديث أبي هريرة روي من عدة طرق:
الأول: من طريق أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
رواه ابن ماجه، والخطيب في تاريخ بغداد، وفي سنده: عبدالله بن سعيد المقبري وهو متروك.

الثاني: من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
راواه أحمد بن منيع في مسنده، والإمام أحمد في مسنده، والبزار في مسنده، والآجري في الشريعة، والهروي في ذم الكلام وغيرهم.
وفي سند غيره أبو معشر نجيح السندي وهو ضعيف.
الثالث: من طريق أبي سعد البقال عن أبي عباد عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
رواه ابن بطة في الإبانة. والبقال ضعيف.
فهو ضعيف من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

واكتفاء الدكتور بذكر الإبانة والشريعة دون ذكر من أخرجه من أصحاب الكتب الستة معيب، فالحديث في كتاب ابن ماجه، وكذلك في مسند أحمد وغيره من الكتب التي هي أشهر فهي أولى بالذكر.

وأكتفي بهذا القدر من الملاحظات على تخريجه للحديث رقم(6).




والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

19/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس